PDA

View Full Version : ملف النوبه ....القبطيه


honeyweill
02-09-2006, 01:18 PM
]RIGHT]["]النوبه


النوبيين ضحيه الدكتاتوريه والتهميش الذي يعيشه المواطنين في مصر اذا كنا سنعتبره موطننا علي سبيل المثال
فمنذ ان تم بناء خزان اسوان تحولت بلاد النوبه الي ارض لا تنبت الزهور انما تجبر اهلها علي الرحيل
الي مناطق الاكل والشرب والصحه والعمل فبدا النوببين يهجرون بلادهم بقرارات فرديه واجتماعيه ومن المسئولين نتيجه للظروف القاسيه والجديده التي هي فكره بناء السد العالي ومان لابد من تهجير النوبيبن الي مناطق داخل الجمهوريه ولكن علي الحدود منها بعيدا عن البيض وتم نقل النوبه من الارض الزرقاء وحضن النيل الي منطقه صحراويه في كوم امبو فالتهمت العقارب اجيلا منها والتهم الاحباط والاكتئاب روح النوبي الفنان الذي يعشق الحياه ويعني لها

وعندما فكرت البيروقراطيه المصريه في اصلاح اخطائها ضد هؤلاء المواطنين او غلت وتوحشت في ابداع اخطاء جديده
بدلا من اصلاح الاخطاء الاولي
فالنوبيبون لايملكون العلب الاسمنتيه التي يعشون فيها في صحراء كوم امبو ولم تتحسن احوالهم الماديه ولم يحصلوا علي تعويض يجعلهم يحسون ان تضحيتهم من اجل بقيه الشعب المصري لها قيمه بل تفاقم الازمه والفقر وتكالبت الدوله بكل اجهزيها ليتحول النوبي الي فقير مضطهد وتكالبت الدوله بكل اجهزتها ليتحول النوبي الي فقير مضطهد ناقص الحقوق او مسلوب الحقوق اذا صح اللفظ

وتفرق النوبييون في البلاد الجنوبيه وقطاع يعيش في احياء القاهره مقل عابدين وبولاق ابو العلا والمعادي وبولاق الدكرور
وامبابه وقطاع اخر في الاسكندريه ويوصفون انهم سودانيون ويعاملون في الاسكندريه معامله سيئه جد من البيض فهم نسبه بسيطه جدا

وبدلا من ان تحول الثقافه النوبيه الي ثقافه جديده تضاف الي الرصيد المصري تحولت الي جهابذه النظام الي ثقافه يجب التخلص منها وابادتها نهائيا

فعندما فعلها صفوت الشريف وقام بانشاء محطه اسوان الاذاعيه قام بعمل المحطه انها محطه عربيه فقط وتناسا النوبين وكان هذا بلاء واهانه اكثر لهم فتعريب الرض اصبح شيء قاسي جدا وغير محتمل وابكي النوبيبن كثيرا وتناسيا اسوان انها ليست
عربيه

وهذا السلوك من قبل وزاره الاعلام هو سلوكها مع المواطنين عادتا هو سلوكها مع المواطنين الاقليات دائما لقمعهم وترويعهم
الانوبيبون الان يطلبون الانفصال عن مصر وظهرت العديد من المنظمات التي تطلب بذلك
لان الدوله سلوكيتها لاتحترم المواطن ولا تحترم التعدديه العرقيخ ولا الدينيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

المحافط العربي لاسوان يستفز مشاعر اهل النوبه ويساهم في تعميق عقده الاضظهاد لديهم بقوله لهم
الي عايز النوبه يروح يدور عليها تحت الميه .

تصريحات محافظ اسوان عن النوبيبن ورويته حول مشاكلهم تضع علامات استفهام حول موظفي عصر مبارك الذين لايملكون حتي القدره علي التعامل مع خصوصيه المشكله النوبيبه بشكل يسمح بوجود بصيص من الامل لدي البسطاء من النوبيبون ويعطي الفرصه لحصولهم علي كامل حقوقهم ويكفي مايطرحه في حوار صحفي نشر بجريده اخر ساعه بتاريخ 3 مايو 2006 حيث قال بطبيعتي كضابط حدود فانا عاصرت تلك المشكله منذ فتره طويله وقبل ان اصبح محافظا لاسوان نلاحظ العقليه التي تحكم حديثه والتي تساوي بين نظره ظابط حدود وبين نظره الموظف العام وهو مايؤكد عدم وجود رويه سياسيه اجتماعيه ويقول في نفس الحوار هم ان كانو انتقلوا من مكان جغرافي علي شاطيء النيل الي اخر بعيد فمقابل ذلك حدث كثير من التغيرات في حياتهم فهم يعيشون في قري لاتوجد بها كهرباء ولا ماء ولا طرق ممهده وكانت وسيله الانتقال
الوحيده لديهم هي المراكب في النيل وعندما انتقلوا الي نصر النوبه كانت عندهم مقومات الحياه الحديقه وان تفاضينا عن اعتبار الانتقال من مكان علي النيل لاخر يعني انهيار الثقافه والحضاره والشخصيه النوبيه واعتباره نقل الاثار مع البشر امرا كافيا باعتبار ان هذا كان واجبا قوميا فكيف نتغاطي عن خلط الاوراق الذي مارسه المحافظ في تصريحه الاخير فكانه يساوي بين المكانيات التي كانت متوفره في القريه المصريه في ستينات القرن العشرين وما يجب ان تكون عليه في القرن العشرين وما يجب ان تكون عليه في القرن الواحد والعشرين وكان ابسط ما يجب ان توفره الدوله لمواطنيها منحه وليس حقا وكان تصريحه الخيالي
الذي اشار اليه في نفس الحوار لحل مشكله النوبين المغتربين الذين لم يكونوا متواجدين في القري النوبيه اثناء حصر البيوت ولم يحصلوا علي منزل بديل في النوبه الجديده عقدت اجتماعا مع المسئولين في النادي النوبي ووضعت حلا اتصور انه عملي تماما وهو بناء منظقه سكنيه تضم المغتربين حسب تنوعاتهم القبليه وتخصص لكل مفترب وحده سكنيه وبالطبع لم يوافق النوبين فكيف تعيش داخل
شقه سكنيه في قريه انه بذلك يطلب محو اي صله بين النوبي وبيئته حتي لو كانت بيتا صغيرا من طابق واحد يفصل عن ثريه طلبيعتها محولا اياها لمدينه ولعل اكثر نصريحاته استفزازا انشرته صحيفه الوفد في شهر مايو الماضي في ان المنطقه التي يتم استصلاحها الان غريب النيل بعد استقرار منسوب بحيره ناصر ليست ارضا نوبيه معلالا واعطائها لغير النوبيبن بل استفز الجميع
بعبارته الشهيره من يريد العوده للنوبه فليذهب اليها تحت الماء وكانها ليست المنطقه التي اغرقتها مياه السد العالي وان هذه الصحراء
التي يتم استصلاح الان غرب النيل بعد استقرار منسوب بحيره ناصر ليست ارضا نوبيه معلالا اعطائها لغير النوبيين بل استفز الجميع بعبارته الشهيره من يريد العوده للنوبه فليذهب اليها تحت الماء وكانها ليست المنطقه التي اغرقتها مياه السد العالي وان هذه الصحراء التي يتم استصلاحها امتداد لارض النوبه الغارقه والنوبيبين هم الاحق بالعوده لاراضهم بدلا من بناء وحدات سكنيه للمغتربين لان القري الجديده لاتكفي سكانها بدلا من تكرار ماحدث بعد ان انتهت الحكومه من بناء القريه الاولي حول البحيره في
جرف حسين واطلقت عليها بشاير الخير رقم 1 ووطنت فيها غير النوبيين من ال12 قريه المزمع انشاؤها باسم بشاير الخير بدلا
من اسماء القري النوبيه وكل قريه مكونه من 100 منزل وخمسه افدنه لكل منزل وكان الدوله ممثله في محافظها تصر علي استمرار المشكله النوبيه حتي تصل لمرحله الانفجار التي يبدو انها اصبحت وشيكه اذا لم يكن هناك تدخل حاسم لوقف وابل
التصريحات الغير مدروسه والعمل علي ارض الواقع [/SIZE][/RIGHT][/CENTER]

honeyweill
02-09-2006, 01:21 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

اعلام( الفقي) يتجاهل النوبيبين عن عمد
في الوقت الذي يهلل فيه اعلام انس الفقي باعلام الرياده الذي وصل الي كل مكان في مصر تظل مناطق مختلفه في مصر تعاني الاهمال الشديد والتجاهل مثل سيناء والصعيد والنوبه ويتعامل معها اعلام الفقي علي اعتبار انها من كوكب تاني مالوش علاقه
بيه
النوبه في عصر الفقي واحمد نظيف والحكومه المباركه وعصر التكنوكراط لا تجد صحيفه تعبر عنها ولا قناه تلفيزيونيه تقدم
رايها ومشاكلها علي اعتبار انها جزء من هذا الوطن علي الرغم من ان النوبه كان يصدر عنها عدد من المطبوعات
التي تحمل ارائها

