MeGoO
24-06-2006, 05:26 AM
(kill:
http://www.akhbarelyom.org.eg/akhbarelyom/issues/3216/1300.html
وراء الحدود
اللعب في التاريخ..!
بقلم: حسين عبد الواحد
habdelwahed@hotmail.com
لا جدال في المكانة الفنية التي وصل اليها الممثل المصري عمر الشريف علي الساحة العالمية. لكن لأسباب غير معروفة، اختار الممثل الكبير، البالغ من العمر 74 عاما، الابتعاد عن ساحة التمثيل التي يجيد اللعب فيها وتحول إلي مؤرخ يدلي بدلوه في أحداث كانت ذات تأثير هائل في تاريخ مصر والمنطقة العربية وربما العالم.
ففي الأسبوع الماضي، كان عمر الشريف يتحدث امام حشد من الامريكيين العرب في واشنطن، وبدلا من ان يحكي عن مغامراته في هوليوود ارتدي عباءة المؤرخ والسياسي وقال ان الرئيس الراحل عبدالناصر 'ممثل جيد'! وان خطاب تأميم قناة السويس بالتحديد كان 'نوعا من التمثيل'!!
واخذ عمر الشريف يحلل معركة مصر المجيدة ضد العدوان الثلاثي عام 1956 فقال ان المصريين وعبدالناصر لم يكن بوسعهم تحقيق النصر في هذه المعركة لولا الموقف الأمريكي!
والحقيقة ان التدخل الأمريكي بل وحتي السوفيتي لم يحدث إلا بعد أن نجحت المقاومة المصرية في الصمود والتصدي للعدوان فهدد الاتحاد السوفيتي بالتدخل المباشر، ووقف الرئيس الأمريكي أيزنهاور ضد العدوان خدمة لمصالح بلاده.. واندمج الممثل العالمي في تقمص دور الزعيم السياسي، ليقول إن الرئيس السادات طلب وساطته للاتصال بإسرائيل وجس النبض حول مدي استعدادها لاستقباله عام .1977 وانه علي الفور اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق مناحم بيجن من السفارة الإسرائيلية في باريس والذي رد عليه دون تفكير: 'بكل سرور'!!
ويمضي عمر الشريف في هذه الرواية بقوله 'اتصلت بالسادات وابلغته بأن إسرائيل ترحب بزيارته'! هكذا، وبهذه البساطة ولدت مبادرة السلام التي كانت بحق أهم منعطف في التاريخ العربي.. وكان الفضل في ذلك للممثل عمر الشريف وليس لزعماء من وزن السادات وكارتر والملك الحسن الثاني وشاه ايران وشاوشيسكو تردد انهم لعبوا ادوارا هامة في هذه المبادرة. والحقيقة ان مشكلة التاريخ العربي انه تحول الي ساحة يلهو فيها كل من يبحث عن بقايا اضواء أو مجد زائف حتي بات الأمر في حاجة إلي وقفة جادة من اجل انقاذ تاريخنا من عبث 'اللاهين' والمدعين.. فعمر الشريف لم يكن أول ولن يكون آخر من يخرج علينا ليروي قصصا لا سند لها من الواقع مدعيا انها حقائق وانه كان احد المشاركين في صناعتها.. ونظرة سريعة الي اكوام الكتب التي تملأ الارصفة والاحاديث في القنوات الفضائية تكفي للتدليل علي حجم الخطر الذي يهدد التاريخ الوطني لمصر وللعرب.. ولعل أهم ما يجمع بين كل هؤلاء هو انهم يعشقون الحديث عن وقائع مات ابطالها الحقيقيون حتي يضمنوا تماما انه لن يوجد من يرد علي 'اكاذيبهم'.
وخطورة ما يفعله هؤلاء انه يؤدي إلي الخلط بين الحقيقي والمزيف ويشوه وعي الاجيال الجديدة التي تحتاج الي قراءة التاريخ الوطني لبلادها كما هو بانجازاته واخفاقاته، فبغير ذلك نخاطر بخلق اجيال بلا ذاكرة حقيقية ولا انتماء اصيل.
وربما يكون عذر عمر الشريف وامثاله من عشاق اللعب في التاريخ هو انحسار الاضواء عنهم وتقديمهم في السن الي الحد الذي يجعلهم يفتشون في الدفاتر القديمة ليس من اجل البحث فيها وانما من اجل تزييفها وتلفيقها!
