Riad1234
05-01-2005, 04:45 PM
لو أن أكبر وأنجح الشركات الامريكية والأوربية للعلاقات العامة: احتشدت جميعا، في تعاون وثيق، وجندت نفسها، وسخرت امكاناتها البشرية والفنية والمادية من اجل (التعريف الطوعي المجاني) ـ بـ(نبي الله عيسى) ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقديمه للبشرية في اجمل صورة: فماذا تقول الأسرة الانسانية عن هذا الفعل؟.. وبم تصفه؟.. تصفه ـ بلا ريب ـ بـ(سعة الأفق). و(رقي العمل غير الربحي)، و(الوفاء للمسيح الجليل). الى آخر الأوصاف الجميلة التي يستحقها عمل عظيم من هذا النوع.
لئن كانت هذه (خطة متخيّلة)، فان هناك (حقيقة) تفوقها ـ بملايين الدرجات ـ: في كثافة التعريف، وعمق مضمونه، وصدق اسلوبه، وحميمية روحه، وطول مداه الزمني.
وهذه الحقيقة ـ الدينية والتاريخية والانسانية والاخلاقية ـ هي: ان النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: قدم أخاه، المسيح عيسى ابن مريم، الى الاسرة البشرية: في اجمل صورة.. ولم يكن التقديم والتعريف (برنامج) علاقات عامة ليكتنفه ما يكتنفه في القصور والتقصير. وانما قدم نبي الاسلام اخاه العظيم من خلال منهج معصوم من القصور والتقصير وهو: (النص القرآني) الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. و(نص حديث النبي) الذي لا ينطق عن الهوى.. ولم يكن (المدى الزمني) لهذا التعريف والتقديم محصورا في عملة محدودة بأسبوع، او شهر، او سنة، بل امتد زمن التعريف والتقديم: منذ نزول الوحي على النبي محمد في القرن السادس الميلادي، والى قيام الساعة.. ومنهج تقديم المسيح والتعريف به ليس نصا معطلا، ولا وثيقة هامدة مودعة في مكتبة او متحف، بل ان هذا التقديم: قرآن حي يتلى في الصلوات، ويدرس في المدارس والجامعات، ويذاع في الإذاعات: المسموعة والمرئية: بالغدو والآصال.
ومن حق كل عاقل وقارئ وباحث: أن يسأل ـ بموضوعية وذكاء وجد ـ هذا الكلام مجرد دعوى، فما الدليل او البرهان عليه؟
والجواب: هذا هو البرهان:
اولا: البرهان على تقديم السيد المسيح والتعريف به:
1 ـ البرهان من القرآن:
أ ـ التعريف بمعجزة الميلاد: «فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. يا أخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا. فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا. قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا. وجعلني مباركا اينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا. والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم أبعث حيا».
ب ـ التعريف بشخصيته الجميلة (الوجيهة): «واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين».
جـ ـ التعريف باعجاز نبوته ورسالته: «إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تُكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني واذ تخرج الموتى بإذني».
د ـ التعريف بالانجيل الذي انزل عليه: «وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور، ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين».
ه ـ التعريف بمنهجه ودعوته: فهو منهج يدعو الى توحيد الله جل ثناؤه: «ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم».. وهو منهج يعلم الناس الحكمة، ويبصرهم بمعايير رفع الخلاف: «ولما جاء بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه».
2 ـ تقديم المسيح عيسى ابن مريم والتعريف به في السنة، فقد قال نبي الاسلام:
أ ـ «بينما انا نائم اطوف بالكعبة، فاذا رجل أدم سبط الشعر يهادي بين رجلين ينطف رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مريم».
ب ـ نعت النبي محمد اخاه عيسى ابن مريم ـ عليهما السلام ـ فقال: «ربعة احمر كأنما خرج من ديماس»، أي حمام: كناية عن النقاء والإشراق والوضاءة.
جـ ـ وقال: «انا اولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة. والانبياء اخوة لصلات امهاتهم شتى ودينهم واحد».
د ـ وقال «من شهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، وان عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته القاها الى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، ادخله الله الجنة على ما كان من العمل».. وقال النووي ـ وهو يشرح هذا الحديث ـ: «هذا حديث عظيم الموقع. وهو من أجمع الاحاديث المشتركة على العقائد».
ثانيا: البرهان على تقديم الصديقة البتول والتعريف بها.. فتعريف الاسلام بالسيد المسيح: امتد ليشمل التعريف بأن مريم بنت عمران رضي الله عنها، وهو تقديم قرآني، جاء في أجمل وأكرم وأرقى صورة:
أ ـ فمريم هي المحفوظة من الشيطان منذ البدء: «واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم».
ب ـ وهي المكرمة بكرامة الله لها: «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب».
جـ ـ وهي الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين: «واذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين».
د ـ وهي القانتة الساجدة الراكعة: «يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين».
هـ ـ وهي المبشرة بالمولود العظيم: أحد اولي العزم من الرسل: «اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين».
وـ وهي الصديقة: «ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة».
ز ـ وهو المرفوع ذكرها في القرآن ابدا: «واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا».
ولقد رفع الله قدر المرأة ـ كنوع ـ برفع قدر مريم بنت عمران: فكيف يجرؤ بعد ذلك: امرؤ من المسلمين او المسيحيين او من أي ملة اخرى: كيف يجرؤ ـ بالقول او الفعل ـ على الحط من قدر المرأة، والانتقاص من مقامها الشامخ الرفيع؟!
