PDA

View Full Version : تمصير مصر


asuty
02-08-2003, 04:38 PM
وقفة مع شريك الوطن :
تمصــــير مصــر !!
بقلم كمال
زاخر
موسى
جاءت كلمات الدكتور حازم أحمد حسنى تحت عنوان " وقفة مع شريك الوطن " ـ
وطنى
20 يوليو 2003 ـ معبرة عن أزمة الفكر المعاصر ، فقد كشفت أننا مازلنا
نحتفظ
بأعصابنا ملتهبة عارية فوق الجلد ، ومازال الإستنفار قائماً كلما كان
الحديث
متمحوراً حول الاقباط ودورهم ومحاولة تفعيل مشاركتهم وتأكيد هويتهم ،
ولمست فى
الوقت ذاته عدة قضايا ابتعدنا عنها كثيراً ، ربما خشية أن تثير ردود فعل
عنيفة
أو قد تفسر وفق نظرية المؤامرة السائدة على أسنة الأقلام على انها تهديد
للسلام
الاجتماعى ، أو قد تُحجب مثيلاتها لخشية صاحب قرار النشر أن يلام من جهة
ما ،
أو يتعرض لحملة شرسة تتهمة بالعمالة والخيانة من اقلام تتربص بكل من يقترب
من
دائرة التنوير، فيؤثر السلامة ، ويقرر أن يبتعد عن " الشر " ويغنى له "
وعلينا
" !! ، وهو ما استشعره كاتب المقال فاستهله بأنه لا يعرف إذا كان مقاله
سيجد
طريقه للنشر أم لا وكيف سيستقبله القارئ !! وهى حيرة يجد الكاتب المهموم
بشأن
الوطن نفسه فريسة لها كلما اقترب من واحدة من الخطوط الحمراء التى لا نعرف
من
رسمها ومن حددها ، وصانعها ليس بالضرورة صاحب سلطة أو جهة سيادية ما بل قد
يكون
صاحب مصلحة فى ان يبقى الحال على ما هو عليه لما استقر له من مصالح ومغانم
أو
تمايز ، وقد يكون فرداً أو جماعة أو تياراً ، له ـ أو لها ـ نوافذ اعلامية
تحاصر عقل رجل الشارع لتشحنه ضد التنوير والاصلاح عبر دغدغة مشاعره واللعب
على
اوتار عواطفه السياسية والدينية والقومية .
ولست هنا متحدثاً بأسم الاستاذ مجدى خليل ، ولا وكيلاً عن اقباط المهجر ،
أو
للدقة مصريو المهجر ، لكننى اجدها فرصة مناسبة لنعمق معاً توجه " الحوار
بين
الشركاء " بعد أن نعبر محطة " الوقفة " ، وعلينا أن نخرج سريعاً من نفق
ازدواجية الانتماء التى صارت تهمة فى مواجهة كل من يحمل جنسية أخرى بجوار
جنسيته المصرية ، حتى لتحرمه من عضوية مجلس الشعب مهما كانت شعبيته ومهما
كان
قرار صندوق الانتخابات ، بينما تم التغاضى عنها عندما احتفينا بالعالم ـ
المصرى
الأصل والأمريكى الجنسية والاقامة والحياة ـ الدكتور احمد زويل بعد حصوله
على
جائزة نوبل فى العلوم ، وكان هو أميناً مع نفسه ومتسقاً مع الحقائق
الموضوعية
عندما أصر فى حديثه فى فعاليات معرض الكتاب ـ فى أول زيارة له لمصر بعد
الجائزة
ـ على التأكيد على اعتزازه بمصريته وعلى انتسابه للولايات المتحدة بآن
بغير
غضاضة ، ولم يشر أحد إلى ازدواجيته ولم يهاجمه احد !! .
