Zagal
27-09-2006, 11:20 PM
كامل النجار
الحوار المتمدن - العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28
تفاوتت ردود أفعال المسلمين على محاضرة بابا الفاتيكان التي اقتبس فيها من المناظرة التي دارت بين الإمبراطور الروماني والمسلم الفارسي عندما قال الإمبراطور إن النبي محمد قد جاء بكل قبيح ومشين وأنه نشر دينه بحد السيف. والإسلام، كبقية الأديان الأخرى لم يسلم من النقد والتهكم منذ أن ظهر، كما لم تسلم المسيحية أو اليهودية من ذلك. وما زال الناس يكتبون في الصحف والكتب ويذيعون من الراديو والتلفزيون آراءهم ونقدهم للمسيحية واليهودية دون أن تنقلب الدنيا على رؤوسهم. وحتى الأفلام والمسرحيات تنتقد وتتهكم على المسيح وعلى موسى ولا يخرج الناس في مظاهرات ولا يحرقون دور السينما. وفي بداية الإسلام كان الناس في مكة يشتمون محمد ويتهكمون عليه وكانت آيات القرآن تنصحه بأن يصفح عنهم صفحاً جميلاً. وحتى في المدينة عندما كان بعض الناس يتهكمون على القرآن، نزلت الآيات على النبي تقول له: (وقد نزّل عليكم في الكتاب إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (النساء 140). وكذلك: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما يُنسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (الأنعام 68). وكذلك قال له: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون) ((الزخرف 83). وكرر نفس الآية في المعارج، 42. وأخيراً قال له: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون) (الأنعام 69). فالقرآن لم ينصح النبي أن يخرج في مظاهرة ويحطم كل شيء عندما يتهكم الناس من القرآن أو من النبي نفسه، وإنما نصحه أن يهجرهم ولا يجلس معهم. وكذلك نصحه بأن ليس على الذين آمنوا أن يحاسبوا الذين يخوضون في آيات الله لأن الله سوف يحاسبهم بنفسه. وحتى قبل ظهور الإسلام عندما جاء أبرهة بجيشه نحو الكعبة وطلب القرشيون من عبد المطلب جد النبي حماية الكعبة، قال لهم عبد المطلب (إنّ للبيت ربٌ يحميه). فإذا فهم عبد المطلب أن الله يحمي بيته ودينه، لماذا لا يفهم مسلمو اليوم أن الله يستطيع أن يحمي دينه ونبيه(do:) ، خاصة أنه قال في القرآن: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم يفترون ). فالله جعل لكل نبي عدو من الإنس يتهكمون عليه ويتقولون عنه القاويل، ولو شاء الله لما فعلوا شيئاً. فإذا أمر الله نبيه أن يترك الأعداء يفترون الكذب عليه وعلى الله، لماذا يثور المسلمون للدفاع عن الإسلام بهذه الرعونة؟(dig:{ ولماذا لا يتبعون ما قال به القرآن للنبي: (والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين) (المائدة 67). فالله قادر على أن يعصم نبيه من الناس والنبي ليس في حاجة للمسلمين ليدافعوا عنه. والله قادر أن يحفظ دينه، وقد قال: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) (الحجرات 9).)noP)
وقد نفهم أن تخرج الرجرجة والدهماء الذين يكونون الغالبية العظمى من مسلمي اليوم في مظاهرات كما حدث في إندونيسيا عندما خرج أكثر من مئة من أعضاء جماعة اسلامية اندونيسية متشددة خلال تظاهرة في جاكرتا تدعو الى "صلب البابا" بنديكتوس السادس عشر بعد تصريحاته حول الاسلام. ورفع المتظاهرون الناشطون في جبهة المدافعين عن الاسلام، لافتات كتب عليها "اصلبوا البابا" و"الفاتيكان محور الشيطان" و"النبي عظيم والبابا صغير وحقير".