makakola
20-08-2007, 03:25 AM
حقيقة التبشير بالمسيحية في مصر (http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=2995)
هانى لبيب
بين الحين والآخر، يطفو على الساحة فى مصر العديد من القضايا التى يتم تضخيم أمرها وتهويل تأثيراتها بحيث تأخذ حجما أكبر من حجمها بكثير.. بحيث لا نعرف حقيقة الأمر أو تداعياته. ولعل ما أثير مؤخرا حول منظمة مسيحيى الشرق الأوسط «المعروفة اختصارا باسم MECA» هو نموذج دال على ذلك، وقد ارتبط الحديث فى هذه القضية بالعديد من القضايا الأخرى الأكثر تفجيرا، منها: التبشير وازدراء الأديان.
إن قصة تلك المنظمة بدأت حينما تم الإعلان من نيابة أمن الدولة العليا منذ عدة أيام على فتح التحقيق مع متهمين ببث ما يسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللدين الإسلامى، حيث تم القبض على كل من: مسئول فرع المنظمة المذكورة بمصر عادل فوزى فلتس حنا - طبيب بشرى يبلغ 50 سنة - وعضو المنظمة بيتر عزت منير حنا - طالب يبلغ 21 سنة - وبناء على الاتهامات السابقة تمت مصادرة أجهزة الكمبيوتر والمطبوعات وأجهزة بث إذاعى ووصلات سلكية ولاسلكية، بالإضافة لعدد من الأسطوانات «السى دى» لحلقات المسلسل الإذاعى «الحرملك»، والذى يسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللسيدة عائشة، بالإضافة إلى الترويج لما قاموا به قبل ذلك من خــلال بطــل مسلســل «الحـرملـك»، وهو - تاجر أدوات صحية بالإسكندرية - لنسخة من القرآن الكريم.. أطلقوا عليه اسم «قرآن رابسو»، ثم الأحاديث الرابسوية! وكما ذكرت، فإن تلك القضية قد تم استغلالها لتوظيف بعض المصطلحات ذات الأبعاد شديدة التفجير اجتماعيا، وذلك من خلال الحديث عن التبشير وعن ازدراء الأديان، وسوف أتناولهما بالنقاش قبل تسجيل بعض الملاحظات المهمة عن تلك القضية وعنها. إن التبشير مصطلح يرتبط بالأديان التوسعية، أى تلك الأديان التى تريد نشر تعاليمها ومبادئها بين البشر لاكتساب أكبر قدر ممكن من الأتباع، وهو مفهوم قد ارتبط بالدين المسيحى وبالدين الإسلامى فى سياق حركة التاريخ، أى أن التبشير بهذا المعنى التقليدى هو توجه غير موجود حاليا، ولكن ظلاله التاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يهملها. وذلك مع الأخذ فى الاعتبار الفرق الشاسع هنا بين المسيحية الشرقية العربية والمسيحية الغربية. لقد اعتمدت المسيحية الغربية فى أحد مقومات بقائها على حروب الفرنجة التى اتسمت بكونها توسعية استعمارية، وهى التى حملت إلى الشرق العربى الإرساليات التبشيرية «الكاثوليكية والبروتستانتية»، والتى كان لها أشد التأثير خطورة على المجتمع المصرى، لكونها قد حددت هدفها الرئيسى فى تبشير غير المسلمين فى مصر، أى تبشير أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأبنائها، وهو ما كان له تأثير بالغ فى التغريب الذى تم للعديد من العائلات التاريخية القبطية الثرية.
وعلى الرغم من ذلك، فقد حدث نوع من توازن القوة بين الديانتين على مستوى الحياد فى علاقتهما ببعضهما البعض، وهو ما تمت ترجمته فى صورة عدم وجود أى شكل من أشكال التبشير بمفهومه التقليدى القديم فى مصر، غير أن هذا لا يمنع وجود محاولات فردية وشخصية من البعض لدعم ومساندة تغيير طرف ما لدينه.. وهو ما يتم فى ظنى بشكل فردى على اعتبار أنه نوع من نصرة الدين، ويتم فيه الاستقطاب بشكل غير منظم، بل عشوائى، وأؤكد هنا أن البعض من رجال الدين من الطرفين.. سيسعدهم بأى حال من الأحوال زيادة عدد أتباعهم، خاصة لو تمت هدايتهم على أيديهم، وبالتالى لا يمكن أن نطلب منهم غير ذلك لأن هذا أحد مقومات بقاء «بيزنس» البعض منهم من كهنة الستالايت وشيوخه.
