nashatghattas
02-12-2006, 02:55 PM
fire صور تخفيها الظلال
يلجأ الأطفال في لهوهم ولعبهم في الأعياد والاحتفالات إلى استخدام أقنعة أو ماسكات يخفون ورائها وجوههم الجميلة.
فالبعض يستعمل قناع جميل رقيق جذاب والبعض الآخر يستعمل قناع عنيف مخيف ويمكن أن يكون شكلا من أشكال الشيطان.
البعض يستعمل قناع مصمت والبعض الأخر أقنعة تتدرج في الشفافية حتى يخيل للناظر انه لا قناع.
صور تخفيها الظلال
وقد يتمادى هذا الأمر داخل الحفلات الكبيرة حتى انه أطلق على بعض منها حفلات تنكرية , أي أن كل شخص يلبس ملابس لا تنم عن شخصيته الفعلية أو انه يتنكر لشكله ويختفي خلف ملابس الآخرين, فنجد المليونير يلبس شحاذ , والسائق يلبس إمبراطور.
ولكنا لو فكرنا قليلا: ما المقصود بهذا التنكر؟! هل مجرد اللهو, أو قضاء أوقات يتخلى فيها كل واحد عن مسؤولياته الفعلية ليتنكر لها ويلقيها وراء ظهره, كما أن الفقير يتنكر لفقره ويتخذ من الملبس قوة فيلبس ملابس القواد في المعارك الحربية أو ملابس المسؤولية الدينية, ليتنكر لوضعه الغير راض عنه وهو الفقر والجهل.
أو أن الوضع غير هذا وذاك فقد بلغ الأمر إلى قمة الفساد الأخلاقي في هذه الحفلات فيتنكر الزوج لزوجته , ليبحث عن متعته وسط الأخريات , أو تتنكر الزوجة لزوجها ليكون الغير متعة لها , ويكشف العاشق عن ملابسه لعشيقته لتصبح الحفلة مكان لقاء العاشقين.
وفي كل هذا صور تخفيها الظلال
إذا رسم فنان عظم بارع صورة وبعد أن أنهاها هذا الفنان وأهداها إلى شخص ما , فنظر إليها هذا الشخص فوجد إن هذه الصورة تؤنبه وتوبخه لما في الصورة من دقة الوصف والرسم لهذا الشخص فنجد أن الشخص يتنكر لهذه الصورة ولكنه لا يقدر إن يلقيها عنه لأنها صورته لذلك يضع الصورة وراء زجاج منقوش حتى يظهر نقش الزجاج وتختفي الصورة
وكل هذا صور تخفيها الظلال
ينطبق هذا أيضا على إنساننا الداخلي , حيث أعطانا الله أبها وأجمل صورة, لكل واحد شخصية متكاملة مع شخصية الآخر, ليكون الجميع نسيج واحد لا يستغنى احد عن الآخر حتى لو كان هذا الآخر ملح رخيص الثمن ولكن من غيره لا يصلح الطعام ولا يصلح المجتمع .
الرئيس في عمله والوزير في عمله والبائع والتاجر والمعلم والصانع والموظف والزبال والكناس كل واحد في عمله لا يقدر الواحد أن يعمل عمل الآخر.خلقا الله في تكامل.
ولكن نظرا لعدم القناعة والفساد والطمع يتنكر كل واحد لصورته فنجد الطيب يلبس ثوب العنف والقتل , والبسيط يلبس ثوب الروتين والتعقيد , والمنافق يلبس ثوب الدين والورع , والفاسق والزاني يلبس ثوب الفضيلة والتعليم .... والنتيجة ينقلب المجتمع ليصبح رياء.... رياء .... رياء .
حفلة تنكرية كبيرة أبطالها المجتمع كله
ومن مظاهر الرياء نجد أن البعض من رجال الدين يتنكرون وراء ملابسهم , لتختفي صورتهم الأصلية التي أفسدها حب الزعامة والخلافة والسطوة . لان الله لا يخلق الشر ولكن الشر يكون حيث لا يوجد خير فإذا خلا الإنسان من الخير يكون موضع للشر. كما إن الظلام لا يكون في وجود النور.
