Gregory
22-04-2006, 01:55 PM
http://jarelkamar.manalaa.net/node/273
بالامس كنا اقليه .. و اليوم كنت انا الاقليه .. بالامس كنت انا و صولو المسلمين الوحيدين بين عشرة اشخاص .. نضحك من قلوبنا و نتشاطر السجائر و الحساب و النكات .. و ليلا سرنا في شوارع الابراهيميه وسبورتنج مع شباك و جامالون و صديق ثالث اسمه مارك .. اطلق مارك نكته عن طريقة كتابة اسم الكنيسه الانجيليه بالابراهيميه .. ثم حكى لنا عن الرجل الذي لا يكف عن اعتبار اي و كل شخص : اخ تالت لينا ... تؤلمنا بطوننا من عنف الضحك .. نودعهم ثم اودع سولو لكنني اقرر عدم العوده للمنزل .. في الطريق الى البحر حيث ساجلس كنيسه تقابل مسجدا .. اتعجب من العلو الذي وصل اليه المسجد ..محاولا مجاراة الكنيسه في بناياتها .. وانا عائد من الكورنيش اتعجب للمره الالف من رسمة الثعبان الذي يحيط بالتفاحه .. و قضمته عليها في الاتجاه المعاكس .. حكيت لسقراط ذات يوم عن هذا الرسم فشرحته لي .. اتذكر صديقين لي يعملان في مستشفى الكنيسه المفتوح لاربع و عشرين ساعه .. تعجبني سكينة شارع خليل حماده النائم في قلب الاسكندريه .. اعبر الشارع واسير نحو الخمسين مترا حيث اقطن .. ادلف تحت اغطيتي و انام
=============
توقظني امي فاصحو على مضض .. اغسل وجهي و ارتدي ملابسي.. و الى المسجد .. اصلي الجمعة بانتظام .. فقط لاني التقي هناك كل اصدقائي في ميعاد اسبوعي .. اصلي دوما في مسجد الشهيد .. حيث يملك صديقي الحميم مغسلة النجار الشهيرة التي تقابله .. توقفت عن الصلاة في شرق المدينه منذ وفد شيخُ يطيل الخطبه بشكل مستفز .. انهيت الصلاة لاسمع صراخا و هرجا صاخبا على امتداد الشارع .. اعبر الميدان نحو البنايتين المتناطحتين .. كنيسة القديسين و مسجد شرق المدينه .. على مدى البصر يتجمهر العشرات و تصرخ عدة نساء .. تتضح الرؤية لاحقا .. شاب يطعن رجلا كان ينتظر عائلته امام الكنيسة بعد قداس الجمعة الاول .. قال كثيرون انه كان يرتدي فانله بيضاء مهترئه .. و بنطلونا رياضيا و يحمل سيفا بقر به بطن الرجل وهو يصرخ ( لا اله الا الله ) اتتبع خط الدم من باب الكنيسة حتى عتبات سلم يوصل مباشرة الى مستشفى مارمرقص التابع لها .. أصاب المعتدي ايضا شابين حاولا اعتراضه .. نقل احدهما الى العناية المركزه .. و الاخر تجرى له الآن جراحه يقال انا خطيره .. عسكري الامن العجوز الاليف الذي اعرفه .. من يقطن دوما كوخا خشبيا صغيرا .. و يقرأ القرآن باستمرار" تواطأ مع القاتل فلم يرفع السلاح في وجهه .. بل وقيل انه هدد من حاولوا امساك القاتل حتى يتركوه ففعلوا " و هي رواية كل مسيحي قابلته في موقع الحادث .. من زوجة اخت القتيل التي ظلت تصرخ بالاحداث حتى فقدت الوعي .. حتى بائعي الفاكهة الذين ينتظرون انتهاء القداس و الصلاة كليهما لبيع بضائعهم .. الاكيد هو ان الفاعل قد لاذ بالفرار .. اما من اين جاء .. فبعضهم يحكي انه رآه خارجا من المسجد .. و البعض الآخر يروي عن سياره اقلته من و الى مكان الحادث .. اما الرواية الرسميه الاولي .. و كما وصل البيان الحكومي المبكر فهي ان الشاب مسجل خطر .. و مختل عقليا
..