إن ما سبق، يؤكد أن المجتمع المصرى لا يصلح، بل لا يقبل التبشير بالمعنى الحرفى أو التقليدى له، وهو ما يعود لكون الدين يمثل إحدى ركائز الشخصية المصرية منذ سبعة آلاف سنة وإلى الآن، وبالتالى فهى منطقة ألغام، تزداد خطورتها لدلالتها الاجتماعية لدى الشارع المصرى، ونذكر هنا أيضا أن المجتمع المصرى قد تميز طيلة تاريخه، بكونه قد استطاع استيعاب كل من يعيش على أرضه بما فيها الأديان السماوية. وأود فى هذا الصدد، أن أؤكد على بعض الملاحظات التى تؤكد على العديد من المعلومات من جانب، وتدقق بعض ما تم الترويج له من جانب آخر، وعلى سبيل المثال: إن مثل تلك المنظمات والهيئات ذات البعد الدولى على غرار منظمة مسيحيى الشرق الأوسط هى منظمات مستقلة لا تتبع بأى شكل من الأشكال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبالتالى ليس على الكنيسة سلطان عليها، بل تتطاول بعضها فى الكثير من الأحيان على الكنيسة وقياداتها، وقد أعلنت الكنيسة بالفعل رفضها القاطع للأعمال التى تقوم بها مثل تلك المنظمات.. واصفة إياها بأنها تضم شبابا متطرفين يسيئون للعلاقات المسيحية الإسلامية، وهو ما يؤكد على أن الكنيسة الوطنية ترفض الإساءة للدين الإسلامى، كما ترفض من ينتهج عكس هذا الأسلوب على غرار ما فعلت من قبل مع القمص زكريا بطرس، حيث تم منعه من ممارسة أى نشاط كنسى. إن القبض على مسئول وعضو فرع المنظمة فى مصر ليست له علاقة بقضية هذا المختل فكريا وسياسيا ودينيا «محمد حجازى»، وربما يكون دليل ذلك أن بلاغ اثنين من المحامين قد تم منذ أكثر من ستة شهور تقريبا، غير أن هناك من يحاول الترويج لوجود علاقة وثيقة بين القضيتين لتصدير صورة محددة داخليا وخارجيا عما يطلقون عليه حسب «أجندتهم» حرية الاعتقاد، ولكونهم قد قاموا بتسجيل شريط لهذا المختل ليشرح فيه تحوله إلى المسيحية. ليست هناك علاقة - فى تقديرى - بين مسألة القبض على مسئول وعضو فرع المنظمة فى مصر وبين كون المنظمة التى ينتمون إليها قد قامت برفع دعوى قضائية للمطالبة بتعويضات لصالح أهالى ضحايا الكشح، وإذا كان ما يروجوه صحيحا عن تلك العلاقة المزعومة.. لكان مصير العديد من نشطاء حقوق الإنسان هو السجن.
هانى لبيب
بين الحين والآخر، يطفو على الساحة فى مصر العديد من القضايا التى يتم تضخيم أمرها وتهويل تأثيراتها بحيث تأخذ حجما أكبر من حجمها بكثير.. بحيث لا نعرف حقيقة الأمر أو تداعياته. ولعل ما أثير مؤخرا حول منظمة مسيحيى الشرق الأوسط «المعروفة اختصارا باسم MECA» هو نموذج دال على ذلك، وقد ارتبط الحديث فى هذه القضية بالعديد من القضايا الأخرى الأكثر تفجيرا، منها: التبشير وازدراء الأديان.
إن قصة تلك المنظمة بدأت حينما تم الإعلان من نيابة أمن الدولة العليا منذ عدة أيام على فتح التحقيق مع متهمين ببث ما يسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللدين الإسلامى، حيث تم القبض على كل من: مسئول فرع المنظمة المذكورة بمصر عادل فوزى فلتس حنا - طبيب بشرى يبلغ 50 سنة - وعضو المنظمة بيتر عزت منير حنا - طالب يبلغ 21 سنة - وبناء على الاتهامات السابقة تمت مصادرة أجهزة الكمبيوتر والمطبوعات وأجهزة بث إذاعى ووصلات سلكية ولاسلكية، بالإضافة لعدد من الأسطوانات «السى دى» لحلقات المسلسل الإذاعى «الحرملك»، والذى يسىء للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللسيدة عائشة، بالإضافة إلى الترويج لما قاموا به قبل ذلك من خــلال بطــل مسلســل «الحـرملـك»، وهو - تاجر أدوات صحية بالإسكندرية - لنسخة من القرآن الكريم.. أطلقوا عليه اسم «قرآن رابسو»، ثم الأحاديث الرابسوية! وكما ذكرت، فإن تلك القضية قد تم استغلالها لتوظيف بعض المصطلحات ذات الأبعاد شديدة التفجير اجتماعيا، وذلك من خلال الحديث عن التبشير وعن ازدراء الأديان، وسوف أتناولهما بالنقاش قبل تسجيل بعض الملاحظات المهمة عن تلك القضية وعنها. إن التبشير مصطلح يرتبط بالأديان التوسعية، أى تلك الأديان التى تريد نشر تعاليمها ومبادئها بين البشر لاكتساب أكبر قدر ممكن من الأتباع، وهو مفهوم قد ارتبط بالدين المسيحى وبالدين الإسلامى فى سياق حركة التاريخ، أى أن التبشير بهذا المعنى التقليدى هو توجه غير موجود حاليا، ولكن ظلاله التاريخية لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يهملها. وذلك مع الأخذ فى الاعتبار الفرق الشاسع هنا بين المسيحية الشرقية العربية والمسيحية الغربية. لقد اعتمدت المسيحية الغربية فى أحد مقومات بقائها على حروب الفرنجة التى اتسمت بكونها توسعية استعمارية، وهى التى حملت إلى الشرق العربى الإرساليات التبشيرية «الكاثوليكية والبروتستانتية»، والتى كان لها أشد التأثير خطورة على المجتمع المصرى، لكونها قد حددت هدفها الرئيسى فى تبشير غير المسلمين فى مصر، أى تبشير أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وأبنائها، وهو ما كان له تأثير بالغ فى التغريب الذى تم للعديد من العائلات التاريخية القبطية الثرية.
