ABDELMESSIH67
31-07-2007, 07:32 AM
http://www.wataninet.com/article_ar.asp?ArticleID=14737
خرافة الإسلاموفوبيا
عبدالخالق حسين-لندن
قرأنا وسمعنا الكثير عما اصطلح عليه بـ 'الإسلاموفوبيا' (Islamophobia) أي الخوف من الإسلام, والادعاء بأن الاستخبارات الغربية هي التي اخترعت هذا المصطلح لإثارة مخاوف شعوبها من الإسلام بعد زوال خطر الشيوعية بانتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية في أوربا الشرقية. وتضيف الفرضية, أن الغرب دائما يحتاج إلي عدو مشترك للحفاظ علي تماسكه وتحالف حكوماته عن طريق إثارة مخاوف شعوبه بخطر داهم, وأن الخطر الشيوعي السوفيتي قد خدم هذا الغرض نحو نصف قرن من الزمان, أي منذ انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عام 1945 علي النازية والفاشية إلي انهيار المعسكر الاشتراكي عام .1991
ولكن يا تري من أين جاء مصطلح الإسلاموفوبيا؟ ومن المستفيد منه؟ ومن يهدد من؟ وهل حقا يخاف الغرب من الإسلام؟ وإذا كان حقا هناك خوف في الغرب من الإسلام, فأي إسلام هذا الذي يخافه الغرب؟ هل هو الإسلام كدين أو الإسلام السياسي الذي أنتج الإرهابيين الذين يرتكبون جرائمهم البشعة بحق الإنسانية باسم الإسلام؟ ومن المتضرر أكثر من هذه الجرائم, أهو الغرب أم الشعوب والدول الإسلامية؟ ومن المستفيد أكثر من شن الحرب علي الإرهاب الإسلامي, أليس العرب خاصة, والمسلمون عامة؟
من وراء الإسلاموفوبيا؟
وإذا كان الغربيون فعلا يخافون من الإسلام, فمن المسبب لهذا الخوف؟ أليس المسلمين أنفسهم؟ نحن نعرف أن العرب مصابون بمرض عضال لا أمل في شفائه, يدعي بـ(نظرية المؤامرة). فالعرب يشعرون أنهم متخلفون جدا ويعادون الحضارة الحديثة, وليس عندهم ما يقدمونه للعالم سوي النفط والإرهاب والتخريب. والمشكلة أنهم رغم تخلفهم المريع, وجهلهم, حيث بلغت نسبة الأمية الأبجدية نحو 60% في صفوفهم, والأمية الثقافية ربما بحدود الـ 90%, ولكن مع ذلك فإنهم يعتقدون بأنهم خير أمة أخرجت للناس, وأنهم أثقف الشعوب وأفضلها, وأن هذا الغرب بما عنده من علوم وتكنولوجيا وحداثة وفلسفة وحضارة وديموقراطية وحقوق الإنسان, كلها تعتبر جاهلية حسب نظرية سيد قطب والتي هي التعبير الواضح والصريح لما هو سائد عند المسلمين إزاء الغرب. لذلك فإذا قلت لهم أنهم متخلفون, سرعان ما يصرخون بوجهك قائلين إن الغرب هو سبب تخلفنا, إنها الإمبريالية الغربية والصهيونية والصليبية... إلخ وهؤلاء جميعا يصنفون في خانة واحدة وهي 'ملة الكفر واحدة', يريدون القضاء علي الإسلام والمسلمين ونهب خيراتهم!! وهذه النظرية هي الأخري ساهمت إلي حد كبير في شحن الشباب المسلم بالكراهية والعداء للغرب والانخراط في الإرهاب.
المشكلة أن هذه الدعوات لن نسمعها من دعاة الإسلام السياسي فحسب, بل وحتي من قبل كتاب محسوبين علي التيار الديموقراطي والعلماني, بل وحتي الليبرالي. وعلي سبيل المثال لا الحصر, قرأت للكاتب الليبرالي السيد ولد أباه, مقالة في الشرق الأوسط, بعنوان (الإسلاموفوبيا الجديدة في الغرب.. واليسار المحافظ الجديد) يلقي اللوم في الإسلاموفوبيا علي الغرب وليس علي الإسلام السياسي الذي صنع الإرهاب, فيقول: '.. وما نريد أن نبينه هو أن هذه الصورة النمطية السلبية أطرتها ثلاثة مكونات هي: اتجاه المحافظين الجدد في الولايات المتحدة, والتيار الأدبي الإنجليزي الذي أطلق عليه ضياء الدين سردار عبارة المحافظين الأدبيين البريطانيين blitcons, والمفكرين اليساريين الفرنسيين المنحدرين من مجموعة الفلاسفة الجدد الذين تحولوا في الآونة الأخيرة إلي الموقع المحافظ ودعموا الرئيس اليميني الجديد ساركوزي.' (الشرق الأوسط, 2007/7/20). ويؤاخذ الكاتب هذه الجهات الثلاث علي: ' اعتبار الإسلام الخطر الأكبر الذي يتهدد الحضارة الغربية كما هو بارز من رواية سلمان رشدي الأخيرة تشاليمار ببطلها الإرهابي المسلم الذي لا هم له سوي إرغام الناس علي بناء المساجد وإخفاء النساء تحت البراقع, وكما هو واضح في رواية آميس الأيام الأخيرة لمحمد عطا التي يفسر فيها الخلفية الإرهابية لبطله (أحد الانتحاريين الذين اشتركوا في تفجيرات أبراج نيويورك) بكرهه للنساء الذي استقاه بزعمه الكاذب من القرآن الكريم وسيرة نبي الإسلام.' (نفس المصدر).
