pavnoti
10-12-2003, 10:27 AM
إكرام الجماعة الاسلامية دفنها!
جريدة شباب مصر:- في 06/12/2003
بقلم: سليم عزوز ـ مصر
لا يريد عناصر ما كان يسمي بالجماعة الإسلامية بمصر ان يغربوا عن وجوهنا وينسحبوا من الساحة، لعلنا ننسي جرائمهم في حق الإسلام وهي – باعترافهم – مثل زبد البحر. ولا يريدون ان ينقطونا بسكوتهم حتى نتمكن من نسيان مواقفهم المرتعشة، وهي لا تسر عدوا ولا حبيبا، فهم حريصون علي ان يذكروننا بأنفسهم، كما انهم حريصون علي ان يمارسوا الهواية التي احترفوها علي كبر، وأعني بها الخاصة بخلع الملابس قطعة قطعة بمناسبة وبدون مناسبة، لدرجة انهم كادوا ان يتخلصوا من ورقة التوت التي تستر عوراتهم، ان لم يكونوا قد تخلصوا منها بالفعل!
فهم – اعني عناصر ما كان يسمي بالجماعة الإسلامية – في غدوهم ورواحهم، وفي إجرامهم وتوبتهم، وفي ثوريتهم وانبطاحهم كالذي ان تحمل عنه يلهث وان تتركه يلهث. ومثلهم كمثل المنبت الذي لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقي!
فمنذ أيام طالعنا بيان لهم يعلنون فيه إدانتهم لحادث تفجير الرياض، وهو تصرف كان من الممكن ان يذكر لهم فيشكر، ويؤكد انهم جادون في السير في طريق التوبة للنهاية، وانهم يؤكدون بالبرهان انهم لن يعودوا الي طريق الضلالة والسكة البطالة مرة اخري، لولا انهم حريصون علي إفساد الطبخة بتعليقهم التهمة في رقبة تنظيم القاعدة، وعليه أشبعوه طعنا ولعنا وسبا، بعد ان لبسوا مسوح الرهبان، وقدموا انفسهم علي انهم يمثلون سماحة الإسلام واسلام السماحة.
أحداث الرياض أرقت الضمير المسلم، وهزت الوجدان الإنساني، فهي عملية بربرية بكل المقاييس، لا يمكن ان يقدم عليها من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، واسلامنا العظيم لم يجرم شيئا قدر تجريمه لإزهاق الروح بغير الحق، وهو ينظر للجسد الإنساني باعتباره بنيان الله، ملعون من هدمه. فالمسلم الحقيقي وان كان قد كتب عليه ان يحمل السلاح ليدافع عن عقيدته من الضيم وعن كرامته من الانتهاك، الا ان سيوف المسلمين ذات أخلاق، وهي الأخلاق التي لم يعرفها تنظيم الجماعة الإسلامية بمصر عندما كان يدمر ويقتل ويسفك، ووصل به الإجرام الي حد قتل طفلة صغيرة هي شيماء، عندما ظنوا – وكل ظنهم اثم – ان بمثل هذه العمليات يمكن لهم ان يستولوا علي السلطة، ويتمكنوا من مفاتيح بيت مال المسلمين، وعندما وجدوا ان ما فعلوه قد اجهز علي تعاطف الناس من حسني النية معهم، لم يعلنوا ندمهم وانما اصدروا بيانا برروا فيه الجريمة، بالقول ان الأبرياء من الضحايا سوف يبعثون علي نواياهم، فان كانوا من الأشرار، فلا جناح علي من قتلهم، وان كانوا من الصالحين، فلهم ان يشكروا القتلة لانهم عجلوا بدخولهم الجنة!
