PDA

View Full Version : مقال وجدته نافع عن أعلام التضليل للنظام المصري


bolbol
15-03-2006, 10:33 PM
بعد أن غاب التنوع والمصداقية عن قنوات الإعلام المصري
المشاهد المقهور وانفلونزا الطيور وخرافة المكاشفة الإعلامية
عمرو علي بركات


التليفزيون هو أقوي وسيلة إعلامية، ولا شك انه الأداة الرئيسية لتدعيم قيمة أخلاقية معينة، أو نفيها، ولكن تشترك كل القنوات التليفزيونية في أنها تعرض القيم بصورة مضللة، تتطلب مشاهدا لديه القدر المتيقن من أعراض الشيزوفرينيا، التي تجعل لديه الحق في الإيداع بإحدي المصحات العقلية، قسم الفصام الشخصي، درجة ثالثة حرجة.
بعد أن غاب التنوع والمصداقية عن قنوات الإعلام المصري
المشاهد المقهور وانفلونزا الطيور وخرافة المكاشفة الإعلامية
عمرو علي بركات
يرفع الإعلام المصري منذ فترة طويلة شعار "التنوع من أجل حرية الاختيار"والواقع الاعلامي يكشف عن زيف هذا التنوع المزعوم، فهل يقصد بالتنوع هو وجود إعلامه الي جوار الإعلام الآخر غير المصري، فلا يتصور أن التنوع الاعلامي المقصود هو التنوع بين القنوات المصرية من الأولي حتي الثامنة،و قنوات النيل الفضائية، أو القنوات التعليمية!!، وعليه فالشعار المرفوع إعلاميا للإعلان عن نفسه يعتمد علي حرية اختيار بينه وبين الإعلام الآخر، المنافس له، وليس داخل الوسيط الاعلامي المصري ذاته، فان كان الإعلام المصري يغيب عنه التنوع، أصبح شعار حرية الاختيار مصادرا عليه، ليحل محله شعار خفي، هو " التنوع الغائب من أجل التضليل الاعلامي".وليس التضليل الاعلامي اسقاط عليه ولكن الشواهد في الفترة الأخيرة هي التي أظهرت الشعار الخفي، تلك الشواهد كانت متفرقة تم رصدها داخل الإعلام المصري، ولدي منافسيه،من أجل إعلاء نظرية القاريء، والمستقبل، والمستهلك،و المشاهد، ضحايا عصر ثورة الاتصالات المقترن بالاستغلال الاقتصادي، علي النحو الآتي:
وزير الإعلام مذيع لخبر عاجل
عندما يظهر وزير الإعلام علي شاشة التليفزيون المصري بنفسه لكي ينفي شائعة تلوث مياه النيل بسبب إلقاء الطيور المصابة بإنفلونزا الطيور في مياهه، يظهر هذا خلفيات قائمة مموهة، ويستحضر اعتبارات غائبة تائهة.
1 ـ فوزير الإعلام لم يجد شخصية إعلامية لدي وزارته لديها القدرة علي احداث الاثر الاعلامي السريع لنفي الشائعة، فوزير الإعلام أكد بنفسه علي عدم وجود مصداقية لدي كل رموز الإعلام فوجب التصدي بنفسه للشائعة لغياب القدرة الاقناعية لدي إعلامييه، ويوصّف الإعلام السابق علي ظهوره كمذيع لخبر عاجل بالإعلام المضلل الذي لا يجد أدوات مقنعة يعتمد عليها عند الحاجة.
2 ـ ظهور وزير الإعلام لم يكن للتصدي لإشاعة تلوث مياه النيل فحسب، وإنما لنفي إشاعة ضمنية أخري هي أن الإشاعة (مشيها إشاعة علي رأي إبراهيم عيسي) مصدرها إحدي وسائل الإعلام بالوزارة، فجاء مذيع الخبر العاجل الجالس علي قمة الهرم الاداري في وزارة الإعلام لينفي المسئولية الإعلامية فقط، وتحولت القضية الجوهرية للشائعة لموضوع ثانوي في الخبر العاجل الذي أذاعه الوزير، وهذا التبديل بين الاولويات في الإعلام ما هو إلا الصورة الأولية لسياسة التضليل الاعلامي المصحوبة بوسائل قهر المواطن الذي سمع الإشاعة مقهورا، وعليه أن يصدق وزير الإعلام وهو ينفيها مقهورا.
3 ـ عندما يجلس وزير الإعلام أمام الكاميرا التي يديرها احد موظفيه ويطلب منه الاعتدال في جلسته ليدخل الكادر علي عجل، وعمل ماكياج بسيط، بسرعة، ويلتزم بإشارة المخرج اليدوية الدالة علي بدء البث المباشر فورا، يترجم ذلك حجم الورطة التي يواجهها الجهاز الاعلامي في عدم وجود خطة إعلامية لإدارة الأزمات سابقة التجهيز وتم التدريب عليها بتوزيع الأدوار علي المشتركين فيها، وتصنيفها حسب درجات الخطورة، ليعلن الوزير بعد ذلك توفير عدد 28 مركزا لقياس الشائعات موزعة علي خريطة الدولة، فغياب هذه الخطة يعني أن التضليل الاعلامي بلغ مداه في ممارسات وزارة الإعلام حيث هدف الوزارة التعامل مع مواقف هي سيدتها، وليس لها شأن مع الواقع الفعلي لمجريات الأمور الحقيقية، والتي تعتمد علي نبض الجماهير، وأن وزارة الخطاب الجماهيري ليس لديها مجسات لقياس الرأي العام قبل أنفلونزا الطيور.

