ABDELMESSIH67
26-04-2010, 03:10 AM
http://copts-united.com/article.php?I=424&A=17051
على النظام أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل
CET 00:00:00 - 26/04/2010 مساحة رأي
بقلم: فرانسوا باسيلي
حينما أطلق جمال عبد الناصر صرخته الشهيرة معلنا "أن على الاستعمار أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل" لم يملك الإنجليز سوى الرضوخ وتوقيع معاهدة الجلاء عن مصر، كان ذلك في زمن تصاعدت فيه قوة مصر الخشنة والناعمة معًا بفضل زعامة شابة حملت رؤية محلقة لمستقبل مصر ومكانتها وإمكاناتها، واليوم نحن في زمن مختلف تمامًا نستعيد، بأسى، صرخة عبد الناصر لنسددها نحو النظام الذي يحكم مصر على مدى الثلاثين عامًا الماضية، ونقول له مع شباب مصر الصاعد إن عليه أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل عن مواقع القيادة، مستعيدين بذلك ما قالته منذ خمس سنوات حركة "كفاية" التي كانت الأولى في إعلانها "لا للتمديد لا للتوريث".
ونزلت إلى الشارع بذلك النداء في جسارة تاريخية، ومرددين لنداءات عدد من الحركات والجماعات المطالبة بالتغيير، وأقدم هنا خمسة عشر سببًا تدفعنا لمطالبة النظام بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل:
1 -تقزيم دور مصر
في مجال السياسة الخارجية نجد العديد من الإخفاقات وعلى رأسها حالة الشلل والوهن العضال أمام التجاوزات والتحديات الإسرائيلية، والغياب المُحبط لأية مبادرات أو سياسات فعالة تحقق المصالح المصرية والعربية في العلاقة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مع تراجع فادح لدور مصر في المنطقة مما خلق فراغًا مُخلاً سارعت إلى احتلاله دول أخرى مثل إيران وتركيا بل وحتى السعودية وقطر، واستطاعت السياسة الخارجية المصرية أن تهبط بدور ومكانة مصر التي كانت حتى السبعينات هي الرائدة القائدة للمنطقة بأسرها بتأثيرها في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودورها الذكي في التأثير على القطبين العالميين في ذلك الوقت، إلى موقع بائس فقير تناطح فيه الخارجية المصرية حركات محلية مثل حزب الله وحماس، وتفشل في التأثير حتى على هذه الحركات والأحزاب!
2 -حالة طوارئ مستديمة!
حين نترك الساحة العالمية محبطين وننكفئ داخليًا، نجد نظامًا مضطرًا إلى تمديد حالة الطوارئ على مدى ثلاثين عامًا! كيف تكون هذه حالة طوارئ وقد أصبحت هي الحال الدائمة على مدى جيلين كاملين؟! إن حاجة النظام إلى إعلان وإدمان حالة الطوارئ هي اعتراف بفشله في تأمين نظام سياسي واجتماعي مستقر يسمح للمواطنين بالعيش في أمان وسلام مثل بقية شعوب الأرض، إن الكثير من دول العالم قد عانت وتعاني من عمليات إرهابية تقع في أمريكا وأوربا والهند والسند، ولكن لم تقم أي من هذه الدول بإعلان وإدمان حالة طوارئ لثلاثين عامًا!
3 -الفشل في بناء دول عصرية
فشل النظام في إتمام المشروعات التأسيسية الأولى لبناء دولة عصرية في مصر والتي بدأت على يد طلعت حرب من ناحية، وأضاف إليها عبد الناصر في المجالات الصناعية والاجتماعية والثقافية، وكان من المفروض أن يضيف النظام إلى هذه القواعد الأولى استكمالات عديدة لتحويل مصر إلى دولة مؤسسات ولكن العكس قد حدث ووجدنا تآكلا مستمرًا لمؤسسات الدولة وقدرتها على العمل الفعَّال، ورأينا تحول الدولة تدريجيًا إلى عزبة تدار بالتليفون وإلى تجاهل مذهل للآليات القضائية والقانونية في التصدى لأحداث عنف وجرائم يقوم فيها النظام بالعودة إلى ممارسات قروية وبدوية يسميها ’’جلسات المصارحة والمصالحة‘‘ في اعتراف واضح بفشله في بناء دولة القانون والمؤسسات، والنظام يؤكد هذا حينما لا ينفذ أحكام القضاء وكأنها لم تكن!
4 -فشل التعليم
فشل النظام فشلاً كاملاً في توفير وإدارة نظام تعليمي سليم يبني الأجيال القادمة والنتيجة المأساوية أمام كل من له عين ترى.. ولا نعرف دولة في العالم، ربما سوى دول المجاعات الأفريقية - قد فشلت إلى هذا الحد في نظام تعليمها ولذلك لجأ المواطنون إلى نظام تعليمي بديل يدفعون فيه التكاليف الباهظة لمدرسين يدرسون في المنازل والدولة تتفرج على هذا كله في اعتراف مهين بفشلها في أقدس مهامها، ويشمل الفشل المنظومة التعليمية بأكملها من المدارس المكتظة ذات المنشأت المنهارة القذرة إلى مدرسين يمارسون الضرب والركل لتلاميذهم فيما يتقاضون مرتبات رمزية يضطرون إلى استكمالها بالدورس الخاصة إلى المناهج التي غابت عنها أساليب التعليم العصري العلمي واستعاضت عنها بالخرافات والسفاهات والإقحامات الدينية في كل مجال.