ومن شدة الفلس الفكري يتخذون من منابرهم مجالا للكره والبغض وينادون بالقتال والسطو والبطش , وينادون بترك المحبة ,بل لم تجد المحبة مكان في قاموس مفرداتهم اللغوية
ونجد الشعب ( يركب الموجة) أي أن, أي أسلوب يوصله للشهرة والسطوة والمال يتخذه , حتى أصبح المجتمع عبيد فتركوا صورتهم الأصلية ولبسوا ثوب الرياء, لذلك اختفى الرأي الحر أو كاد يختفي
المصلحة في التيار الديني الكل رجال ونساء يتخذون من التيار الديني منهجا لهم فيتفشى التدين المريض الذي يهتم بالمظهر تاركا الجوهر تماما , وبهذا يدخل المجتمع في الهوس الديني . السارق والزاني والفاسق والمنافق الكل يختفي تماما وراء عباءة الدين.
وفي ظروف أخرى تكون المصلحة في العولمة والموضة سنجد أن المجتمع يترك عباءة الدين ليصل إلى العالمية.
تيارات وتيارات ينجرف فيها المجتمع دون دراسة , لأننا فعلا تخلينا عن صورتنا وترك كل واحد منا دوره في المجتمع الزبال يريد أن يكون قائد والفاسق يريد أن يكون داعية ديني .
أليست كلها صور تخفيها الظلال
لو كل واحد منا اتخذ من الضمير منهجا له, والفضائل شموع تنير صورته, لتظهر أكثر جمالا وبريقا , واتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى حياة أبدية في ملكوت الله , واتخذ من حياته على الأرض صورة إلهه التي خلقه بها ((((( الله محبة )))) ولأنه أحبنا ونحن بعد خطاة, فلابد أن نحب الأخر حتى لو كانوا خطاة. ليصبح المجتمع متكامل ويرجع المجــــــــــــاهد والمجتهد لحياة أفضل ليكون ملح الأرض
المجتمع مريض بالرياء ليخلع كل منا الملابس التنكرية لننهي هذه الحفلة بلا رجعة لأننا سوف نرجع لصورتنا الأصلية : احترام المواطنة, المحبة بلا حدود, البذل, العطاء, العطف, الجد في العمل, حرية الرأي واحترام الرأي الأخر, التدين السليم بعيد عن المظاهر, لنعمل سويا على إرجاع صورتنا التي طمستها الظلال , لنأخذ بيد أخوتنا في المجتمع الذين أعمت بصائرهم الظلال.
مع تحــــــــيات
نشأت المصري
يلجأ الأطفال في لهوهم ولعبهم في الأعياد والاحتفالات إلى استخدام أقنعة أو ماسكات يخفون ورائها وجوههم الجميلة.
فالبعض يستعمل قناع جميل رقيق جذاب والبعض الآخر يستعمل قناع عنيف مخيف ويمكن أن يكون شكلا من أشكال الشيطان.
البعض يستعمل قناع مصمت والبعض الأخر أقنعة تتدرج في الشفافية حتى يخيل للناظر انه لا قناع.
صور تخفيها الظلال
وقد يتمادى هذا الأمر داخل الحفلات الكبيرة حتى انه أطلق على بعض منها حفلات تنكرية , أي أن كل شخص يلبس ملابس لا تنم عن شخصيته الفعلية أو انه يتنكر لشكله ويختفي خلف ملابس الآخرين, فنجد المليونير يلبس شحاذ , والسائق يلبس إمبراطور.
ولكنا لو فكرنا قليلا: ما المقصود بهذا التنكر؟! هل مجرد اللهو, أو قضاء أوقات يتخلى فيها كل واحد عن مسؤولياته الفعلية ليتنكر لها ويلقيها وراء ظهره, كما أن الفقير يتنكر لفقره ويتخذ من الملبس قوة فيلبس ملابس القواد في المعارك الحربية أو ملابس المسؤولية الدينية, ليتنكر لوضعه الغير راض عنه وهو الفقر والجهل.
أو أن الوضع غير هذا وذاك فقد بلغ الأمر إلى قمة الفساد الأخلاقي في هذه الحفلات فيتنكر الزوج لزوجته , ليبحث عن متعته وسط الأخريات , أو تتنكر الزوجة لزوجها ليكون الغير متعة لها , ويكشف العاشق عن ملابسه لعشيقته لتصبح الحفلة مكان لقاء العاشقين.