bolbol
15-03-2006, 10:34 PM
المشاهد الفصامي
التليفزيون هو أقوي وسيلة إعلامية، ولا شك انه الأداة الرئيسية لتدعيم قيمة أخلاقية معينة، أو نفيها، ولكن تشترك كل القنوات التليفزيونية في أنها تعرض القيم بصورة مضللة، تتطلب مشاهدا لديه القدر المتيقن من أعراض الشيزوفرينيا، التي تجعل لديه الحق في الإيداع بإحدي المصحات العقلية، قسم الفصام الشخصي، درجة ثالثة حرجة.
فتندهش المذيعة " مني الشاذلي" من حجم اللاعري في إحدي أغنيات الأفلام، في البدء، متحللة من كل قيم العري، مدعمة لقيمة الستر، إلا أنها تعرض الأغنية علي الشاشة، وعندما تبدأ الشيزوفرينيا في العمل داخل عقل المشاهد، تكون الأغنية انتهت، وقد رسمت المذيعة علامة امتعاض علي وجهها دون تعليق، ليبدأ الفصامي في التساؤل مما تمتعض المذيعة؟ من العري في المغنية؟، أم أنها لم تجد الإثارة في هذا العري؟،أم أنها امتعاضة الغيرة؟ و"عمرو أديب" يدير حوارا ثنائيا مع "رجاء الجداوي" حول الخيانة الزوجية، ويسرف المذيع في استعراض تفاصيل واقعة ضبط الخيانة أثناء "التوك شو" قائلا في تساؤل:"شافتك..مسكتك.. في البيت..ولا فين؟" ليعلن انه ضد الخيانة كمبدأ اخلاقي، ولكنه معها كسلوك انساني، إلا انه يقدم نصائح ضمنية لقواعد الخيانة الزوجية الناجحة: من الحرص ، وعدم ارتكابها في منزل الزوجية، ليضيف صفة جديدة للمشاهد الفصامي بأنه فصامي ويخون زوجته.
والمذيع فصامي
يؤكد " فراير" الاعلامي الامريكي في كتابه " أصول القمع"، أن هناك جانبا كبيرا من رجال الإعلام لا يدركون الدور الذي يقومون به في التضليل والممارسات القمعية، حيث إنهم مخلصون سذج، تخلو عن أدني المباديء الاخلاقية وهي ألا يناقضوا أنفسهم، ولما كان الأصل أن يساعد الإعلام علي تركيز الإدراك وبلورة المعاني، نجد المذيعين يقرون سرا أنهم ليس لديهم القدرة علي ملاحقة الأحداث بوعي، يدرك معها المشاهد عبرة الحدث، فنراهم يمارسون سلوكا فصاميا وهم بصدد تبريد الجو الذي ما انفكوا أشعلوه، تجاه حدث بعينه، فالمذيع " تامر أمين بسيوني" في البيت بيتك، بعد أن كان يتقلي علي مقعده في أول حلقات الرسوم الكاريكاتيرية، أصبح حاليا عندما يذكره مشاهد في مداخلة تليفونية بالتأكيد علي المقاطعة، يتظاهر بأنه مشغول ويضع يده علي سماعة أذنه متظاهرا بتثبيتها.أما" عمرو عبد الحي أديب" في قاهرته اليوم، بعد أن أقام الدنيا ولم يقعدها حول أنفلونزا الطيور، يصرح حاليا بعد أسبوع واحد فقط قائلا بالحرف" أعتقد أن موضوع أنفلونزا الطيور قد هدأ وعادت الأمور لطبيعتها!!؟" أو يقعون في تناقض في نوعية الأسئلة المتعلقة بالقضايا التي أثاروها وقد تأزروا فيها بإزار الحرية والتناول الجريء، حتي ارتفعت درجة حرارتها إلي أقصي درجة، وعندما يبدأون في تبريدها، ليمنطقوا انتقالهم لموضوع آخر، نراهم يمارسون سلوكا قمعيا من الطراز الأول، فالعبرة ليست بالحرية التي تتمتع بها وسائل الاتصال الجماهيري، وإنما بالطريقة التي سيتم السيطرة عليهم بها في النهاية، علي حد قول "جورج جيربنر" في مقاله بمجلة العلوم الأمريكية، فكل الأسئلة الحرجة التي يطرحها المحاور علي الضيف تبدو من قبيل الحرية الإعلامية، ولكنها لا قيمة لها حيث ينتهي الحوار في عقل المشاهد عندما يضعه في إطاره الخاص الذي ينتمي إليه شخصيا، فكل الأسئلة الحرجة التي يطرحها " أحمد منصور" في حواراته المؤخرة مع أطراف الصراع اللبناني من "حسن نصر الله"و "إميل لحود"و مشيل عون" حتي"سمير جعجع"ظاهرها ممارسة للحرية في الطرح من أجل السلام في لبنان، بينما تبقي محصلتها النهائية في التأكيد علي بقاء الصراع متناميا بين الفصائل المتصارعة علي السلطة، فيكفي أن يسأل "حسن نصر الله" عن إمكانية نزع سلاحه، ثم يأخذ السؤال إلي " سمير جعجع" قائلا: " لماذا نزع سلاح حزب الله الآن؟" ثم يتساءل مع "عون" قائلا:" إن حزب الله يرفض اي حديث عن نزع سلاحه، فما موقفكم من ذلك؟" وكأن " احمد منصور" هو " بروتس" في مسرحية"يوليوس قيصر الشكسبيرية"، فبعد أن اشترك في قتل القيصر ، خرج لينعيه حاملا جثمانه أمام شعبه، ويعدد فضائل المقتول، وسمو غايات القتلة في آن واحد، فما كان من جراء هذا الخطاب الاعلامي الشكسبيري إلا ثورة الدهماء (المشاهدين) وحرق القصور واشتعال الحرب الأهلية، والحروب الخارجية،ولكن "بروتس" واحمد منصور" وتامر" و"عمرو أديب" كانوا يمارسون حرية إعلامية انتهت بأقوي مظاهر التضليل واللعب في دماغ المشاهدين، ويتظاهرون بأنهم يبحثون عن حل للمشكلة بينما هم يرفعون شعار" مافيش فايدة.

