makakola
18-09-2006, 06:40 AM
"أين المسلمون من دارفور؟"
رامي رحيّم
بي بي سي - لندن (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_5355000/5355086.stm)
الهلال في أعلى الصورة يضيء ليلا قاتما، وعلى الأرض شبه الخالية، صليب مغروس بثبات في الأرض. أما بيت القصيد فهو في ظل الصليب، الذي اتخذ شكل علامة استفهام.
http://www.telegraph.co.uk/opinion/graphics/2006/09/18/ixd18big.jpg
هذا وصف لرسم كاريكاتوري في صحيفة الدايلي تيليغراف البريطانية اليوم. والمغزى منه، حسب فهمي الشخصي، هو أن التحاور والتصارع بين المسيحية والإسلام، برمزيهما الهلال والصليب، يسير بخطى ثابتة نحو المجهول.
لكن الرسم يحتمل تفسيرات متعددة، كما تأكد لي بعد جولة خاطفة على زملائي في القسم، وقد زودني كل منهم بتفسير مختلف بعض الشيء. من الواضح أن "صراع الحضارات الكوني" كما يحلو للكثيرين تسميته، والذي أعاد إشعاله خطاب البابا، يزخر بكل أشكال التناقضات والضبابية.
اختلفت مقاربات الكتاب والصحف، لكن لا مهرب من تغطية شاسعة في الصحف البريطانية لأزمة التصريح الباباوي. ومن الملفت أن الرسوم الكاريكاتورية من أشد الوسائل تعبيرا، خصوصا في موضوع هو أصلا قابل للتعبير الرمزي.
"الإسلام سيجتاح روما"
صحيفة التايمز (http://www.timesonline.co.uk/article/0,,3-2362945,00.html) أبرزت في تغطيتها للأزمة ردود الفعل. فعلى صفحة داخلية، نشرت صورتين:
http://images.thetimes.co.uk/TGD/picture/0,,341682,00.jpg
الأولى لتظاهرة خارج كاتدرائية في العاصمة البريطانية لندن، وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "الإسلام سوف يجتاح روما"، و"المسيح هو عبد لـ الله".
http://images.thetimes.co.uk/TGD/picture/0,,341672,00.jpg
أما الصورة الثانية، فهي صورة أرشيفية للراهبة الإيطالية التي قتلت في الصومال.
وبدا من مقاربة الصحيفة أنها تسلط الأضواء على طبيعة رد فعل بعض المسلمين من زاوية نقدية.
ويزداد النقد حدة وصراحة على صفحة الرأي في الصحيفة. فتحت عنوان "لماذا أصاب البابا"، كتب ويليام ريس-موغ أن السؤال ليس "هل أساء تصريح البابا للمسلمين"، لأن الجواب على هذا السؤال واضح: نعم، التصريح مسيء.
لكن السؤال، بالنسبة له، هو: هل كان كلام الامبراطور البيزنطي الذي استشهد به البابا مبررا؟
جواب الكاتب هو نعم، على الأقل جزئيا. ويقول ريس-موغ: "ثمة مشكلة حقيقية في تعاليم القرآن فيما يختص بالعنف ضد الكافرين. كانت (التعاليم) موجودة في القرن الـ14، وقد برزت في الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001. لدينا كل التبريرات لأن نناقشها، وأنا أخاف الصمت أكثر مما أخاف الاساءة."
ويسأل الكاتب: هل صحيح أن القرآن يحتوي على أمر بنشر الإسلام بالسيف؟ وهل أثر ذلك بالإرهابيين في عصرنا هذا؟
يجيب على سؤاليه: نعم، ونعم، لسوء الحظ.
وبالنسبة له، فإن الدليل على ذلك هو جملة اختارها من القرآن، وهي " فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم."
يشار إلى أن التفسيرات متعددة ومختلفة للنصوص الدينية.
وبعد تأكيد الكاتب على أن ليس من الأديان العالمية دين لم يمارس العنف باسمه، وعلى أن كل هذه الأديان تحمل إرثا روحيا وحقيقة فلسفية مهمة، بما فيها الإسلام، إلا أنه يعاود التشديد على بضعة نقاط:
الإسلام هو الدين الوحيد بين الديانات الأساسية الذي يشكل العنف فيه مسألة نقاش عقائدي كبير.