ان حادث الرياض مزعج بكل المقاييس، لان ضحاياه من الأبرياء، ولانه جاء في وقت يتأهب المسلمون فيه لزيارة بيت الله الحرام، الذي من دخله كان أمنا، ومثل هذا الحادث من شانه ان يجعل الحجاج يضعون أيديهم علي قلوبهم ولا يأمنون علي حياتهم، خشية ان يكونوا ضحايا الصراع بين تنظيم القاعدة و أهل الحكم في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي سيفقد هذا التنظيم تقدير من يقدرونه، وفقدان تعاطف الناس، وهو أمر لو صح لكان اول مسمار في نعشه، وهو ما يعجل بنهايته علي النحو الذي حدث مع من كان يطلق عليه في السابق تنظيم "الجماعة الإسلامية"، فقد كان هذا التنظيم يحمل تعاطفا من الراي العام في مصر، وكنت وانا ضمن فريق قليل من الكتاب نتصدي له، تصلنا عشرات الرسائل من القراء تندد بما نكتب، وتتهمنا بأننا نهاجم أصحاب الأيدي المتوضئة، الذين سيصلحون ما أفسده الدهر، لكن هذا التعاطف تبدد بعد ان شعر المواطن انه بات مستهدفا، عندما بدأت التفجيرات تعم شوارع القاهرة، ولم يعد المرء يأمن علي نفسه، فإذا اصبح لا ينتظر المساء، واذا أمسى لا ينتظر الصباح، ولهذا عندما رفع وزير الداخلية وقتها عبد الحليم موسي شعارا بغيضا هو الضرب في سويداء القلب، لم يجد من يقل له " أف" او يعارضه!
واذا كنا نختلف مع تنظيم القاعدة بطبيعة الحال، فإننا لا نشك في تقديره للأمور علي نحو يحول بينه وبين تكرار أخطاء حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام في مصر. وهناك ثمة شيئا اخر كان ينبغي علي من تعجلوا الإدانة والتنديد ان يضعوه في الاعتبار، واعني بها التحذير الأمريكي من الحادث قبل وقوعه، والتعامل بعد الوقوع علي ان التحذير يمثل رد اعتبار لأجهزة الأمن هناك، بعد ان منيت بفضيحة من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث كانت اخر من يعلم، وهي التي يتم تسويقها علي انها تعلم دبة النملة السوداء علي الصخرة الملساء في الليلة الظلماء، ومع هذا عجزت عن التنبؤ بما حدث قبل حدوثه، وعندما حدث عجزت حتي الان عن تقديم دليل يؤكد ان أسامة بن لادن هو من فعلها، وتم الاستعانة بخالد الذكر توني بلير وجهاز أمنه العملاق ليؤلف الدليل بالإنابة، وهو ما انكشف واضحي فضيحة مكتملة الأركان!
لقد قال القوم ان جهاز امنهم علم بتفاصيل الحادث وبخطة العمليات، وهو ما ذكرنا بقضية التنظيم الناصري المسلح التي جرت وقائعها في مصر منذ سنوات، فقد حدث ان تم تقديم القضية للمحكمة، وكان من المضحك ان معظم من تم اتهامهم بالضلوع فيه قد هربوا ولم يتم التمكن من القبض عليهم، وان المقبوض عليهم اخذوا من ديارهم، وقد سأل رئيس المحكمة التي نظرت القضية وهو المستشار سعيد العشماوي الضابط الذي قدم القضية عن الدليل علي ان هناك تنظيما يستخدم السلاح، والذي كان رده مضحكا للثكالي، حيث قال انه راقبهم وهم يتدربون علي حمل السلاح في الصحراء، فكان قول القاضي: ولماذا لم تقبضوا عليهم وهم في حالة تلبس؟ فبهت الذي ادعي!
تنظيم القاعدة اصدر بيانا منذ ايام نفي فيه مسئوليته عن عملية الرياض، وقبل النفي فان جميع الخيارات كانت مفتوحة، ولا يوجد هناك ما يمنع ان يكون التنظيم علي الرغم من الفيلم الامريكي وراء الحادث، وان الله قد نفخ في صورة أجهزة الأمن الأمريكية، فوقفت عليه قبل وقوعه، لكن هذا لم يكن يمنع ان يتوقف بيان " الجماعة الإسلامية" عند الإدانة، واعلان موقف الإسلام مما جري، كما فعلت جماعات وفرق اخري، لان هناك واجبا دينيا ما كان ينبغي ان يهدره أصحاب الفضيلة، وهو التبين، وذلك عندما يأتي فاسق بنبأ، لكن من الواضح ان عناصر الجماعة يقفون علي الرصيف في انتظار جريمة تنسب للقاعدة فينفروا ثقالا وينفروا جميعا من اجل التنديد بها، واعطاء قياداتها دروسا في سماحة الإسلام، وهو اشبه بارتداء الذئب لثياب الواعظين، لانهم ومن الاخر ومع احترامنا لمقامهم الرفيع ليسوا مؤهلين لاعطاء دروس في السماحة، لان أيديهم لا تزال ملوثة بدماء المصريين، وهذا النوع من الجرائم لا تكفره صلاة ولا صيام، ولا يكفره اعلان الندم في الصحف السيارة، فالتكفير عنه لا يكون الا في طلب العفو من اهل الدم، فليس بالبروباجندا تغفر الذنوب، وانما بالذهاب الي من يملكون العفو وطلب الصفح الجميل!
