makakola
19-05-2006, 05:24 AM
طلاب فى هندسة عين شمس يشعلون فتنة طائفية إلكترونية
روزاليوسف 19/5/2006 (http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1153)
لأننا ضد المصادرة بأى شكل.. فإن السطور التالية لا تطالب بالبحث عن سبل لقمع هذه المواقع.. فقط نطالب بالبحث بعمق فى السؤال الأهم: كيف وصل الطلبة الصغار لهذه الحالة المزرية من الطائفية؟
مواقع إلكترونية أنشأها طلبة كلية الهندسة.. يصنعون من خلالها مساحة علمية موازية لحياة الجامعة.. يتبادلون المحاضرات والأفكار والابتكارات والمشروعات الخاصة بالتخرج.. يتوقعون أسئلة الامتحانات.. ويتبادلون النظرة إلى مستقبل أفضل.. لكن المواقع انحرفت عن أصل الفكرة.. أصبحت ساحة مخيفة لحوارات بدائية حول الدين، مراهقة، ساذجة تشبه لعب الأطفال بالكبريت.. كيف حدث ذلك.. ولماذا حدث.. لا نملك إجابة محددة.. لكن نملك وقائع ثابتة، أحدها إعادة مناقشة موضوع الاختلاط، وظهور الطلبة فى المدرجات فرقا، كل فريق يلفظ الآخر.. لا يطيقه.. يتبادلون عبر المواقع تعبيرات خارجة، جارحة مؤلمة.. وآراء متهورة موتورة لا تدرك قسوة كلماتها.. لقد فتشنا فى هذه المواقع واكتشفنا مهازل مرعبة، وصدمتنا أحداث مؤسفة.. مثل أن يطرد أستاذ فى الجامعة اثنين من الطلبة لأنهما «مسيحيان».. إجمالى ما اكتشفناه، يطول قدسية الحرم الجامعى، يشى بأنه على حافة الانفجار. عادة ما ينشئ طلبة الكليات العملية، خاصة والمتصلة بدراسة الكمبيوتر مثل المواقع التعليمية مواقع خاصة بهم هدفها تسهيل الاتصال بينهم.. وتبادل معلومات غالبا علمية حول بعض المواد التى يدرسونها أو المشاريع التى يقومون بها. مؤخرا تكررت شكوى بعض الطلبة من تحول هذه المواقع.. يقولون أن هدفها انحرف وأخذ منحى طائفيا.
بدأنا رحلة الاكتشاف بموقع طلبة بكالوريوس قسم كمبيوتر بكلية الهندسة، جامعة عين شمس هو موقع لا يسمح بالدخول إلا لطلبة بكالوريوس هندسة قسم كمبيوتر الذين أسسوه حين كانوا فى الفرقة الثانية، حصلنا على «كلمة السر» من أحد الطلبة الأعضاء الذين انتقلوا إلى مرحلة الاعتراض على انحراف الموقع. الموقع متطور جدا.. أقسامه سهلة واضحة تستغل التقنية الحديثة إلى أقصى درجة ممكنة.. قسم لتبادل أحدث المعلومات حول البرمجة والكمبيوتر، ومنتدى للنقاش حول طرق حل بعض المسائل والمشاكل التى تواجههم أثناء عمل المشروعات.. قسم لمناقشة اهتمامات الطلبة الخاصة بالدراسة، مثل جدول الامتحان ومواعيده. عبر الموقع يرسل الأساتذة والمعيدون بعض الأوراق والتكليفات للطلبة والتى تجعل العملية التعليمية أكثر سهولة وتقدما.
هكذا كان الموقع فى صورته الأولى.. لكنه بدأ يتحول عن هدفه الأساسى منذ سنتين، عندما طرح بعض الطلبة آراءهم بشأن مسألة الاختلاط بين الجنسين.. اشتعلت الآراء ووصلت حد المطالبة الجماعية بفصل الطالبات عن الطلبة حتى لا تحدث فتنة.. أصحاب دعوى الانفصال أقاموا «حملة إقناعية» على الموقع الأمر الذى أثار الطلبة المسيحيين الذين تدخلوا فى هذه الحملة معلنين الرفض.. أحدهم قال: «إذا أردتم أن تفصلوا بناتكم «المحجبات» عن الطلبة، فهذا يخصكم.. أما نحن، فبناتنا سيجلسون بيننا».. انتهى الأمر - كما يروى أحد الطلبة - إلى انقسام الطلبة.. مقاعد جرى تخصيصها للطالبات المحجبات هى المقاعد الأمامية.. بينما خصص مسيحيون ومسلمون أقرب إلى الاعتدال لأنفسهم ركنا يجلسون فيه.