الإشكالية الحقيقية ليست فى ان يتحدث أحدهم عن " أمة قبطية " صاحبة حق
تاريخى
فى ارض مصر ، فيواجهه أخر بالحديث عن " أمة اسلامية " استقرت عبر اربعة
عشر
قرناً بالنزوح والإحلال أو بالتحول فصارت صاحبة حق بالاغلبية العديدية فى
نفس
الارض ، لنقع فى صراع وجود لا نهاية له ، الاشكالية الحقيقية والتى يتولد
عنها
هذا الصراع هى تحديد شخصية مصر ، وهى ليست فقط قضية فكرية ، بل تحمل فى
طياتها
حلاً للعديد من الصراعات التى نعانى منها بين الحين والحين ، وقد جربنا ـ
ولازلنا ـ تجربتين تنازلت الاولى عن مصريتنا لحساب التيار العروبى ، ووصل
الأمر
الى درجة محو اسم مصر تماماً واستبداله بالجمهورية العربية المتحدة ـ
الإقليم
الجنوبى ، وبعد انهيار وفشل تجربة الوحدة لم يعد لمصر اسمها ، وحتى عندما
جاء
السادات للحكم واعاد مسمى مصر للحياة عز عليه أن يدعه قائماً بذاته معبراً
عن
تركيبته البشرية العبقرية التى تتعدد فيها الثقافات والاديان والانتماءات
غير
المتصارعة عبر رقائق حضارية متتالية لا تنفى احداها غيرها ، فألحق به صفة
"
العربية " فصارت " جمهورية مصر العربية " فجاء تعليق احد الظرفاء فى كلمة
له
بمجلة روز اليوسف بقوله " يبدو أن هناك فى مكان ما بالعالم مصر اخرى
فاردنا ان
نميز بلادنا فسميناها مصر العربية !! .
اما التجربة الثانية فقد تبنت توجه تديين الوطن واصرت على ان مصر دولة
اسلامية
بل وجاء النص الدستورى حاسما وقاطعاً بأن " دين الدولة الإسلام "
والاقتراب من
هذا المجال يوقعنا ـ وفق السائد ـ فى محاذير قانونية وسياسية وشعبية جارفة
،
ويعد من الكبائر المستوجبة القصاص ، وتفتح علينا ابواب جحيم ثلاثية "
التكفير
والتخوين والمؤامرة !! " ، وقد تضافرت عوامل كثيرة محلية واقليمية ودولية
لتجعل
من هذا التوجه قضية حياة أو موت بالنسبة لمن ينادون به ، فى مواجهة تحديات
يرونها موجهة تحديداً للإسلام ، وليس فقط للمسلمين ، وهى نغمة نشاذ تبناها
احد
رؤساء تحرير صحيفة اسبوعية مستقلة ابان حرب العراق ، وهى حالة تحتاج الى
دراسة
وبحث وعلاج ، وقد ترتب على تنامى هذا التيار أن جردت مصر من روافد حضارية
أخرى
اسهمت فى بناء الشخصية المصرية عبر تاريخها الطويل ، فاختلت التركيبة
المصرية
وسلمتنا الى ما نعايشه من امراض مجتمعية نضحت نتائجها على كل مناحى حياتنا
لعل
ابرزها التفكك الأُسرى والانامالية وضعف الانتماء وآخرها الفساد ، ومن
نتائجها
الخطيرة أننا ما زلنا نتباحث فى الوحدة الوطنية بكلمات مناسبتية هزيلة
ونستدعى
التاريخ لمحاولة اثبات اننا بخير ونتوقف دائما عند شذى وعبير 1919 وكأن
التاريخ
توقف عند تلك الايام ، نتحدث عن الوحدة الوطنية بينما الشارع يمور بأشكال
عديدة
من الفرز والتعصب

asuty
02-08-2003, 04:39 PM
والتعصب المضاد فى موجات قد لا تنتج عنفاً آنياً ولكنها
تعد
له وتحضره .
واللافت للنظر أن هناك من يربط بين الانتماء العروبى والاسلام السياسى
ويوحدهما ، رغم الصراع التقليدى بين التيار العروبى وتيار الاسلام السياسى
،
وفيه يزعم كلاهما بأحقيته فى تجميع الأوطان التى تقع فى دائرته تحت لواءه
،
ويمنعنا هذا الربط القسرى من مناقشة قضايانا المصرية بعيداً عن مظلة
العروبة
لأن هذا يعد عند الرابطين ـ ومنهم للعامة ـ إفتئاتاً على الاسلام ، وقد
اكون
بحاجة لمن يجيب على سؤال : هل الأقباط عرباً وهل أهل النوبة عرباً وهل كل
مسلمى
مصر عرباً ؟!! ، مع عدم المساس بمصرية كل هؤلاء .