وكما تقول سابونارا طموم الباحثه في الجامعه الامريكيه الاعلام النوبي بدا منذ وقت مبكر جدا عام 1902
بصحيفه الخزان اسوان لكنها لم تستمر طويلا واختفت لاسباب مجهوله وظهرت بعدها صحيفه مصباح النوبه عام 1937
وصوت النوبه سنه 1942 وكانت بتمويل من نادي النوبه العام

اختفاء الاعلام النوبي اليوم وعدم وجود جرائد نوبيه في راي رسام الكاريكاتير النوبي محمد عمر يعود الي المركزيه الاعلام في القاهره لم تقدم شيئا وتجد المذيعين يتحدثون بلهجه اهل العاصمه او بلهجه صعيديه اخري غير التي يتحدث بهها اهل البلد

ومازال الاعلام المصري يعيش في مجتمع النوافذ المغلقه في اعتقاد محمد عمر حتي تصاب هذه المجتمعات بالتقيح نتيجه الاهمال فمن المفترض ان تكون هناك قنوات اعلاميه معنيه بالموضوعات الخاصه باهل البلد وتتحدث بها اهل البلد

مازال الاعلام المصري يعيش في مجتمع النوافذ المغلقه في اعتقاد محمد عمر حتي تصاب هذه المجتمعات بالتقيح نتيجه الاهمال فمن المفترض ان تكون هناك قنوات اعلاميه معينه بالموضوعات الخاصه باهل البلد وتتحدث بلغته وتكشف سلبياته ولكن يبدو ان الاعلام المصري لا يسلط الضوء علي هموم ومشاكل النوبه الا اذا حدثت مشكله كبيره يفجرها عاده سياسي نوبي بارز مثل حجاج
ادول وبعدها تتجه الانظار الي منطقه النوبه فمازال الاعلام المصري يتعامل مع مشاكل النوبين بمنطق الموسيه في تناول الاحداث
وهو ما يؤكده جمال محي الدين مراسل النيويورك تايمز الذي يقول ان الاعلام المصري ليس لديه رؤيه واضحه وخطه لمناقشه القضايا الوطنيه وهذا يرجع لجهله بالمناطق التي بها مشاكل كثيره مثل النوبه ويضيف محي الدين ان هموم ومشاكل النوبه خارج حسابات الدوله واعلامها وهو ما يؤدي الي الانفجار في النهايه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
عناء مزدوج عاشه المثقف السياسي النوبي في مصر وعبر عنه الاديب اليساري الكبير محمد خليل قاسم في الخمسينيات القرن الماضي بعباره نقلها عنه رفعت السعيد في مقدمه روايه الشمندوره الطبعه الثانيه سلسله كتاب ادب ونقد نحن نوبيون نعرف
معني ان تكون نوبيا وفقيرا وكان هذا منطلقا لمشاركه الكثير من المثقفين المصرين في الحياه السياسيه بمصر منذ عشرينات القرن العشرين وخلال الخمسينيات والستينات والسبيعينات من نفس القرن وكان الانحسار والغياب للقيادات السياسيه النوبيبيه الكبري
جزءا مما تشهده مصر

ولكن السؤال هنا لماذا لم يدخل المثقف النوبي في الميدان الحراك السياسي ليطرح من خلال اجنده الحركه السياسيه في مصر مشاكله الخاصه مادامت الدوله تنفي وجود مشاكل من الاساس مثلما تفعل مع كل مصري ؟

honeyweill
02-09-2006, 01:23 PM
اتوجه بالسؤال الي الاديب حجاج ادول الذي اثار الاجدل بسبب مشاركته في مؤتمر الاقليات بواشنطن العام الماضي والذي يؤكد ان كلمته بواشنطن كان عنوانها الماساه النوبيبيه جزء من كل زانه قال القضيه النوبيه للاتحل وحدها فهي جزء من كل وهي فرع من فروع القضيه المصريه عامه وقال وحل كل القضايا يبدا بالقضاء علي دكتاتوريه وترسيخ الحريه والديمقراطيه لذلك فنحن النوببين علينا ان نعمل مع مجمل الانتفاضات النخبويه والشعبيه بكل اطيافها ومع
جميع الاقليات ضد الحكم اطيافها ومع الجميع الاقليات ضد الحكم الدكتاتوري ويشيرالي قوله فالحل لابد يكون حل شامل لمصلحه الامه المصريه ومنطقه الشرق الاوسط اي ربط القضيه النوبييه بالوطن الشامل ويوكد ادول ان العيوب التي تسود مصر سادت النوبه باعتبارها جزاءا من مصر خاصه بعد تهجير الترانسفير عام 1964 خاصه ان الانقلاب 1952 علي حد تعبيره دمر الحيااه المدنيه وشل حراكها مع ملاحظه ان النوبيين السياسيين اصلا تربيه فتره سابقه علي ذلك ويشير الي ان الحراك الحالي لم يصل الي النوبيين نسييبا لكنه لم يصل الي قلب الصعيد والدلتا نسبيا ايضا هذا بخلاف ان النوبيين في مأساه مضاعفه لانهم لاجئون في منطقه كوم امبو وفي المدن الاخري هم في شتات والدليل تحرقهم للعوده ويستنكر ادول ان يكون بعض النوبيين لا يريدون العوده فهم اقليات ويري ادول ان عذابات النوبيين مضاعفه لان ثقافتهم الخاصه تضييع مع اشتراكهم مع بفيه ابناء مصر في البلوي العامه ويؤكد ان البعض طالب النوبيين بالاشتراك في الهم
العام لكن عامه المصريين حتي الان لم يشاركون في الهم النوبي المصري منذ بدايه القرن الماضي فلماذا لا نلوم المثقفين والصحفين المصريين ايضا ؟

ويشير الاديب النوبي يحيي مختار والذي يعتبر واحدا من اهم المعارضين لطرح القضيه النوبييه في الخارج وهو احد المعتقلين في سجون المعتقلين في الستينات الي ان الحراك السياسي الحالي يقتصر علي الصفوه من المثقفين ولا يمكن فصل المثقفين النوبيين باعتبارهم فئه ذات توجه خاص في الحراك عام ويؤكد ان 80% من جماهيير الشعب المصري يعطي ظهره للحياه السياسيه في مصر ولم يصوت في الانتخابات الاخيره سوي 23% من الشعب باكمله فما
الذي يدفع النوبي بصفه خاصه للمشاركه ويوضح يحيي مختار انه عندما طرح ايمن نور في برنامج الانتخابي مشاكل ومطالب النوبيين في الوقت الذي لم يطرحه غيره من المرحشين بمن فيهم حسني مبارك ذهبت اصوات النوبيين لمن يتبني قضاياهم وهذا يعني توجها لمن يعبر عن مشاكلهم ويوجهنا يحيي مختار الي انه كان هناك نوبييون اشتغلوا في السياسه من جميع التجاهات من بينهم وفديون امثال سليمان عجيب في العشرينات وثلاثينات القرن الماضي
وهو الذي طالب بحق النوبيين في الانخراط بالجيش حين كان ذلك ممنوعا علي النوبيين ولكن تركزت مجموعه من النوبيين في الحركه الشيوعيه مثل محمد خليل قاسم وذكي مراد ومحمود شندي ومبارك عبده فضل وابراهيم شعراوي ويوسف صادق ونور جاسر وخليل القاسي وخليل كلفت ولم ينخرط هؤلاء اثناء

