Maged Morcos
20-09-2007, 09:43 PM
منقول من
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=109803
كامل النجار
kannajar@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21
رمضان كان شهراً من شهور السنة العربية قبل ظهور الإسلام، فجاء الإسلام ولم يذكر شيئاً عن رمضان كما لم يذكر شيئاً عن الزكاة حتى انتقل محمد إلى المدينة بعد أن قضى ثلاث عشرة سنة بمكة لم يصم بها أو يتحدث عن شهر رمضان. وعندما وصل إلى المدينة واختلط باليهود عرف أنهم يصومون عاشوراء، فسأل عن هذا الشيئ الغريب عليه فقالوا له إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وجنوده. ويومها قال محمد (نحن أولى بموسى منهم) فصامه وفرض على الناس صيام عاشوراء (ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص 36). ولنا هنا أن نسأل: كيف يكون المسلمون أحق بموسى من اليهود، وهو النبي الذي قد أرسله الله لهم؟ ولكن عندما نعرف أن المسلمين دائماً لهم الأفضل، يبطل العجب.
فمحمد لم يكن يعرف عن الصيام شيئاً وعندما عرف بيوم عاشوراء ظل مكتفياً بصيامه إلى ان نزل أكثر من نصف من سورة البقرة بالمدينة وعلى عدة سنين حتى نزلت الآية 183، وعلى أحسن الفروض في السنة الثانية للهجرة، لتخبر النبي (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وهذه الآية لم تحدد عدد الأيام التي يجب ن يصوموها أو عدد ساعات اليوم التي يصومها المؤمن. ولذلك بدأ محمد بالصيام ثلاثة أيام من كل شهر. ثم زادها إلى عشرة أيام من كل شهر ثم صار الصيام شهراً كاملاً عندما نزلت الآية (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة 185). وحتى بعد نزول هذه الآية لم يجعل صيام رمضان واجباً على كل الناس إذ أعفى الأغنياء من الصيام عندما قال (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وإن تصوموا خيرٌ لكم) (البقرة 184). فإذاً الغني الذي يطيق أن يطعم مسكيناً كل يوم في رمضان لا يصوم إلا إذا أراد أن يتطوع خيراً. أما الفقير فعليه أن يصوم. والغريب أن الفقهاء يقولون إن الحكمة من رمضان هي أن يتعلم الغني كيف يجوع الفقراء ويحس بجوعهم وعطشهم. ولكن إذا كانت هذه هي الحكمة، فلماذا يصوم الفقير إذاً؟ فهو لا يحتاج أن يعرف ما هو الجوع لأنه يمارسه كل يوم في حياته
وحتى السنة الثانية من الهجرة لم يذكر النبي أي شيء عن نزول القرآن في شهر رمضان، خاصة عندما حكى للناس كيف جاءه جبريل في غار حراء وهو يتعبد، وقريش كانوا يتعبدون شهراً من السنة في غار حراء، ولم يكن ذلك الشهر رمضان. ولكن فجأة بعدأن نزلت آيات البقرة عن الصيام، جاءت الآية التي تقول (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان). ولما كنا نعرف أن القرآن نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة، ولم ينزل كاملاً على محمد كما نزلت التوراة على موسى، جاء فقهاء الإسلام بقصص خرافية تحاول تفسير هذا الخلط العجيب في التاريخ، فقالوا إن الله أنزل القرآن كاملاً من السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا في شهر رمضان، وتحديداً في ليلة القدر. فإين هو بيت العزة هذا الذي يتكلمون عنه؟ ولماذا لم تجده أي مركبة فضائية حتى الآن؟ وحتى لو كان هذا البيت موجوداً، فلماذا الاستعجال في إنزال القرآن من السماء السابعة إلى السماء الدنيا إذا كان إنزاله إلى محمد سوف يستغرق ثلاثة وعشرين عاماً؟ أما كان الأجدر أن يحفظه الله في السماء السابعة حتى لا تسترق الشياطين منه شيئاً في السماء الدنيا؟ فالقرآن يقول رغم أنه حرس السماء الدنيا إلا أن بعض الشياطين كانوا يخطفون الخطفة الواحدة على عجل فتطاردهم الشهب وربما لا تصيبهم. (وحفظاً من كل شيطان مارد. لا يسّمعّون إلى الملأ الأعلى ويُقذفون من كل جانب. دحوراً ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب) (الصافات 7-10).
