AleXawy
17-07-2009, 12:48 PM
كنيسة أرثوذكسية بحجر سعودي! (http://www.alqabas-kw.com/Article.aspx?id=517670&date=28062009)
كتب علي أحمد البغلي :
صديقي الذي يقضي الصيفية باحدى ضواحي بيروت الجبلية قص لي حكاية طريفة ذات مغزى، يقول انه استملك شقة في احدى عمارات تلك الضاحية التي تقطنها اغلبية مسيحية لبنانية، كان يرى منذ سبع سنوات ان العمل جار ببطء ملحوظ في بناء كنيسة على الطراز القوطي وذات قبة جميلة، و7 سنوات لانهاء بناء كنيسة هي مدة حتماً طويلة، ولكن يظهر ان تلك الكنيسة لا تتمتع بموارد مالية وافرة مثل باقي الكنائس الاخرى، ففي لبنان تعتبر الكنيسة المارونية، على سبيل المثال، من اكبر ملاك الاراضي الموقوفة تحت وصايتها، ناهيك عن النذور والتبرعات الاخرى التي تأتي من المنتمين للعقيدة التي تمثلها الكنيسة، ولا تختلف مؤسسات الوقف الاسلامية، ومراجع الدين في الملاءة المالية عن تلك المؤسسات الدينية المسيحية، فرجال الدين ومؤسساته في كل الاديان يتمتعون بموارد مالية وافرة لا تتاح لمهن اخرى، فهم ممثلو الدين والملة ومفسرو العقيدة وظل الله في الأرض..
نرجع لكنيسة القيامة للطائفة الارثوذكسية، في تلك الضاحية البيروتية والتي يسير فيها العمل بوتيرة اقل من بطيئة، ولا يرى عمال البناء فيها الا بوتيرة متقطعة. يستطرد صاحبي بالقول انه فوجئ في احد الايام بشاحنات كبيرة تنزل رزماً من الحجر المقصوص بأحجام محددة ومختلفة لتغطية واجهات الكنيسة.. المفاجأة ان الشاحنات كانت تحمل لوحات اجنبية، مما اثار استغراب صديقنا - بالغ الفضول - فلماذا يتم استيراد حجر من الخارج؟! ولبنان لديه آلاف الاطنان من الحجر الطبيعي المتاح لاستخدامات البناء، حيث ان لبنان لا توجد فيه الكثير من الاراضي المنبسطة، فأغلبية اراضيه جبلية تزال الاحجار منها كما تقطع كيكة التورتة لتوفير ارض منبسطة للقواعد ثم لبناء الطوابق عليها، وتباع الاحجار الجبلية الطبيعية المزالة لاستخدامها في شتى الاغراض.. حب الاستطلاع ادى بصديقي لمعاينة الملصقات الموضوعة على الحجر المرصوص، واذ هي تقول وبفخر ان تلك الاحجار صناعة سعودية! وهي احجار مصنعة وليست طبيعية وان بدت كذلك، كما اخبره مقاول الكنيسة فيما بعد، وتم الحصول عليها بأثمان مناسبة ومعقولة من مورد سعودي.
يقول صاحبي: لم اتمالك نفسي من الامعان بالتفكير في هذه المفارقة الدنيوية التي تثبت ان الكون صغير، مهما حاولنا تكبيره بخلافاتنا المختلفة، وان هذه الكنيسة التي تقع في جبل لبنان، كتب عليها ان تبنى جزئياً بحجر مصنع في المملكة العربية السعودية، حيث تتواجد فئة لا تؤمن بالتسامح ولا بايمان اي عقيدة اخرى غير عقائدها، ولو علموا بأمر التاجر السعودي الذي باع الحجر لبناء كنيسة مسيحية لاصدر بعضهم الفتوى بتكفيره لا محالة!
..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
albaghlilaw@yahoo.com
alialbaghli@hotmail.com
http://www.coptreal.com/ShowSubject.aspx?SID=22038
كتب علي أحمد البغلي :
صديقي الذي يقضي الصيفية باحدى ضواحي بيروت الجبلية قص لي حكاية طريفة ذات مغزى، يقول انه استملك شقة في احدى عمارات تلك الضاحية التي تقطنها اغلبية مسيحية لبنانية، كان يرى منذ سبع سنوات ان العمل جار ببطء ملحوظ في بناء كنيسة على الطراز القوطي وذات قبة جميلة، و7 سنوات لانهاء بناء كنيسة هي مدة حتماً طويلة، ولكن يظهر ان تلك الكنيسة لا تتمتع بموارد مالية وافرة مثل باقي الكنائس الاخرى، ففي لبنان تعتبر الكنيسة المارونية، على سبيل المثال، من اكبر ملاك الاراضي الموقوفة تحت وصايتها، ناهيك عن النذور والتبرعات الاخرى التي تأتي من المنتمين للعقيدة التي تمثلها الكنيسة، ولا تختلف مؤسسات الوقف الاسلامية، ومراجع الدين في الملاءة المالية عن تلك المؤسسات الدينية المسيحية، فرجال الدين ومؤسساته في كل الاديان يتمتعون بموارد مالية وافرة لا تتاح لمهن اخرى، فهم ممثلو الدين والملة ومفسرو العقيدة وظل الله في الأرض..
نرجع لكنيسة القيامة للطائفة الارثوذكسية، في تلك الضاحية البيروتية والتي يسير فيها العمل بوتيرة اقل من بطيئة، ولا يرى عمال البناء فيها الا بوتيرة متقطعة. يستطرد صاحبي بالقول انه فوجئ في احد الايام بشاحنات كبيرة تنزل رزماً من الحجر المقصوص بأحجام محددة ومختلفة لتغطية واجهات الكنيسة.. المفاجأة ان الشاحنات كانت تحمل لوحات اجنبية، مما اثار استغراب صديقنا - بالغ الفضول - فلماذا يتم استيراد حجر من الخارج؟! ولبنان لديه آلاف الاطنان من الحجر الطبيعي المتاح لاستخدامات البناء، حيث ان لبنان لا توجد فيه الكثير من الاراضي المنبسطة، فأغلبية اراضيه جبلية تزال الاحجار منها كما تقطع كيكة التورتة لتوفير ارض منبسطة للقواعد ثم لبناء الطوابق عليها، وتباع الاحجار الجبلية الطبيعية المزالة لاستخدامها في شتى الاغراض.. حب الاستطلاع ادى بصديقي لمعاينة الملصقات الموضوعة على الحجر المرصوص، واذ هي تقول وبفخر ان تلك الاحجار صناعة سعودية! وهي احجار مصنعة وليست طبيعية وان بدت كذلك، كما اخبره مقاول الكنيسة فيما بعد، وتم الحصول عليها بأثمان مناسبة ومعقولة من مورد سعودي.
يقول صاحبي: لم اتمالك نفسي من الامعان بالتفكير في هذه المفارقة الدنيوية التي تثبت ان الكون صغير، مهما حاولنا تكبيره بخلافاتنا المختلفة، وان هذه الكنيسة التي تقع في جبل لبنان، كتب عليها ان تبنى جزئياً بحجر مصنع في المملكة العربية السعودية، حيث تتواجد فئة لا تؤمن بالتسامح ولا بايمان اي عقيدة اخرى غير عقائدها، ولو علموا بأمر التاجر السعودي الذي باع الحجر لبناء كنيسة مسيحية لاصدر بعضهم الفتوى بتكفيره لا محالة!
..ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
علي أحمد البغلي
albaghlilaw@yahoo.com
alialbaghli@hotmail.com
http://www.coptreal.com/ShowSubject.aspx?SID=22038