عملهم السياسي غي العمل النوبي العام لان منطلقهم اممي وليس فئوي فعبروا عن الطبقه العامله بشكل عام ضد المطالب العرقيه وكانوا يرون ان مشاكل النوبيين جزء من المشاكل العامه للشعب المصري وان الحل لن ياتي الا دخل اطار حل مشاكل المجتمع المصري باكمله وخير مثال علي ذلك ذكي مراد المحامي الشيوعي المناضل الي تعرض للاعتقال مرات عديده منذ 1946 اثناء نضاله ضد الاحتلال وحتي اثناء عصر عبد الناصر وحتي اغتياله عام 1979 حيث كان سكرتيره الحزب الشيوعي المصري منذ عام 1975 ودعي الي تكوين جبهه وطنيه لمعارضه كامب ديفيد في خطبه ابريل 1979 قبل اغتياله
الا انه لم يشارك في مطالبه بحل مشاكل النوبيين وتعلق المحاميه صفاء زكي مراد بان هؤلاء السياسيين لم يدخلوا الحركه السياسيين كنوبيين بل كمواطنيين مصريين تبنوا فكره معينا يرون في هذا الفكر خلاص المجتمع ولم يتعاملون مع الامر باعتبارهم مجموعه فئويه وان كان هذا الامر واضحا لدي ذكي
مراد وغيره من المناضلين النوبيين في هذه الفتره الا ان هذا لم يمنع رفيقه محمد خليل قاسم كانت معيينه بالهم النوبي بعد بناء خزان اسوان والتي كتبها اثناء
اعتقاله بسجن الواحات كانه اثناء اعتقاله بسجن الواحات كانه عمل تسجيلي واقعي وهو ما يتعلق عليه المترجم خليل كلفت مؤكدا ان الصله ضيعفه بين السياسيين والقضييه النوبييه الا بالنسبه للادباء الذين يمكنهم الكتابه عن مشاكل النوبه بحكم الوسيط الادبي اما السياسيون فلم يكن لديهم الوقت لذلك الا علي
سبيل الاستثناء قالشيء المجيد في موققفهم الاهتمام بالقضايا العامه

.................................................. .............................

honeyweill
02-09-2006, 01:24 PM
3 مليون نوبي في مصر لا تقدم لهم اي اي خدمات
اذن هل تضطهد الحكومه النوبيين ؟
قبل الاجابه علي السؤال يجب النظر الي عدد النوبيين في مصر والذين تجاوز عددهم مليوني نسمه او اكثر حسب بعض التقديرات وهو رقم كبير ربما
يكون اكبر من تعداد دول مجتمعه في منطقه الخليج وقبل الاجابه ايضا عن السؤال يجب ان ننظر هل وفرت الدوله للنوبيين حياه كريمه ؟

هل حافظت علي كرامتهم ؟
هل حلت مشاكلهم ؟
هل تهتم بهم من الاصل ؟
الاجابه ستكون للاسف ففي ظل غياب تام للهتمام بالنوبه وفي ظل تجاهل للثقافه النوبييه من جهه وتهميشها من جهه اخري يبرز علي الجهه الاخري عدد من الكتاب النوبيين الذين يدافعون باستماته عن ثقافتهم وتراثهم ويغتبرون ما تمارسه الحكومه ضدهم نوعا من الاضطهاد

وفي راي الكاتب والروائي النوبي حجاج حسن ادول فالقوانيين في مصر عنصريه والمزاج العام عنصري فلا نجد سفراء سود لافتا الي واقعه الاعتداء الامن علي اللاجئيين السواديين في موقعه ساحه مصطفي محمود ناهيك عن قضايا التعويضات للنوبيين بالنثارنه مع ما حدث لمهاجري قناه السويس ويعتقد حجاج ادول ان يدفع بعض النوبيين الي التقوقع داخل ذواتهم ورفض الزواج من غير النوبيين بسبب نفسيه مجروحه من تصرفات السلطات المصريه بالاضافه الي خوفهم من الاندثار علما بان الزواج المختلط يتزايد يوما بعد يوم

يختلف معه يحي مختار الكاتب النوبي الذي يري انه ليس هناك عنصريه ضد النوبيين فهم جزء من مصر مثل باقي فئات الشعب المصري الذي يري ان مساله عدم قبول الزواج من الخارج لاتقتصر فقط علي نوبيين انما علي كل الفئات التي تكمها القبليه مثل هواره في الصعيد ويقول الروائي النوبي ادريس
علي ان المجتمع النوبي يعاني من تضخم الذات نتيجه الانعزال الاجتماعي او نتيجه العادات القبليه التي مازالت تحكمه وتبرز عند الفئات البسيطه او شبه الاميه

احساس الاضطهاد برز عند النوبيين كما يقول ادرييس مع بدايه بناء الخزان سنه 1902 وتهجير النوبيين الذين كانوا يعملون مزارعيين ليعلموا في المهن الصفيره بعد ان كانوا يعملون مزارعين ليعملوا في المهن الصفيره بعد ان كانوا يملكون مساحات شاسعه من الاراضي فتولد الاحساس لديهم بالاضطهاد وبدا
انعزالهم
واضاف شرف عبد الكريم رئيس جمعيه الحفاظ عن التراث النوبي بان النوبي له مطالب كغيره من المصريين فيجب علي الحكومه تلبيتها حتي تمتص الغصب

النوبي ويضيف لقد عانييا كثيرا من الظلم فلماذا لا تعاملها الدوله بالمقارنه مع ما قدمناه وحتي عندما بدات الدوله تعمير ضفاف البحيره وبناء اربعيين قريه
عليها بدات توزيعها للفلاحين والصعايده فيبدوا اننا سقطنا مع حسابات الحكومه

honeyweill
02-09-2006, 01:28 PM
تزايد الإهتمام مؤخراً بتاريخ الحقبة المسيحية فى السودان والتى أستمرت من حوالى سنة 530 - 1515 م وهى السنة التى فيها سقطت سوبا عاصمة مملكة علوة المسيحية على يد الفونج المتحالفين مع القبائل العربية المعروفة بأسم العيدلاب . وقد القى المزيد من الضوء على تاريخ هذه الحقبة إكتشاف العديد من الآثار المسيحية فى الفترة ما بين 1960 - 1970 م فى منطقة بطن الحجر وهى المنطقة التى غمرتها فيما بعد مياة السد العالى نتيجة لمشروعات التنقيب التى قامت بها 12 بعثة أثرية من مختلف جامعات العالم . .. وفيما بعد أصبح لهذه الحقبة أساتذة متخصصون وكراسى بالجامعات ومناهج دراسية فى روما وباريس ووارسو وبرلين ولندن والولايات المتحدة وقد أدلت هذه الأكتشافات الأثرية بمعلومات وافرة عن العصر المسيحى وتم أكتشاف أكثر من خمسة عشر كنيسة فيها ثلاثة كاتدرائيات وأربعة أديرة . وقد أثبتت الدراسات .. أن المسيحية دخلت إلى السودان كديانة رسمية للدولة فى حوالى منتصف القرن السادس الميلادى , وقد أدى تماذج الدين المسيحى بالتراث والتقاليد المحلية إلأى إثراء الحضارة السودانية وتميزها عن الحضارات المسيحية الأخرى فى روما أو مصر أو بيزنطة وقامت حركة فنية إستحدثت طريقة رسمها من الفن البيزنطى - القبطى ظل سائداً فى السودان حتى سنة 1270 م وهو الأمر الذى لم يستطع أحد تفسيره حتى الآن !! كذلك نجد أن الحضارة المسيحية قد أثرت على أوجه متعددة من الحياة فى السودان مثل صناعة الفخار أو زخرفة النوافذ والأبواب أو فنون المعمار والبناء وتعايشت هذه النماذج المسيحية جنباً إلى جنب مع النمازج السودانية القديمة وبقايا التقاليد الفرعونية والمروية والرومانية . وفى هذا الكتاب نقف على التاريخ أساقفة النوبة الأرثوذكس ومن عاصرهم من ملوك النوبة من خلال أهم الأحداث التى وقعت لهم فى محاولة بسيطة لإعادة كتابة التاريخ المسيحيى للنوبة . وقد وجدت أسماء هؤلاء الأساقفة مكتوبة فى لوحة واحدة معروفة علمياً بأسم قائمة الأساقفة عثر عليها فى سنة 1962 م فى غرفة المعمودية بكنيسة فرص - وهى كنيسة منبلى والذى يعنى بالنوبية عمانوئيل . وتحتوى القائمة على 28 أسماً وكتب فى عهد الأنبا توما 841 - 876 م ويبدوا أنه أستعان بروايات الرهبان ومؤرخى الكنيسة لكتابة أسماء إثنى عشرة أسقفاً سبقوه وتم تاريخ هذه القائمة بسنة الشهداء والتى بدأت فى 284 م وهى السنة التى أستشهد فيها الألاف من الأقباط على يد الطاغية دقليانوس أمبراطور روما . وبجوار أسماء الأساقفة وفى نفس المكان توجد لوحة رائعة للسيد المسيح وعلى جانبيه ملاكان يسجدان له والقائمة مع اللوحة موجودة الآن "مخازن" المتحف القومى بالخرطوم .