ليس عيباً أن لا نكون كلنا عرباً ، فليس فى هذا انتقاصاً للعروبة ، ولا
طعناً
فيها ، بل لتبقى العروبة واحدة من روافد الشخصية المصرية وليست كلها ،
فهناك
البعد المصرى القديم ـ الفرعونى ـ وهناك البعد الأفريقى العمق التاريخى
والجغرافى وهناك البعد المتوسطى الى الجنوب من اوروبا ، ومن كل منهم تتغذى
الشخصية المصرية وتتفرد .
والخطر لا يتوقف عند هذا الحد بل يتخطاه الى قراءة التاريخ بعيون متحيزة
،
فصرنا نحتفى بالغازى ونتغنى بأمجاده ، فهكذا صرنا نقرأ عصر المماليك
والعصر
الأيوبى وحتى العصر العثمانى وقبلهم العصر العباسى وكل دول المحتلين لمجرد
أنهم
حكام مسلمون ، مع انهم اذاقوا المصريين كل انواع الإذلال والهوان ، فى غير
تمييز بين مسلم ومسيحى مع بعض التركيز على الاقباط لجمعهم بين الجرمين :
المصرية والمسيحية ( !! ) وعلى التوازى تم اغفال العصر المصرى القبطى
ونسبناه
الى المحتل الاغريقى والهيلينى .
إن اعادة مصر إلى بعدها المصرى المتعدد الثقافات والجذور سيعود بنا الى
التركيبة المصرية الفاهمة لحتمية التعددية وقبولها ، والتى تنتج بالضرورة
تفعيل
فكر قبول الأخر ـ الذى يصبح شريكاً فى الوطن ـ ويجد فكر المواطنة مكانه
الطبيعى
فى وطن يؤمن بالمساواة ويعدل مواثيقه لتترجم هذه القيم ، ورغم مشروعية هذا
المطلب " تمصير مصر " بمعنى ان ننحاز بغير شيفونية لمصرنا التى عبرت عنها
الرائعة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد بقولها " مصر قبل الأديان ومصر بعد
الأديان "
بغير أن يحسب هذا تعرضاً للأديان أو تعريضاً بها ، أقول أنه رغم مشروعية
هذا
المطلب فإن تحقيقه على ارض الواقع ليس بالأمر اليسير لكنه يبقى ممكناً
بقدر من
الجهد والمثابرة خاصة بعد أن تلوث فكر الشارع عبر أكثر من ثلاث عقود
بالفكر
الأحادى المتطرف .
ولما كان الفكر يواجه بالفكر فإننا لابد أن نطرح بالحاح فكر المواطنة حتى
يحدث
تراكم معرفى بديل يتشربه الجيل الجديد من صبية وشباب اليوم وهم فى حقيقتهم
أكثر
من نصف الحاضر وكل المستقبل ، ولكن بشرط أن يأتى هذا التراكم بشكل متسارع
متخطياً الطرائق التقليدية ، ولعل ادوات الإتصال العصرية تختزل لنا الزمن
فنكسب
منه الرهان ، واتصور أن هناك ثلاث مؤسسات بحاجة إلى مراجعة وهى الإعلام
والتعليم والمؤسسة الدينية على الجانبين ، ويأتى الإعلام على رأس القائمة
خاصة
المرئى منه لأن ما ينتجه من آثار من بث لمدة ساعة واحدة يفوق ما تنتجه
وسائل
الاتصال الأخرى عبر عام بأكمله لما يملكه من وسائل جذب وابهار وتأثير ،
خاصة فى
مجتمع يعانى من الأمية الابجدية والثقافية أيضاً .
