Bohira
02-03-2006, 10:13 AM
الكنيسة القبطية تصل إلى أمريكا اللأتينية
2006 الأربعاء 1 مارس
مجدي خليل
وصف البعض الكنيسة القبطية بأنها "كنيسة مستقلة في دولة محتلة" أما بالنسبة لاستقلالية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإنها دفعت في مقابل ذلك وماتزال أكبر عدد من الشهداء في تاريخ المسيحية بأكملها للحفاظ على هذا الإيمان، وخرج منها عدد يكاد لا يحصي من القديسين والرهبان ورواد الدراسات المسيحية واللاهوتية، وصمدت في مواجهة أعاصير واضطهادات وغزاة ومستبدين وضغوط، حتى أن تاريخ الشعب القبطي أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بتاريخ هذه الكنيسة المجيدة.
أما المقصود بكلمة "دولة محتلة" هنا، فمصر كلها محتلة من فكر عنصري يقف ضد دين الآخر المختلف، علما بأن هذا الآخر ليس وافدا وإنما هو أصيل الأنتماء عميق الجذور. وثانيا، محتلة من هؤلاء الذين يضطهدون أصحاب البلد الأصلاء من المصريين الممتدة جذورهم إلى أعماق التاريخ. وثالثا، محتلة ممن يعتبرون الدين هو الوطن وأن الانتماء الديني يسبق الانتماء الوطني، ويرتبطون بالأممية الإسلامية أكثر من ارتباطهم بالأمة المصرية بل ويرفضون الشعور القومى اساسا. ورابعا، محتلة من فكر بدوي قادم من صحراء الجزيرة العربية القاحلة، فرياح الصحراء البدوية هبت على مصر في محاولة مستميتة لتصحيرها هي الآخري. وخامسا، محتلة من الذين يسعون لجر مصر إلى عداوة مع العالم لصالح بن لادن ورفاقه من زمرة المتطرفين والإرهابيين. وسادسا، محتلة ممن يقسمون العالم إلى دار الإسلام ودار الحرب وفسطاط المؤمنين وفسطاط الكفار.
ومن ثم فإن الاحتلال لا يقع على الأقباط المسيحيين فحسب وإنما يقع على كل المصريين الأصلاء مسلمين ومسيحيين.
في هذا الجو الخانق الذي يطارد المتطرفون فيه الكنائس القبطية لحرقها، ويعاني الأقباط الويلات في سبيل أداء شعائرهم الدينية، ويسقط الشهداء منهم بشكل مستمر ومنتظم للحفاظ على إيمانهم وأداء طقوسهم وتمسكهم بمسيحيتهم، لدرجة أن أساسات أغلب الكنائس المصرية مروية بدم الأبرياء، ولا يكاد يمر شهر إلا ونسمع عن اعتداءات المتطرفين على الكنائس والشعب القبطي . إن معظم وربما كل كنيسة قبطية على أرض مصر ورائها قصة تستحق أن تسجل للتاريخ، ويا حبذا لو قامت كل كنيسة بتسجيل تاريخها والآلام والمعاناة التي مرت بها، والمستقبل كفيل بجمع هذه القصص حتى نروي للأجيال القادمة تاريخ وقصة الكنيسة القبطية المعاصرة وكيف أنها تصلب يوميا مع المسيح.
منذ عام 72 وهناك كذبة دائمة في الأعلام الحكومي المصري، وهى أن كل كنيسة يقوم المتطرفون بحرقها أو مهاجمتها يصفها الأعلام بأنها جمعية أو بيت يجتمع فيه المسيحيون للصلاة أو كنيسة غير مرخصة، وكأن هذا مبررا للغوغاء للأعتداء على الكنائس. في عام 72 عندما تم حرق كنيسة الخانكة، تشكلت لجنة لتقصى الحقائق برئاسة قانوني بارز هو المرحوم الدكتور جمال العطيفي ومجموعة من أبرز البرلمانيين المصريين، وزار الوفد أماكن ومؤسسات كثيرة لمعرفة الحقيقة، وأصدروا تقريرا محترما لم ينفذ منه شيئا حتى الآن. المهم في لقاء الوفد مع قداسة البابا شنودة، سأل قداسته المرحوم جمال العطيفي قائلا : أنا سأرضى بما يحكم به ضميرك، هل ما رأيته في الخانكة كنيسة أم جمعية؟ وفكر العطيفي في نفسه، فإذا قال كنيسة فأنه بذلك يخالف كل بيانات الحكومة وأعلامها الذى وصفها بأنها جمعية، وإذا قال جمعية هو يكذب عينيه والواقع ويكذب أمام الوفد الذي كان معه لأنها كانت كنيسة بالفعل، فأجاب وقال مكان تقام فيه الشعائر الدينية. فرد قداسة البابا وأنا أوافق على هذا الوصف، وسأله، هل مكان تقام فيه الشعائر الدينية يتم الاعتداء عليه وحرقه؟ ومازال سؤال قداسة البابا بلا إجابة حتى كتابة هذه السطور.
