just_jo
06-02-2010, 11:42 PM
إلا في بلاد المسلمين!
http://www.alarabiya.net/writers/images/profiles/large/53385_1357.jpg
محمد حسين اليوسفي
هدأت الحروب الأهلية على كل جبهات الأرض، إلا في بلاد المسلمين!! فلم نعد نسمع بـ«التوباماروس» الذين قضّوا مضاجع مدن أميركا اللاتينية، وذهبت ريح الجيش الأحمر الياباني، وجماعة بادر ماينهوف الألمانية، والألوية الحمراء الإيطالية، ولم يعد لحركة الخمير الحمر من وجود، وأصبحوا بقايا يحاكَمون كمجرمي حرب ارتكبوا مذابح جماعية، حتى نمور التاميل هزموا شر هزيمة في الأشهر الماضية.
أما أشهر الحروب الأهلية التي استعرت أوارها قبل 600 سنة، وكانت بين مد وجزر، فهي الحرب الإيرلندية ضد الوجود البريطاني في شمال تلك البلاد، وهذه أيضاً وضعت أوزارها، وتم فيها للفرقاء الوصول إلى قواسم مشتركة فيما بينهم!!
بقيت البلاد الإسلامية هي مرتع الحروب الأهلية والاضطرابات الدينية والمذهبية والقومية!! في الأمس هزت انفجارات مدينة كربلاء في العراق، وكراتشي في باكستان، لأسباب مذهبية، وتأتي تلك الانفجارات من ضمن سلسلة طويلة من أعمال العنف يشهدها البلدان. وثمة حرب ضروس تدور رحاها في جبال اليمن، تكتسي طابعاً طائفياً مع مرور الوقت، فضلاً عن تحرك واسع تقوده القاعدة في أماكن أخرى من تلك البلاد، وأعمال عنف في مصر بين مسلميها وأقباطها، ومثلها في نيجيريا، وتمرد في الفيلبين، من مسلميها على حكومتها المركزية، وصراع مكشوف بات يظهر في ماليزيا، تلك الدولة المشهود لها بالتسامح الديني، وهذا غيض من فيض!!
هذه هي صورة الديار الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ناهيك عن جالياتها التي تسكن الغرب، والتي بات الكثير من شبابها وقوداً ضد بلدانهم الجديدة التي احتضنتهم. وهذه الصورة المحزنة والمقلقة، لا بد أن تكون مدعاة للتفكير والتأمل، بالذات من المتنورين الإسلاميين، الذين لا بد أن يسألوا أنفسهم سؤالاً جوهرياً وهو: لماذا تظل ديار المسلمين وتجمعاتهم تعيش حالات العنف والاضطراب، في حين ينعم العالم بالأمن والأمان، ويجني ثمرات ذلك تقدماً ورخاءً، ولماذا أضحت بلاد المسلمين منبعاً للإرهاب والعنف تصدره للعالم؟!! وهل هذه هي صورة الإسلام حقاً، وإذا كانت كذلك، أفلا نلتمس العذر للعالم الذي يتخذ المواقف والإجراءات ضدنا؟!! .
*نقلا عن "أوان" الكويتية
http://www.alarabiya.net/views/2010/02/07/99597.html
http://www.alarabiya.net/writers/images/profiles/large/53385_1357.jpg
محمد حسين اليوسفي
هدأت الحروب الأهلية على كل جبهات الأرض، إلا في بلاد المسلمين!! فلم نعد نسمع بـ«التوباماروس» الذين قضّوا مضاجع مدن أميركا اللاتينية، وذهبت ريح الجيش الأحمر الياباني، وجماعة بادر ماينهوف الألمانية، والألوية الحمراء الإيطالية، ولم يعد لحركة الخمير الحمر من وجود، وأصبحوا بقايا يحاكَمون كمجرمي حرب ارتكبوا مذابح جماعية، حتى نمور التاميل هزموا شر هزيمة في الأشهر الماضية.
أما أشهر الحروب الأهلية التي استعرت أوارها قبل 600 سنة، وكانت بين مد وجزر، فهي الحرب الإيرلندية ضد الوجود البريطاني في شمال تلك البلاد، وهذه أيضاً وضعت أوزارها، وتم فيها للفرقاء الوصول إلى قواسم مشتركة فيما بينهم!!
بقيت البلاد الإسلامية هي مرتع الحروب الأهلية والاضطرابات الدينية والمذهبية والقومية!! في الأمس هزت انفجارات مدينة كربلاء في العراق، وكراتشي في باكستان، لأسباب مذهبية، وتأتي تلك الانفجارات من ضمن سلسلة طويلة من أعمال العنف يشهدها البلدان. وثمة حرب ضروس تدور رحاها في جبال اليمن، تكتسي طابعاً طائفياً مع مرور الوقت، فضلاً عن تحرك واسع تقوده القاعدة في أماكن أخرى من تلك البلاد، وأعمال عنف في مصر بين مسلميها وأقباطها، ومثلها في نيجيريا، وتمرد في الفيلبين، من مسلميها على حكومتها المركزية، وصراع مكشوف بات يظهر في ماليزيا، تلك الدولة المشهود لها بالتسامح الديني، وهذا غيض من فيض!!
هذه هي صورة الديار الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، ناهيك عن جالياتها التي تسكن الغرب، والتي بات الكثير من شبابها وقوداً ضد بلدانهم الجديدة التي احتضنتهم. وهذه الصورة المحزنة والمقلقة، لا بد أن تكون مدعاة للتفكير والتأمل، بالذات من المتنورين الإسلاميين، الذين لا بد أن يسألوا أنفسهم سؤالاً جوهرياً وهو: لماذا تظل ديار المسلمين وتجمعاتهم تعيش حالات العنف والاضطراب، في حين ينعم العالم بالأمن والأمان، ويجني ثمرات ذلك تقدماً ورخاءً، ولماذا أضحت بلاد المسلمين منبعاً للإرهاب والعنف تصدره للعالم؟!! وهل هذه هي صورة الإسلام حقاً، وإذا كانت كذلك، أفلا نلتمس العذر للعالم الذي يتخذ المواقف والإجراءات ضدنا؟!! .
*نقلا عن "أوان" الكويتية
http://www.alarabiya.net/views/2010/02/07/99597.html