للأسف الشديد لم تنجح لعبة الاختلال العقلي في تهدئة الغضب هذه المره , و السبب ان اخبارا بدأت تصل عن تكرار ما حدث في عدة كنائس بالاسكندريه في نفس الوقت .. وخرج المحافظ في بيانه المضحك (اسمعه هنا ) ليؤكد ان المجرم واحد فقط .. وانه عامل في سوبر ماركت اصاب اثنان في الحضره ثم ركض(!!) الى سيدي بشر ليقتل واحدا و يجرح اثنين ( و المسافه بين الحضره و سيدي بشر تزيد عن نصف المدينه باكملها ) , ولأن اوقاتا كهذه لا تحتمل الكذب او روايات الخيال العلمي .. كان التعصب وفورة المشاعر هما النتيجتان الطبيعيتان في خليل حماده النائم المستكين
..
================
(الصوره للقتيل الشاب الذي صرح المحافظ عبد السلام المحجوب بان عمره67 عاما و مات من الصدمه !!! )
...
في لمح البصر .. برزت عربات الامن المركزي .. لتغلق الشارع من جميع منافذه .. تجمهر العشرات ممن كانوا بداخل الكنيسه .. و معهم آخرون عبروا حواجز الامن عن طريق بابها الخلفي .. كانت الشكوى الاساسيه والاولى هي بيان الامن الذي استخف بعشرات شهود العيان و بدماء القتيل .. برز قيادي في الحزب الوطني .. اسمه محمد السعدني .. بدأ بالطبع يتحدث عن الوحده الوطنيه و مصر و الهراء المعتاد .. اوقفه المتجمهرون بالهتافات : مضطهدون مضطهدون
..
يحاول الرجل امتصاص الغضب : الحكومه بتحقق في الموضوع
يرد عليه احد الغاضبين : حكومه !!! سلملي ع الحكومه .. هي الحكومه عملتنا ايه قبل كده .. الكشح و ابو قرقاص و محرم بيه كانت فين الحكومه
..
يصفق المتجمهرون و يأيدون الرجل
يرفع شاب رجلا اشيب الشعر على اكتافه .. ليواجه السعدني .. يبدو ان الرجل من رجال الكنيسه .. يصرخ فيه : انا بقالي تلاتين سنه بدرس .. و مش مقتنع باللي في المناهج .. انا عمال اهدي الاولاد وامتص غضبهم وانا نفسي مش مقتنع .. و انا عارف كويس انهم مش مقتنعين .. حرام اللي بيحصل ده .. عصر الشهداء رجع تاني .. احنا زي ال**** في البلد دي
..
يصفق المتجمعون بحراره .. و يبدو ان الرجل يحظى اساسا بمصداقية بينهم
يفشل السعدني في احتواء الموقف فينسحب
..
تنتابني افكار عده .. و تصلني مشاعر متباينه .. غضب ديني؟؟ .. غضب من الحكومه ؟؟ غضب من سلبية قياداتهم ام غضب من امتهان انسانية جماعه لحساب اخرى ؟؟
كان غضب المتجمهرين اشبه ما يكون بغضب من رأيت من متظاهري كفايه .. لولا الطابع الديني .. كان البعض يطلب قدوم المحافظ .. و البعض يطلب وزير الداخليه شخصيا .. تحكي لي سيدة عن احباط غياب العداله : لو مسكوه بس و عرفنا انه اتحاسب حاستريح
..
يزداد عدد المتجمهرين و يزداد اللغط بينهم .. حتى الآن لم يتطور الموقف الى هتافات او شعارات .. مناوشات هنا و هناك فحسب .. شكوى بالظلم .. سيدات من اقارب القتيل يبكين .. و رجال يصرخون بعصبيه
..
فجاه ينشب شجار حاد وضرب بالايدي .. رجل لم يعجبه ماقال زميله عن التهدئه و الضبط النفس .. فانهال عليه ضربا و معه اصدقائه
..
يصل رجل يدعي المهندس سمير , يبدو ذو شعبية بين وسط المتجمهرين .. يطلب سمير من الناس الهدوء حتى لا يضيع حقهم ... ثم يحذرهم من اتباع صوت الشيطان .. تقاطعه سيدة : انت و اللي زيك اللي حاتضيعونا
يؤمن آخر على كلامها : ايوه سلبيتنا هي اللي ضيعتنا
..
يفشل سمير ايضا في احراز اي تقدم .. ابدأ بسماع دعوات للجلوس في عرض الشارع يرفض الناس الجلوس فينادي احد الرجال : اللي يحب يسوع يقعد .. فيجلس البعض و يأبى البعض .. يصرخ احد المتجمهرين مشيرا للمسجد : لو حد منهم قالهم حاجه بسمعوله .. احنا مالناش امر على بعض ؟؟ اهوه ده اللي مضيعنا
..