أما منظومة التعليم فهى التى تشكل عقل وطرق التفكير عند طالبى العلم
لأجيال ،
وعليها عبء تطوير وتنوير هذه العقول ووضعها على طريق التقدم ، والاتصال
بالعالم
والتفاعل معه بغير عقد ـ استعلاءً أو دونية ـ وبغير قيود خلقتها ثوابت
تحتاج
غالبيتها الى مراجعة وتقييم وتقويم .
أما المؤسسة الدينية فهى بحاجة الى العودة الى دورها المنوط بها بعد أن وتصنع من رموزها
ابطالاً ،
فاختلط عند كثيرون منهم ادوات السياسة مع ثوابت دعوتهم ، فجارت الأولى على
الثانية ووقفت وراء الكثير من ازمات التطرف والفرز .
نحن بحاجة لأن تتحول الوقفة إلى حوار موضوعى ينطلق من فكر المواطنة لا من
ثوابت وجدت مكانها فى العقل المصرى العام ولم يفكر احد فى مدى مصداقية هذه
الثوابت .
غازلتها اضواء السياسة وكادت تجتذبها اضواء الإعلام

iwcab-11
02-08-2003, 05:39 PM
الجمع بين النور والظلمة ، والحق والباطل مش هينفع .. إحنا بندور فى دائرة مفرغة
الموضوع ببساطة إن الإسلام إنتصر وأخد كل حاجة وإذا خسر هيخسر كل حاجة .. مافيش حالة وسط .. المسيحية تخسر بتخسر كل حاجة هتكسب هتكسب كل حاجة
ياإما نبقى مسلمين وعرب يا إما نبقى مسيحيين ومصريين .. يا أبيض يا إسود .. إلى متى نعرج بين الفرقتين

knowjesus_knowlove
02-08-2003, 06:55 PM
الصراع بين البشر والأجناس قديم قدم الصراع بين قايين وأخيه هابيل.
إذن المشكلة هنا ليست مشكلة عرب ومصريين، ولكنها مشكلة عقيدة وفكر شيطانى تسعى للقضاء على أتباع المسيح وإنكار ألوهيته . المشكلة هى الإسلام ولا حل لسلام البشرية إلا حل الإسلام نفسه الذى سيعود غريبا كما بدأ غريبا.

asuty
16-09-2003, 02:26 PM
هوية مصر : قراءة بالإنتقاء وحكم بالهوى !!

بقلم كمال زاخر موسى
عندما يطرح الكاتب رؤيته طرحاً عاماً فهو يتوقع ان تثير لدى المتلقى
قدراً من
رد الفعل ، فهو لا يكتب لنفسه كنوع من الترف الفكرى ، ولقد تعودت على
تباين
ردود الفعل حول اغلب ما أطرحه سواء فى القضايا الكنسية أو العامة ، واحسبه
نجاحاً فى تحريك مياه نهر الشارع المصرى ـ بقدر ـ باتجاه تعميق قيمة
الحوار
ربما ببطء ولكن للأمام ويضاف الى مكتسبات الليبرالية ومن ثم الديمقراطية .
واستأذن القارئ فى ان اتوقف مع الرؤى المختلفة مع ما طرحته مؤخرا متعلقاً
بهوية مصر ، وتحديداً ما تفضل به الاستاذ حسنين كروم ـ صحفى مصرى ـ فى
ثلاث
تعليقات اثنان منهم كتابة تحت عنوان " مناوشات ومبارزات " بجريدة القدس
العربى
التى تصدر بلندن وتوزع بالبلاد الناطقة بالعربية ، والتعليق الثالث على
هامش
ندوة بجمعية " النداء الجديد " ، واكتشفت أننى امام قارئ محترف وكاتب يملك
قدرة
فذة على الانتقاء بشكل يقلب المعنى رأساً على عقب فيأتى الحكم محملاًً
بقدر
وافر من العاطفة الأيديولوجية .