ولكن السؤال هو: هل هذه الأقوال التي اقتبسها الكاتب من الروايات المذكورة, حقيقة يمارسها المسلمون, أم افتراء علي الإسلام؟ أليس المسلمين هم الذين يطالبون بحجاب المرأة ويقولون إنها ناقصة عقل ودين ويحطون من قدرها؟ ألا يستشهد المسلمون بأحاديث ينسبونها إلي النبي محمد (ص) مثل قوله: [ ' لا يفعلن أحدكم أمرا حتي يستشير, فإن لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها, فإن في خلافها البركة' وقوله: 'شاوروهن وخالفوهن', و'عودوا النساء -لا-, فإنها ضعيفة, إن أطعتها أهلكتك' و'طاعة النساء ندامة' و'هلكت الرجال حين أطاعت النساء'.] هذا فيما يخص موقف الإسلام من المرأة. أما موقف الإسلام من غير المسلمين فيستند فقهاء الإرهاب علي الحديث التالي: ' أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم) . وعليه, أليس الإسلام السياسي هو الذي يحرض الشباب علي قتل الأبرياء من غير المسلمين بل وحتي من المسلمين الذين لا يوافقونهم علي آرائهم؟ أليس رجال الدين المسلمين هم الذين استخدموا النصوص الدينية من القرآن والسنة بتحويل حتي بعض الأطباء إلي إرهابيين في الغرب؟ إذا كان هذا هو الوضع, فلماذا تلقون اللوم علي الغربيين في الإسلاموفوبيا؟
هل حقا يخاف الغرب من الإسلام؟
( يتبع )
خرافة الإسلاموفوبيا
عبدالخالق حسين-لندن
قرأنا وسمعنا الكثير عما اصطلح عليه بـ 'الإسلاموفوبيا' (Islamophobia) أي الخوف من الإسلام, والادعاء بأن الاستخبارات الغربية هي التي اخترعت هذا المصطلح لإثارة مخاوف شعوبها من الإسلام بعد زوال خطر الشيوعية بانتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الاشتراكية في أوربا الشرقية. وتضيف الفرضية, أن الغرب دائما يحتاج إلي عدو مشترك للحفاظ علي تماسكه وتحالف حكوماته عن طريق إثارة مخاوف شعوبه بخطر داهم, وأن الخطر الشيوعي السوفيتي قد خدم هذا الغرض نحو نصف قرن من الزمان, أي منذ انتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية عام 1945 علي النازية والفاشية إلي انهيار المعسكر الاشتراكي عام .1991
ولكن يا تري من أين جاء مصطلح الإسلاموفوبيا؟ ومن المستفيد منه؟ ومن يهدد من؟ وهل حقا يخاف الغرب من الإسلام؟ وإذا كان حقا هناك خوف في الغرب من الإسلام, فأي إسلام هذا الذي يخافه الغرب؟ هل هو الإسلام كدين أو الإسلام السياسي الذي أنتج الإرهابيين الذين يرتكبون جرائمهم البشعة بحق الإنسانية باسم الإسلام؟ ومن المتضرر أكثر من هذه الجرائم, أهو الغرب أم الشعوب والدول الإسلامية؟ ومن المستفيد أكثر من شن الحرب علي الإرهاب الإسلامي, أليس العرب خاصة, والمسلمون عامة؟
من وراء الإسلاموفوبيا؟
وإذا كان الغربيون فعلا يخافون من الإسلام, فمن المسبب لهذا الخوف؟ أليس المسلمين أنفسهم؟ نحن نعرف أن العرب مصابون بمرض عضال لا أمل في شفائه, يدعي بـ(نظرية المؤامرة). فالعرب يشعرون أنهم متخلفون جدا ويعادون الحضارة الحديثة, وليس عندهم ما يقدمونه للعالم سوي النفط والإرهاب والتخريب. والمشكلة أنهم رغم تخلفهم المريع, وجهلهم, حيث بلغت نسبة الأمية الأبجدية نحو 60% في صفوفهم, والأمية الثقافية ربما بحدود الـ 90%, ولكن مع ذلك فإنهم يعتقدون بأنهم خير أمة أخرجت للناس, وأنهم أثقف الشعوب وأفضلها, وأن هذا الغرب بما عنده من علوم وتكنولوجيا وحداثة وفلسفة وحضارة وديموقراطية وحقوق الإنسان, كلها تعتبر جاهلية حسب نظرية سيد قطب والتي هي التعبير الواضح والصريح لما هو سائد عند المسلمين إزاء الغرب. لذلك فإذا قلت لهم أنهم متخلفون, سرعان ما يصرخون بوجهك قائلين إن الغرب هو سبب تخلفنا, إنها الإمبريالية الغربية والصهيونية والصليبية... إلخ وهؤلاء جميعا يصنفون في خانة واحدة وهي 'ملة الكفر واحدة', يريدون القضاء علي الإسلام والمسلمين ونهب خيراتهم!! وهذه النظرية هي الأخري ساهمت إلي حد كبير في شحن الشباب المسلم بالكراهية والعداء للغرب والانخراط في الإرهاب.