honeyweill
02-09-2006, 01:31 PM
أول خبر عن المسيحية فى النوبة والسودان أن أول سودانى يهتدى إلى المسيحية كان وزيراً لخزانة الملكة شناكداختى الكنداكة التى حكمت مروى من سنة 23 -35 م وقد وردت قصة ذلك الوزير فى سفر أعمال الرسل (8: 26 - 39 ) كالتالى : " ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قِائِلاً:«قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ». 27 فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ، وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ، كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا. فَهذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ. 28 وَكَانَ رَاجِعًا وَجَالِسًا عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ. 29 فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ:«تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هذِهِ الْمَرْكَبَةَ». 30 فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ، وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ، فَقَالَ:«أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 31 فَقَالَ:«كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟». وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ. 32 وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هذَا:«مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 33 فِي تَوَاضُعِهِ انْتُزِعَ قَضَاؤُهُ، وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ بِهِ؟ لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ الأَرْضِ» 34 فَأَجَابَ الْخَصِيُّ فِيلُبُّسَ وَقَالَ:«أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟» 35 فَفَتَحَ فِيلُبُّسُ فَاهُ وابْتَدَأَ مِنْ هذَا الْكِتَابِ فَبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ. أقدم إثبات أثرى مسيحى هو لوحة قبر سنة 300م ومن الواضح أن هذا الوزير كان يهودياً قبل إهتدائه إلى المسيحية وهذا هو سبب صعوده إلى أورشليم للتعبد والحج إلى هيكل سليمان , ومن المعروف أن جالية يهودية كبيرة كانت تقيم فى جزيرة أليفانتاين قرب أسوان فى ذلك الوقت . ومع الثابت تاريخياً أن المسيحية دخلت السودان فى عهد الأمبراطور جستينيان فى حوالى سنة 540 بواسطة الراهب القبطى الأورثوذكسى جوليانوس لإلا أن الأبحاث الثرية الأخيرة أثيتت وجود مسيحيين بالسودان منذ القرن الرابع الميلادى فقد عثر على لوحة قبر مكتوبة مكتوبة باللغة القبطية يرجع تاريخها إلى حوالى سنة 300 ميلادية بجبل البركل غرب كريمة واللوحة لفتاة صغيرة أسمها نبوسيس أبنة يؤانس وأليصابات . وعثر أيضاً على أساس كنيسة صغيرة بفرص مبنية بالطوب اللبن يرجع تاريخها إلى سنة 400 م . وفى مثل ذلك الوقت زار الكاتب الرومانى روفينوس بعض الأديرة فى صعيد مصر ولاحظ وجود رهبان من النوبة فيها ويبدوا أن الأضطهادات التى سلطها قياصرة روما على الأقباط حملت العديد منهم إلى الفرار والنجاة بحياتهم إلى السودان . عانت العقيدة المسيحية كثيراً من البدع والأنشقاقات فى سنواتها الأولى , فخلال القرن الأول الميلادى ظهرت بدعة كورنثيوس فى حوالى سنة 73 م الذى أعلن أن : " يسوع أنسان كامل حل فيه المسيح عند عماده من يوحنا ولما قبض اليهود على يسوع تركه المسيح وطار إلى السماء " .. ثم أعقبها بدعة أوريجانوس سنة 190 م الذى قال أن : الكلمة أخذ جسداً بنفس ناطقة وذلك عند التجسد لا قبله ولا بعده " وكانت الكنيسة القبطية الرثوذكسية هى الصخرة التى تحطمت عليها كل هذه البدع . أما أخطر البدع على العقيدة المسيحية فكانت بدعة آريوس سنة 306 م الذى قال : أن الأبن مخلوق من العدم ويختلف عن ألاب فى الجوهر , ثم تلتها بدعة نسطور سنة 431 م الذى أعلن أن : " العذراء لم تلد إلهاً وما ولد من جسد فهو جسد " وقد زاغ وراء نسطور عدد كبير من الكنائس فى أنطاكية والرها وفارس , وأنشأ اتباعه فى القرن السادس الميلادى مذهب الأسماعيليين وهو مذهب كان ينتظر ظهور نبى من بنى أسماعيل , وكان آخر أساقفتهم الراهب بحيرة المشهور . وفى سنة 451 م أجتمع المجمع المسكونى فى خلقيدونية لتحديد الأختلاف حول طبيعة السيد المسيح , ففى الوقت الذى أعلن فيه فيجيليوس أسقف روما أن السيد المسيح طبيعتين منفصلتين (لاهوتية وناسوتية) وأن الطبيعة اللاهوتية فارقته عند الصلب تمسك البابا ديسقوروس بطريرك الأسكندرية 25 وأعلن أن " لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين " وفى هذا المجمع أنحاز قيصر الروم يوستينوس إلى أصحاب الطبيعتين , لذلك أطلق عليهم الملكانيون أى التابعين للملك بينما ظل الأقباط الأرثوذكس متمسكين بقول الأنبا ديسقورس السابق , وكان من أعظم المدافعين عن الأيمان الأرثوذكسى راهب أسمه يعقوب البرادعى وقف مع البابا ديسقورس القبطى ورسمه أسقفاً للرها ويطلق على السريان الأرثوذكس أسم اليعاقبة , وبعد مجمع خلقيدونية إنشقت الكنيسة إلى قسمين الأقباط الأرثوذكس ومعهم كنيسة أنطاكية ويسمون غير خلقيدونيين والقسم الثانى الخلقيدونيين (1) .. وهم كرسى القسطنطينية وكرسى روما الذين كان كل أسقف من أساقفة الكرسيين يعتبر نفسه أسقف كاثوليك أى أسقف الكنيسة الجامعة أى رئيس الكنيسة الجامعة فى العالم . ================================================== ===================================

boulos
03-09-2006, 04:56 AM
بحث جميل يا هنى ربنا يعوضك.

honeyweill
03-09-2006, 02:59 PM
شكرا يا بولس يا حبيبي

asuty
07-12-2006, 06:08 AM
ولان هذا الموضوع بالغ الاهميه جدا فارجوا من جميع الاخوه لمن يكون عنده معلومات عن كيفية تحويل مملكة النوبه المسيحيه الى الاسلام ان يذكرها لنا وشكرا

عاطف نجيب حنا
08-11-2009, 02:02 PM
ان وجدت هنا قاري فاني ساضع جزء من رسالتي للدكتواره هنا فهي في هذا الموضوع
وشكرا د.عاطف نجيب حنا

samozin
08-11-2009, 06:53 PM
ان وجدت هنا قاري فاني ساضع جزء من رسالتي للدكتواره هنا فهي في هذا الموضوع
وشكرا د.عاطف نجيب حنا

ستجد هنا خير من يقرا
ويحلل
ويفسر
ويستدل
ويستنبط
ويستوعب
كلنا آذان صاغيه سيدى

المصطفى
08-11-2009, 07:36 PM
القصة كانت محل بحث هنا فى المنتدى من زمان.
اللى أعرفه إن العرب هجموا على النوبة وإنهزموا مرتين وكان النوبيون خير من يرمى بالسام ففقأوا أغلب عيون المهاجمين, ولكن بعد عدة محاولات إنتصر الهمج الأعراب وجعلوا على النوبيين جزية ثلاثمائة عبد وجارية وكمية ضخمة من الذهب كل عام.
وقد ظل النوبيون يدفعون تلك الجزية الضخمة حتى عام ألف وثلاثمائة ميلادية لما خلاص ماقدروش فاإستسلموا.
تخيل ثلاثمائة عبد وجارية لمدة ستمائة سنة!
الغريب إن النوبيين مثل الأمازيج صاروا متأسلمين أكثر من الأعراب.
للأسف.

عاطف نجيب حنا
10-11-2009, 01:39 PM
احبائي الزوار لعلي اكون قد اوفيت بان اضع هنا جزء من بحثي الذي نلت عنه درجة الدكتوراه (امتياز مع مرتبة الشرف الاولي ) في يونية الماضي اشكر محبتكم ورغبتكم في المزيد من الاطلاع د. عاطف نجيب حنا