(إيلاف 18 سبتمبر 2006). ولكن نعجز أن نفهم أن يدافع أساتذة في الجامعات الإسلامية، مثل الدكتور أحمد الطيب، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر، عن الإسلام ونبيه بكليشهات محفوظة تطير في وجه الحقائق المعروفة في التاريخ الإسلامي. فقد كتب د. أحمد الطيب مقالاً بعنوان "العقيدة والعقل وبابا الفاتيكان" بتاريخ 25 سبتمبر 2006، قال فيه، مخاطباً البابا: (ألا تتفقون معي في أن المسيحية هي أحفل الأديان بخوارق العادات وأكثرها اعتمادا علي المعجزات في إيمانها بالمسيح عليه السلام! وهل المعجزات إلا حوادث وتصرفات تتجاوز حدود العقل وتصطدم بشرائع الكون ونواميسه!! ثم ماهي أدلة العقول التي يمكن أن أعثر عليها في الأناجيل للتصديق بسيدنا عيسي عليه السلام؟! أليست هي الخوارق والخوارق وحدها!! وماذا كانت الأدلة التي أعتمد عليها التلاميذ الإثنا عشر الذين أرسلهم يسوع لهداية الناس؟! أليست هي شفاء المرضي, وإحياء الموتي من قبورهم, وإبراء الأبرص وطرد الشياطين والأرواح النجسة!! كما يخبرنا الإصحاح العاشر في إنجيل متي!! ثم ألا تتفق معي في أن الفيلسوف الألماني كانت الذي ورد ذكره في سياق محاضرتكم إنما أحال ملف الاعتقاد المسيحي برمته إلي العقل العملي, لأنه لم يستطع أن يؤسس هذا الاعتقاد علي أساس من العقل النظري وقال قولته الشهيرة: لقد اضطررت أن أرفع المعرفة لكي آخذ مكانا للايمان, بينما أجمع فلاسفة المسلمين ــ وكما تعلمون ــ علي تأسيس الاعتقاد الإسلامي علي العقل والعقل وحده, يحفزهم إلي هذه العقلانية عشرات الآيات القرآنية التي تؤصل العقل كأساس للإيمان في أكثر من120 موضعا كما ذكرنا.. بل تحفزهم الآية التي تقول فاعلم أنه لا إله إلا الله.) انتهى.
وليس بيننا من خلاف أن اليهودية والمسيحية أعتمدتا على المعجزات لإثبات نبوة موسى وعيسى، بينما لم يستطع محمد أن يأتي بأي معجزات عندما طلب منه القرشيون أن يأتي لهم بمعجزات مثل موسى وعيسى، وقال لهم القرآن في ذلك: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل الآيات إلا تخويفاً) (الإسراء 59). فمحمد لم تكن له آيات لأن الناس في الماضي قد كذبوا الآيات ولم يقتنعوا بها. فهل أتى محمد بالمنطق بدل الآيات ليقنع الناس بدينه؟)noP) (dig:{ لا أعتقد ذلك. ولكن بدون أي اعتبار للحقائق يقول د. أحمد الطيب للبابا: (بينما أجمع فلاسفة المسلمين ــ وكما تعلمون ــ علي تأسيس الاعتقاد الإسلامي علي العقل والعقل وحده(do:) ))noP) . فمن هم فلاسفة الإسلام الذين ربطوا الإيمان بالعقل؟ هل قصد حجة الإسلام الغزالي الذي سفه الفلسفة والفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة" وكذلك في كتابه "إحياء علوم الدين"، أم قصد ابن حزم الأندلسي الذي قال في هجومه على المعتزلة عندما قدموا العقل على النقل: (لو عرف هذا الجاهل معنى العقل لم يجب بهذا السخف لأن العقل على الحقيقة إنما هو استعمال الطاعات واجتناب المعاصي وما عدا هذا فليس عقلاً بل هو سخف وحمق.) (الملل والنحل لابن حزم،ج2، ص 59). وقد أورد ابن خلكان ملخصا وبالجملة عن الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا، وقال: (ولكن أكثر العلماء على كفرهما وزندقتهما حتى قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال: لا نشك في كفرهما أي الفارابي وابن سينا، وقال فيه أيضا وأما الآلهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 353). فالإمام الغزالي حكم بكفر الفاربي وابن سينا لأنهما استعملا العقل في مفهوم الإيمان(do:) . ويقول سيد قطب: (هناك جفوة أصيلة بين منهج الفلسفة ومنهج العقيدة وبين أسلوب الفلسفة وأسلوب العقيدة، وبين الحقائق الإيمانية الإسلامية وتلك المحاولات الصغيرة المضطربة المفتعلة التي تتضمنها الفلسفات والمباحث اللاهوتية البشرية) (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته للأستاذ سيد قطب، دار الشروق، ص 10).