يتبع
بالامس كنا اقليه .. و اليوم كنت انا الاقليه .. بالامس كنت انا و صولو المسلمين الوحيدين بين عشرة اشخاص .. نضحك من قلوبنا و نتشاطر السجائر و الحساب و النكات .. و ليلا سرنا في شوارع الابراهيميه وسبورتنج مع شباك و جامالون و صديق ثالث اسمه مارك .. اطلق مارك نكته عن طريقة كتابة اسم الكنيسه الانجيليه بالابراهيميه .. ثم حكى لنا عن الرجل الذي لا يكف عن اعتبار اي و كل شخص : اخ تالت لينا ... تؤلمنا بطوننا من عنف الضحك .. نودعهم ثم اودع سولو لكنني اقرر عدم العوده للمنزل .. في الطريق الى البحر حيث ساجلس كنيسه تقابل مسجدا .. اتعجب من العلو الذي وصل اليه المسجد ..محاولا مجاراة الكنيسه في بناياتها .. وانا عائد من الكورنيش اتعجب للمره الالف من رسمة الثعبان الذي يحيط بالتفاحه .. و قضمته عليها في الاتجاه المعاكس .. حكيت لسقراط ذات يوم عن هذا الرسم فشرحته لي .. اتذكر صديقين لي يعملان في مستشفى الكنيسه المفتوح لاربع و عشرين ساعه .. تعجبني سكينة شارع خليل حماده النائم في قلب الاسكندريه .. اعبر الشارع واسير نحو الخمسين مترا حيث اقطن .. ادلف تحت اغطيتي و انام
=============
توقظني امي فاصحو على مضض .. اغسل وجهي و ارتدي ملابسي.. و الى المسجد .. اصلي الجمعة بانتظام .. فقط لاني التقي هناك كل اصدقائي في ميعاد اسبوعي .. اصلي دوما في مسجد الشهيد .. حيث يملك صديقي الحميم مغسلة النجار الشهيرة التي تقابله .. توقفت عن الصلاة في شرق المدينه منذ وفد شيخُ يطيل الخطبه بشكل مستفز .. انهيت الصلاة لاسمع صراخا و هرجا صاخبا على امتداد الشارع .. اعبر الميدان نحو البنايتين المتناطحتين .. كنيسة القديسين و مسجد شرق المدينه .. على مدى البصر يتجمهر العشرات و تصرخ عدة نساء .. تتضح الرؤية لاحقا .. شاب يطعن رجلا كان ينتظر عائلته امام الكنيسة بعد قداس الجمعة الاول .. قال كثيرون انه كان يرتدي فانله بيضاء مهترئه .. و بنطلونا رياضيا و يحمل سيفا بقر به بطن الرجل وهو يصرخ ( لا اله الا الله ) اتتبع خط الدم من باب الكنيسة حتى عتبات سلم يوصل مباشرة الى مستشفى مارمرقص التابع لها .. أصاب المعتدي ايضا شابين حاولا اعتراضه .. نقل احدهما الى العناية المركزه .. و الاخر تجرى له الآن جراحه يقال انا خطيره .. عسكري الامن العجوز الاليف الذي اعرفه .. من يقطن دوما كوخا خشبيا صغيرا .. و يقرأ القرآن باستمرار" تواطأ مع القاتل فلم يرفع السلاح في وجهه .. بل وقيل انه هدد من حاولوا امساك القاتل حتى يتركوه ففعلوا " و هي رواية كل مسيحي قابلته في موقع الحادث .. من زوجة اخت القتيل التي ظلت تصرخ بالاحداث حتى فقدت الوعي .. حتى بائعي الفاكهة الذين ينتظرون انتهاء القداس و الصلاة كليهما لبيع بضائعهم .. الاكيد هو ان الفاعل قد لاذ بالفرار .. اما من اين جاء .. فبعضهم يحكي انه رآه خارجا من المسجد .. و البعض الآخر يروي عن سياره اقلته من و الى مكان الحادث .. اما الرواية الرسميه الاولي .. و كما وصل البيان الحكومي المبكر فهي ان الشاب مسجل خطر .. و مختل عقليا
..