التناقص المسيحي بالنوبة

الملك كرنبس و الناصر بن قلاوون
تولى الملك كرنبس عرش دنقلة بعد مقتل أخيه فى سنة 1311 م و لما كانت مملكة النوبة تعانى من أشد حالات الضعف و الخنوع للسلطنة المملوكية، و كانت هناك بعض العناصر النوبية تسعى لإثارة الشغب، فقد حاول كرنبس كسب ود السلطان المملوكى، لذا فقد أعلن عن ولاءه للسلطان الناصر محمد بن قلاوون (1293 – 1341 م) ، و قدم إلى القاهرة مقدماً الجزية و البقط المقرر على بلاده و الذى أنقطع منذ فترة.( )
غير أن الملك كرنبس نجح فى تثبيت نفوذه فى الداخل بعد أن تخلص من منافسيه على عرش النوبة، و لهذا اتجه إلى التخلص من تبعيته للسلطنة المملوكية، فاظهر عداءاً واضحاً و امتنع عن أداء الجزية سنة 1315 م غير أن حركته وافقت استقرار الأمر فى الدولة المملوكية ببلوغ الناصر سناً مؤهلاً للسلطنة و استطاعته التغلب على جميع عناصر الفتنة . و هذا هو سر إرسال الحملة الناصرية الأولى سنه 1315 م إلى بلاد النوبة.( ) و الثانية فى سنة 1316 م و كان معهم أبن أخت آخر للملك داود ملك النوبة الأسبق، وكان يدعى عبد الله برشمبو( )، وهو أحد الأمراء الذين وقعوا فى الأسر نتيجة الحملات الحربية السابقة على النوبة و قد أودع أولئك سجن القلعة و اتجهت سياسة السلطنة المملوكية لتعيينهم ملوكاً و لا سيما بعض الذين اسلموا منهم،( ) و كان منهم هذا الأمير الذى أطلق علية النويرى "سيف الدين عبد الله برشنبو النوبى" وأنه تربى فى البيت السلطاني من جملة المماليك السلطانية( ) و أطلق علية القلقشندى "عبد الله نشلى أو عبد الله برشمبو و أنه قد أسلم و حسن إسلامه و أقام بمصر بالأبواب السلطانية و أجرى علية السلطان محمد بن قلاوون رزقاً"( )
و هكذا أرسل السلطان الناصر محمد هذا الأمير ليحل محل كرنبس فى عرش النوبة. غير أن سياسة تعيين ملك مسلم حكم بلاد النوبة نقطة تحول خطيرة فى تاريخ هذه البلاد، و هى إحدى العوامل الحاسمة فى سقوط مملكة النوبة المسيحية، و ذلك أن اختيار الناصر لعبد الله برشمبو سنة 1316 م لكى يكون ملكاً على النوبة أدى إلى ظهور بنى الكنز بصورة واضحة على مسرح الأحداث فى بلاد النوبة بعد أن اصهروا البيت المالك النوبى، و تزوجوا من بنات ملوكها. إذا ادعى أميرهم كنز الدولة بحقه فى مملكة النوبة، فهو فضلاً عن أنه أمير مسلم، فأن المُلك ينتقل إليه بعد خاله كرنبس حسبما يقضى به نظام الوراثة المعروف عند النوبيين.( )
عبد الله برشمبو ملكاعلي النوبة
يقول النويرى "…. و بلغ هذا النبأ الملك كرنبس ملك النوبة، فأرسل ابن أخيه كنز الدولة بن شجاع الدين نصر بن فخر الدين مالك بن كنز إلى الأبواب السلطانية و سأله شموله بالأنعام السلطانى فى توليته المُلك و قال: إذا كان يقصد مولانا السلطان أن يولى البلاد لمسلم فهذا مسلم و هو ابن أختى و الملك ينتقل إليه بعدى. فوصل كنز الدولة إلى الأبواب السلطانية فلم يجب إلى ما طلب و رسم السلطان بمنعه من العودة إلى بلاده. فأقام بالأبواب السلطانية و توجه العسكر و معهم عبد الله برشمبو"( )
وصل الجيش المملوكى إلى دنقلة ففر كرنبس و إبرام أخوه ، و لكن أجناد المماليك قبضوا عليهما بعد مطاردة قصيرة و أرسلوهما إلى القاهرة. و أستقر عبد الله برشمبو على عرش دنقلة سنة 1317 م و كان أول مسلم تقيمه السلطنة المملوكية فى حكم بلاد النوبة.( )
على أن كنز الدولة المقيم أسيراً احتال على السلطان حتى سمح له بالسفر إلى أسوان لجمع ما تأخر من المال.( ) يقول النويرى عن حكم عبد الله برشمبو " أنه غير قواعد البلاد ، و عامل أهل البلاد بغلظة و شدة فكرهوا ولايته، فلما قصدهم كنز الدولة و وصل إلى بلدة الدر و هى أول بلاد النوبة , استقبله أهل البلاد بالطاعة ، و انضموا إليه و دخلوا فى طاعته، فتقدم إلى دنقلة و خرج إليه الملك برشمبو و التقيا و اقتتلا. فقُتل برشمبو و ملك كنز الدولة إلا أنه لم يضع تاج الملك على رأسه رعايةً لحق أخواله و تعظيماً لهم و حفظاً لحرمتهم".( ) و يعلل الدكتور مسعد بتظاهر كنز الدولة بحفظ كرامة أخواله فامتنع عن لبس التاج بأن الراجح أنه لم يفعل ذلك إلا لأن التاج يحمل علامة الصليب. الأمر الذى لا يتفق و عقيدته الإسلامية.( )
كنز الدولة
بلغ السلطان نبأ مقتل برشمبو و تملك كنز الدولة، فأطلق سراح إبرام أخى كرنبس و أرسله إلى النوبة بعد أن وعدة بأن يُملكه عرش النوبة و يفرج عن أخيه كرنبس إذ هو تمكن من القبض على ابن أخيه كنز الدولة.( ) توجه إبرام فى طريقة إلى دنقلة و استقبله ابن أخيه كنز الدولة و سار فى خدمته و خرجا لتمهيد البلاد الواقعة إلى جنوب أسوان. فلما قرب من الدو قبض إبرام على كنز الدولة و عزم على إرساله إلى القاهرة، غير أن إبرام مرض و مات بعد ثلاثة أيام، فاجتمع أهل النوبة و ملكوا عليهم كنز الدولة، و جعل المملكة مستقلة و ضم إليه العرب و استعان بهم على من عادوه، و أرسل إلى السلطان وفداً يطلب إليه الاعتراف به. و لكن السلطان الناصر بن قلاوون رفض أن يكون كنز الدولة متملكاً فى دنقلة فقرر أن يسقطه من الملك. و كان ذلك فى عام 717 هـ – 1317 م.( )
كرنبس و الاعتراف بكنز الدولة ملكاً
و فى عام 1323 م عاود الناصر محمد بن قلاوون الكرة لإبعاد كنز الدولة عن عرش النوبة فجهز جيشاً لمحاربته و أطلق سراح خاله الأخر كرنبس، ( ) و يذكر المؤرخان (أبن خلدون و القلقشندى) أن كرنبس قد أعتنق الإسلام عندما كان سجيناً بالقاهرة، و أن الجزية قد انقطعت عن النوبة من يوم إسلام ملوكهم( )، و يبدو أن كرنبس عاوده الحنين لعرش دنقلة و ندم على تنازله عنه لابن أخيه كنز الدولة هارباً إلى بلاد علوة و تقلد كرنبس الحكم للمرة الثانية. غير أنه ما أن عادت القوات المملوكية إلى مصر حتى عاد كنز الدولة إلى دنقلة، و استرد عرش البلاد من خاله، و لعب كنز الدولة مع الناصر محمد بن قلاوون نفس الدور الذى لعبة سمامون من قبل مع أبية المنصور. وأخيراً لم يجد الناصر محمد مفراً من الاعتراف سنه 1323 م بكنز الدولة ملكاً على دنقلة، و ذلك لما كان يتمتع به من حب الرعية نوبيين و عرباً.( )
بداية عهد دوله بنى الكنز الإسلامية
تعد سنة 1323 م نهاية عهد مملكة مقرة المسيحية و بداية عهد دوله بنى الكنز الإسلامية. ذلك أن بلاد النوبة و أن كانت قد خضعت خضوعاً حقيقياً للنفوذ الإسلامي منذ عهد السلطان الظاهر بيبرس، إلا أن المسيحية لم يضعف شأنها فى تلك البلاد إلا بعد أن مهد السلطان الملك الناصر محمد السبيل لتنصيب أمير نوبى مسلم عليها، و بعد أن اعتلى عرشها ملوك مسلمون من بنى الكنز. و قد ظل بنو الكنز ملوكاً على بلاد النوبة و أصحاب السلطة الفعلية على جزء كبير من أقاصى الصعيد حتى الغزو العثمانى لمصر.( )
وكان من أهم أثار حملات قلاوون على بلاد النوبة أنها أقنعت ملوك علوه بقوة السلطنة المملوكية، فتقربوا إليها بالهدايا و جعلوا السلطان المملوكى حكماً فيما نشب بينهم و بين ملوك مقرة من نزاع.( )
زوال مملكة علوة المسيحية
من الواضح أن مملكة علوة المسيحية تعرضت لما سبق أن تعرضت له جارتها مقرة فى الشمال من أحداث أدت إلى تفككها و انحلالها و زوال الأسس التى قامت عليها الملكية المسيحية فيها، ثم صبغ هذه الملكية بصبغة عربية إسلامية.( )
و كانت مملكة علوة قد تعرضت لاغارات مملكة الزغاوة في بلاد دارفور منذ القرن الثانى عشر الميلادى على طرق القوافل التجارية ما بين بحيرة تشاد غرباً إلى النيل شرقاً. و ظلت موضع تهديد للزغاوة حتى نهاية القرن الرابع عشر. و كان الملك إدور ملك الأبواب قد شكى من تعرض بلاد العنج لغزو أمير أجنبى و لا يستبعد مصطفى مسعد أن يكون هذا الأمير هو أمير الزغاوة.( )
كان طمع جيران مملكة علوة فى الحصول على الرقيق منها، قد أدى إلى نزاع مستمر بين ملوك علوة و أولئك الجيران فى الشمال أو الغرب. فالمعروف أن ملوك مقرة لجئوا إلى شن الغارات على جيرانهم للحصول على الرقيق لدفع البقط، إذ لم يتوفر لديهم منه عدد كاف فضلاً عن الاتجار فيه كذلك، و لعل استمرار حاجة السلطنة المملوكية إلى الرقيق هى التى أدت إلى استمرار هذا النزاع الذى بدا واضحاً فى القرن الثالث عشر و أوائل الرابع عشر الميلادى.( ) و يعد السقوط الحقيقى لمملكة علوة فى عام 1504 م، حينما تغلبت مملكة الفونج الإسلامية بقيادة قسامة العربى، مما يعنى انتقال السيادة عليها إلى القبائل العربية( ).