ان مما يلفت النظر في بيان الإدانة، انه يأتي في اطار عملية تصفيه الحسابات بين من كان يطلق عليه في الماضي تنظيم الجماعة الإسلامية، وبين تنظيم القاعدة، وهو دور تقوم به المجموعة الاولي ربما بالوكالة لآخرين، من بينهم الادارة الأمريكية حتي ترضي عن عناصرها وتصنعهم علي عين كونداليزا رايس (الفتانة) " العين وليس كونداليزا"، وهذا للأسف هو بيت القصيد، فقد كنت واحدا من الذين أسعدهم تخليهم عن العنف مع تمسكهم بالحد الادني من المصداقية، لان هذا من شأنه ان يجعل لهم مهمة في هداية المارقين عن الصراط المستقيم، لكنهم أصروا علي ان يعملوا في " كار غير الكار"، مما افقدهم الثقة والاعتبار، وحولهم من أصحاب وجهة نظر الي خدم، وهذا له ما يبرره علي كل حال، لكن عليهم ان يعلموا ان جماعتهم قد انتهت وعليهم ان يعلنوا هذه الحقيقة، وينسوا الجماعة والتنظيم والامير والخفير.
ان مشكلة عناصر ما كان يطلق عليه بالجماعة الإسلامية أنهم لا يعلمون ان تنظيمهم مات، وان اكرام الميت دفنه!
-------
كاتب وصحفي مصري
azzoz66@hotmail.com
جريدة شباب مصر:- في 06/12/2003
بقلم: سليم عزوز ـ مصر
لا يريد عناصر ما كان يسمي بالجماعة الإسلامية بمصر ان يغربوا عن وجوهنا وينسحبوا من الساحة، لعلنا ننسي جرائمهم في حق الإسلام وهي – باعترافهم – مثل زبد البحر. ولا يريدون ان ينقطونا بسكوتهم حتى نتمكن من نسيان مواقفهم المرتعشة، وهي لا تسر عدوا ولا حبيبا، فهم حريصون علي ان يذكروننا بأنفسهم، كما انهم حريصون علي ان يمارسوا الهواية التي احترفوها علي كبر، وأعني بها الخاصة بخلع الملابس قطعة قطعة بمناسبة وبدون مناسبة، لدرجة انهم كادوا ان يتخلصوا من ورقة التوت التي تستر عوراتهم، ان لم يكونوا قد تخلصوا منها بالفعل!
فهم – اعني عناصر ما كان يسمي بالجماعة الإسلامية – في غدوهم ورواحهم، وفي إجرامهم وتوبتهم، وفي ثوريتهم وانبطاحهم كالذي ان تحمل عنه يلهث وان تتركه يلهث. ومثلهم كمثل المنبت الذي لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقي!
فمنذ أيام طالعنا بيان لهم يعلنون فيه إدانتهم لحادث تفجير الرياض، وهو تصرف كان من الممكن ان يذكر لهم فيشكر، ويؤكد انهم جادون في السير في طريق التوبة للنهاية، وانهم يؤكدون بالبرهان انهم لن يعودوا الي طريق الضلالة والسكة البطالة مرة اخري، لولا انهم حريصون علي إفساد الطبخة بتعليقهم التهمة في رقبة تنظيم القاعدة، وعليه أشبعوه طعنا ولعنا وسبا، بعد ان لبسوا مسوح الرهبان، وقدموا انفسهم علي انهم يمثلون سماحة الإسلام واسلام السماحة.
