AleXawy
20-12-2006, 11:08 PM
درس عملي في التسامح للمسلمين من البابا بنديكت (http://www.elaph.com/ElaphWeb/ElaphWriter/2006/12/198693.htm)
يملأ المتأسلمون السياسيون الدنيا ضجيجاً بأن الإسلام دين التسامح، ولكنهم في نفس الوقت يهددون بقطع رقبة كل من يوجه أدنى نقد ضدهم، بل وحتى مجرد السؤال أو الشك عن فكرة دينية أو كتابة مقال أو نشر كتاب يشكك ببعض المقولات الدينية، حتى وتصدر الفتاوى بهدر دم السائل أو الكاتب. لذلك تعتبر الدول الإسلامية أكبر محرقة للكتب ومجزرة للمفكرين الأحرار عبر التاريخ، كما ونرى معظم المفكرين الأحرار في البلدان العربية والإسلامية، إما في المنافي، أو فضلوا الصمت طلباً للسلامة.
قبل أشهر، استشهد البابا بنديكت السادس عشر في محاضرة له أمام حشد من الأكاديميين في جامعة ألمانية، استشهد بقول لإمبراطور في القرن الرابع عشر عن اعتماد المسلمين على السيف في نشر الإسلام وأنه من الأفضل إتباع العقل والإقناع بدلاً من القوة في نشر الدين. فأقيمت عليه الدنيا من قبل الإسلاميين السياسيين ومشايخ الإسلام، وطالبوه بالاعتذار جاثياً على ركبتيه!! وكالعادة، لجأوا إلى إثارة الغوغاء في الشارع، وحصل ما حصل من اعتداءات على المسيحيين في الدول الإسلامية الذين يستخدمونهم كرهينة في ابتزاز الغرب بهم وحرق كنائسهم في مثل هذه المناسبات. وعلى سبيل المثال لا الحصر من هذه الاحتجاجات، خرجت مظاهرة في لندن احتجاجاً على البابا ودفاعاً عن التسامح الإسلامي. والغريب أن من ضمن الشعارات التي رفعت في المظاهرة، أحدها يهدد بقطع رقبة كل من يشكك في التسامح الإسلامي. لاحظ عزيزي القارئ، المظاهرة هي حول تسامح الإسلام. فكيف يجتمع التهديد بقطع الرقاب وروح التسامح؟ كما ورفعت لافتة مكتوب عليها تهديداً لأوربا (يا أوربا سوف تدفعين الثمن، 11 سبتمبر في طريقه لكِ). علماً بأن هؤلاء هم من الذين فروا من بلدانهم الإسلامية نتيجة المظالم التي عانوا منها من قبل حكوماتهم الإسلامية ووجدوا المأوى والكرامة والخبز والحرية في بلدان أوربا "الكافرة" التي يهددونها بـ 11 سبتمبر آخر. والأوربيون "الكفار" يتحملون كل ذلك بالتسامح الحقيقي وليس بالادعاء كما يفعل الإسلاميون. والسؤال هو: هل يستطيع المسيحيون في أي بلد إسلامي بالخروج بمظاهرة للمطالبة بحقوقهم؟
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphWriter/2006/12/thumbnails/T_5ca85136-8ca8-4ecd-8955-f49df217b980.gif
لافتة رفعها متظاهر مسلم في لندن
ولا أعرف لماذا ينكر هؤلاء، وبالأخص الأخوان المسلمون، دور السيف والعنف في نشر الإسلام. فالتاريخ العربي-الإسلامي ملئ بالحروب والغزوات للفوز بالدارين. فمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي لا يقدم خطبة الجمعة إلا وممسكاً بالبندقية التي حلت محل السيف. كما وإن شعار حزب "الأخوان المسلمون" في مصر يحمل صورة القرآن والسيفين المتقاطعين، كما هو واضح في الصورة أدناه:
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphWriter/2006/12/thumbnails/T_bf88750e-c1f9-4524-b7fa-f302b430aff2.jpg
شعار حزب الأخوان المسلمين في مصر
ونرى تحت مقبضي السيفين كلمة (وأعدّوا) وهي بداية للآية ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم - الأنفال:60). وعلى هذا النص يعتمد الإرهابيون في قتل الأبرياء، لا لشيء إلا لأنهم من ملة أخرى.