بخبرته وحنكته أدرك قداسة البابا شنودة مبكرا أهمية المهجر كفضاء وامتداد لمجد الكنيسة القبطية، فأعطي من وقته وجهده الكثير حتى وصلت الكنيسة القبطية بفضل رعايته إلى قارات العالم الست.
في رحلته الأخيرة القصيرة والتي لم تستمرسوى أسبوعين زار قداسة البابا أربع قارات من أجل افتتاح وتدشين كنائس قبطية من جوهانسبرج في جنوب أفريقيا إلى البرازيل وبوليفيا في أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة في أمريكا الشمالية إلى بريطانيا في أوروبا ثم عاد بالسلامة إلى مقره البابوى بمصر. في رحلته الأخيرة أفتتح كنيستين في أمريكا الجنوبية أحداهما في البرازيل والآخرى في بوليفيا.
المعروف أن أكبر دولة في أمريكا الجنوبية هي البرازيل وتعدادها 186 مليون وتتحدث اللغة البرتغالية وتقترب من نصف تعداد القارة الذي يبلغ 371 مليون نسمة فى حين أن باقى أمريكا الجنوبية تتحدث اللغة الاسبانية، أما بوليفيا فهى دولة صغيرة تعدادها 8.6 مليون نسمة. وبذلك أصبح لنا كنيستين تغطيان اللغتين الأساسيتين في القارة اللاتينية وتقام الصلوات القبطية فيهما باللغتين البرتغالية والأسبانية، وما تزال هذه القارة ارضا خصبة لنمو كبير للكنيسة القبطية فيها.
في عهد قداسة البابا شنودة توسعت الكنيسة القبطية توسعا ضخما في الخارج وأصبح لدينا أبرويشيات وأديرة وكنائس في أهم دول العالم. الكنيسة المضطهدة في أرضها طالت أمجادها قارات العالم الست، وفي الوقت الذي يتم الاعتداء على الأقباط عند افتتاح الكنائس القبطية في مصر، يحضر المسئولون في أغلب دول العالم افتتاح الكنائس القبطية فى بلادهم ويشيدون بتاريخ هذه الكنيسة العريق ومساهمتها فى الحضارة الغربية وفى تاريخ المسيحية وكذا شعبها المثابر المسالم الصابر المجتهد الناجح.
2006 الأربعاء 1 مارس
مجدي خليل
وصف البعض الكنيسة القبطية بأنها "كنيسة مستقلة في دولة محتلة" أما بالنسبة لاستقلالية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فإنها دفعت في مقابل ذلك وماتزال أكبر عدد من الشهداء في تاريخ المسيحية بأكملها للحفاظ على هذا الإيمان، وخرج منها عدد يكاد لا يحصي من القديسين والرهبان ورواد الدراسات المسيحية واللاهوتية، وصمدت في مواجهة أعاصير واضطهادات وغزاة ومستبدين وضغوط، حتى أن تاريخ الشعب القبطي أصبح مرتبطا ارتباطا وثيقا بتاريخ هذه الكنيسة المجيدة.
أما المقصود بكلمة "دولة محتلة" هنا، فمصر كلها محتلة من فكر عنصري يقف ضد دين الآخر المختلف، علما بأن هذا الآخر ليس وافدا وإنما هو أصيل الأنتماء عميق الجذور. وثانيا، محتلة من هؤلاء الذين يضطهدون أصحاب البلد الأصلاء من المصريين الممتدة جذورهم إلى أعماق التاريخ. وثالثا، محتلة ممن يعتبرون الدين هو الوطن وأن الانتماء الديني يسبق الانتماء الوطني، ويرتبطون بالأممية الإسلامية أكثر من ارتباطهم بالأمة المصرية بل ويرفضون الشعور القومى اساسا. ورابعا، محتلة من فكر بدوي قادم من صحراء الجزيرة العربية القاحلة، فرياح الصحراء البدوية هبت على مصر في محاولة مستميتة لتصحيرها هي الآخري. وخامسا، محتلة من الذين يسعون لجر مصر إلى عداوة مع العالم لصالح بن لادن ورفاقه من زمرة المتطرفين والإرهابيين. وسادسا، محتلة ممن يقسمون العالم إلى دار الإسلام ودار الحرب وفسطاط المؤمنين وفسطاط الكفار.
ومن ثم فإن الاحتلال لا يقع على الأقباط المسيحيين فحسب وإنما يقع على كل المصريين الأصلاء مسلمين ومسيحيين.