bolbol
15-03-2006, 10:38 PM
يسخرون.. يستهزئون.. فهم إعلاميون
يعتبر "أونج" في كتابه الشفاهية والكتابية أن عصرنا الذي نعيشه يعتبر عصر الشفاهية الثانية، فقد مرت الثقافة الإنسانية بمرحلة الشفاهية حيث لم يكن يعرف الإنسان القراءة ولا الكتابة، ثم تطورت الثقافة بمعرفة الكتابة وهو عصر ما يعرف بالثقافة الكتابية، أما الشفاهية العائدة مرة ثانية فهي شفاهية عصر الوسائط السمعبصرية، أو عصر الميديا، ومن سمات الشفاهية الأولي أن الكلام يموت لحظة أن يولد، وتبقي في الذاكرة الانطباعات فقط، وهي سمة امتدت إلي أجهزة الإعلام في عصر الميديا، حيث تبقي ذاكرة المشاهد أو المتلقي الانطباعات فقط دون التفاصيل الجزئية، ولكن رجال الإعلام الميديويين يتعاملون بمخالطة عناصر الثقافة الكتابية في الوسائط الشفاهية، فبعد حوار بين "عمرو أديب" مع " الشيخ خالد الجندي" صلي فيه الشيخ علي النبي (ص) ودعا لكل متداخل تليفوني بالمغفرة، وخطب خطبة منبرية حول الشقاق بين الفصائل الإسلامية، يختم حديثه بالانطباع الذي سيبقي في عقل المشاهد، فبعد هذه الجلسة الجادة ينهيها بفاصل هزلي من التنكيت والدعاء علي"عمرو اديب" قائلا:"ربنا يرزقك بعبارة يا عمرو" (يقصد عبارة السلام الغارقة)!! مما جعل الكاميرا تنسحب من علي وجه المذيع، وينزل تتر الختام، وقد اقفهر وصدم من الصاجات التي خلع من اجلها الشيخ الداعية الاسلامي بدلته، وألقي المسبحة، والساعة البراقة. فبقي في عقل المشاهد مسخرة الفضيلة، أدرك بعدها تمثيلية مولانا التي يمثلها علينا، وتبخر حديثه في الهواء.
إن الإعلاميين المعاصرين يدعون إلي الثقافة ولكن بينهم وبين أنفسهم يبتهلون بالدعاء أن يظل المشاهد جاهلا، فرزق الإعلاميين علي الجاهلين.

أرجوكم أفحصوا المقال فهو رائع يرينا كيف تتم عملية غسيل المخ في أكبر جريمة تاريخية..

المصدر (http://www.alkaheranews.gov.eg/)