ففى تعليقه الأول يستهله بتعريفى للقارئ بـ " كاتب وكان رجل دين
سابقا ومن خصوم البابا شنودة الثالث وهاجمه مرات كثيرة في الاخبار "
لنصطدم
بالعديد من المغالطات إذ يعرف الكافة أننى لم أكن يوماً رجل دين ولم أكن
كذلك
فى خصومة مع قداسة البابا وما طرحته لم يكن هجوماً بل كانت وجهات نظر
مختلفة فى
شأن كنسى يحتمل الإختلاف ، وقد التقيت بقداسته فى مؤتمر الفكر العربى ـ
اكتوبر
2002 ـ وامتد الحوار بيننا لأكثر من ساعة على رؤوس الأشهاد وكان دافئاً
ومنفتحاً .
ونلحظ أن الاستاذ كروم بعد كل اجتزاء من كلماتى يقول " وهو
يقصد
.... بينما الحقيقة " ويضع على لسانى بين الجملتين ما لم اقله وما لم تشى
به
كلماتى ثم يبنى تحليلاته فى اجابة ممتدة على اسئلة لم اطرحها ، لكنه فى كل
الحالات يكتب وكأنه مطارداً بأشباح تحاول ان تقوض الناصرية والقومية وهو
احد
فرسانها ، بغير أن يخرج من عباءة الستينات التى كانت ساحة مغلقة على
اقلامهم ،
التهمة الرئيسية عنده اننى من دعاة العودة الى المصرية ـ هكذا ـ ومشاركتى
فى
زفة العويل والبكاء على اسم مصر ، ودعاة اتجاه مصر الى اوروبا ، واننا لم
نستفد
من تجربة الوحدة الاوربية لدعم الوحدة العربية ، ولم نؤمن بديمقراطية
اوروبا ،
دعونا نعيد قراءة ماكتبة لعله يرطب قيظ سبتمبر الغريب " وهم رغم مطالبتهم
بأن
تتجه مصر لاوروبا يتجاهلون تماما ان اوروبا توحدت. واصبح هناك الاتحاد
الاوروبي. وتتلاشي بالتدريج دولها العريقة لصالح الوحدة، فلماذا لا يقتدون
بها
بالنسبة للوحدة العربية؟ ولماذا يتناسون ان هذه الوحدة تمت بارادة
الاغلبية،
ورغم معارضة الاقلية لها في استفتاءات شعبية، فلماذا لا يقلدونها ويقبلون
بارادة الاغلبية؟! وهذا ما يكشف عن عدم تشربهم بثقافة اوروبا الديمقراطية
وعلي
العموم، المسلمون المعارضون للاتجاه العربي لا فرق بينهم وبين بعض اشقائهم
الاقباط في ذلك، وهكذا، الوحدة الوطنية بين الاقليات والا.. فلا. "
ويعود صاحبنا حسنين كروم ـ وقد تفضل علينا بالمصاحبة فى مقاله الثانى ـ
ليجتزئ
بعض من فقرات مقالى الاخير فيصدر حكماً عاماً " وهذه وغيرها عبارات
انشائية لا
معني لها بالمرة " ثم ينكر تفرد المصريين بسمات خاصة ويخلط عن عمد بين
الاسلام
والعروبة فى غمز مريب مرة اخرى للوقيعة بينى وبين اخوتى المسلمين بعد
محاولته
السابقة مع قداسة البابا شنودة التى سبق واشرنا اليها ، لكنها الطريقة
المثلى
لمن فقد بوصلة الحقيقة ، ويصل الى ذروة انفعاله فيعرض قولى " ان اتاحة
الفرصة
لتأكيد الابعاد الحضارية الاخري في الشخصية المصرية هي الخطوة الاولي
والضرورية
في طريق طويل وممتد نحو تحديث مصر واعادة ما فقدته من سمات كانت تميزها،
لعل
اهمها التسامح وقبول التفاعل وقبلها التعامل مع الآخر والايمان بالتعددية
بغير
استعلاء او نفور. وهما خطوتان لازمتان لارساء اسس الليبرالية ثم
الديمقراطية
بغير خوف من ان يقفز تيار ظلامي او ارهابي الي كرسي الحكم اسوة بما حدث مع
النازيين في المانيا او الفاشيين في ايطاليا فايمان الشارع بقيم
الليبرالية هو
حائط الحماية الصلب للديمقراطية " ويرىأنه " جوهر من يسمون الان دعاة
المصرية
او الفرعونية الذين نشطوا من مدة وهو عدم منح الشعب الديمقراطية لانه جاهل
وخاضع لتيارين رئيسين سوف ينحاز اليهما لو اجريت انتخابات ديمقراطية وهما
تيار
الاخوان المسلمين والاسلاميين بشكل عام، والتيار الناصري الذي يطلقون عليه
التيار القومي، ولو وصل تحالف التيارين او احدهما للحكم بطريق ديمقراطي
فان اول
قرار سيتخذناه هو الغاء الديمقراطية. والحل كما يرونه هو تأجيل الاخذ
بالديمقراطية وتطبيق الليبرالية وهي في مفهومهم غير الديمقراطية، انها
الاعتراف
بالتعددية والتسامح، حتي يمكن تعليم الشعب هذه القيم والتأكد من ايمانه
بها.
