Riad1234
16-01-2005, 03:45 PM
الأخوة الأفاضل ..
لقد قرأت هذا المقال فى موقع جريدة القدس العربى ..ورأيت ان اعرضه عليكم لمناقشته بقلب وفكر مفتوح ..بعيدا عن مهاترات البعض
وارجو من لديه مداخلة جادة فليتفضل بالأدلاء برأيه واما من يريد فقط السب واللعن فلا محال له هنا وسأهمله ولن ارد عليه
الموضوع يتحدث عن الدور السياسى للكنيسة المصرية وهل هى مكان للتعبد فقط ام تدخل السياسة ضمن اختصاصا تها
عنوان المقال
العودة إلي الأصول لتفسير عملية اعتقال وفاء قسطنطين: خطر تحول الكنيسة المصرية إلي مخفر لشرطة من الكهنة!
لندن فى 15/1/2005
كسرت الكنيسة المصرية، في موقفها من وفاء قسطنطين، قواعد ما كان لها أن تكسرها، ومهما كان فساد النظام السياسي وعجزه، فهذا لا يبرر لها أن تجعل من نفسها نظاما سياسيا، ولا تقيم لحسابها دولة داخل الدولة، فالنظم السياسية الفاسدة، والدولة العاجزة، كلاهما يواجه بالعمل السياسي، بكافة سبله ووسائله، وذلك للحيلولة دون اهتزاز الولاء للوطن أو عدم الانصياع لضوابط الدولة، فما نعيبه علي العائلة الحاكمة ، أعني أسرة الرئيس مبارك، ومراكز القوي، الدائرة في فلكها، تقاسمها المصالح والمنافع، وسببه أنها تمارس دورا سياسيا وسياديا خارج القانون وفوق النظام السياسي والدولة، وعليه لا نتحسس من نقد الكنيسة إذا ما مارست دورا معيبا، كشف عنه وضع وفاء قسطنطين، المختطفة والمحتجزة في أحد الأديرة التابعة للكنيسة.
هنا تستوجب الأمور العودة إلي بعض الأصول في المعني المسيحي لما هو ديني وما هو دنيوي.. فعندما وضعت طائفة من فقهاء اليهود (الفريسيين) السيد المسيح تحت الاختبار، أرسلت إليه بفريق من اليهود العاملين لحساب الرومان، وعرفوا باسم الهيرودسيين ليختبروه، فقالوا له: يا معلم، نحن نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلي وجوه الناس فقل لنا ماذا تظن. أيجوز أن تعطي الجزية لقيصر أم لا؟ فعلم يسوع خبثهم وقال: لماذا تجربونني يا مراؤون أروني معاملة الجزية. فقدموا له دينارا. فقال لهم لمن هذه الصـــورة والكتابة. قـــالوا له: لقيصر. فقال لهم أعطوا إذن ما لقيصر لقيصر وما لله لله (متي 21: 17).
وفي موضع آخر ورد علي لسان السيد المسيح: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض واحدا ويحب الآخر وإما أن يلازم واحدا ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (متي: اصحاح 6 آية 24) وقال: لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما علي الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فإني جئت لأفرق الانسان ضد أبيه والإبنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب إبنا أو إبنة أكثر مني فلا يستحقني ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني (متي: 10 آيات 34 ـ 37)، ومغزي هذه النصوص وغيرها، أن السيد المسيح فصل فصلا صارما بين شؤون الدنيا وأمور الدين، ونبه إلي استحالة الجمع بين ما يفرض بمبادئ الدين، وما تقتضيه شؤون الدنيا، المتشعبة (اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وحضارية). وهو ما حفز المسيح إلي وضع أتباعه أمام خيارين حاسمين. فإما ملكوت السماء وإما ملكوت الأرض وزينتها.
وعندما أقبل عليه رجل وجثا أمامه وسأله: أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحا. ليس أحد صالحا إلا واحد هو الله. أنت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تسلب، اكرم أباك وأمك. فأجاب وقال له: يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر إليه يسوع وقال له: يعوزك شيء واحد اذهب وبع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب. فاغتم عليه القول ومضي حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة. نظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما أعسر دخول ذوي الأموال إلي ملكوت الله. فتحير التلاميذ من كلامه. فاستطرد قائلا لهم: يا بني، ما أعسر دخول المتكلين علي الأموال إلي ملكوت الله. مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلي ملكوت الله (إنجيل مرقص. اصحاح 10 آية 17 - 25). هذه الأقوال تبين مستوي التجرد والسمو الذي علي من يعمل للانتساب لملكوت الله أن يبلغه.