هذا اليوم كان بداية تحول الموقع الذى لم يعد يخلو من دعوات مزعجة تحث على عدم الاختلاط المصحوبة بفتاوى حادة وأحاديث وصور قرآنية تتوعد المخالفين بالنار وبئس القرار! على مر السنين تطورت المشاحنات، وأصبح الطلبة المسلمون يبدأون رسائلهم بعبارة «إخوانى المسلمين».. السلام على من اتبع الهدى.. الطلبة المسيحيون اعتبروا مثل هذه البداية استنكارا لوجودهم.
قسم جديد مستحدث أضيف إلى الموقع عنوانه «المواقع على نهج السلف الصالح» يحمل دعوة صريحة للعودة إلى السلفية.. منشور به موضوعات من عينة «من درر السلفية»، «التعريف بالدعوة السلفية فى مصر» «المعنى الحقيقى للسلفية».. الموضوعات وتعليقاتها تقدم الفكر السلفى باعتباره المنقذ والمنجى من هذا الفساد الأخلاقى الذى نعيشه الآن.. كما تنال بعض التعليقات المراهقة من قدسية واحترام أديان أخرى. تشتعل الأزمة.. تكاد تصل إلى ذروتها أو هى وصلت بالفعل.. حيث فتح الطالب القائم على الموقع، موضوعا بعنوان «هذا هو المسيح أفلا تعقلون»؟ ويحوى الموضوع هجوما على الإنجيل ويعدد آراء يراها الكاتب دليلا على تحريفه. الطلبة المسيحيون دخلوا المناقشة مستفزين.. راحوا يردون على الاتهامات الموجهة لهم بلهجة حادة. هذا الموضوع تحول ليكون الأهم على الموقع، حتى أن النقاشات والتعليقات تسحب عددا كبيرا من الزوار. بعد أزمة الدنمارك زادت المشكلة وتعقدت، حيث رفع بعض الطلبة شعار «رسولنا الحبيب يا عباد الصليب» واقترح البعض الاحتفال بالـ Fun day وهو اليوم الذى اعتادت أن تقيمه الكلية كل عام للترفيه عن الطلبة بالرقص والغناء وارتداء «تى. شيرتات» موحدة، بإقامة مظاهرات تندد بالصور المسيئة للرسول.. فتساءل أحد الطلبة المسلمين: .. ماذا عن إخواننا المسيحيين الذين تعودنا أن يشاركونا هذا اليوم؟ لكن أحدا لم يجبه ونفذوا ما يدعون إليه.
روزاليوسف 19/5/2006 (http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1153)
لأننا ضد المصادرة بأى شكل.. فإن السطور التالية لا تطالب بالبحث عن سبل لقمع هذه المواقع.. فقط نطالب بالبحث بعمق فى السؤال الأهم: كيف وصل الطلبة الصغار لهذه الحالة المزرية من الطائفية؟
مواقع إلكترونية أنشأها طلبة كلية الهندسة.. يصنعون من خلالها مساحة علمية موازية لحياة الجامعة.. يتبادلون المحاضرات والأفكار والابتكارات والمشروعات الخاصة بالتخرج.. يتوقعون أسئلة الامتحانات.. ويتبادلون النظرة إلى مستقبل أفضل.. لكن المواقع انحرفت عن أصل الفكرة.. أصبحت ساحة مخيفة لحوارات بدائية حول الدين، مراهقة، ساذجة تشبه لعب الأطفال بالكبريت.. كيف حدث ذلك.. ولماذا حدث.. لا نملك إجابة محددة.. لكن نملك وقائع ثابتة، أحدها إعادة مناقشة موضوع الاختلاط، وظهور الطلبة فى المدرجات فرقا، كل فريق يلفظ الآخر.. لا يطيقه.. يتبادلون عبر المواقع تعبيرات خارجة، جارحة مؤلمة.. وآراء متهورة موتورة لا تدرك قسوة كلماتها.. لقد فتشنا فى هذه المواقع واكتشفنا مهازل مرعبة، وصدمتنا أحداث مؤسفة.. مثل أن يطرد أستاذ فى الجامعة اثنين من الطلبة لأنهما «مسيحيان».. إجمالى ما اكتشفناه، يطول قدسية الحرم الجامعى، يشى بأنه على حافة الانفجار. عادة ما ينشئ طلبة الكليات العملية، خاصة والمتصلة بدراسة الكمبيوتر مثل المواقع التعليمية مواقع خاصة بهم هدفها تسهيل الاتصال بينهم.. وتبادل معلومات غالبا علمية حول بعض المواد التى يدرسونها أو المشاريع التى يقومون بها. مؤخرا تكررت شكوى بعض الطلبة من تحول هذه المواقع.. يقولون أن هدفها انحرف وأخذ منحى طائفيا.