والكل يعرف أن رمضان هو شهر من شهور السنة، أي علم لا يحتاج تعريفاً، كما الاسم محمد. ولكن في بعض الأحيان نحتاج أن نضيف التعريف إلى الاسم العلم، فأنا مثلا إذا قلت: محمد فعل شيئاً، فقد يسأل الناس: أي محمد تعني لأن الاسم محمد ينطبق على عدة رجال. وللتعريف بمحمد المقصود أقول: محمد الذي أتى بالإسلام. ووقتها يعرف الناس أني قصدت محمداً بن عبد الله. وكذلك الحال بالنسبة لرمضان، فلو قلت: رمضان، فالكل يعرف أني قصدت شهر رمضان الذي يتكرر سنوياً في التقويم العربي، ولا داعي للتعريف. ولكن عندما قال القرآن (رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فقد عرّف أي شهر وأي سنة قصد. فهو قد قصد ذلك الشهر الذي بدأت فيه رسالة الإسلام ونزل القرآن فيه على محمد. فإذاً القدسية والصيام خُص بهما شهر رمضان واحد، معيّن، دون كل شهور رمضان المتعاقبة.
ثم جاءت المشكلة المستعصية عندما سألوه عما يمتنعون في الصيام من غير الأكل والشرب؟ فكان القرار الأول أنهم يمتنعون عن النوم قبل الإفطار. فكان الرجل إذا جاء وقت الإفطار وكان متعباً ونام قبل أن يفطر لا يجوز له أن يأكل شيئاً ويستمر في صيامه بقية الليل واليوم التالي حتى مغيب الشمس. وشاءت الظروف أن رجلاً يُدعى قيس بن صُرمة الأنصاري كان يعمل في النخيل حتى قريب غروب الشمس وجاء منزله وقال لزوجنه: أعندك طعام أفطر به؟ فقالت له: لا. ولكن أنطلق فأطلب لك طعاماً. فغلبه النعاس وهو منتظر. وعندما رجعت زوجته ببعض الطعام وجدته قد نام، فقالت له: خيبةٌ لك. فصام بقية ليلته ومنتصف اليوم التالي فغشي عليه وذكر ذلك للنبي، فأنزل الله (فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=109803
كامل النجار
kannajar@hotmail.com
الحوار المتمدن - العدد: 2045 - 2007 / 9 / 21
رمضان كان شهراً من شهور السنة العربية قبل ظهور الإسلام، فجاء الإسلام ولم يذكر شيئاً عن رمضان كما لم يذكر شيئاً عن الزكاة حتى انتقل محمد إلى المدينة بعد أن قضى ثلاث عشرة سنة بمكة لم يصم بها أو يتحدث عن شهر رمضان. وعندما وصل إلى المدينة واختلط باليهود عرف أنهم يصومون عاشوراء، فسأل عن هذا الشيئ الغريب عليه فقالوا له إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وجنوده. ويومها قال محمد (نحن أولى بموسى منهم) فصامه وفرض على الناس صيام عاشوراء (ابن قيم الجوزية، زاد المعاد، ج2، ص 36). ولنا هنا أن نسأل: كيف يكون المسلمون أحق بموسى من اليهود، وهو النبي الذي قد أرسله الله لهم؟ ولكن عندما نعرف أن المسلمين دائماً لهم الأفضل، يبطل العجب.