على النظام أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل
CET 00:00:00 - 26/04/2010 مساحة رأي
بقلم: فرانسوا باسيلي
حينما أطلق جمال عبد الناصر صرخته الشهيرة معلنا "أن على الاستعمار أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل" لم يملك الإنجليز سوى الرضوخ وتوقيع معاهدة الجلاء عن مصر، كان ذلك في زمن تصاعدت فيه قوة مصر الخشنة والناعمة معًا بفضل زعامة شابة حملت رؤية محلقة لمستقبل مصر ومكانتها وإمكاناتها، واليوم نحن في زمن مختلف تمامًا نستعيد، بأسى، صرخة عبد الناصر لنسددها نحو النظام الذي يحكم مصر على مدى الثلاثين عامًا الماضية، ونقول له مع شباب مصر الصاعد إن عليه أن يحمل عصاه على كاهله ويرحل عن مواقع القيادة، مستعيدين بذلك ما قالته منذ خمس سنوات حركة "كفاية" التي كانت الأولى في إعلانها "لا للتمديد لا للتوريث".
ونزلت إلى الشارع بذلك النداء في جسارة تاريخية، ومرددين لنداءات عدد من الحركات والجماعات المطالبة بالتغيير، وأقدم هنا خمسة عشر سببًا تدفعنا لمطالبة النظام بأن يحمل عصاه على كاهله ويرحل:
1 -تقزيم دور مصر
في مجال السياسة الخارجية نجد العديد من الإخفاقات وعلى رأسها حالة الشلل والوهن العضال أمام التجاوزات والتحديات الإسرائيلية، والغياب المُحبط لأية مبادرات أو سياسات فعالة تحقق المصالح المصرية والعربية في العلاقة مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، مع تراجع فادح لدور مصر في المنطقة مما خلق فراغًا مُخلاً سارعت إلى احتلاله دول أخرى مثل إيران وتركيا بل وحتى السعودية وقطر، واستطاعت السياسة الخارجية المصرية أن تهبط بدور ومكانة مصر التي كانت حتى السبعينات هي الرائدة القائدة للمنطقة بأسرها بتأثيرها في دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ودورها الذكي في التأثير على القطبين العالميين في ذلك الوقت، إلى موقع بائس فقير تناطح فيه الخارجية المصرية حركات محلية مثل حزب الله وحماس، وتفشل في التأثير حتى على هذه الحركات والأحزاب!
2 -حالة طوارئ مستديمة!
حين نترك الساحة العالمية محبطين وننكفئ داخليًا، نجد نظامًا مضطرًا إلى تمديد حالة الطوارئ على مدى ثلاثين عامًا! كيف تكون هذه حالة طوارئ وقد أصبحت هي الحال الدائمة على مدى جيلين كاملين؟! إن حاجة النظام إلى إعلان وإدمان حالة الطوارئ هي اعتراف بفشله في تأمين نظام سياسي واجتماعي مستقر يسمح للمواطنين بالعيش في أمان وسلام مثل بقية شعوب الأرض، إن الكثير من دول العالم قد عانت وتعاني من عمليات إرهابية تقع في أمريكا وأوربا والهند والسند، ولكن لم تقم أي من هذه الدول بإعلان وإدمان حالة طوارئ لثلاثين عامًا!
3 -الفشل في بناء دول عصرية
فشل النظام في إتمام المشروعات التأسيسية الأولى لبناء دولة عصرية في مصر والتي بدأت على يد طلعت حرب من ناحية، وأضاف إليها عبد الناصر في المجالات الصناعية والاجتماعية والثقافية، وكان من المفروض أن يضيف النظام إلى هذه القواعد الأولى استكمالات عديدة لتحويل مصر إلى دولة مؤسسات ولكن العكس قد حدث ووجدنا تآكلا مستمرًا لمؤسسات الدولة وقدرتها على العمل الفعَّال، ورأينا تحول الدولة تدريجيًا إلى عزبة تدار بالتليفون وإلى تجاهل مذهل للآليات القضائية والقانونية في التصدى لأحداث عنف وجرائم يقوم فيها النظام بالعودة إلى ممارسات قروية وبدوية يسميها ’’جلسات المصارحة والمصالحة‘‘ في اعتراف واضح بفشله في بناء دولة القانون والمؤسسات، والنظام يؤكد هذا حينما لا ينفذ أحكام القضاء وكأنها لم تكن!
4 -فشل التعليم
فشل النظام فشلاً كاملاً في توفير وإدارة نظام تعليمي سليم يبني الأجيال القادمة والنتيجة المأساوية أمام كل من له عين ترى.. ولا نعرف دولة في العالم، ربما سوى دول المجاعات الأفريقية - قد فشلت إلى هذا الحد في نظام تعليمها ولذلك لجأ المواطنون إلى نظام تعليمي بديل يدفعون فيه التكاليف الباهظة لمدرسين يدرسون في المنازل والدولة تتفرج على هذا كله في اعتراف مهين بفشلها في أقدس مهامها، ويشمل الفشل المنظومة التعليمية بأكملها من المدارس المكتظة ذات المنشأت المنهارة القذرة إلى مدرسين يمارسون الضرب والركل لتلاميذهم فيما يتقاضون مرتبات رمزية يضطرون إلى استكمالها بالدورس الخاصة إلى المناهج التي غابت عنها أساليب التعليم العصري العلمي واستعاضت عنها بالخرافات والسفاهات والإقحامات الدينية في كل مجال.