فسلطان القيصر، أي الحاكم، يمارس بالأعوان والأجهزة والأوامر والضوابط المادية الملموسة، أما سلطان الله يتحقق بسمو الروح والقوة المعنوية، ونطاقه مملكة الله، التي عاش لها السيد المسيح وأورثها لحوارييه وتلاميذه من بعده، وشرط الوارث أن يحمل كثيرا من صفات السيد المسيح، وهذا أساس تحول هؤلاء إلي رسل وقديسين. لهم الكلمة الأخيرة في أمور الدين كافة، وطاعتهم عنوان الإيمان به. يقول الإنجيل أن المسيح دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا علي أرواح نجسة حتي يطردوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف (متي 10: 1). ثم أعلن لهم وللكافة: من يقبلكم يقبـــلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني (متي 10: 40). وأنا أقول لك أنت يا بطرس وعلي هذه الصخرة أبني كنيــــستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها. وأعطيــــك مفاتيح ملكوت السماوات. فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا في السماوات، وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السماوات (متي 16: 18 - 20).
ولم تكن هذه النصوص وغيرها هي المحددة فقط للعلاقة بين الدين والدنيا، إنما أعطت المعني الروحي للكنيسة المسيحية، فهي ليست ذلك المكان الذي تمارس داخله شعائر وطقوس الدين والعبادة فقط، بل هي ذلك المكان المجرد المطلق. فحين أبلغ بطرس ببناء كنيسته قرن ذلك باعطائه مفاتيح ملكوت السماء، وكل ما يربط علي الأرض يربط بالسماوات، وكل ما يحل علي الأرض يكون محلولا في السماوات، وعليه فإن رجال الدين في المسيحية ليسوا مثل باقي الطوائف والطبقات، التي تكونت بفعل تراكمات حضارية وتطورات اجتماعية وإنسانية. وإن كان التحليل الاقتصادي المادي ينحو منحي آخر في نظرته إلي رجال الدين في المسيحية، لكننا هنا نتعامل مع الأمر حسب ما جاء في الإنجيل وليس وفق نظريات الفكر المعاصر.
والمشكلة نشأت منذ زمن، وتحديدا منذ دخول المسيحية إلي الغرب، بسلطان الدولة الرومانية، وسلطة الرومان كانت، وما زالت، مادية، تختلف جوهريا عن السلطان الروحي الذي نشر المسيحية في موطنها الأصلي، المعروف الآن بالمشرق العربي، فقد كان سلطان التعاليم ونموذج التضحية الذي قدمه السيد المسيح وتأثير معجزاته وراء نشر المسيحية في المشرق. فظهرت متقشفة زاهدة مضحية، علي العكس من مسيحية الرومان، التي ولدت وعاشت مترفة متسلطة منحازة عنصريا للرجل الأبيض، إلي أن وصلت إلي صيغتها الراهنة.
وإذا ما انتقلنا إلي القرون الأخيرة نجد أن الصراع برز حول الكنائس المشرقية والعربية، ومن بينها الكنيسة المصرية، التي استهدفتها حملات التبشير، مع نمو الظاهرة الاستعمارية فبدأت بعثات التبشير الأمريكية تفد إلي مصر، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبذلت جهدا مكثفا لتحويل الأقباط إلي البروتستانتية، وكان الصعيد ببعده عن العاصمة مغريا للمبشرين. وعملت الكنيسة الروسية، من جانبها، مع نهايات نفس القرن، علي بسط حمايتها علي الأقباط، وقد أورد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، في واحدة من دراساته، ما دار بين البطريرك كيرلس الخامس والقنصل الروسي في مصر.. قال القنصل للبطريرك: إزاء هذا الطمع في مصر فإن الأقباط الأرثوذكس فيها لا ملجأ لهم غير قيصر روسيا، وهو حامي العقيدة الصحيحة ، ورد البطريرك علي القنصل الروسي: ومن يحمي القيصر؟ رد القنصل: يحميه الله ، فرد البطريرك: وهو أيضا يحمينا ، وقال البطريرك عبارته الشهيرة القيصر يموت وأنا أيضا. ولا يحتاج ميت إلي حماية ميت وإنما يحتاج الكل إلي حماية من لا يموت . ويجب ألا ننسي أن الكنيسة الرومانية اعتبرت مسيحيي الشرق ونصاري العرب، ومنهم الأقباط، مجرد كفرة ومرتدين!!.