بدأنا رحلة الاكتشاف بموقع طلبة بكالوريوس قسم كمبيوتر بكلية الهندسة، جامعة عين شمس هو موقع لا يسمح بالدخول إلا لطلبة بكالوريوس هندسة قسم كمبيوتر الذين أسسوه حين كانوا فى الفرقة الثانية، حصلنا على «كلمة السر» من أحد الطلبة الأعضاء الذين انتقلوا إلى مرحلة الاعتراض على انحراف الموقع. الموقع متطور جدا.. أقسامه سهلة واضحة تستغل التقنية الحديثة إلى أقصى درجة ممكنة.. قسم لتبادل أحدث المعلومات حول البرمجة والكمبيوتر، ومنتدى للنقاش حول طرق حل بعض المسائل والمشاكل التى تواجههم أثناء عمل المشروعات.. قسم لمناقشة اهتمامات الطلبة الخاصة بالدراسة، مثل جدول الامتحان ومواعيده. عبر الموقع يرسل الأساتذة والمعيدون بعض الأوراق والتكليفات للطلبة والتى تجعل العملية التعليمية أكثر سهولة وتقدما.
هكذا كان الموقع فى صورته الأولى.. لكنه بدأ يتحول عن هدفه الأساسى منذ سنتين، عندما طرح بعض الطلبة آراءهم بشأن مسألة الاختلاط بين الجنسين.. اشتعلت الآراء ووصلت حد المطالبة الجماعية بفصل الطالبات عن الطلبة حتى لا تحدث فتنة.. أصحاب دعوى الانفصال أقاموا «حملة إقناعية» على الموقع الأمر الذى أثار الطلبة المسيحيين الذين تدخلوا فى هذه الحملة معلنين الرفض.. أحدهم قال: «إذا أردتم أن تفصلوا بناتكم «المحجبات» عن الطلبة، فهذا يخصكم.. أما نحن، فبناتنا سيجلسون بيننا».. انتهى الأمر - كما يروى أحد الطلبة - إلى انقسام الطلبة.. مقاعد جرى تخصيصها للطالبات المحجبات هى المقاعد الأمامية.. بينما خصص مسيحيون ومسلمون أقرب إلى الاعتدال لأنفسهم ركنا يجلسون فيه.
هذا اليوم كان بداية تحول الموقع الذى لم يعد يخلو من دعوات مزعجة تحث على عدم الاختلاط المصحوبة بفتاوى حادة وأحاديث وصور قرآنية تتوعد المخالفين بالنار وبئس القرار! على مر السنين تطورت المشاحنات، وأصبح الطلبة المسلمون يبدأون رسائلهم بعبارة «إخوانى المسلمين».. السلام على من اتبع الهدى.. الطلبة المسيحيون اعتبروا مثل هذه البداية استنكارا لوجودهم.
قسم جديد مستحدث أضيف إلى الموقع عنوانه «المواقع على نهج السلف الصالح» يحمل دعوة صريحة للعودة إلى السلفية.. منشور به موضوعات من عينة «من درر السلفية»، «التعريف بالدعوة السلفية فى مصر» «المعنى الحقيقى للسلفية».. الموضوعات وتعليقاتها تقدم الفكر السلفى باعتباره المنقذ والمنجى من هذا الفساد الأخلاقى الذى نعيشه الآن.. كما تنال بعض التعليقات المراهقة من قدسية واحترام أديان أخرى. تشتعل الأزمة.. تكاد تصل إلى ذروتها أو هى وصلت بالفعل.. حيث فتح الطالب القائم على الموقع، موضوعا بعنوان «هذا هو المسيح أفلا تعقلون»؟ ويحوى الموضوع هجوما على الإنجيل ويعدد آراء يراها الكاتب دليلا على تحريفه. الطلبة المسيحيون دخلوا المناقشة مستفزين.. راحوا يردون على الاتهامات الموجهة لهم بلهجة حادة. هذا الموضوع تحول ليكون الأهم على الموقع، حتى أن النقاشات والتعليقات تسحب عددا كبيرا من الزوار. بعد أزمة الدنمارك زادت المشكلة وتعقدت، حيث رفع بعض الطلبة شعار «رسولنا الحبيب يا عباد الصليب» واقترح البعض الاحتفال بالـ Fun day وهو اليوم الذى اعتادت أن تقيمه الكلية كل عام للترفيه عن الطلبة بالرقص والغناء وارتداء «تى. شيرتات» موحدة، بإقامة مظاهرات تندد بالصور المسيئة للرسول.. فتساءل أحد الطلبة المسلمين: .. ماذا عن إخواننا المسيحيين الذين تعودنا أن يشاركونا هذا اليوم؟ لكن أحدا لم يجبه ونفذوا ما يدعون إليه.