صحيح أن العنف الطائفي بين البروتستانت والكاثوليك في إرلندا لم يتوقف إلا حديثا، إلا أن الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية لم تؤيدا العنف الذي وقع.
جزء غير قليل من المسلمين يؤمن بأن الانتحاريين هم شهداء ينفذون واجبا دينيا.
إذا تمكن البابا من خلال تصريحاته من أن يتسبب ببداية نقاش داخل الإسلام، وأيضا بين الإسلام ومن ينتقده، يكون قد خدم الإسلام.
"الإسلام ليس فوق الانتقاد"
افتتاحية الدايلي تلغراف لم تقل قسوة عن مقال التايمز. وتحت عنوان "الإسلام، كالمسيحية، ليس فوق الانتقاد،" (http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml;jsessionid=XMK0D0W0FUIIRQFIQMFCFGGAVCBQ YIV0?xml=/opinion/2006/09/18/dl1801.xml) وصفت الصحيفة الأزمة من وجهة نظرها:
"البابا يستشهد بنص من العصور الوسطى ينتقد العنف الإسلامي كجزء من محاضرة أكاديمية، والمسلمون في كافة أنحاء العالم ينفجرون غضبا، ويتم استهداف الكنائس بالتفجيرات."
ويصف الكاتب الهجمات على الكنائس بالـ"مريبة"، سائلا: "متى اعتذر زعيم إسلامي عن هكذا أعمال؟"
ويضيف: "الحقيقة هي أن هذه الهجمات البربرية تقع في كل أسبوع. لا عجب إذا أن البابا يريد حوارا عاجلا مع المسلمين حول موضوع العنف الديني، وذلك عوضا عن تبادل المجاملات المعتاد."
ويختم الكاتب الافتتاحية بمطالبة رجال الدين المسيحيين أن يتوجهوا إلى نظرائهم المسلمين بالقول: "عليكم أن تتعلموا كيف تتقبلون الانتقاد بالإضافة إلى كيف توجهوها في كل الاتجاهات."
رامي رحيّم
بي بي سي - لندن (http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/press/newsid_5355000/5355086.stm)
الهلال في أعلى الصورة يضيء ليلا قاتما، وعلى الأرض شبه الخالية، صليب مغروس بثبات في الأرض. أما بيت القصيد فهو في ظل الصليب، الذي اتخذ شكل علامة استفهام.
http://www.telegraph.co.uk/opinion/graphics/2006/09/18/ixd18big.jpg
هذا وصف لرسم كاريكاتوري في صحيفة الدايلي تيليغراف البريطانية اليوم. والمغزى منه، حسب فهمي الشخصي، هو أن التحاور والتصارع بين المسيحية والإسلام، برمزيهما الهلال والصليب، يسير بخطى ثابتة نحو المجهول.
لكن الرسم يحتمل تفسيرات متعددة، كما تأكد لي بعد جولة خاطفة على زملائي في القسم، وقد زودني كل منهم بتفسير مختلف بعض الشيء. من الواضح أن "صراع الحضارات الكوني" كما يحلو للكثيرين تسميته، والذي أعاد إشعاله خطاب البابا، يزخر بكل أشكال التناقضات والضبابية.
اختلفت مقاربات الكتاب والصحف، لكن لا مهرب من تغطية شاسعة في الصحف البريطانية لأزمة التصريح الباباوي. ومن الملفت أن الرسوم الكاريكاتورية من أشد الوسائل تعبيرا، خصوصا في موضوع هو أصلا قابل للتعبير الرمزي.
"الإسلام سيجتاح روما"
صحيفة التايمز (http://www.timesonline.co.uk/article/0,,3-2362945,00.html) أبرزت في تغطيتها للأزمة ردود الفعل. فعلى صفحة داخلية، نشرت صورتين:
http://images.thetimes.co.uk/TGD/picture/0,,341682,00.jpg
الأولى لتظاهرة خارج كاتدرائية في العاصمة البريطانية لندن، وقد حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "الإسلام سوف يجتاح روما"، و"المسيح هو عبد لـ الله".
http://images.thetimes.co.uk/TGD/picture/0,,341672,00.jpg
أما الصورة الثانية، فهي صورة أرشيفية للراهبة الإيطالية التي قتلت في الصومال.