الحوار المتمدن - العدد: 1687 - 2006 / 9 / 28
تفاوتت ردود أفعال المسلمين على محاضرة بابا الفاتيكان التي اقتبس فيها من المناظرة التي دارت بين الإمبراطور الروماني والمسلم الفارسي عندما قال الإمبراطور إن النبي محمد قد جاء بكل قبيح ومشين وأنه نشر دينه بحد السيف. والإسلام، كبقية الأديان الأخرى لم يسلم من النقد والتهكم منذ أن ظهر، كما لم تسلم المسيحية أو اليهودية من ذلك. وما زال الناس يكتبون في الصحف والكتب ويذيعون من الراديو والتلفزيون آراءهم ونقدهم للمسيحية واليهودية دون أن تنقلب الدنيا على رؤوسهم. وحتى الأفلام والمسرحيات تنتقد وتتهكم على المسيح وعلى موسى ولا يخرج الناس في مظاهرات ولا يحرقون دور السينما. وفي بداية الإسلام كان الناس في مكة يشتمون محمد ويتهكمون عليه وكانت آيات القرآن تنصحه بأن يصفح عنهم صفحاً جميلاً. وحتى في المدينة عندما كان بعض الناس يتهكمون على القرآن، نزلت الآيات على النبي تقول له: (وقد نزّل عليكم في الكتاب إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (النساء 140). وكذلك: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وأما يُنسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (الأنعام 68). وكذلك قال له: (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون) ((الزخرف 83). وكرر نفس الآية في المعارج، 42. وأخيراً قال له: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون) (الأنعام 69). فالقرآن لم ينصح النبي أن يخرج في مظاهرة ويحطم كل شيء عندما يتهكم الناس من القرآن أو من النبي نفسه، وإنما نصحه أن يهجرهم ولا يجلس معهم. وكذلك نصحه بأن ليس على الذين آمنوا أن يحاسبوا الذين يخوضون في آيات الله لأن الله سوف يحاسبهم بنفسه. وحتى قبل ظهور الإسلام عندما جاء أبرهة بجيشه نحو الكعبة وطلب القرشيون من عبد المطلب جد النبي حماية الكعبة، قال لهم عبد المطلب (إنّ للبيت ربٌ يحميه). فإذا فهم عبد المطلب أن الله يحمي بيته ودينه، لماذا لا يفهم مسلمو اليوم أن الله يستطيع أن يحمي دينه ونبيه(do:) ، خاصة أنه قال في القرآن: (وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم يفترون ). فالله جعل لكل نبي عدو من الإنس يتهكمون عليه ويتقولون عنه القاويل، ولو شاء الله لما فعلوا شيئاً. فإذا أمر الله نبيه أن يترك الأعداء يفترون الكذب عليه وعلى الله، لماذا يثور المسلمون للدفاع عن الإسلام بهذه الرعونة؟(dig:{ ولماذا لا يتبعون ما قال به القرآن للنبي: (والله يعصمك من الناس إنّ الله لا يهدي القوم الكافرين) (المائدة 67). فالله قادر على أن يعصم نبيه من الناس والنبي ليس في حاجة للمسلمين ليدافعوا عنه. والله قادر أن يحفظ دينه، وقد قال: (إنّا نحن نزّلنا الذكر وإنّا له لحافظون) (الحجرات 9).)noP)
وقد نفهم أن تخرج الرجرجة والدهماء الذين يكونون الغالبية العظمى من مسلمي اليوم في مظاهرات كما حدث في إندونيسيا عندما خرج أكثر من مئة من أعضاء جماعة اسلامية اندونيسية متشددة خلال تظاهرة في جاكرتا تدعو الى "صلب البابا" بنديكتوس السادس عشر بعد تصريحاته حول الاسلام. ورفع المتظاهرون الناشطون في جبهة المدافعين عن الاسلام، لافتات كتب عليها "اصلبوا البابا" و"الفاتيكان محور الشيطان" و"النبي عظيم والبابا صغير وحقير".(إيلاف 18 سبتمبر 2006). ولكن نعجز أن نفهم أن يدافع أساتذة في الجامعات الإسلامية، مثل الدكتور أحمد الطيب، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بالأزهر، عن الإسلام ونبيه بكليشهات محفوظة تطير في وجه الحقائق المعروفة في التاريخ الإسلامي. فقد كتب د. أحمد الطيب مقالاً بعنوان "العقيدة والعقل وبابا الفاتيكان" بتاريخ 25 سبتمبر 2006، قال فيه، مخاطباً البابا: (ألا تتفقون معي في أن المسيحية هي أحفل الأديان بخوارق العادات وأكثرها اعتمادا علي المعجزات في إيمانها بالمسيح عليه السلام! وهل المعجزات إلا حوادث وتصرفات تتجاوز حدود العقل وتصطدم بشرائع الكون ونواميسه!! ثم ماهي أدلة العقول التي يمكن أن أعثر عليها في الأناجيل للتصديق بسيدنا عيسي عليه السلام؟! أليست هي الخوارق والخوارق وحدها!! وماذا كانت الأدلة التي أعتمد عليها التلاميذ الإثنا عشر الذين أرسلهم يسوع لهداية الناس؟! أليست هي شفاء المرضي, وإحياء الموتي من قبورهم, وإبراء الأبرص وطرد الشياطين والأرواح النجسة!! كما يخبرنا الإصحاح العاشر في إنجيل متي!! ثم ألا تتفق معي في أن الفيلسوف الألماني كانت الذي ورد ذكره في سياق محاضرتكم إنما أحال ملف الاعتقاد المسيحي برمته إلي العقل العملي, لأنه لم يستطع أن يؤسس هذا الاعتقاد علي أساس من العقل النظري وقال قولته الشهيرة: لقد اضطررت أن أرفع المعرفة لكي آخذ مكانا للايمان, بينما أجمع فلاسفة المسلمين ــ وكما تعلمون ــ علي تأسيس الاعتقاد الإسلامي علي العقل والعقل وحده, يحفزهم إلي هذه العقلانية عشرات الآيات القرآنية التي تؤصل العقل كأساس للإيمان في أكثر من120 موضعا كما ذكرنا.. بل تحفزهم الآية التي تقول فاعلم أنه لا إله إلا الله.) انتهى.