لئن كانت هذه (خطة متخيّلة)، فان هناك (حقيقة) تفوقها ـ بملايين الدرجات ـ: في كثافة التعريف، وعمق مضمونه، وصدق اسلوبه، وحميمية روحه، وطول مداه الزمني.
وهذه الحقيقة ـ الدينية والتاريخية والانسانية والاخلاقية ـ هي: ان النبي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ: قدم أخاه، المسيح عيسى ابن مريم، الى الاسرة البشرية: في اجمل صورة.. ولم يكن التقديم والتعريف (برنامج) علاقات عامة ليكتنفه ما يكتنفه في القصور والتقصير. وانما قدم نبي الاسلام اخاه العظيم من خلال منهج معصوم من القصور والتقصير وهو: (النص القرآني) الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. و(نص حديث النبي) الذي لا ينطق عن الهوى.. ولم يكن (المدى الزمني) لهذا التعريف والتقديم محصورا في عملة محدودة بأسبوع، او شهر، او سنة، بل امتد زمن التعريف والتقديم: منذ نزول الوحي على النبي محمد في القرن السادس الميلادي، والى قيام الساعة.. ومنهج تقديم المسيح والتعريف به ليس نصا معطلا، ولا وثيقة هامدة مودعة في مكتبة او متحف، بل ان هذا التقديم: قرآن حي يتلى في الصلوات، ويدرس في المدارس والجامعات، ويذاع في الإذاعات: المسموعة والمرئية: بالغدو والآصال.
ومن حق كل عاقل وقارئ وباحث: أن يسأل ـ بموضوعية وذكاء وجد ـ هذا الكلام مجرد دعوى، فما الدليل او البرهان عليه؟
والجواب: هذا هو البرهان:
اولا: البرهان على تقديم السيد المسيح والتعريف به:
1 ـ البرهان من القرآن:
أ ـ التعريف بمعجزة الميلاد: «فأتت به قومها تحمله قالوا يا مريم لقد جئت شيئا فريا. يا أخت هارون ما كان ابوك امرأ سوء وما كانت امك بغيا. فأشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا. قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا. وجعلني مباركا اينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا. وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا. والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت ويوم أبعث حيا».
ب ـ التعريف بشخصيته الجميلة (الوجيهة): «واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين».
جـ ـ التعريف باعجاز نبوته ورسالته: «إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تُكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني وتبرئ الأكمه والأبرص بإذني واذ تخرج الموتى بإذني».
د ـ التعريف بالانجيل الذي انزل عليه: «وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة وآتيناه الانجيل فيه هدى ونور، ومصدقا لما بين يديه من التوراة وهدى وموعظة للمتقين».
ه ـ التعريف بمنهجه ودعوته: فهو منهج يدعو الى توحيد الله جل ثناؤه: «ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ان اعبدوا الله ربي وربكم».. وهو منهج يعلم الناس الحكمة، ويبصرهم بمعايير رفع الخلاف: «ولما جاء بالبينات قال قد جئتكم بالحكمة ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه».
2 ـ تقديم المسيح عيسى ابن مريم والتعريف به في السنة، فقد قال نبي الاسلام:
أ ـ «بينما انا نائم اطوف بالكعبة، فاذا رجل أدم سبط الشعر يهادي بين رجلين ينطف رأسه ماء، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا ابن مريم».
ب ـ نعت النبي محمد اخاه عيسى ابن مريم ـ عليهما السلام ـ فقال: «ربعة احمر كأنما خرج من ديماس»، أي حمام: كناية عن النقاء والإشراق والوضاءة.
جـ ـ وقال: «انا اولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة. والانبياء اخوة لصلات امهاتهم شتى ودينهم واحد».
د ـ وقال «من شهد ان لا إله الا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، وان عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته القاها الى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، ادخله الله الجنة على ما كان من العمل».. وقال النووي ـ وهو يشرح هذا الحديث ـ: «هذا حديث عظيم الموقع. وهو من أجمع الاحاديث المشتركة على العقائد».
ثانيا: البرهان على تقديم الصديقة البتول والتعريف بها.. فتعريف الاسلام بالسيد المسيح: امتد ليشمل التعريف بأن مريم بنت عمران رضي الله عنها، وهو تقديم قرآني، جاء في أجمل وأكرم وأرقى صورة:
أ ـ فمريم هي المحفوظة من الشيطان منذ البدء: «واني سميتها مريم واني اعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم».
ب ـ وهي المكرمة بكرامة الله لها: «كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنّى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب».
جـ ـ وهي الطاهرة المصطفاة على نساء العالمين: «واذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين».
د ـ وهي القانتة الساجدة الراكعة: «يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين».
هـ ـ وهي المبشرة بالمولود العظيم: أحد اولي العزم من الرسل: «اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين».
وـ وهي الصديقة: «ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة».
ز ـ وهو المرفوع ذكرها في القرآن ابدا: «واذكر في الكتاب مريم اذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا».
ولقد رفع الله قدر المرأة ـ كنوع ـ برفع قدر مريم بنت عمران: فكيف يجرؤ بعد ذلك: امرؤ من المسلمين او المسيحيين او من أي ملة اخرى: كيف يجرؤ ـ بالقول او الفعل ـ على الحط من قدر المرأة، والانتقاص من مقامها الشامخ الرفيع؟!