شهادة الرحالة اليهودي دافيد راؤبينى
هناك وثيقة هامة للرحالة اليهودي "دافيد راؤبينى" حيث أنه فى عام 1522 م قد مر على مملكة الفونج و زار مدينة صوبا ثم توجه إلى إيطاليا و قابل البابا عام 1524 م، ثم أنطلق إلى أسبانيا ليقدم تقريره إلى ملكها. و هنا تبرز أهمية تقرير دافيد راؤبينى فيما يختص بالتاريخ السياسى لملكة الفونج و نشأتها فى أيام الملك عمارة دنقس أول ملوك الفونج و مؤسس مدينة سنار كعاصمة للمملكة (1504 م – 910 هـ). حيث صار ملوك الفونج يسيطرون على كل البلاد من الجندل الثالث – كرمة – و كل أراضى مملكة علوة السابقة. أما الأراضى الواقعة شمال الجندل الثالث إلى أسوان فكانت تحت سيطرة الأتراك( ).
تحدث راؤبينى مع البابا و ملك أسبانيا عن إمكانية توحيد القوات المسيحية الغربية لتوجيه حملة حربيه على الأتراك الذين كانوا يهددون مملكة مزعومة فى الجزيرة العربية يحكمها ملك وهمى دعاه راؤبينى "يوسف" و أدعى أنه شقيقه. و يقول "لقد قمت من أبواب شقيقى الملك يوسف و المشايخ السبعين المستشارين له. فأرشدوني أولاً أن أتوجه إلى روما و أمثل أمام البابا".( )
زوال مدينة صوبا :- أما زوال مدينة صوبا كعاصمة علوه فجاء فى روايات العبدلاب أن طائفة منهم تحت قيادة عبد الله جماع احتلوا هذه المدينة حوالى سنة 1500 م و فى سنة 1523 م اجتاز بها الرحالة دافيد و رأى هذه المدينة مدمرة تماماً. و بعد قليل زحف ملوك الفونج من سنار و جعلوا العبدلاب العرب تحت سيطرتهم. و قام ملك العبدلاب فى مكان أسمه "قرى" و حكم أراضى صوبا و الأبواب – علوة – كنائب لملوك سنار. و هكذا أشترك ملوك الفونج مع العبدلاب فى القضاء على مملكة علوة و عاصمتها صوبا. و بعد سقوط صوبا و تأسيس مملكة الفونج و مدينتهم الكبرى فى سنار لا يُعلم شيئاً عن وجود طوائف مسيحية محليه فى النوبة( ).
و قد جاء فى بعض روايات الرحالة الأجانب أن بعض الأقباط كانوا مقيمين هناك يعملون كُتاباً لدى ملوك سنار، و يعملون تجاراً أو وكلاء للملوك لاستيراد البضائع من مصر، و لكن هذا لا يثبت وجود كنيسة منظمة فى النوبة.
لم يلبث العرب أيضاً أن انقسموا على ذواتهم فى حكم ممالك النوبة و أضطرب الأمن فى البلاد و ليس أدل على ذلك مما رواه المؤرخ العربى "ابن خلدون" فى كتابه "العبر و ديوان المبتدأ و الخبر" حين قال عن انتشار عرب جهينة "و انتشروا ما بين صعيد مصر و بلاد الحبشة و كاثروا هناك سائر الأمم و غلبوا على بلاد النوبة و فرقوا كلمتهم و أزالوا ملكهم و حاربوا الحبشة فأرهقوهم إلى هذا العهد"( )
و فى الجزء الخامس من كتابه يقول "أن الجزية انقطعت بإسلامهم ثم انتشرت أحياء العرب من جهينة فى بلادهم، و استوطنوها و ملكوها و ملؤها عبثاً و فساداً" و ذهب ملوك النوبة إلى مدافعتهم فعجزوا ثم ساروا إلى مصادفتهم بالصهر فافترق ملكهم، و صار لبعض أبناء جهينة من أمهاتهم على عادة الأعاجم فى تمليك الأخت و ابن الأخت فتمزق ملكهم و استولى أعراب جهينة على بلادهم، و ليس فى طريقه شيء من السياسة الملوكية للآفة التى تمنع من انقياد بعضهم إلى بعض فصاروا شيئاً لهذا العهد. و لم يبق لبلادهم رسم للملك، و إنما هم رحالة بادية يتبعون مواقع المطر شأن بواد الأعراب، و لم يبق فى بلادهم رسم للملك لما أحالته صبغه البداوة العربية من صبغتهم بالخلطة و الالتحام.( )
أسباب سقوط ممالك النوبة المسيحية:–
بادئ ذي بدء يفرق الباحث بين أمرين و هما سقوط ممالك النوبة المسيحية و انتهاء العقيدة المسيحية ذاتها تماماً من بلاد النوبة. ففى حين سقطت الممالك على المستوى السياسى فى أوائل القرن الرابع عشر للميلاد على نحو ما رأينا سابقاً، نجد أن المسيحية ظلت باقية لفترة أخرى تحت الحكم الإسلامي و لكن بين هذه و تلك توجد عدة أسباب وراء التناقص المسيحي سياسياً و دينياً. و بعض هذه الأسباب أسباباً خارجية تمثلت فى المناخ السياسى العام و العلاقة بين الكنيسة و الدولة على مستوى العالمين الإسلامى و المسيحى و أثر ذلك على علاقة النوبة بجيرانها مما أدى فى النهاية إلى سقوط الحكم السياسى فيها، و لا يمكن التغاضى عن الأسباب الداخلية (و هى الأهم هنا) و التى كانت وراء انتهاء المسيحية و كان بعضها اقتصادى و اجتماعى و قبلهما و أهمها الأسباب الدينية.
أولاً: الأسباب السياسية:–
 شيوع الفوضى و الاضطرابات السياسية فى الأسرة الحاكمة بمملكة دنقلة:- و قد أفضت إلى ظهور الانقسام و الانقلابات و شهوة الانتقام من بعضهم البعض و حب الرئاسة، و التى تأججت فى صدورهم و دفعت بهم للجوء إلى السلطان المملوكى، و هو الأمر الذى أعتبر كفرصة ثمينة للتدخل و توسيع هوة الشقاق و كان أهم مظاهر ذلك نشوب الحروب بين النوبة و جيوش المماليك و التى كانت دائما تنتهى بهزيمة النوبة و التدخل فى شئونها الداخلية بدليل أننا نرى تقرير الجزية لأول مرة فى عهد الملك شكنده، و تعيين الأبواب السلطانية لملك دنقلة بمثابة نائب للسلطان المملوكى.
 اعتماد المسيحية على قوة العرش الملكى:- و بزوال هذه المسيحية بأسلمته تأثرت الكنيسة النوبية، ( ) أو بعبارة أخرى اعتبار المسيحية ديناً و دولة. فقد كانت الممالك المسيحية فى النوبة تتألف من ثلاث طبقات:–
الطبقة الحاكمة :- و تشمل الأسرة المالكة و على رأسها الملك الكبير و ولى العهد و حكام الأقاليم و هم نواب الملوك أو مندوبوهم بالحكم فى أقاليم النوبة الثلاثة عشر كما كان الحال فى عصر الملك قرياقوس( )0
ضعف الرابطة بين ملوك النوبة العليا و السفلى:- حتى أن ملوك علوة لم يقدموا أى عون لملوك المقرة فى حروبهم، بل بالعكس كثيراً ما سلموهم لأعدائهم خوفاً منهم و استرضاء لهم.( )
 فساد كثير من ملوك النوبة و ضعفهم :- خاصةً فى العصر المتأخر حتى أن رعاياهم لم يجدون منهم حماية مما دعاهم للجوء للقبائل العربية القوية لحمايتهم من تجار الرقيق أو من بطش الملوك، و ترحيبهم بمصاهرتهم لهؤلاء الجيران الأقوياء.( )
 صراع مملكة النوبة مع دولة المماليك :- وتخوف المماليك أن تقف النوبة بجوار الصليبين.
ثانياً: الأسباب الاقتصادية:
 الاعتماد علي الزراعة :- اعتمد الاقتصاد فى النوبة إبان العصر المسيحى على الزراعة، و كانت أكثر الأجزاء غنى فى النوبة السفلى فيما بين الدر و توشكي و حول الدكه و ما بين فرس و الجندل الثانى، و قد كانت هذه الأماكن مناطق جذب للسكان، إلا أنها كانت تعانى من الفيضانات العالية، أو النقصان الشديد تارة أخرى نتيجة انحسار النيل، هذا غير الكثبان الرملية التى مثلت تهديداً مستمراً بطول الشاطئ الغربى للنيل مما أضطر السكان إلى هجرة أراضيهم الزراعية تحت تأثير زحفها( ). أما فى علوة فلم يستغلوا أتساع أراضيهم و خصوبتها اقتصادياً مما نتج عنه شئ من الفقر و التخلف الحضارى، أما التجارة فكانت مورداً هاماً و إحدى دعائم الاقتصاد النوبى، و ذلك بالاتجار مع مصر عبر عدة منافذ أهمها جزيرة فيله، حيث كانت تنتهى إليها سفن المسلمين و النوبة، كذلك طرق القوافل غرباً و أهمها درب الأربعين، و شرقاً حتى الموانى المطلة على البحر الأحمر و أهمها عيذاب و سواكن، و قد صدرت النوبة منتجاتها من الماشية و سن الفيل و العنبر، و تم استيراد المنسوجات بأنواعها و الأسلحة و المواد الغذائية، أما تجارة الرقيق فقد لعبت الدور الأعظم فى هذه التجارة بما قررته اتفاقية البقط المبرمة بين النوبة و مصر الإسلامية. و قد أعتمد اقتصاد النوبة لفترة على استخراج الذهب و الحديد، مما جعلها مطمعاً للغازى الشمالى أو المهاجر الشرقى.
 اتفاقية البقط :- حيث كان الالتزام بها عبأ ثقيلاً على نحو ما رأينا من خلال تتبعنا لتاريخ النوبة و علاقتها بحكام مصر، فما بين الإيفاء بها أو عدم الوفاء لعدة سنوات كانت تتأرجح العلاقة بين مد و جذر، مما أدى إلى إتباع شتى أساليب الضغط لتسير الاتفاقية حسبما أتفق عليها، كما أنها أعطت الفرصة لزيادة تجارة الرقيق أو مقايضته بالسلع و المواد الغذائية، و يلاحظ أيضاً أن العملة لم تكن معروفة إلا فى الجزء الشمالي من النوبة، أما المقايضة فكانت النظام السائد فيما دون ذلك بممالك النوبة.