المشكلة أن هذه الدعوات لن نسمعها من دعاة الإسلام السياسي فحسب, بل وحتي من قبل كتاب محسوبين علي التيار الديموقراطي والعلماني, بل وحتي الليبرالي. وعلي سبيل المثال لا الحصر, قرأت للكاتب الليبرالي السيد ولد أباه, مقالة في الشرق الأوسط, بعنوان (الإسلاموفوبيا الجديدة في الغرب.. واليسار المحافظ الجديد) يلقي اللوم في الإسلاموفوبيا علي الغرب وليس علي الإسلام السياسي الذي صنع الإرهاب, فيقول: '.. وما نريد أن نبينه هو أن هذه الصورة النمطية السلبية أطرتها ثلاثة مكونات هي: اتجاه المحافظين الجدد في الولايات المتحدة, والتيار الأدبي الإنجليزي الذي أطلق عليه ضياء الدين سردار عبارة المحافظين الأدبيين البريطانيين blitcons, والمفكرين اليساريين الفرنسيين المنحدرين من مجموعة الفلاسفة الجدد الذين تحولوا في الآونة الأخيرة إلي الموقع المحافظ ودعموا الرئيس اليميني الجديد ساركوزي.' (الشرق الأوسط, 2007/7/20). ويؤاخذ الكاتب هذه الجهات الثلاث علي: ' اعتبار الإسلام الخطر الأكبر الذي يتهدد الحضارة الغربية كما هو بارز من رواية سلمان رشدي الأخيرة تشاليمار ببطلها الإرهابي المسلم الذي لا هم له سوي إرغام الناس علي بناء المساجد وإخفاء النساء تحت البراقع, وكما هو واضح في رواية آميس الأيام الأخيرة لمحمد عطا التي يفسر فيها الخلفية الإرهابية لبطله (أحد الانتحاريين الذين اشتركوا في تفجيرات أبراج نيويورك) بكرهه للنساء الذي استقاه بزعمه الكاذب من القرآن الكريم وسيرة نبي الإسلام.' (نفس المصدر).
ولكن السؤال هو: هل هذه الأقوال التي اقتبسها الكاتب من الروايات المذكورة, حقيقة يمارسها المسلمون, أم افتراء علي الإسلام؟ أليس المسلمين هم الذين يطالبون بحجاب المرأة ويقولون إنها ناقصة عقل ودين ويحطون من قدرها؟ ألا يستشهد المسلمون بأحاديث ينسبونها إلي النبي محمد (ص) مثل قوله: [ ' لا يفعلن أحدكم أمرا حتي يستشير, فإن لم يجد من يشيره فليستشر امرأة ثم ليخالفها, فإن في خلافها البركة' وقوله: 'شاوروهن وخالفوهن', و'عودوا النساء -لا-, فإنها ضعيفة, إن أطعتها أهلكتك' و'طاعة النساء ندامة' و'هلكت الرجال حين أطاعت النساء'.] هذا فيما يخص موقف الإسلام من المرأة. أما موقف الإسلام من غير المسلمين فيستند فقهاء الإرهاب علي الحديث التالي: ' أمرت أن أقاتل الناس حتي يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني دمائهم وأموالهم) . وعليه, أليس الإسلام السياسي هو الذي يحرض الشباب علي قتل الأبرياء من غير المسلمين بل وحتي من المسلمين الذين لا يوافقونهم علي آرائهم؟ أليس رجال الدين المسلمين هم الذين استخدموا النصوص الدينية من القرآن والسنة بتحويل حتي بعض الأطباء إلي إرهابيين في الغرب؟ إذا كان هذا هو الوضع, فلماذا تلقون اللوم علي الغربيين في الإسلاموفوبيا؟
هل حقا يخاف الغرب من الإسلام؟
( يتبع )