أحداث الرياض أرقت الضمير المسلم، وهزت الوجدان الإنساني، فهي عملية بربرية بكل المقاييس، لا يمكن ان يقدم عليها من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، واسلامنا العظيم لم يجرم شيئا قدر تجريمه لإزهاق الروح بغير الحق، وهو ينظر للجسد الإنساني باعتباره بنيان الله، ملعون من هدمه. فالمسلم الحقيقي وان كان قد كتب عليه ان يحمل السلاح ليدافع عن عقيدته من الضيم وعن كرامته من الانتهاك، الا ان سيوف المسلمين ذات أخلاق، وهي الأخلاق التي لم يعرفها تنظيم الجماعة الإسلامية بمصر عندما كان يدمر ويقتل ويسفك، ووصل به الإجرام الي حد قتل طفلة صغيرة هي شيماء، عندما ظنوا – وكل ظنهم اثم – ان بمثل هذه العمليات يمكن لهم ان يستولوا علي السلطة، ويتمكنوا من مفاتيح بيت مال المسلمين، وعندما وجدوا ان ما فعلوه قد اجهز علي تعاطف الناس من حسني النية معهم، لم يعلنوا ندمهم وانما اصدروا بيانا برروا فيه الجريمة، بالقول ان الأبرياء من الضحايا سوف يبعثون علي نواياهم، فان كانوا من الأشرار، فلا جناح علي من قتلهم، وان كانوا من الصالحين، فلهم ان يشكروا القتلة لانهم عجلوا بدخولهم الجنة!
ان حادث الرياض مزعج بكل المقاييس، لان ضحاياه من الأبرياء، ولانه جاء في وقت يتأهب المسلمون فيه لزيارة بيت الله الحرام، الذي من دخله كان أمنا، ومثل هذا الحادث من شانه ان يجعل الحجاج يضعون أيديهم علي قلوبهم ولا يأمنون علي حياتهم، خشية ان يكونوا ضحايا الصراع بين تنظيم القاعدة و أهل الحكم في المملكة العربية السعودية، الأمر الذي سيفقد هذا التنظيم تقدير من يقدرونه، وفقدان تعاطف الناس، وهو أمر لو صح لكان اول مسمار في نعشه، وهو ما يعجل بنهايته علي النحو الذي حدث مع من كان يطلق عليه في السابق تنظيم "الجماعة الإسلامية"، فقد كان هذا التنظيم يحمل تعاطفا من الراي العام في مصر، وكنت وانا ضمن فريق قليل من الكتاب نتصدي له، تصلنا عشرات الرسائل من القراء تندد بما نكتب، وتتهمنا بأننا نهاجم أصحاب الأيدي المتوضئة، الذين سيصلحون ما أفسده الدهر، لكن هذا التعاطف تبدد بعد ان شعر المواطن انه بات مستهدفا، عندما بدأت التفجيرات تعم شوارع القاهرة، ولم يعد المرء يأمن علي نفسه، فإذا اصبح لا ينتظر المساء، واذا أمسى لا ينتظر الصباح، ولهذا عندما رفع وزير الداخلية وقتها عبد الحليم موسي شعارا بغيضا هو الضرب في سويداء القلب، لم يجد من يقل له " أف" او يعارضه!
واذا كنا نختلف مع تنظيم القاعدة بطبيعة الحال، فإننا لا نشك في تقديره للأمور علي نحو يحول بينه وبين تكرار أخطاء حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام في مصر. وهناك ثمة شيئا اخر كان ينبغي علي من تعجلوا الإدانة والتنديد ان يضعوه في الاعتبار، واعني بها التحذير الأمريكي من الحادث قبل وقوعه، والتعامل بعد الوقوع علي ان التحذير يمثل رد اعتبار لأجهزة الأمن هناك، بعد ان منيت بفضيحة من جراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث كانت اخر من يعلم، وهي التي يتم تسويقها علي انها تعلم دبة النملة السوداء علي الصخرة الملساء في الليلة الظلماء، ومع هذا عجزت عن التنبؤ بما حدث قبل حدوثه، وعندما حدث عجزت حتي الان عن تقديم دليل يؤكد ان أسامة بن لادن هو من فعلها، وتم الاستعانة بخالد الذكر توني بلير وجهاز أمنه العملاق ليؤلف الدليل بالإنابة، وهو ما انكشف واضحي فضيحة مكتملة الأركان!