وليس بيننا من خلاف أن اليهودية والمسيحية أعتمدتا على المعجزات لإثبات نبوة موسى وعيسى، بينما لم يستطع محمد أن يأتي بأي معجزات عندما طلب منه القرشيون أن يأتي لهم بمعجزات مثل موسى وعيسى، وقال لهم القرآن في ذلك: (وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذّب بها الأولون وآتينا ثمود الناقة مبصرةً فظلموا بها وما نرسل الآيات إلا تخويفاً) (الإسراء 59). فمحمد لم تكن له آيات لأن الناس في الماضي قد كذبوا الآيات ولم يقتنعوا بها. فهل أتى محمد بالمنطق بدل الآيات ليقنع الناس بدينه؟)noP) (dig:{ لا أعتقد ذلك. ولكن بدون أي اعتبار للحقائق يقول د. أحمد الطيب للبابا: (بينما أجمع فلاسفة المسلمين ــ وكما تعلمون ــ علي تأسيس الاعتقاد الإسلامي علي العقل والعقل وحده(do:) ))noP) . فمن هم فلاسفة الإسلام الذين ربطوا الإيمان بالعقل؟ هل قصد حجة الإسلام الغزالي الذي سفه الفلسفة والفلاسفة في كتابه "تهافت الفلاسفة" وكذلك في كتابه "إحياء علوم الدين"، أم قصد ابن حزم الأندلسي الذي قال في هجومه على المعتزلة عندما قدموا العقل على النقل: (لو عرف هذا الجاهل معنى العقل لم يجب بهذا السخف لأن العقل على الحقيقة إنما هو استعمال الطاعات واجتناب المعاصي وما عدا هذا فليس عقلاً بل هو سخف وحمق.) (الملل والنحل لابن حزم،ج2، ص 59). وقد أورد ابن خلكان ملخصا وبالجملة عن الفلاسفة مثل الفارابي وابن سينا، وقال: (ولكن أكثر العلماء على كفرهما وزندقتهما حتى قال الإمام الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال والمفصح عن الأحوال: لا نشك في كفرهما أي الفارابي وابن سينا، وقال فيه أيضا وأما الآلهيات ففيها أكثر أغاليطهم وما قدروا على الوفاء بالرهان على ما شرطوا في المنطق ولذلك كثر الاختلاف بينهم فيه ولقد قرب مذهب أرسطاطاليس فيها من مذهب الإسلاميين الفارابي وابن سينا ولكن مجموع ما غلطوا فيه يرجع إلى عشرين أصلا يجب تكفيرهم في ثلاثة منها وتبديعهم في سبعة عشر ولإبطال مذهبهم في هذه المسائل العشرين صنفنا كتاب التهافت) (شذرات الذهب للدمشقي، ج2، ص 353). فالإمام الغزالي حكم بكفر الفاربي وابن سينا لأنهما استعملا العقل في مفهوم الإيمان(do:) . ويقول سيد قطب: (هناك جفوة أصيلة بين منهج الفلسفة ومنهج العقيدة وبين أسلوب الفلسفة وأسلوب العقيدة، وبين الحقائق الإيمانية الإسلامية وتلك المحاولات الصغيرة المضطربة المفتعلة التي تتضمنها الفلسفات والمباحث اللاهوتية البشرية) (خصائص التصور الإسلامي ومقوماته للأستاذ سيد قطب، دار الشروق، ص 10).