أعتقد أن هؤلاء بربطهم السيف بالقرآن وجعله شعاراً لهم قد أساءوا إلى الإسلام نفسه من حيث يشعرون أو لا يشعرون. فمن المعروف في الإعلانات التجارية أنها تعتمد على علم النفس في الترويج لبضاعة ما، إذ يربطون البضاعة بشيء جذاب للنفس البشرية وذلك عن طريق إثارة الغرائز البدائية مثل الجنس، فيستخدمون صورة فتاة جميلة نصف عارية مثلاً للترويج للبضاعة... الخ. وبالعكس إذا أريد شن حملة مضادة ضد الخصم أو شيء ما، فيعملون على تشويه صورته، إذ ينشرون صورته مع شيء مقزز أو مرعب ينفر المشاهد. مثلاً نشر حزب المحافظين في إحدى الحملات الانتخابية في التسعينات صورة لزعيم حزب العمال (توني بلير) على شكل صورة إبليس يقدح الشرر من عينيه!!! وكانت لعبة غبية أدت إلى نتائج معكوسة. وهذا يسمى في علم النفس بالإعلان عن طريق ربط الشيء بالشيء (Advertisement by association). والفكرة مأخوذة من اكتشافات العالِم الروسي الشهير إيفان بافلوف ( 1849- 1936) في مجال الفسلجة وعلم النفس، أي الشيء بالشيء يذكر والاستجابات الشرطية "conditioned reflex,".
نحن نعرف أن السيف يثير الرعب في النفوس لأنه أداة قتل يستخدم في المعارك العنيفة لقطع الرقاب. فإذا تم ربط السيف بالقرآن مع التهديد بكلمة (وأعدوا)، فهذا يعطي نتيجة معكوسة، أي حتى عندما نرى القرآن سنتذكر السيف والعنف وقطع الرقاب فنشعر بالرعب. وبذلك أعتقد أن المسلمين قد أساءوا مرتين إلى دينهم. مرة عندما ربطوا السيف بالقرآن في شعاراتهم، وأخرى عندما ناقضوا أنفسهم بنكران دور السيف في نشر الإسلام وتعاملوا مع العالم بالعنف بدلاً من إبداء روح التسامح.
يملأ المتأسلمون السياسيون الدنيا ضجيجاً بأن الإسلام دين التسامح، ولكنهم في نفس الوقت يهددون بقطع رقبة كل من يوجه أدنى نقد ضدهم، بل وحتى مجرد السؤال أو الشك عن فكرة دينية أو كتابة مقال أو نشر كتاب يشكك ببعض المقولات الدينية، حتى وتصدر الفتاوى بهدر دم السائل أو الكاتب. لذلك تعتبر الدول الإسلامية أكبر محرقة للكتب ومجزرة للمفكرين الأحرار عبر التاريخ، كما ونرى معظم المفكرين الأحرار في البلدان العربية والإسلامية، إما في المنافي، أو فضلوا الصمت طلباً للسلامة.
قبل أشهر، استشهد البابا بنديكت السادس عشر في محاضرة له أمام حشد من الأكاديميين في جامعة ألمانية، استشهد بقول لإمبراطور في القرن الرابع عشر عن اعتماد المسلمين على السيف في نشر الإسلام وأنه من الأفضل إتباع العقل والإقناع بدلاً من القوة في نشر الدين. فأقيمت عليه الدنيا من قبل الإسلاميين السياسيين ومشايخ الإسلام، وطالبوه بالاعتذار جاثياً على ركبتيه!! وكالعادة، لجأوا إلى إثارة الغوغاء في الشارع، وحصل ما حصل من اعتداءات على المسيحيين في الدول الإسلامية الذين يستخدمونهم كرهينة في ابتزاز الغرب بهم وحرق كنائسهم في مثل هذه المناسبات. وعلى سبيل المثال لا الحصر من هذه الاحتجاجات، خرجت مظاهرة في لندن احتجاجاً على البابا ودفاعاً عن التسامح الإسلامي. والغريب أن من ضمن الشعارات التي رفعت في المظاهرة، أحدها يهدد بقطع رقبة كل من يشكك في التسامح الإسلامي. لاحظ عزيزي القارئ، المظاهرة هي حول تسامح الإسلام. فكيف يجتمع التهديد بقطع الرقاب وروح التسامح؟ كما ورفعت لافتة مكتوب عليها تهديداً لأوربا (يا أوربا سوف تدفعين الثمن، 11 سبتمبر في طريقه لكِ). علماً بأن هؤلاء هم من الذين فروا من بلدانهم الإسلامية نتيجة المظالم التي عانوا منها من قبل حكوماتهم الإسلامية ووجدوا المأوى والكرامة والخبز والحرية في بلدان أوربا "الكافرة" التي يهددونها بـ 11 سبتمبر آخر. والأوربيون "الكفار" يتحملون كل ذلك بالتسامح الحقيقي وليس بالادعاء كما يفعل الإسلاميون. والسؤال هو: هل يستطيع المسيحيون في أي بلد إسلامي بالخروج بمظاهرة للمطالبة بحقوقهم؟
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphWriter/2006/12/thumbnails/T_5ca85136-8ca8-4ecd-8955-f49df217b980.gif
لافتة رفعها متظاهر مسلم في لندن
ولا أعرف لماذا ينكر هؤلاء، وبالأخص الأخوان المسلمون، دور السيف والعنف في نشر الإسلام. فالتاريخ العربي-الإسلامي ملئ بالحروب والغزوات للفوز بالدارين. فمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي لا يقدم خطبة الجمعة إلا وممسكاً بالبندقية التي حلت محل السيف. كما وإن شعار حزب "الأخوان المسلمون" في مصر يحمل صورة القرآن والسيفين المتقاطعين، كما هو واضح في الصورة أدناه:
http://www.elaph.com/elaphweb/Resources/images/ElaphWriter/2006/12/thumbnails/T_bf88750e-c1f9-4524-b7fa-f302b430aff2.jpg
شعار حزب الأخوان المسلمين في مصر
ونرى تحت مقبضي السيفين كلمة (وأعدّوا) وهي بداية للآية ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم - الأنفال:60). وعلى هذا النص يعتمد الإرهابيون في قتل الأبرياء، لا لشيء إلا لأنهم من ملة أخرى.
أعتقد أن هؤلاء بربطهم السيف بالقرآن وجعله شعاراً لهم قد أساءوا إلى الإسلام نفسه من حيث يشعرون أو لا يشعرون. فمن المعروف في الإعلانات التجارية أنها تعتمد على علم النفس في الترويج لبضاعة ما، إذ يربطون البضاعة بشيء جذاب للنفس البشرية وذلك عن طريق إثارة الغرائز البدائية مثل الجنس، فيستخدمون صورة فتاة جميلة نصف عارية مثلاً للترويج للبضاعة... الخ. وبالعكس إذا أريد شن حملة مضادة ضد الخصم أو شيء ما، فيعملون على تشويه صورته، إذ ينشرون صورته مع شيء مقزز أو مرعب ينفر المشاهد. مثلاً نشر حزب المحافظين في إحدى الحملات الانتخابية في التسعينات صورة لزعيم حزب العمال (توني بلير) على شكل صورة إبليس يقدح الشرر من عينيه!!! وكانت لعبة غبية أدت إلى نتائج معكوسة. وهذا يسمى في علم النفس بالإعلان عن طريق ربط الشيء بالشيء (Advertisement by association). والفكرة مأخوذة من اكتشافات العالِم الروسي الشهير إيفان بافلوف ( 1849- 1936) في مجال الفسلجة وعلم النفس، أي الشيء بالشيء يذكر والاستجابات الشرطية "conditioned reflex,".
نحن نعرف أن السيف يثير الرعب في النفوس لأنه أداة قتل يستخدم في المعارك العنيفة لقطع الرقاب. فإذا تم ربط السيف بالقرآن مع التهديد بكلمة (وأعدوا)، فهذا يعطي نتيجة معكوسة، أي حتى عندما نرى القرآن سنتذكر السيف والعنف وقطع الرقاب فنشعر بالرعب. وبذلك أعتقد أن المسلمين قد أساءوا مرتين إلى دينهم. مرة عندما ربطوا السيف بالقرآن في شعاراتهم، وأخرى عندما ناقضوا أنفسهم بنكران دور السيف في نشر الإسلام وتعاملوا مع العالم بالعنف بدلاً من إبداء روح التسامح.