فمحمد لم يكن يعرف عن الصيام شيئاً وعندما عرف بيوم عاشوراء ظل مكتفياً بصيامه إلى ان نزل أكثر من نصف من سورة البقرة بالمدينة وعلى عدة سنين حتى نزلت الآية 183، وعلى أحسن الفروض في السنة الثانية للهجرة، لتخبر النبي (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). وهذه الآية لم تحدد عدد الأيام التي يجب ن يصوموها أو عدد ساعات اليوم التي يصومها المؤمن. ولذلك بدأ محمد بالصيام ثلاثة أيام من كل شهر. ثم زادها إلى عشرة أيام من كل شهر ثم صار الصيام شهراً كاملاً عندما نزلت الآية (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة 185). وحتى بعد نزول هذه الآية لم يجعل صيام رمضان واجباً على كل الناس إذ أعفى الأغنياء من الصيام عندما قال (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيراً فهو خير له وإن تصوموا خيرٌ لكم) (البقرة 184). فإذاً الغني الذي يطيق أن يطعم مسكيناً كل يوم في رمضان لا يصوم إلا إذا أراد أن يتطوع خيراً. أما الفقير فعليه أن يصوم. والغريب أن الفقهاء يقولون إن الحكمة من رمضان هي أن يتعلم الغني كيف يجوع الفقراء ويحس بجوعهم وعطشهم. ولكن إذا كانت هذه هي الحكمة، فلماذا يصوم الفقير إذاً؟ فهو لا يحتاج أن يعرف ما هو الجوع لأنه يمارسه كل يوم في حياته
وحتى السنة الثانية من الهجرة لم يذكر النبي أي شيء عن نزول القرآن في شهر رمضان، خاصة عندما حكى للناس كيف جاءه جبريل في غار حراء وهو يتعبد، وقريش كانوا يتعبدون شهراً من السنة في غار حراء، ولم يكن ذلك الشهر رمضان. ولكن فجأة بعدأن نزلت آيات البقرة عن الصيام، جاءت الآية التي تقول (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان). ولما كنا نعرف أن القرآن نزل على مدى ثلاث وعشرين سنة، ولم ينزل كاملاً على محمد كما نزلت التوراة على موسى، جاء فقهاء الإسلام بقصص خرافية تحاول تفسير هذا الخلط العجيب في التاريخ، فقالوا إن الله أنزل القرآن كاملاً من السماء السابعة إلى بيت العزة في السماء الدنيا في شهر رمضان، وتحديداً في ليلة القدر. فإين هو بيت العزة هذا الذي يتكلمون عنه؟ ولماذا لم تجده أي مركبة فضائية حتى الآن؟ وحتى لو كان هذا البيت موجوداً، فلماذا الاستعجال في إنزال القرآن من السماء السابعة إلى السماء الدنيا إذا كان إنزاله إلى محمد سوف يستغرق ثلاثة وعشرين عاماً؟ أما كان الأجدر أن يحفظه الله في السماء السابعة حتى لا تسترق الشياطين منه شيئاً في السماء الدنيا؟ فالقرآن يقول رغم أنه حرس السماء الدنيا إلا أن بعض الشياطين كانوا يخطفون الخطفة الواحدة على عجل فتطاردهم الشهب وربما لا تصيبهم. (وحفظاً من كل شيطان مارد. لا يسّمعّون إلى الملأ الأعلى ويُقذفون من كل جانب. دحوراً ولهم عذاب واصب. إلا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب) (الصافات 7-10).
والكل يعرف أن رمضان هو شهر من شهور السنة، أي علم لا يحتاج تعريفاً، كما الاسم محمد. ولكن في بعض الأحيان نحتاج أن نضيف التعريف إلى الاسم العلم، فأنا مثلا إذا قلت: محمد فعل شيئاً، فقد يسأل الناس: أي محمد تعني لأن الاسم محمد ينطبق على عدة رجال. وللتعريف بمحمد المقصود أقول: محمد الذي أتى بالإسلام. ووقتها يعرف الناس أني قصدت محمداً بن عبد الله. وكذلك الحال بالنسبة لرمضان، فلو قلت: رمضان، فالكل يعرف أني قصدت شهر رمضان الذي يتكرر سنوياً في التقويم العربي، ولا داعي للتعريف. ولكن عندما قال القرآن (رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فقد عرّف أي شهر وأي سنة قصد. فهو قد قصد ذلك الشهر الذي بدأت فيه رسالة الإسلام ونزل القرآن فيه على محمد. فإذاً القدسية والصيام خُص بهما شهر رمضان واحد، معيّن، دون كل شهور رمضان المتعاقبة.
ثم جاءت المشكلة المستعصية عندما سألوه عما يمتنعون في الصيام من غير الأكل والشرب؟ فكان القرار الأول أنهم يمتنعون عن النوم قبل الإفطار. فكان الرجل إذا جاء وقت الإفطار وكان متعباً ونام قبل أن يفطر لا يجوز له أن يأكل شيئاً ويستمر في صيامه بقية الليل واليوم التالي حتى مغيب الشمس. وشاءت الظروف أن رجلاً يُدعى قيس بن صُرمة الأنصاري كان يعمل في النخيل حتى قريب غروب الشمس وجاء منزله وقال لزوجنه: أعندك طعام أفطر به؟ فقالت له: لا. ولكن أنطلق فأطلب لك طعاماً. فغلبه النعاس وهو منتظر. وعندما رجعت زوجته ببعض الطعام وجدته قد نام، فقالت له: خيبةٌ لك. فصام بقية ليلته ومنتصف اليوم التالي فغشي عليه وذكر ذلك للنبي، فأنزل الله (فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.