 فرض الجزية :-منذ عصر السلطان بيبرس و بذلك أصبحت الجزية و البقط مقررتان عليها و أدتا إلى أضعاف الاقتصاد و تخريبه، كما أن وقوع مملكة المقرة تحت حكم بيبرس كجزء من السلطنة المملوكية و الذى أشترط أن يكون إيراد البلاد مناصفة بين السلطان و ملك النوبة كان أكبر العوامل هدماً لاقتصادها.
 النزاع الداخلى بين مملكتى المقرة و علوه :- وكان سبياً فى قطع طرق التجارة إلى الجنوب، كما أن كثرة الحروب بين النوبة و جيوش المماليك، و لاسيما بعد أن وضع المماليك أيديهم على البحر الأحمر و موانيه سواكن و عيذاب من أهم أسباب قطع طرق التجارة مع العالم الخارجى.
 تعرض النوبة لنهب مواردها :- وذلك بدء من تدخل العرب إبان العصر الفاطمى و تأسيس إمارة بنى الكنز، لذا فقد نضب معينها و لم يعد هناك ما يمكن أن يتاجر به فى أواخر القرن الثالث عشر الميلادى و حتى سقوط النوبة المسيحية.
 هجمات تجار الرقيق على النوبة :- و قد أدت إلى فقر البلاد فى الأيدى العاملة المدربة، لذا فقد انتشرت المجاعات و خُربت ( )، و لاسيما فى عصر المماليك إذ بلغ من كثرتهم أن بيع الرأس بثلاثة دراهم بمصر، و هو ما يدل دلالة واضحة على مدى ما تعرضت له بلاد النوبة من نقص فى الرجال و بالتالى انهيار لاقتصادها.
ثالثاً: الأسباب الاجتماعية:
يصف أبن خلدون مجتمع النوبة فى نهايات العصر المسيحى حيث يقول "ثم انتشرت أحياء العرب من جهينة و غيرها و استوطنوها و ملكوها و ملؤها عبثاً و فساداً... و لم يبق فى بلادهم رسم للملك لما أحالته صبغة البداوة العربية من صبغتهم بالخلطة و الالتحام"( ). و فى ضوء هذا يمكن أن تصنف تلك الأسباب الاجتماعية كالتالي:
 تأثر النوبيين بالثقافة العربية :- تلك الثقافة الوافدة عليهم إذ طبعتهم بطابع مختلف عن الطابع القديم الذى اتصفوا به فى العهد المسيحى( ).
 استنزاف القوى البشرية في النوبة :- يفسر وجود بعض النوبيين بأعداد ضخمة فى مصر للخدمة فى جيشها منذ عهد ابن طولون على الأقل ظاهرة هامة كانت ذات أثر فى اضمحلال ممالك المسيحية، فخروج هذه العناصر بطريق الشراء أو الاسترقاق هو استنزاف لقوى النوبة، و فى مقابل أن مصر لفظت بعض عناصر الشغب بها – فى نظر ولاتها الأتراك – و هم جميعاً من العرب المسلمين الذين إنسابوا إلى النوبة فأثروا تأثيراً بشرياً و ثقافياً فيما تبقى لدى النوبة من عناصر نوبية مستقرة ثم أن هذه العناصر النوبية المسيحية النازحة إلى مصر لابد و أن تحول بعضها إلى الإسلام، و أصبحت عنصراً بارزاً فيها، و شارك أولئك فى حوادث الدول الإسلامية التى تعاقبت على حكم مصر.( ) و من أشهر هؤلاء يزيد بن حبيب و كان من سبى النوبة فى حملتهم الثانية سنة 652 م، و كذلك أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم الملقب بذى النون المصرى فأصلة من النوبة و نشأ فى مصر فى القرن الثانى الهجرى، و هناك صوفية عاشت فى مصر فى القرن الرابع الهجرى تدعى تحية النوبية و من قصتها التى روتها عن نفسها "نعم أنى كنت فى بلد النوبة و أبواى كانا نصرانيين، و كانت أمي تحملني إلى الكنيسة و تجئ بى عند الصليب و تقول: قبلى الصليب، فإذا هممت بذلك أرى كفاً تخرج فترد وجهى حتى لا أقبله، فعلمت أن عنايته بى قديمة"( ),و يعلق الدكتور الحويرى على دور أسوان فى العصور الوسطى و يقول "بل كانت أيضاً رباطاً هاماً من أربطة المسلمين، ففيه يرابط المسلمون للجهاد فى سبيل الله ضد مملكة النوبة المسيحية عملاً بقوله تعالى"و اعدوا لهم ما استطعتم من قوةً و من رباط الخيل ترهبون به عدو الله و عدوكم" (سورة الأنفال أية 60)( )
و ليس من المستبعد أن يكون للعناصر النوبية التى ذكرنا فضلاً عما قامت به فى مصر أثر واضح فى نشر الإسلام و العروبة بين أهليهم فى بلاد النوبة ذاتها حين يعاودهم الحنين لزيارتهم كما هى عادتهم حتى الوقت الحاضر( ) و من ناحية أخرى فإن عدم منع ملوك النوبة للمسلمين من الإقامة ببلادهم تنفيذاً لاتفاقية البقط يعد أول مسمار يدق فى نعش الممالك المسيحية ببلاد النوبة( )
 وحدة النظام الاجتماعى :- كان من أهم أسباب نجاح التغلغل الإسلامي بين صفوف البجاه خاصة و النوبيين عامةً هو وحدة النظام الاجتماعى مع العرب، فكلاهما قبائل بدويه تعيش على الرعى، و يتوارثون عن طريق الأم (الملكة الأم فى النوبة) و توريث ابن الأخت للملك، و لم يكن كلا الفريقين الإسلامى و النوبى يتميز أحداهما على الآخر فى معظم الأحوال الاجتماعية و الاقتصادية.
رابعاً: الأسباب الدينية:
يرى د. فانتينى أن أحد الأسباب التى أضعفت الكنيسة النوبية أن الكرازة المسيحية لم تمتد و تنتشر فى كل الأجزاء و لاسيما الأماكن البعيدة من وادى النيل. و يبدو أن المسيحية كانت متأصلة فى الأسرة المالكة و أصحاب النفوذ فى الدولة، إلا أن الشعب فى الأرياف لم يدرك المسيحية على تمام حقيقتها و تربى تربية سطحية. و يدلل فانتينى على ذلك باستمرار بعض الخرافات التى ظلت إلى اليوم، و هى من العادات السابقة لدخول المسيحية فى السودان( ) أى أن المسيحية عاشت إلى جانب الأفكار الدينية الوثنية فلم تقتلع هذه الأفكار لأن اعتناق النوبيين للمسيحية لم يكن عن عقيدة و فهم و دراسة.( )
كما ان سوء حال الكنيسة المصرية، و ما تعرض له الأقباط فى مصر و بالاكثرمنذ عام 1321 م على يد السلطة المملوكية، كان له أثره فى النوبة كذلك( ). و يشير بدج Budge إلى امتداد الاضطهاد على يد القبائل العربية البدوية و تخريب كنائس النوبة و تحويل البعض منها إلى مساجد مثل كنيسة دنقلة التى تحول طابقها العلوى إلى مسجد فى عام 1318 م على يد كنز الدولة( ) و أن كان آدمزAdams ينفى ذلك تماماً و يذكر أنها حالات فردية لا تقوم دليلاً على قيام هذا الاضطهاد أو أنه استثناء لا يكسر قاعدة التعامل الطيب بين حكام مصر و جيرانهم من ممالك النوبة المسيحية( ).
يرى فانتينى أيضاً أنه لم يوجد معهد بالنوبة لتعليم و تخريج الأكليروس المحليين، لذا فقد كان كثيراً من الأساقفة و الكهنة يرسلون من قبل الكنيسة الأم فى مصر و من المحتمل أن التعليم الدينى من رجال الدين المصريين لم يلقى إقبالاً كبيراً لدى أهل النوبة الأصليين، و لما توقف إرسال الكهنة و الأساقفة فيما بعد من الخارج لم يوجد فى النوبة من يرعى الشعب المسيحى.( )
و فى الواقع أن هناك الكثير من الأساقفة كانوا نوبيو الأصل مثلما يتضح من ملامح صورهم المحفوظة بمتاحف السودان و وارسو و ليدن و المتحف القبطى بالقاهرة، و كذلك كان الأنبا تيموثاوس أسقف أبريم فى عام 1373 م من أصل نوبى مثلما يتضح من تقليد الأسقفية المعطى له و الذى وجد مع رفاته.
أيضاً ليس بالضرورة أن يكون هناك معهداً لاهوتيا لتخريج اكليروس النوبة لتدريس العلوم الدينية، كما أن مدرسة الإسكندرية اللاهوتية كانت قد أغلقت أبوابها منذ القرن السادس للميلاد( ). و لم تعود إلى الظهور إلا فى 29 نوفمبر 1893 م فى عصر البابا كيرلس الخامس( ). و لم توجد أفرع لها بالإيبارشيات إلا فى عصر البابا شنودة الثالث، أى إنه لا يوجد ارتباط بين المعاهد اللاهوتية و بقاء المسيحية و استمرارها كديانة لشعب ما من الشعوب.
أما عن عدم إرسال كهنة أو أساقفة لبلاد النوبة فهذه حقيقة تتضح من تاريخ الكنيسة القبطية , فبعد نياحة البابا يوأنس السادس (البطريرك 74) فى عام 1216 م إذ خلا الكرسى البابوى حتى عام 1235 و لم يعد هناك بمصر سوى أسقفين فقط بالوجه البحري و مثلهما بالوجه القبلى( ). و عندما اعتلى البابا كيرلس الثالث – بن لقلق – السدة المرقسية رفض إرسال أسقف إلى بلاد النوبة للاضطرابات التى عمت البلاد و الظروف السيئة التى تمر بها( ). مما أثر بالتالى على حال الرعاية و أحوال الرعية فى كنيسة النوبة لانقطاع إرسال الأساقفة و الكهنة إليها.
يرى الدكتور الجمل أن الطقوس الدينية كانت تؤدى بلغة أجنبية و لم يتعمق فيما الشعب ليشترك فى الصلاة و العبادة عن علم و معرفة.( ) و لكن ذلك غير صحيح , فالواقع الفعلى أثبت من خلال الحفائر وجود الكثير من الصلوات و أجزاء الكتاب المقدس مترجمة إلى اللغة النوبية و لهجاتها المختلفة و فى أماكن عديدة من بلاد النوبة.
أما الرأى الراجح فهو ضعف المستوى الروحى عند مسيحى النوبة فى العصر المتأخر.

