samozin
19-10-2007, 08:36 AM
محمد سلماوى ١٩/١٠/٢٠٠٧
لست مع من يصورون حال المسلمين علي أنه قمة في الجهل والتخلف، فيكفي أن ننظر كيف أصبح الشيوخ يتبارون فيما بينهم للإتيان بأفضل الفتاوي التي ترفع من شأن المسلمين أمام العالم، يكفي أن ننظر كيف أصبحوا يتبارون لتقديم صورة مشرقة للإسلام أمام العالمين، تثبت أنه دين العقل والتقدم والحداثة والعدالة والإخاء، دين المستقبل.
لقد أصبح شيوخنا في الوطن العربي والإسلامي ـ وليس في مصر وحدها ـ لا همّ لهم إلا إصدار الفتاوي المبتكرة التي تهدف إلي تحديث الفكر الديني، والوصول إلي التفسير العصري للدين، والذي يثبت أن الإسلام هو دين كل العصور، لأنه يتماشي مع التقدم والعصرية.
وهكذا جاءت فتوي تحريم الصور والتماثيل بعد أن كان الإمام محمد عبده قد حللها قبل قرن كامل من الزمان، لكن الدنيا تتقدم وقد وصل الفن الحديث في العالم إلي عصر التجريد، بدلا من التصوير، لكن الإسلام كان سباقا إلي الإعراض عن التصوير، وهكذا جاءت أيضا فتوي إرضاع الكبير في عصر يوصمه من لا يفهمونه بأنه عصر الإباحية، فهل هناك مسايرة للعصر أكثر من تلك الفتوي؟!
ولقد وصل التنافس بين شيوخنا الأجلاء في الوطن العربي لدرجة أنه لم يعد يمر أسبوع علي صدور واحدة من تلك الفتاوي المبتكرة في دولة من الدول إلا وصدرت بعدها فتوي أخري، تتفوق عليها، في دولة أخري.
ولقد أصدر أحد شيوخنا الأجلاء أخيرا فتوي تبصر المؤمنين بخطورة ركوب المرأة السيارات الأجرة التي يقودها الرجال، علي أساس أن تلك تعتبر خلوة غير شرعية، لذا وجب تحريمها خاصة في الليل، أما في النهار فمسموح بها، لأنها ـ حسب نص الفتوي ـ خلوة شرعية في النهار وغير شرعية في الليل، أما إذا كان لابد للمرأة أن تركب «التاكسي» بعد غروب الشمس فإن عليها في هذه الحالة أن تأخذ معها «محرم» أو أن تنتظر مرور سيارة أجرة تقودها امرأة مثلها، خاصة أن هناك ما لا يقل عن خمس أو ست سيارات «تاكسي» علي الأقل في القاهرة الكبري وحدها تقودها النساء.
لكن يبدو أن مثل هذه الفتوي المبتكرة، والتي لم يكن قد فكر فيها أي من الشيوخ في الدول الإسلامية الأخري، قد أثارت غيرة شيوخ السعودية، فأصدر اثنان منهم، وهما الشيخ عثمان الخميسي وسعد الغامدي فتوي «أنقح» منها، نقلها موقع «إيلاف» الإلكتروني من الرياض، تحرم علي المرأة استخدام الإنترنت «بسبب خبث طويتها»،
وتضيف الفتوي أن جلوس المرأة أمام شاشة الكمبيوتر واستخدام الإنترنت «لا يجوز إلا بحضور محرم»، وليس أي محرم، فإن له مواصفات حددتها الفتوي، وهي أن يكون «مدركا لعهر المرأة ومكرها»، وتلك هي نص كلمات الفتوي، والتي يتضح منها أن المحرم المقصود لابد أن يكون هو نفس المحرم الذي نصت عليه الفتوي المصرية، والتي طالبت بضرورة ركوبه مع أي امرأة تركب «التاكسي» في الليل،
فلا شك عندي أن المحرم المصري يعرف هو الآخر «خبث طوية المرأة.. ويدرك عهرها ومكرها»، الذي أدركه من قبله زميله السعودي، الذي نقلت لنا الصحف السعودية أنه طلق زوجته، لأنه اكتشف أنها «تختلي» بالتليفزيون في غير وجوده، فتتفرج علي الرجال كيفما شاءت، فهل هناك «عهر» أو «مكر» أكثر من ذلك؟!
إنني أدعو جميع من يتطلعون إلي تقدم المسلمين ورقيهم أن يتبعوا هذه الفتاوي، فإذا أخفينا المرأة تحت النقاب، ومنعناها من استخدام سيارات المواصلات وحظرنا عليها الاختلاء بالتليفزيون أو استخدام «الإنترنت» دون محرم، فقد ضمنا دخولنا أخيرا القرن الـ٢١. الذي دخله العالم منذ سنوات، ومازلنا نحن نطرق أبواب العصور الوسطي.
