samozin
29-09-2007, 02:15 PM
فلورنس غزلان
fozmon@yahoo.fr
الحوار المتمدن - العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29
خرجت الأصوات وشرعت الأقلام ، بل السيوف ونصبت الأعلام وانشقت الحناجر
مدافعة ومتخذة من الفقه والتعاليم السماوية والأحاديث النبوية ...المسندة وغير المسندة...لتثبت " حسن نيتها واعتمادها التشريعي" في الرد على علم من أعلام الفكر الحديث ( ياسين الحاج صالح)، حين انبرى للدفاع عن محمد حجازي وزوجته..وحقهم المشروع في اختيار دينهم...وبرر هذا بأسلوبه الهاديء المتزن والمترابط القائم على المنطق والحس الإنساني وحرية الاختيار والرأي والمعتقد
مفسرا هذا خير تفسير وخير تحليل...لكن مجموعة لا يستهان بها ممن أخذنا على أنفسنا الدفاع عنهم وتعرضنا للاعتقال والتشويه والموت من أجل حقهم في الحياة والوجود وحقهم في التعبير عن أرائهم السياسية...واستعدادنا للتعاون معهم من أجل مصلحة الوطن وخير البلاد...على أساس الوطنية وحق المواطنة وعلى أساس الاعتراف بالآخر وحق الاختلاف معه...وعلى أساس القبول بهذا الآخر وحقه الإنساني...الخ...لكن يبدو أن هذه الأمور أخذت منحاها من جانب واحد فقط...واقتصرت على الطرف اليساري من مفكرين وسياسيين...وتبرز اليوم على السطح أفكار كانت مختفية لمدة طويلة ...حاول خلالها الأخوان المسلمون...التغطية عليها من خلال تغيير بعض السطور في طروحاتهم السابقة وقبولهم بالآخر وبالديمقراطية والحرية...لكن هذه الحرية ...لها حدودها الإلهية بالنسبة لهم...وثبت ويثبت يوميا وبالبرهان في الأدبيات التي تخرج للعلن يوما بعد الآخر ...تخوفنا الحقيقي من الغد...ووضعنا للكثير من إشارات الاستفهام حول مدى صلاحية التعاون ...ومدى صلاحية الاعتراف بالآخر وإلى أي مدى يمكنها أن تسير وما مقدار المسافة التي يمكننا أن نقطعها معاً؟!
هذا التغيير في الاستراتيجية الأخوانية انكشفت أوراقه مبكرا...ويضعنا اليوم في موقف علينا أن نكون فيه واضحين مع أنفسنا ومع المواطن العربي والسوري بشكل خاص من حولنا...
فعندما ينبري الطاهر ابراهيم مدافعا عن موقفه من الطلاق بيد الرجل ويحاول تبرير أسبابه ...وعن موقفه من الإعدام الفقهي واللف والدوران على الموقف من المرتد وحقه في الحياة ...ويبرر ربما أنه لن يقتله " لكنه يخضعه للتوبة بحبسه حتى يعود للصواب ويثوب للرشد بعودته للدين الإسلامي طبعاً"!!!
ولم يقتصر الرأي على الطاهر ابراهيم ، بل خرج قلم سوري أمريكي يقوده الدكتور الغضبان بلين ورفق وأدب جم ...أشهد لله ..وباحترام واضح وكبير للمفكر ياسين الحاج صالح...ولكنه لا يتوانى عن دعوته للإيمان والإسلام الصحيح وهدايته للطريق القويم ( أي طريقه هو في الرؤيا)، لكن الأدهى والأكثر مرارة ما جاء على لسان علي الأحمد.. إن لم تخني الذاكرة...حين يهدي بطريقة أقل ما نقوله فيها أنها فجة ، بل يتهم فيها ياسين ومحمد علي الأتاسي بالجهل في الدين والإسلام وأصول الفقه ...وأنه لا يحق لأي منهما بالتشريع والشك والاستنباط...فهذا من اختصاص رجال العلم والعلماء المسلمين ..وأنه لا يحق للمسلم أن يناقش أبدا وإطلاقاُ بما هو منزل من السماء وأن أقوال القرآن والحديث لا غبار عليها وعلينا الأخذ بها والالتزام...دون أي حق في الاعتراض والنقاش والتساؤل ومحاولة التغيير لما هو سماوي!!!!
إذن نحن أمام عودة مريرة لقواعد التنزيل وقواعد التشريع والرضوخ لقانون إلهي سماوي وعدم القبول بما هو وضعي وأرضي من صنع الإنسان!!!..أو بما هو مدني يمكنه أن يجعلنا متساوين حين تكون مجتمعاتنا مركبة من مذاهب وطوائف واثنيات ولا يمكنها أن تتساوى باسم الأكثرية والأغلبية الساحقة ، التي ستفرض قوانينها على من هو أقل!!