وبدا من مقاربة الصحيفة أنها تسلط الأضواء على طبيعة رد فعل بعض المسلمين من زاوية نقدية.
ويزداد النقد حدة وصراحة على صفحة الرأي في الصحيفة. فتحت عنوان "لماذا أصاب البابا"، كتب ويليام ريس-موغ أن السؤال ليس "هل أساء تصريح البابا للمسلمين"، لأن الجواب على هذا السؤال واضح: نعم، التصريح مسيء.
لكن السؤال، بالنسبة له، هو: هل كان كلام الامبراطور البيزنطي الذي استشهد به البابا مبررا؟
جواب الكاتب هو نعم، على الأقل جزئيا. ويقول ريس-موغ: "ثمة مشكلة حقيقية في تعاليم القرآن فيما يختص بالعنف ضد الكافرين. كانت (التعاليم) موجودة في القرن الـ14، وقد برزت في الحادي عشر من أيلول / سبتمبر 2001. لدينا كل التبريرات لأن نناقشها، وأنا أخاف الصمت أكثر مما أخاف الاساءة."
ويسأل الكاتب: هل صحيح أن القرآن يحتوي على أمر بنشر الإسلام بالسيف؟ وهل أثر ذلك بالإرهابيين في عصرنا هذا؟
يجيب على سؤاليه: نعم، ونعم، لسوء الحظ.
وبالنسبة له، فإن الدليل على ذلك هو جملة اختارها من القرآن، وهي " فإذا انسلخ الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم."
يشار إلى أن التفسيرات متعددة ومختلفة للنصوص الدينية.
وبعد تأكيد الكاتب على أن ليس من الأديان العالمية دين لم يمارس العنف باسمه، وعلى أن كل هذه الأديان تحمل إرثا روحيا وحقيقة فلسفية مهمة، بما فيها الإسلام، إلا أنه يعاود التشديد على بضعة نقاط:
الإسلام هو الدين الوحيد بين الديانات الأساسية الذي يشكل العنف فيه مسألة نقاش عقائدي كبير.
صحيح أن العنف الطائفي بين البروتستانت والكاثوليك في إرلندا لم يتوقف إلا حديثا، إلا أن الكنيستين البروتستانتية والكاثوليكية لم تؤيدا العنف الذي وقع.
جزء غير قليل من المسلمين يؤمن بأن الانتحاريين هم شهداء ينفذون واجبا دينيا.
إذا تمكن البابا من خلال تصريحاته من أن يتسبب ببداية نقاش داخل الإسلام، وأيضا بين الإسلام ومن ينتقده، يكون قد خدم الإسلام.
"الإسلام ليس فوق الانتقاد"
افتتاحية الدايلي تلغراف لم تقل قسوة عن مقال التايمز. وتحت عنوان "الإسلام، كالمسيحية، ليس فوق الانتقاد،" (http://www.telegraph.co.uk/opinion/main.jhtml;jsessionid=XMK0D0W0FUIIRQFIQMFCFGGAVCBQ YIV0?xml=/opinion/2006/09/18/dl1801.xml) وصفت الصحيفة الأزمة من وجهة نظرها:
"البابا يستشهد بنص من العصور الوسطى ينتقد العنف الإسلامي كجزء من محاضرة أكاديمية، والمسلمون في كافة أنحاء العالم ينفجرون غضبا، ويتم استهداف الكنائس بالتفجيرات."
ويصف الكاتب الهجمات على الكنائس بالـ"مريبة"، سائلا: "متى اعتذر زعيم إسلامي عن هكذا أعمال؟"
ويضيف: "الحقيقة هي أن هذه الهجمات البربرية تقع في كل أسبوع. لا عجب إذا أن البابا يريد حوارا عاجلا مع المسلمين حول موضوع العنف الديني، وذلك عوضا عن تبادل المجاملات المعتاد."
ويختم الكاتب الافتتاحية بمطالبة رجال الدين المسيحيين أن يتوجهوا إلى نظرائهم المسلمين بالقول: "عليكم أن تتعلموا كيف تتقبلون الانتقاد بالإضافة إلى كيف توجهوها في كل الاتجاهات."