واخيرا لا اجد ما اقوله لهؤلاء سوي 'رفقا بالتاريخ'
http://www.akhbarelyom.org.eg/akhbarelyom/issues/3216/1300.html
وراء الحدود
اللعب في التاريخ..!
بقلم: حسين عبد الواحد
habdelwahed@hotmail.com
لا جدال في المكانة الفنية التي وصل اليها الممثل المصري عمر الشريف علي الساحة العالمية. لكن لأسباب غير معروفة، اختار الممثل الكبير، البالغ من العمر 74 عاما، الابتعاد عن ساحة التمثيل التي يجيد اللعب فيها وتحول إلي مؤرخ يدلي بدلوه في أحداث كانت ذات تأثير هائل في تاريخ مصر والمنطقة العربية وربما العالم.
ففي الأسبوع الماضي، كان عمر الشريف يتحدث امام حشد من الامريكيين العرب في واشنطن، وبدلا من ان يحكي عن مغامراته في هوليوود ارتدي عباءة المؤرخ والسياسي وقال ان الرئيس الراحل عبدالناصر 'ممثل جيد'! وان خطاب تأميم قناة السويس بالتحديد كان 'نوعا من التمثيل'!!
واخذ عمر الشريف يحلل معركة مصر المجيدة ضد العدوان الثلاثي عام 1956 فقال ان المصريين وعبدالناصر لم يكن بوسعهم تحقيق النصر في هذه المعركة لولا الموقف الأمريكي!
والحقيقة ان التدخل الأمريكي بل وحتي السوفيتي لم يحدث إلا بعد أن نجحت المقاومة المصرية في الصمود والتصدي للعدوان فهدد الاتحاد السوفيتي بالتدخل المباشر، ووقف الرئيس الأمريكي أيزنهاور ضد العدوان خدمة لمصالح بلاده.. واندمج الممثل العالمي في تقمص دور الزعيم السياسي، ليقول إن الرئيس السادات طلب وساطته للاتصال بإسرائيل وجس النبض حول مدي استعدادها لاستقباله عام .1977 وانه علي الفور اتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق مناحم بيجن من السفارة الإسرائيلية في باريس والذي رد عليه دون تفكير: 'بكل سرور'!!
ويمضي عمر الشريف في هذه الرواية بقوله 'اتصلت بالسادات وابلغته بأن إسرائيل ترحب بزيارته'! هكذا، وبهذه البساطة ولدت مبادرة السلام التي كانت بحق أهم منعطف في التاريخ العربي.. وكان الفضل في ذلك للممثل عمر الشريف وليس لزعماء من وزن السادات وكارتر والملك الحسن الثاني وشاه ايران وشاوشيسكو تردد انهم لعبوا ادوارا هامة في هذه المبادرة. والحقيقة ان مشكلة التاريخ العربي انه تحول الي ساحة يلهو فيها كل من يبحث عن بقايا اضواء أو مجد زائف حتي بات الأمر في حاجة إلي وقفة جادة من اجل انقاذ تاريخنا من عبث 'اللاهين' والمدعين.. فعمر الشريف لم يكن أول ولن يكون آخر من يخرج علينا ليروي قصصا لا سند لها من الواقع مدعيا انها حقائق وانه كان احد المشاركين في صناعتها.. ونظرة سريعة الي اكوام الكتب التي تملأ الارصفة والاحاديث في القنوات الفضائية تكفي للتدليل علي حجم الخطر الذي يهدد التاريخ الوطني لمصر وللعرب.. ولعل أهم ما يجمع بين كل هؤلاء هو انهم يعشقون الحديث عن وقائع مات ابطالها الحقيقيون حتي يضمنوا تماما انه لن يوجد من يرد علي 'اكاذيبهم'.
وخطورة ما يفعله هؤلاء انه يؤدي إلي الخلط بين الحقيقي والمزيف ويشوه وعي الاجيال الجديدة التي تحتاج الي قراءة التاريخ الوطني لبلادها كما هو بانجازاته واخفاقاته، فبغير ذلك نخاطر بخلق اجيال بلا ذاكرة حقيقية ولا انتماء اصيل.
وربما يكون عذر عمر الشريف وامثاله من عشاق اللعب في التاريخ هو انحسار الاضواء عنهم وتقديمهم في السن الي الحد الذي يجعلهم يفتشون في الدفاتر القديمة ليس من اجل البحث فيها وانما من اجل تزييفها وتلفيقها!
واخيرا لا اجد ما اقوله لهؤلاء سوي 'رفقا بالتاريخ'