للأسف الشديد لم تنجح لعبة الاختلال العقلي في تهدئة الغضب هذه المره , و السبب ان اخبارا بدأت تصل عن تكرار ما حدث في عدة كنائس بالاسكندريه في نفس الوقت .. وخرج المحافظ في بيانه المضحك (اسمعه هنا ) ليؤكد ان المجرم واحد فقط .. وانه عامل في سوبر ماركت اصاب اثنان في الحضره ثم ركض(!!) الى سيدي بشر ليقتل واحدا و يجرح اثنين ( و المسافه بين الحضره و سيدي بشر تزيد عن نصف المدينه باكملها ) , ولأن اوقاتا كهذه لا تحتمل الكذب او روايات الخيال العلمي .. كان التعصب وفورة المشاعر هما النتيجتان الطبيعيتان في خليل حماده النائم المستكين
..
================
(الصوره للقتيل الشاب الذي صرح المحافظ عبد السلام المحجوب بان عمره67 عاما و مات من الصدمه !!! )
...
في لمح البصر .. برزت عربات الامن المركزي .. لتغلق الشارع من جميع منافذه .. تجمهر العشرات ممن كانوا بداخل الكنيسه .. و معهم آخرون عبروا حواجز الامن عن طريق بابها الخلفي .. كانت الشكوى الاساسيه والاولى هي بيان الامن الذي استخف بعشرات شهود العيان و بدماء القتيل .. برز قيادي في الحزب الوطني .. اسمه محمد السعدني .. بدأ بالطبع يتحدث عن الوحده الوطنيه و مصر و الهراء المعتاد .. اوقفه المتجمهرون بالهتافات : مضطهدون مضطهدون
..
يحاول الرجل امتصاص الغضب : الحكومه بتحقق في الموضوع
يرد عليه احد الغاضبين : حكومه !!! سلملي ع الحكومه .. هي الحكومه عملتنا ايه قبل كده .. الكشح و ابو قرقاص و محرم بيه كانت فين الحكومه
..
يصفق المتجمهرون و يأيدون الرجل
يرفع شاب رجلا اشيب الشعر على اكتافه .. ليواجه السعدني .. يبدو ان الرجل من رجال الكنيسه .. يصرخ فيه : انا بقالي تلاتين سنه بدرس .. و مش مقتنع باللي في المناهج .. انا عمال اهدي الاولاد وامتص غضبهم وانا نفسي مش مقتنع .. و انا عارف كويس انهم مش مقتنعين .. حرام اللي بيحصل ده .. عصر الشهداء رجع تاني .. احنا زي ال**** في البلد دي
..
يصفق المتجمعون بحراره .. و يبدو ان الرجل يحظى اساسا بمصداقية بينهم
يفشل السعدني في احتواء الموقف فينسحب
..
تنتابني افكار عده .. و تصلني مشاعر متباينه .. غضب ديني؟؟ .. غضب من الحكومه ؟؟ غضب من سلبية قياداتهم ام غضب من امتهان انسانية جماعه لحساب اخرى ؟؟
كان غضب المتجمهرين اشبه ما يكون بغضب من رأيت من متظاهري كفايه .. لولا الطابع الديني .. كان البعض يطلب قدوم المحافظ .. و البعض يطلب وزير الداخليه شخصيا .. تحكي لي سيدة عن احباط غياب العداله : لو مسكوه بس و عرفنا انه اتحاسب حاستريح
..
يزداد عدد المتجمهرين و يزداد اللغط بينهم .. حتى الآن لم يتطور الموقف الى هتافات او شعارات .. مناوشات هنا و هناك فحسب .. شكوى بالظلم .. سيدات من اقارب القتيل يبكين .. و رجال يصرخون بعصبيه
..
فجاه ينشب شجار حاد وضرب بالايدي .. رجل لم يعجبه ماقال زميله عن التهدئه و الضبط النفس .. فانهال عليه ضربا و معه اصدقائه
..
يصل رجل يدعي المهندس سمير , يبدو ذو شعبية بين وسط المتجمهرين .. يطلب سمير من الناس الهدوء حتى لا يضيع حقهم ... ثم يحذرهم من اتباع صوت الشيطان .. تقاطعه سيدة : انت و اللي زيك اللي حاتضيعونا
يؤمن آخر على كلامها : ايوه سلبيتنا هي اللي ضيعتنا
..
يفشل سمير ايضا في احراز اي تقدم .. ابدأ بسماع دعوات للجلوس في عرض الشارع يرفض الناس الجلوس فينادي احد الرجال : اللي يحب يسوع يقعد .. فيجلس البعض و يأبى البعض .. يصرخ احد المتجمهرين مشيرا للمسجد : لو حد منهم قالهم حاجه بسمعوله .. احنا مالناش امر على بعض ؟؟ اهوه ده اللي مضيعنا
..
يتبع