وتوقف الجميع واتفقوا عند نقطة واحدة في هجومهم ..على ياسين ومحمد علي...وأنه لا يحق للمرتد أن يرتد عن الإسلام ...في حين يحق للمسيحي أن يرتد عن دينه ويصبح مسلما ولا يحق له بالتالي العودة للمسيحية مثلا!!!...وفي أحسن الحالات وبشكل لطيف على لسان ( الغضبان) ...أن على اللاديني أو غير المؤمن ...أن يخفي اختلافه...أو ألا يظهر هذا الاختلاف علنا أمام الملأ وهم الأكثرية المسلمة في المجتمع ...وحين تكون عصمة السلطة بيدهم!
fozmon@yahoo.fr
الحوار المتمدن - العدد: 2053 - 2007 / 9 / 29
خرجت الأصوات وشرعت الأقلام ، بل السيوف ونصبت الأعلام وانشقت الحناجر
مدافعة ومتخذة من الفقه والتعاليم السماوية والأحاديث النبوية ...المسندة وغير المسندة...لتثبت " حسن نيتها واعتمادها التشريعي" في الرد على علم من أعلام الفكر الحديث ( ياسين الحاج صالح)، حين انبرى للدفاع عن محمد حجازي وزوجته..وحقهم المشروع في اختيار دينهم...وبرر هذا بأسلوبه الهاديء المتزن والمترابط القائم على المنطق والحس الإنساني وحرية الاختيار والرأي والمعتقد
مفسرا هذا خير تفسير وخير تحليل...لكن مجموعة لا يستهان بها ممن أخذنا على أنفسنا الدفاع عنهم وتعرضنا للاعتقال والتشويه والموت من أجل حقهم في الحياة والوجود وحقهم في التعبير عن أرائهم السياسية...واستعدادنا للتعاون معهم من أجل مصلحة الوطن وخير البلاد...على أساس الوطنية وحق المواطنة وعلى أساس الاعتراف بالآخر وحق الاختلاف معه...وعلى أساس القبول بهذا الآخر وحقه الإنساني...الخ...لكن يبدو أن هذه الأمور أخذت منحاها من جانب واحد فقط...واقتصرت على الطرف اليساري من مفكرين وسياسيين...وتبرز اليوم على السطح أفكار كانت مختفية لمدة طويلة ...حاول خلالها الأخوان المسلمون...التغطية عليها من خلال تغيير بعض السطور في طروحاتهم السابقة وقبولهم بالآخر وبالديمقراطية والحرية...لكن هذه الحرية ...لها حدودها الإلهية بالنسبة لهم...وثبت ويثبت يوميا وبالبرهان في الأدبيات التي تخرج للعلن يوما بعد الآخر ...تخوفنا الحقيقي من الغد...ووضعنا للكثير من إشارات الاستفهام حول مدى صلاحية التعاون ...ومدى صلاحية الاعتراف بالآخر وإلى أي مدى يمكنها أن تسير وما مقدار المسافة التي يمكننا أن نقطعها معاً؟!
هذا التغيير في الاستراتيجية الأخوانية انكشفت أوراقه مبكرا...ويضعنا اليوم في موقف علينا أن نكون فيه واضحين مع أنفسنا ومع المواطن العربي والسوري بشكل خاص من حولنا...
فعندما ينبري الطاهر ابراهيم مدافعا عن موقفه من الطلاق بيد الرجل ويحاول تبرير أسبابه ...وعن موقفه من الإعدام الفقهي واللف والدوران على الموقف من المرتد وحقه في الحياة ...ويبرر ربما أنه لن يقتله " لكنه يخضعه للتوبة بحبسه حتى يعود للصواب ويثوب للرشد بعودته للدين الإسلامي طبعاً"!!!
ولم يقتصر الرأي على الطاهر ابراهيم ، بل خرج قلم سوري أمريكي يقوده الدكتور الغضبان بلين ورفق وأدب جم ...أشهد لله ..وباحترام واضح وكبير للمفكر ياسين الحاج صالح...ولكنه لا يتوانى عن دعوته للإيمان والإسلام الصحيح وهدايته للطريق القويم ( أي طريقه هو في الرؤيا)، لكن الأدهى والأكثر مرارة ما جاء على لسان علي الأحمد.. إن لم تخني الذاكرة...حين يهدي بطريقة أقل ما نقوله فيها أنها فجة ، بل يتهم فيها ياسين ومحمد علي الأتاسي بالجهل في الدين والإسلام وأصول الفقه ...وأنه لا يحق لأي منهما بالتشريع والشك والاستنباط...فهذا من اختصاص رجال العلم والعلماء المسلمين ..وأنه لا يحق للمسلم أن يناقش أبدا وإطلاقاُ بما هو منزل من السماء وأن أقوال القرآن والحديث لا غبار عليها وعلينا الأخذ بها والالتزام...دون أي حق في الاعتراض والنقاش والتساؤل ومحاولة التغيير لما هو سماوي!!!!
إذن نحن أمام عودة مريرة لقواعد التنزيل وقواعد التشريع والرضوخ لقانون إلهي سماوي وعدم القبول بما هو وضعي وأرضي من صنع الإنسان!!!..أو بما هو مدني يمكنه أن يجعلنا متساوين حين تكون مجتمعاتنا مركبة من مذاهب وطوائف واثنيات ولا يمكنها أن تتساوى باسم الأكثرية والأغلبية الساحقة ، التي ستفرض قوانينها على من هو أقل!!
وتوقف الجميع واتفقوا عند نقطة واحدة في هجومهم ..على ياسين ومحمد علي...وأنه لا يحق للمرتد أن يرتد عن الإسلام ...في حين يحق للمسيحي أن يرتد عن دينه ويصبح مسلما ولا يحق له بالتالي العودة للمسيحية مثلا!!!...وفي أحسن الحالات وبشكل لطيف على لسان ( الغضبان) ...أن على اللاديني أو غير المؤمن ...أن يخفي اختلافه...أو ألا يظهر هذا الاختلاف علنا أمام الملأ وهم الأكثرية المسلمة في المجتمع ...وحين تكون عصمة السلطة بيدهم!