في هذا الجو الخانق الذي يطارد المتطرفون فيه الكنائس القبطية لحرقها، ويعاني الأقباط الويلات في سبيل أداء شعائرهم الدينية، ويسقط الشهداء منهم بشكل مستمر ومنتظم للحفاظ على إيمانهم وأداء طقوسهم وتمسكهم بمسيحيتهم، لدرجة أن أساسات أغلب الكنائس المصرية مروية بدم الأبرياء، ولا يكاد يمر شهر إلا ونسمع عن اعتداءات المتطرفين على الكنائس والشعب القبطي . إن معظم وربما كل كنيسة قبطية على أرض مصر ورائها قصة تستحق أن تسجل للتاريخ، ويا حبذا لو قامت كل كنيسة بتسجيل تاريخها والآلام والمعاناة التي مرت بها، والمستقبل كفيل بجمع هذه القصص حتى نروي للأجيال القادمة تاريخ وقصة الكنيسة القبطية المعاصرة وكيف أنها تصلب يوميا مع المسيح.
منذ عام 72 وهناك كذبة دائمة في الأعلام الحكومي المصري، وهى أن كل كنيسة يقوم المتطرفون بحرقها أو مهاجمتها يصفها الأعلام بأنها جمعية أو بيت يجتمع فيه المسيحيون للصلاة أو كنيسة غير مرخصة، وكأن هذا مبررا للغوغاء للأعتداء على الكنائس. في عام 72 عندما تم حرق كنيسة الخانكة، تشكلت لجنة لتقصى الحقائق برئاسة قانوني بارز هو المرحوم الدكتور جمال العطيفي ومجموعة من أبرز البرلمانيين المصريين، وزار الوفد أماكن ومؤسسات كثيرة لمعرفة الحقيقة، وأصدروا تقريرا محترما لم ينفذ منه شيئا حتى الآن. المهم في لقاء الوفد مع قداسة البابا شنودة، سأل قداسته المرحوم جمال العطيفي قائلا : أنا سأرضى بما يحكم به ضميرك، هل ما رأيته في الخانكة كنيسة أم جمعية؟ وفكر العطيفي في نفسه، فإذا قال كنيسة فأنه بذلك يخالف كل بيانات الحكومة وأعلامها الذى وصفها بأنها جمعية، وإذا قال جمعية هو يكذب عينيه والواقع ويكذب أمام الوفد الذي كان معه لأنها كانت كنيسة بالفعل، فأجاب وقال مكان تقام فيه الشعائر الدينية. فرد قداسة البابا وأنا أوافق على هذا الوصف، وسأله، هل مكان تقام فيه الشعائر الدينية يتم الاعتداء عليه وحرقه؟ ومازال سؤال قداسة البابا بلا إجابة حتى كتابة هذه السطور.
بخبرته وحنكته أدرك قداسة البابا شنودة مبكرا أهمية المهجر كفضاء وامتداد لمجد الكنيسة القبطية، فأعطي من وقته وجهده الكثير حتى وصلت الكنيسة القبطية بفضل رعايته إلى قارات العالم الست.
في رحلته الأخيرة القصيرة والتي لم تستمرسوى أسبوعين زار قداسة البابا أربع قارات من أجل افتتاح وتدشين كنائس قبطية من جوهانسبرج في جنوب أفريقيا إلى البرازيل وبوليفيا في أمريكا الجنوبية إلى الولايات المتحدة في أمريكا الشمالية إلى بريطانيا في أوروبا ثم عاد بالسلامة إلى مقره البابوى بمصر. في رحلته الأخيرة أفتتح كنيستين في أمريكا الجنوبية أحداهما في البرازيل والآخرى في بوليفيا.
المعروف أن أكبر دولة في أمريكا الجنوبية هي البرازيل وتعدادها 186 مليون وتتحدث اللغة البرتغالية وتقترب من نصف تعداد القارة الذي يبلغ 371 مليون نسمة فى حين أن باقى أمريكا الجنوبية تتحدث اللغة الاسبانية، أما بوليفيا فهى دولة صغيرة تعدادها 8.6 مليون نسمة. وبذلك أصبح لنا كنيستين تغطيان اللغتين الأساسيتين في القارة اللاتينية وتقام الصلوات القبطية فيهما باللغتين البرتغالية والأسبانية، وما تزال هذه القارة ارضا خصبة لنمو كبير للكنيسة القبطية فيها.
في عهد قداسة البابا شنودة توسعت الكنيسة القبطية توسعا ضخما في الخارج وأصبح لدينا أبرويشيات وأديرة وكنائس في أهم دول العالم. الكنيسة المضطهدة في أرضها طالت أمجادها قارات العالم الست، وفي الوقت الذي يتم الاعتداء على الأقباط عند افتتاح الكنائس القبطية في مصر، يحضر المسئولون في أغلب دول العالم افتتاح الكنائس القبطية فى بلادهم ويشيدون بتاريخ هذه الكنيسة العريق ومساهمتها فى الحضارة الغربية وفى تاريخ المسيحية وكذا شعبها المثابر المسالم الصابر المجتهد الناجح.