وعلى الرغم من ذلك، فقد حدث نوع من توازن القوة بين الديانتين على مستوى الحياد فى علاقتهما ببعضهما البعض، وهو ما تمت ترجمته فى صورة عدم وجود أى شكل من أشكال التبشير بمفهومه التقليدى القديم فى مصر، غير أن هذا لا يمنع وجود محاولات فردية وشخصية من البعض لدعم ومساندة تغيير طرف ما لدينه.. وهو ما يتم فى ظنى بشكل فردى على اعتبار أنه نوع من نصرة الدين، ويتم فيه الاستقطاب بشكل غير منظم، بل عشوائى، وأؤكد هنا أن البعض من رجال الدين من الطرفين.. سيسعدهم بأى حال من الأحوال زيادة عدد أتباعهم، خاصة لو تمت هدايتهم على أيديهم، وبالتالى لا يمكن أن نطلب منهم غير ذلك لأن هذا أحد مقومات بقاء «بيزنس» البعض منهم من كهنة الستالايت وشيوخه.
إن ما سبق، يؤكد أن المجتمع المصرى لا يصلح، بل لا يقبل التبشير بالمعنى الحرفى أو التقليدى له، وهو ما يعود لكون الدين يمثل إحدى ركائز الشخصية المصرية منذ سبعة آلاف سنة وإلى الآن، وبالتالى فهى منطقة ألغام، تزداد خطورتها لدلالتها الاجتماعية لدى الشارع المصرى، ونذكر هنا أيضا أن المجتمع المصرى قد تميز طيلة تاريخه، بكونه قد استطاع استيعاب كل من يعيش على أرضه بما فيها الأديان السماوية. وأود فى هذا الصدد، أن أؤكد على بعض الملاحظات التى تؤكد على العديد من المعلومات من جانب، وتدقق بعض ما تم الترويج له من جانب آخر، وعلى سبيل المثال: إن مثل تلك المنظمات والهيئات ذات البعد الدولى على غرار منظمة مسيحيى الشرق الأوسط هى منظمات مستقلة لا تتبع بأى شكل من الأشكال الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبالتالى ليس على الكنيسة سلطان عليها، بل تتطاول بعضها فى الكثير من الأحيان على الكنيسة وقياداتها، وقد أعلنت الكنيسة بالفعل رفضها القاطع للأعمال التى تقوم بها مثل تلك المنظمات.. واصفة إياها بأنها تضم شبابا متطرفين يسيئون للعلاقات المسيحية الإسلامية، وهو ما يؤكد على أن الكنيسة الوطنية ترفض الإساءة للدين الإسلامى، كما ترفض من ينتهج عكس هذا الأسلوب على غرار ما فعلت من قبل مع القمص زكريا بطرس، حيث تم منعه من ممارسة أى نشاط كنسى. إن القبض على مسئول وعضو فرع المنظمة فى مصر ليست له علاقة بقضية هذا المختل فكريا وسياسيا ودينيا «محمد حجازى»، وربما يكون دليل ذلك أن بلاغ اثنين من المحامين قد تم منذ أكثر من ستة شهور تقريبا، غير أن هناك من يحاول الترويج لوجود علاقة وثيقة بين القضيتين لتصدير صورة محددة داخليا وخارجيا عما يطلقون عليه حسب «أجندتهم» حرية الاعتقاد، ولكونهم قد قاموا بتسجيل شريط لهذا المختل ليشرح فيه تحوله إلى المسيحية. ليست هناك علاقة - فى تقديرى - بين مسألة القبض على مسئول وعضو فرع المنظمة فى مصر وبين كون المنظمة التى ينتمون إليها قد قامت برفع دعوى قضائية للمطالبة بتعويضات لصالح أهالى ضحايا الكشح، وإذا كان ما يروجوه صحيحا عن تلك العلاقة المزعومة.. لكان مصير العديد من نشطاء حقوق الإنسان هو السجن.