(يتبع)
لقد قرأت هذا المقال فى موقع جريدة القدس العربى ..ورأيت ان اعرضه عليكم لمناقشته بقلب وفكر مفتوح ..بعيدا عن مهاترات البعض
وارجو من لديه مداخلة جادة فليتفضل بالأدلاء برأيه واما من يريد فقط السب واللعن فلا محال له هنا وسأهمله ولن ارد عليه
الموضوع يتحدث عن الدور السياسى للكنيسة المصرية وهل هى مكان للتعبد فقط ام تدخل السياسة ضمن اختصاصا تها
عنوان المقال
العودة إلي الأصول لتفسير عملية اعتقال وفاء قسطنطين: خطر تحول الكنيسة المصرية إلي مخفر لشرطة من الكهنة!
لندن فى 15/1/2005
كسرت الكنيسة المصرية، في موقفها من وفاء قسطنطين، قواعد ما كان لها أن تكسرها، ومهما كان فساد النظام السياسي وعجزه، فهذا لا يبرر لها أن تجعل من نفسها نظاما سياسيا، ولا تقيم لحسابها دولة داخل الدولة، فالنظم السياسية الفاسدة، والدولة العاجزة، كلاهما يواجه بالعمل السياسي، بكافة سبله ووسائله، وذلك للحيلولة دون اهتزاز الولاء للوطن أو عدم الانصياع لضوابط الدولة، فما نعيبه علي العائلة الحاكمة ، أعني أسرة الرئيس مبارك، ومراكز القوي، الدائرة في فلكها، تقاسمها المصالح والمنافع، وسببه أنها تمارس دورا سياسيا وسياديا خارج القانون وفوق النظام السياسي والدولة، وعليه لا نتحسس من نقد الكنيسة إذا ما مارست دورا معيبا، كشف عنه وضع وفاء قسطنطين، المختطفة والمحتجزة في أحد الأديرة التابعة للكنيسة.
هنا تستوجب الأمور العودة إلي بعض الأصول في المعني المسيحي لما هو ديني وما هو دنيوي.. فعندما وضعت طائفة من فقهاء اليهود (الفريسيين) السيد المسيح تحت الاختبار، أرسلت إليه بفريق من اليهود العاملين لحساب الرومان، وعرفوا باسم الهيرودسيين ليختبروه، فقالوا له: يا معلم، نحن نعلم أنك صادق وتعلم طريق الله بالحق ولا تبالي بأحد لأنك لا تنظر إلي وجوه الناس فقل لنا ماذا تظن. أيجوز أن تعطي الجزية لقيصر أم لا؟ فعلم يسوع خبثهم وقال: لماذا تجربونني يا مراؤون أروني معاملة الجزية. فقدموا له دينارا. فقال لهم لمن هذه الصـــورة والكتابة. قـــالوا له: لقيصر. فقال لهم أعطوا إذن ما لقيصر لقيصر وما لله لله (متي 21: 17).
وفي موضع آخر ورد علي لسان السيد المسيح: لا يقدر أحد أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض واحدا ويحب الآخر وإما أن يلازم واحدا ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال (متي: اصحاح 6 آية 24) وقال: لا تظنوا أني جئت لألقي سلاما علي الأرض. ما جئت لألقي سلاما بل سيفا. فإني جئت لأفرق الانسان ضد أبيه والإبنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته. من أحب أبا أو أما أكثر مني فلا يستحقني. ومن أحب إبنا أو إبنة أكثر مني فلا يستحقني ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني (متي: 10 آيات 34 ـ 37)، ومغزي هذه النصوص وغيرها، أن السيد المسيح فصل فصلا صارما بين شؤون الدنيا وأمور الدين، ونبه إلي استحالة الجمع بين ما يفرض بمبادئ الدين، وما تقتضيه شؤون الدنيا، المتشعبة (اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية وحضارية). وهو ما حفز المسيح إلي وضع أتباعه أمام خيارين حاسمين. فإما ملكوت السماء وإما ملكوت الأرض وزينتها.