لست مع من يصورون حال المسلمين علي أنه قمة في الجهل والتخلف، فيكفي أن ننظر كيف أصبح الشيوخ يتبارون فيما بينهم للإتيان بأفضل الفتاوي التي ترفع من شأن المسلمين أمام العالم، يكفي أن ننظر كيف أصبحوا يتبارون لتقديم صورة مشرقة للإسلام أمام العالمين، تثبت أنه دين العقل والتقدم والحداثة والعدالة والإخاء، دين المستقبل.
لقد أصبح شيوخنا في الوطن العربي والإسلامي ـ وليس في مصر وحدها ـ لا همّ لهم إلا إصدار الفتاوي المبتكرة التي تهدف إلي تحديث الفكر الديني، والوصول إلي التفسير العصري للدين، والذي يثبت أن الإسلام هو دين كل العصور، لأنه يتماشي مع التقدم والعصرية.
وهكذا جاءت فتوي تحريم الصور والتماثيل بعد أن كان الإمام محمد عبده قد حللها قبل قرن كامل من الزمان، لكن الدنيا تتقدم وقد وصل الفن الحديث في العالم إلي عصر التجريد، بدلا من التصوير، لكن الإسلام كان سباقا إلي الإعراض عن التصوير، وهكذا جاءت أيضا فتوي إرضاع الكبير في عصر يوصمه من لا يفهمونه بأنه عصر الإباحية، فهل هناك مسايرة للعصر أكثر من تلك الفتوي؟!
ولقد وصل التنافس بين شيوخنا الأجلاء في الوطن العربي لدرجة أنه لم يعد يمر أسبوع علي صدور واحدة من تلك الفتاوي المبتكرة في دولة من الدول إلا وصدرت بعدها فتوي أخري، تتفوق عليها، في دولة أخري.
ولقد أصدر أحد شيوخنا الأجلاء أخيرا فتوي تبصر المؤمنين بخطورة ركوب المرأة السيارات الأجرة التي يقودها الرجال، علي أساس أن تلك تعتبر خلوة غير شرعية، لذا وجب تحريمها خاصة في الليل، أما في النهار فمسموح بها، لأنها ـ حسب نص الفتوي ـ خلوة شرعية في النهار وغير شرعية في الليل، أما إذا كان لابد للمرأة أن تركب «التاكسي» بعد غروب الشمس فإن عليها في هذه الحالة أن تأخذ معها «محرم» أو أن تنتظر مرور سيارة أجرة تقودها امرأة مثلها، خاصة أن هناك ما لا يقل عن خمس أو ست سيارات «تاكسي» علي الأقل في القاهرة الكبري وحدها تقودها النساء.
لكن يبدو أن مثل هذه الفتوي المبتكرة، والتي لم يكن قد فكر فيها أي من الشيوخ في الدول الإسلامية الأخري، قد أثارت غيرة شيوخ السعودية، فأصدر اثنان منهم، وهما الشيخ عثمان الخميسي وسعد الغامدي فتوي «أنقح» منها، نقلها موقع «إيلاف» الإلكتروني من الرياض، تحرم علي المرأة استخدام الإنترنت «بسبب خبث طويتها»،
وتضيف الفتوي أن جلوس المرأة أمام شاشة الكمبيوتر واستخدام الإنترنت «لا يجوز إلا بحضور محرم»، وليس أي محرم، فإن له مواصفات حددتها الفتوي، وهي أن يكون «مدركا لعهر المرأة ومكرها»، وتلك هي نص كلمات الفتوي، والتي يتضح منها أن المحرم المقصود لابد أن يكون هو نفس المحرم الذي نصت عليه الفتوي المصرية، والتي طالبت بضرورة ركوبه مع أي امرأة تركب «التاكسي» في الليل،
فلا شك عندي أن المحرم المصري يعرف هو الآخر «خبث طوية المرأة.. ويدرك عهرها ومكرها»، الذي أدركه من قبله زميله السعودي، الذي نقلت لنا الصحف السعودية أنه طلق زوجته، لأنه اكتشف أنها «تختلي» بالتليفزيون في غير وجوده، فتتفرج علي الرجال كيفما شاءت، فهل هناك «عهر» أو «مكر» أكثر من ذلك؟!
إنني أدعو جميع من يتطلعون إلي تقدم المسلمين ورقيهم أن يتبعوا هذه الفتاوي، فإذا أخفينا المرأة تحت النقاب، ومنعناها من استخدام سيارات المواصلات وحظرنا عليها الاختلاء بالتليفزيون أو استخدام «الإنترنت» دون محرم، فقد ضمنا دخولنا أخيرا القرن الـ٢١. الذي دخله العالم منذ سنوات، ومازلنا نحن نطرق أبواب العصور الوسطي.