just_jo
06-07-2009, 12:36 AM
قاطعوا عباد الصليب
_____________
http://images.alarabiya.net/large_71541_77937.jpg
علي سعد الموسى
يبعث لي ولي أمر طالب مدرسة ابتدائية بصورتي جوال من حائط المدرسة الداخلي وقد كتب عليه من عبارات التجييش ضد الآخر المختلف ما قد لا يصلح حتى للكتابة.
أهونها – قاطعوا الكفار عباد الصليب – ومن ذا الذي ما زال فينا من الكتاب أو حتى من طلبة العلم يستطيع أن يرفع صوته العاقل نحو خطورة هذه المفاهيم على عقول النشء في المرحلة الابتدائية؟ والأهم أن المرء لا يستطيع مع هذه العبارات حتى أن يجادل، لأن الحجة المقابلة جاهزة لتفكيك نصوص العبارات بالمناسب جدا مع أرضية التمهيد التي بات الجميع يخشى حولها المجادلة.
العبارة تماما هي أخت ذلك الدعاء الذي يشدد عليه ذلك الخطيب أو ذاك بالنصرة للمجاهدين في أفغانستان ولا نستطيع حيالها أن نفعل شيئا إلا التأمين رغم أننا نعرف أن السواد الأغلب من كل قوائم المطلوبين قد مروا من قندهار أو تسلقوا تورا بورا.
يحذر العلماء من خطورتهم على شاشة التلفزيون ويعود البعض للدعاء لهم في صلاة الجمعة. يحتار الحليم أين يقف من المسألة، فكيف الأمر بطالب في المرحلة الابتدائية؟ يحتار المرء فينا أين يقف: مع توصيات مجالس الحوار الوطني التي لم يعقد واحد منها إلا بحضور ثلة من أفاضل العلماء أم مع لوحة مدرسية تنسف كل الحوار بلوحة واحدة؟ يحتار طالب الابتدائية الصغير أين يقف: مع اللوحة التي تدعوه علنا لمقاطعة عباد الصليب أم مع أستاذه الذي كتب اللوحة وهو يلبس ساعة سويسرية وحذاء إيطاليا وشماغا إنجليزيا ويركب سيارة أمريكية.
وقبل أن تظنوا أنني أطرح فكرة استفزازية أجيبوني على ذات السؤال: من هو فيكم الذي ينفذ في كل حياته مطلب المقاطعة الذي نطالب به طالب المرحلة الابتدائية؟ الجواب وحده يكفي للحكم على مسافة النفاق في حياتنا جميعا مثلما اللوحة دلالة على المنهج الخفي.
وللمسؤول الأول عن التربية والتعليم أقول: هذا المقال كان صالحا للنشر في عام 1989 مثلما هو يصف الحال في عام 1999 ومثلما هو ينطبق على جل مدارسنا في نهاية عام 2009. لماذا لا نجعل هذه اللوحة فرمانا رسميا للنشر في كل مدرسة؟ ولماذا إذا كنا لا نستطيع ذلك فلا نستطيع أن نحاسب من في الميدان من مديري التعليم والمشرفين والهياكل المدرسية الإدارية؟
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
http://www.alarabiya.net/views/2009/07/06/77937.html
_____________
http://images.alarabiya.net/large_71541_77937.jpg
علي سعد الموسى
يبعث لي ولي أمر طالب مدرسة ابتدائية بصورتي جوال من حائط المدرسة الداخلي وقد كتب عليه من عبارات التجييش ضد الآخر المختلف ما قد لا يصلح حتى للكتابة.
أهونها – قاطعوا الكفار عباد الصليب – ومن ذا الذي ما زال فينا من الكتاب أو حتى من طلبة العلم يستطيع أن يرفع صوته العاقل نحو خطورة هذه المفاهيم على عقول النشء في المرحلة الابتدائية؟ والأهم أن المرء لا يستطيع مع هذه العبارات حتى أن يجادل، لأن الحجة المقابلة جاهزة لتفكيك نصوص العبارات بالمناسب جدا مع أرضية التمهيد التي بات الجميع يخشى حولها المجادلة.
العبارة تماما هي أخت ذلك الدعاء الذي يشدد عليه ذلك الخطيب أو ذاك بالنصرة للمجاهدين في أفغانستان ولا نستطيع حيالها أن نفعل شيئا إلا التأمين رغم أننا نعرف أن السواد الأغلب من كل قوائم المطلوبين قد مروا من قندهار أو تسلقوا تورا بورا.
يحذر العلماء من خطورتهم على شاشة التلفزيون ويعود البعض للدعاء لهم في صلاة الجمعة. يحتار الحليم أين يقف من المسألة، فكيف الأمر بطالب في المرحلة الابتدائية؟ يحتار المرء فينا أين يقف: مع توصيات مجالس الحوار الوطني التي لم يعقد واحد منها إلا بحضور ثلة من أفاضل العلماء أم مع لوحة مدرسية تنسف كل الحوار بلوحة واحدة؟ يحتار طالب الابتدائية الصغير أين يقف: مع اللوحة التي تدعوه علنا لمقاطعة عباد الصليب أم مع أستاذه الذي كتب اللوحة وهو يلبس ساعة سويسرية وحذاء إيطاليا وشماغا إنجليزيا ويركب سيارة أمريكية.
وقبل أن تظنوا أنني أطرح فكرة استفزازية أجيبوني على ذات السؤال: من هو فيكم الذي ينفذ في كل حياته مطلب المقاطعة الذي نطالب به طالب المرحلة الابتدائية؟ الجواب وحده يكفي للحكم على مسافة النفاق في حياتنا جميعا مثلما اللوحة دلالة على المنهج الخفي.
وللمسؤول الأول عن التربية والتعليم أقول: هذا المقال كان صالحا للنشر في عام 1989 مثلما هو يصف الحال في عام 1999 ومثلما هو ينطبق على جل مدارسنا في نهاية عام 2009. لماذا لا نجعل هذه اللوحة فرمانا رسميا للنشر في كل مدرسة؟ ولماذا إذا كنا لا نستطيع ذلك فلا نستطيع أن نحاسب من في الميدان من مديري التعليم والمشرفين والهياكل المدرسية الإدارية؟
*نقلا عن جريدة "الوطن" السعودية
http://www.alarabiya.net/views/2009/07/06/77937.html