garang
12-11-2009, 02:41 AM
للاسف
اثناء ثورة البشموريين التي كانت دموية وكان العرب الهمج يقتلوا منا بالالاف
تحرك كرياكوس امبراطور النوبة لاهلاك المسلمين وفعلا هزمهم
وبدات نهاية الاسلام في افريقيا علي يد النوبيين المسيحيين
ولكن للاسف تدخلت الكنيسة بامر من الامير المسلم وفعلا تدخل البابا خابيل وطلب من كرياكوس العودة الي النوبة وللاسف (non agree)
كوفيء هذا البابا علي طريقة المسلمين بتعذيبة الي درجة الموت وتركوة ولكن بعدها مات متاثرا بالتعذيب
اما الان فلاسف اكثر الكل تعصبا للاسلام هم النوبيين
وفي شمال السودان (do:)
في دنقلة مثلا ( عشت في هذا البلاد فترة من الزمن )
تجد اسماء مسيحية
مثل جرجنتود اي اولاد جرجس
بابتود اي اولاد ابانوب
وهم مسلمون متعصبون
وتسير في اي مكان تجد اثار الكنائس بلا اي اهتمام وما زالوا للان يتكلموا بلغتهم ويسمونها الرطانة
وهناك نوعان من اللغة النوبية
اولهما لغة دنقلة او كما يسمونها دنجلة
ولغة الاقاليم او المحس
وفي اليوم السابع تخرج المراة ومعها رضيعها للنيل وترشة بالماء وهو العماد ولو قلت لها هذا عماد مسيحي فترد عليك تشتم وتلعن النصاري وتقوللك هذة تقليد متوارث
وهم عماد الارهابيين يعني قرايب السيد اندرو القبطي الذي اسلم واصبح ارهابي
وتنتشر لديهم اعمال السحر والشعوذة
وهناك الكثير من الاقياط ولكن بعد ان طبق النميري الشريعة ترك البلد معظم الاقباط
واكثر تجمع قبطي كان في بلد اسمها الجولد ( القولد )
كان هناك 13 بيت قبطي ولكن لا يسمح ببناء اي كنائس هناك لشدة تعصبهم
وكان هناك عائلة قبطية ثرية جدا جدا يسمونهم اهل قيصر
لان عميد الاسرة اسمة قيصر كان يملك الاف الافد نة مزروعة بالمناجو والجريب فروت الاحمر ولكن النميري ابن الحرام سرقها منة بدعوي المصادرة
وكلنا نعرف ان المسلمين لصوص منذ وجدوا علي وجة الكرة الارضية
مثلما سرقوا اموال الاقباط ومدارسهم ومستشفياتهم واوقافهم
ولكن للاسف اري ان الكنيسة كانت ولا تزال عامل تهدئة في وقت غير مناسب علي الاطلاق
وما زلت مصر علي ان سبب اسلمة النوبة هو تدخل الكنيسة القبطية بصورة لا تتناسب مع وضعها الديني واخذت ما لقيصر ولا داعي للدفاع عن موقف كان من الممكن ان يغير الخريطة الدينية لافريقيا كلها
بل انة في التاريخ الحديث قرات في كتاب تاريخ السودان الحديث للعلامة المورخ نعوم شقير شئء مخجل حقا (do:)
هو ان التبشير بدا في شمال السودان في بداية القرن السابع عشر ولكن للاسف اثنان من القساوسة التابعين للكنيسة القبطية ابلغوا الامير في مصر فقبض علي المبشرين وقتلهم
ماذا تسموا هذا ؟؟
ولو لم يشي بهم القساوسة لكان شمال السودان الان مسيحي للاسف (do:)
اترك التسمية لكم
وارجو من الرب ان تعود الكنيسة لتصبح مسيحية
امين
ssssssssss6