لقد قال القوم ان جهاز امنهم علم بتفاصيل الحادث وبخطة العمليات، وهو ما ذكرنا بقضية التنظيم الناصري المسلح التي جرت وقائعها في مصر منذ سنوات، فقد حدث ان تم تقديم القضية للمحكمة، وكان من المضحك ان معظم من تم اتهامهم بالضلوع فيه قد هربوا ولم يتم التمكن من القبض عليهم، وان المقبوض عليهم اخذوا من ديارهم، وقد سأل رئيس المحكمة التي نظرت القضية وهو المستشار سعيد العشماوي الضابط الذي قدم القضية عن الدليل علي ان هناك تنظيما يستخدم السلاح، والذي كان رده مضحكا للثكالي، حيث قال انه راقبهم وهم يتدربون علي حمل السلاح في الصحراء، فكان قول القاضي: ولماذا لم تقبضوا عليهم وهم في حالة تلبس؟ فبهت الذي ادعي!
تنظيم القاعدة اصدر بيانا منذ ايام نفي فيه مسئوليته عن عملية الرياض، وقبل النفي فان جميع الخيارات كانت مفتوحة، ولا يوجد هناك ما يمنع ان يكون التنظيم علي الرغم من الفيلم الامريكي وراء الحادث، وان الله قد نفخ في صورة أجهزة الأمن الأمريكية، فوقفت عليه قبل وقوعه، لكن هذا لم يكن يمنع ان يتوقف بيان " الجماعة الإسلامية" عند الإدانة، واعلان موقف الإسلام مما جري، كما فعلت جماعات وفرق اخري، لان هناك واجبا دينيا ما كان ينبغي ان يهدره أصحاب الفضيلة، وهو التبين، وذلك عندما يأتي فاسق بنبأ، لكن من الواضح ان عناصر الجماعة يقفون علي الرصيف في انتظار جريمة تنسب للقاعدة فينفروا ثقالا وينفروا جميعا من اجل التنديد بها، واعطاء قياداتها دروسا في سماحة الإسلام، وهو اشبه بارتداء الذئب لثياب الواعظين، لانهم ومن الاخر ومع احترامنا لمقامهم الرفيع ليسوا مؤهلين لاعطاء دروس في السماحة، لان أيديهم لا تزال ملوثة بدماء المصريين، وهذا النوع من الجرائم لا تكفره صلاة ولا صيام، ولا يكفره اعلان الندم في الصحف السيارة، فالتكفير عنه لا يكون الا في طلب العفو من اهل الدم، فليس بالبروباجندا تغفر الذنوب، وانما بالذهاب الي من يملكون العفو وطلب الصفح الجميل!
ان مما يلفت النظر في بيان الإدانة، انه يأتي في اطار عملية تصفيه الحسابات بين من كان يطلق عليه في الماضي تنظيم الجماعة الإسلامية، وبين تنظيم القاعدة، وهو دور تقوم به المجموعة الاولي ربما بالوكالة لآخرين، من بينهم الادارة الأمريكية حتي ترضي عن عناصرها وتصنعهم علي عين كونداليزا رايس (الفتانة) " العين وليس كونداليزا"، وهذا للأسف هو بيت القصيد، فقد كنت واحدا من الذين أسعدهم تخليهم عن العنف مع تمسكهم بالحد الادني من المصداقية، لان هذا من شأنه ان يجعل لهم مهمة في هداية المارقين عن الصراط المستقيم، لكنهم أصروا علي ان يعملوا في " كار غير الكار"، مما افقدهم الثقة والاعتبار، وحولهم من أصحاب وجهة نظر الي خدم، وهذا له ما يبرره علي كل حال، لكن عليهم ان يعلموا ان جماعتهم قد انتهت وعليهم ان يعلنوا هذه الحقيقة، وينسوا الجماعة والتنظيم والامير والخفير.
ان مشكلة عناصر ما كان يطلق عليه بالجماعة الإسلامية أنهم لا يعلمون ان تنظيمهم مات، وان اكرام الميت دفنه!
-------
كاتب وصحفي مصري
azzoz66@hotmail.com