وبعدها يستحق الديمقراطية. وبدعة الاخذ بالليبرالية وترك الديمقراطية قال
بها
زميلنا رضا هلال مساعد رئيس تحرير الاهرام ـ رد الله غربته ـ وزميلته في
مركز
الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ الاهرام الدكتورة هالة مصطفي ومدير
المركز
الدكتور عبد المنعم سعيد وكل من يدعو للتخلي عن العروبة." وقد قصدت ان اضع
النص
والتعقيب متتاليين ليحكم القارئ ، ويعرف الى اين تأخذنا حوارات هذا التيار
الذى
يفجر ويغلق أبواب الحوار قبل ان يبدأه ، وعندما يشير الى حوارنا فى جمعية
النداء الجديد يغفل الاشارة الى قواعد الحوار فى هذه الجمعية والتى تمنع
مقاطعة
المحاضر وعندما امتد تعقيبة الى ما بعد مواعيد الندوة لم يكن هناك مجال
لردى
على ما اثاره ، فلم يكن صحيحاً أنه واجهنى بحقائق دامغة ولم اقدر على الرد
، .
وقد قال صاحبنا " وكانت جمعية النداء الجديد قد دعتني لالقاء محاضرة يوم
الاثنين قبل الماضي عن هموم الصحافة المصرية وكان كمال زاخر حاضرا واخرون
واثار
حكاية الفرعونية والعروبة وقد رددت عليهم وسألته بصراحة: اذكر لي اي اسم
من
السياسيين او الصحافيين او الكتاب الذين يدعون دعوته، تورط ولو من باب
السهو
والخطأ وطالب بالديمقراطية، حتي قبل ثورة يوليو 1952، وخاصة من يعتبرونه
امامهم
الان المرحوم احمد لطفي السيد، فقد كان تاريخه مع الديمقراطية اسود وكررت
عليه
السؤال اكثر من مرة فلم يرد. وطلبت منه اجابة عن سبب عدائهم للديمقراطية
رغم
دعوتهم للتحرر والارتباط الثقافي والسياسي بأوروبا؟ فلم يرد. فقلت له
لانكم لا
تمثلون تيارا له وجود وتعلمون ان الاغلبية الكاسحة ضدكم ولهذا فأنتم ضدها
وضد
اختياراتها " وهى كما يرى القارئ اسئلة لم تكن محل حوار وجاءت من خارج
المقرر
ولا تحتاج ـ أو تحتمل رداً ، ويتتم تعليقه قائلاً " وكل ما فعله هو انه في
مقاله بـ الاخبار حاول تخفيف العداء للعروبة مع تمسكه بمعاداة الديمقراطية
" .
وانا بدورى اسأله فى حضور القارئ من اين اتيت بحكاية معاداة الديمقراطية
هذه ؟!
هل تريد ان تسمع الحقيقة أن دعاة الفاشية والشمولية هم اعداء الديمقراطية
الحقيقيون لأنها تفتح الساحة لكل الاراء فيفقدون التمايز والسطوة الفكرية
وما
يجعلهم اصحاب الرأى الاوحد ويكتشفون انهم لا يملكون الحقيقة المطلقة ،
وأهلاً
بالحوار على ارضية الايمان بالليبرالية والديمقراطية .