abomeret
19-03-2011, 02:13 AM
ليس بالسماحة الدينية بل بالدولة المدنية
د. رأفت فهيم جندى - رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية
بينما كان النظام المباركى يختلس ما لم يخطر على قلب بشر، وذيوله تستولى على ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن، كان الملايين من ابناء مصر لا بجدون فرص العمل ويعيشون فى العشوائيات التى تعود إلى ما قبل التاريخ. وعندما سقط نظام مبارك والحزب الوطنى لم تستسلم اذيال النظام السابق تماما حتى الآن.
لجأ هولاء الاذناب إلى مجموعة أمن الدولة المتخفيين والمسلحين، والذين يقدر البعض عددهم بحوالى 400 الف فرد. تعمدت عصابة قمع الدولة فتح ابواب مبانيها الحصينة لنشر وثائق بعضها صحيح والأخر مزور لكى يسقط المجتمع فى بحيرة التجريح والفتنة, ولجأوا ايضا إلى الطرق التى مارسوها وبرعوا فيها فى اختلاق الفتن الطائفية، فنسمع أن ملثما يقتل جواهرجى مسيحى بأسيوط بعد ايام قليلة من الثورة، وبعدها تم ذبح أب كاهن باسيوط ايضا، ثم أنتهاز اى فرصة للإثارة فهدمت كنيسة بقرية صول بحلوان بدون ذنب. وقامت ايضا فلولهم وجحافلهم المسلحة بأطلاق النار وقتل حوالى 14 من سكان المقطم.
وعندما تظاهر الأقباط ولأول مرة أمام مؤسسة حكومية وهى التلفزيون المصرى فى ماسبيرو فكأنهم يعلنون خروجهم السياسى من حضانة الكنيسة وبأن صوتهم لن يخفت بعد اليوم، وأيضا هو تعبير ينبع من داخلهم أن النظام الجديد سيكون عادلا لهم بخلاف ما كان من النظام البائد. ولقد شارك كثير من المسلمين فى تظاهر الأقباط ولكن الذعر تولى البعض من المسلمين والاقباط ايضا نتيجة من تراكمات الماضى بأن صوت القبطى لا يجب عليه أن يرتفع، وتعلل هؤلاء بمصلحة مصر وايضا بطريقة لوم المضروب الباكى وليس الضارب المجرم، بل تعداها البعض بأن التمسوا العذر للضارب.
إعادة بناء كنيسة القديسين فى صول ليس هو المشكلة لأن الذى تهدم بضعة حوائط لا يستغرق بنائهم ايام معدودة، ولكن بناء النفوس هو الذى يستغرق وقتا، ويسهل فقط بتبنى الحكومة سياسة رائدة فى هذا. القبض على الذين حرضوا وفعلوا هذا وأولهم عمدة القرية ومحاكمتهم يجب أن يتم باسرع ما يمكن لكى لا يتكرر، وشخصية وحكومة عصام شرف تستحق شرف اعادة بناء النفوس التى افسدها العهد البائد، وميدان التحرير بمن كان فيه من مسلمين واقباط ابرزوا أن التربة صالحة لهذا البناء.
مازال البعض من أخوتنا المسلمين يحتاجون لفهم واستيعاب أن بناء أى كنيسة يجب أن لا يخضع لسماحة الإسلام من عدمه بل لقوانين دولة مدنية عادلة، ولكن لا يجب أن نلوم من يتحدث معهم الآن بمنطق هذه السماحة سواء من رجال الحكومة والأعلاميين أو من الآباء الكهنة والاساقفة لأن تلميذ الحضانة يجب أن ُيخاطب بما يتوافق مع ذهنه وامكانياته العقلية حتى ينمو ويكبر وينضج.
د. رأفت فهيم جندى - رئيس تحرير جريدة الأهرام الجديد الكندية
بينما كان النظام المباركى يختلس ما لم يخطر على قلب بشر، وذيوله تستولى على ما لم تراه عين وما لم تسمع به أذن، كان الملايين من ابناء مصر لا بجدون فرص العمل ويعيشون فى العشوائيات التى تعود إلى ما قبل التاريخ. وعندما سقط نظام مبارك والحزب الوطنى لم تستسلم اذيال النظام السابق تماما حتى الآن.
لجأ هولاء الاذناب إلى مجموعة أمن الدولة المتخفيين والمسلحين، والذين يقدر البعض عددهم بحوالى 400 الف فرد. تعمدت عصابة قمع الدولة فتح ابواب مبانيها الحصينة لنشر وثائق بعضها صحيح والأخر مزور لكى يسقط المجتمع فى بحيرة التجريح والفتنة, ولجأوا ايضا إلى الطرق التى مارسوها وبرعوا فيها فى اختلاق الفتن الطائفية، فنسمع أن ملثما يقتل جواهرجى مسيحى بأسيوط بعد ايام قليلة من الثورة، وبعدها تم ذبح أب كاهن باسيوط ايضا، ثم أنتهاز اى فرصة للإثارة فهدمت كنيسة بقرية صول بحلوان بدون ذنب. وقامت ايضا فلولهم وجحافلهم المسلحة بأطلاق النار وقتل حوالى 14 من سكان المقطم.
وعندما تظاهر الأقباط ولأول مرة أمام مؤسسة حكومية وهى التلفزيون المصرى فى ماسبيرو فكأنهم يعلنون خروجهم السياسى من حضانة الكنيسة وبأن صوتهم لن يخفت بعد اليوم، وأيضا هو تعبير ينبع من داخلهم أن النظام الجديد سيكون عادلا لهم بخلاف ما كان من النظام البائد. ولقد شارك كثير من المسلمين فى تظاهر الأقباط ولكن الذعر تولى البعض من المسلمين والاقباط ايضا نتيجة من تراكمات الماضى بأن صوت القبطى لا يجب عليه أن يرتفع، وتعلل هؤلاء بمصلحة مصر وايضا بطريقة لوم المضروب الباكى وليس الضارب المجرم، بل تعداها البعض بأن التمسوا العذر للضارب.
إعادة بناء كنيسة القديسين فى صول ليس هو المشكلة لأن الذى تهدم بضعة حوائط لا يستغرق بنائهم ايام معدودة، ولكن بناء النفوس هو الذى يستغرق وقتا، ويسهل فقط بتبنى الحكومة سياسة رائدة فى هذا. القبض على الذين حرضوا وفعلوا هذا وأولهم عمدة القرية ومحاكمتهم يجب أن يتم باسرع ما يمكن لكى لا يتكرر، وشخصية وحكومة عصام شرف تستحق شرف اعادة بناء النفوس التى افسدها العهد البائد، وميدان التحرير بمن كان فيه من مسلمين واقباط ابرزوا أن التربة صالحة لهذا البناء.
مازال البعض من أخوتنا المسلمين يحتاجون لفهم واستيعاب أن بناء أى كنيسة يجب أن لا يخضع لسماحة الإسلام من عدمه بل لقوانين دولة مدنية عادلة، ولكن لا يجب أن نلوم من يتحدث معهم الآن بمنطق هذه السماحة سواء من رجال الحكومة والأعلاميين أو من الآباء الكهنة والاساقفة لأن تلميذ الحضانة يجب أن ُيخاطب بما يتوافق مع ذهنه وامكانياته العقلية حتى ينمو ويكبر وينضج.