وفي كل هذا صور تخفيها الظلال
إذا رسم فنان عظم بارع صورة وبعد أن أنهاها هذا الفنان وأهداها إلى شخص ما , فنظر إليها هذا الشخص فوجد إن هذه الصورة تؤنبه وتوبخه لما في الصورة من دقة الوصف والرسم لهذا الشخص فنجد أن الشخص يتنكر لهذه الصورة ولكنه لا يقدر إن يلقيها عنه لأنها صورته لذلك يضع الصورة وراء زجاج منقوش حتى يظهر نقش الزجاج وتختفي الصورة
وكل هذا صور تخفيها الظلال
ينطبق هذا أيضا على إنساننا الداخلي , حيث أعطانا الله أبها وأجمل صورة, لكل واحد شخصية متكاملة مع شخصية الآخر, ليكون الجميع نسيج واحد لا يستغنى احد عن الآخر حتى لو كان هذا الآخر ملح رخيص الثمن ولكن من غيره لا يصلح الطعام ولا يصلح المجتمع .
الرئيس في عمله والوزير في عمله والبائع والتاجر والمعلم والصانع والموظف والزبال والكناس كل واحد في عمله لا يقدر الواحد أن يعمل عمل الآخر.خلقا الله في تكامل.
ولكن نظرا لعدم القناعة والفساد والطمع يتنكر كل واحد لصورته فنجد الطيب يلبس ثوب العنف والقتل , والبسيط يلبس ثوب الروتين والتعقيد , والمنافق يلبس ثوب الدين والورع , والفاسق والزاني يلبس ثوب الفضيلة والتعليم .... والنتيجة ينقلب المجتمع ليصبح رياء.... رياء .... رياء .
حفلة تنكرية كبيرة أبطالها المجتمع كله
ومن مظاهر الرياء نجد أن البعض من رجال الدين يتنكرون وراء ملابسهم , لتختفي صورتهم الأصلية التي أفسدها حب الزعامة والخلافة والسطوة . لان الله لا يخلق الشر ولكن الشر يكون حيث لا يوجد خير فإذا خلا الإنسان من الخير يكون موضع للشر. كما إن الظلام لا يكون في وجود النور.
ومن شدة الفلس الفكري يتخذون من منابرهم مجالا للكره والبغض وينادون بالقتال والسطو والبطش , وينادون بترك المحبة ,بل لم تجد المحبة مكان في قاموس مفرداتهم اللغوية
ونجد الشعب ( يركب الموجة) أي أن, أي أسلوب يوصله للشهرة والسطوة والمال يتخذه , حتى أصبح المجتمع عبيد فتركوا صورتهم الأصلية ولبسوا ثوب الرياء, لذلك اختفى الرأي الحر أو كاد يختفي
المصلحة في التيار الديني الكل رجال ونساء يتخذون من التيار الديني منهجا لهم فيتفشى التدين المريض الذي يهتم بالمظهر تاركا الجوهر تماما , وبهذا يدخل المجتمع في الهوس الديني . السارق والزاني والفاسق والمنافق الكل يختفي تماما وراء عباءة الدين.
وفي ظروف أخرى تكون المصلحة في العولمة والموضة سنجد أن المجتمع يترك عباءة الدين ليصل إلى العالمية.
تيارات وتيارات ينجرف فيها المجتمع دون دراسة , لأننا فعلا تخلينا عن صورتنا وترك كل واحد منا دوره في المجتمع الزبال يريد أن يكون قائد والفاسق يريد أن يكون داعية ديني .
أليست كلها صور تخفيها الظلال
لو كل واحد منا اتخذ من الضمير منهجا له, والفضائل شموع تنير صورته, لتظهر أكثر جمالا وبريقا , واتخذ من الدين وسيلة للوصول إلى حياة أبدية في ملكوت الله , واتخذ من حياته على الأرض صورة إلهه التي خلقه بها ((((( الله محبة )))) ولأنه أحبنا ونحن بعد خطاة, فلابد أن نحب الأخر حتى لو كانوا خطاة. ليصبح المجتمع متكامل ويرجع المجــــــــــــاهد والمجتهد لحياة أفضل ليكون ملح الأرض
المجتمع مريض بالرياء ليخلع كل منا الملابس التنكرية لننهي هذه الحفلة بلا رجعة لأننا سوف نرجع لصورتنا الأصلية : احترام المواطنة, المحبة بلا حدود, البذل, العطاء, العطف, الجد في العمل, حرية الرأي واحترام الرأي الأخر, التدين السليم بعيد عن المظاهر, لنعمل سويا على إرجاع صورتنا التي طمستها الظلال , لنأخذ بيد أخوتنا في المجتمع الذين أعمت بصائرهم الظلال.
مع تحــــــــيات
نشأت المصري