وعندما أقبل عليه رجل وجثا أمامه وسأله: أيها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له يسوع: لماذا تدعوني صالحا. ليس أحد صالحا إلا واحد هو الله. أنت تعرف الوصايا: لا تزن، لا تقتل، لا تسرق، لا تشهد بالزور، لا تسلب، اكرم أباك وأمك. فأجاب وقال له: يا معلم هذه كلها حفظتها منذ حداثتي. فنظر إليه يسوع وقال له: يعوزك شيء واحد اذهب وبع كل ما لك واعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملا الصليب. فاغتم عليه القول ومضي حزينا لأنه كان ذا أموال كثيرة. نظر يسوع حوله وقال لتلاميذه ما أعسر دخول ذوي الأموال إلي ملكوت الله. فتحير التلاميذ من كلامه. فاستطرد قائلا لهم: يا بني، ما أعسر دخول المتكلين علي الأموال إلي ملكوت الله. مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلي ملكوت الله (إنجيل مرقص. اصحاح 10 آية 17 - 25). هذه الأقوال تبين مستوي التجرد والسمو الذي علي من يعمل للانتساب لملكوت الله أن يبلغه.
فسلطان القيصر، أي الحاكم، يمارس بالأعوان والأجهزة والأوامر والضوابط المادية الملموسة، أما سلطان الله يتحقق بسمو الروح والقوة المعنوية، ونطاقه مملكة الله، التي عاش لها السيد المسيح وأورثها لحوارييه وتلاميذه من بعده، وشرط الوارث أن يحمل كثيرا من صفات السيد المسيح، وهذا أساس تحول هؤلاء إلي رسل وقديسين. لهم الكلمة الأخيرة في أمور الدين كافة، وطاعتهم عنوان الإيمان به. يقول الإنجيل أن المسيح دعا تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانا علي أرواح نجسة حتي يطردوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف (متي 10: 1). ثم أعلن لهم وللكافة: من يقبلكم يقبـــلني ومن يقبلني يقبل الذي أرسلني (متي 10: 40). وأنا أقول لك أنت يا بطرس وعلي هذه الصخرة أبني كنيــــستي وأبواب الجحيم لن تقوي عليها. وأعطيــــك مفاتيح ملكوت السماوات. فكل ما تربطه علي الأرض يكون مربوطا في السماوات، وكل ما تحله علي الأرض يكون محلولا في السماوات (متي 16: 18 - 20).
ولم تكن هذه النصوص وغيرها هي المحددة فقط للعلاقة بين الدين والدنيا، إنما أعطت المعني الروحي للكنيسة المسيحية، فهي ليست ذلك المكان الذي تمارس داخله شعائر وطقوس الدين والعبادة فقط، بل هي ذلك المكان المجرد المطلق. فحين أبلغ بطرس ببناء كنيسته قرن ذلك باعطائه مفاتيح ملكوت السماء، وكل ما يربط علي الأرض يربط بالسماوات، وكل ما يحل علي الأرض يكون محلولا في السماوات، وعليه فإن رجال الدين في المسيحية ليسوا مثل باقي الطوائف والطبقات، التي تكونت بفعل تراكمات حضارية وتطورات اجتماعية وإنسانية. وإن كان التحليل الاقتصادي المادي ينحو منحي آخر في نظرته إلي رجال الدين في المسيحية، لكننا هنا نتعامل مع الأمر حسب ما جاء في الإنجيل وليس وفق نظريات الفكر المعاصر.
والمشكلة نشأت منذ زمن، وتحديدا منذ دخول المسيحية إلي الغرب، بسلطان الدولة الرومانية، وسلطة الرومان كانت، وما زالت، مادية، تختلف جوهريا عن السلطان الروحي الذي نشر المسيحية في موطنها الأصلي، المعروف الآن بالمشرق العربي، فقد كان سلطان التعاليم ونموذج التضحية الذي قدمه السيد المسيح وتأثير معجزاته وراء نشر المسيحية في المشرق. فظهرت متقشفة زاهدة مضحية، علي العكس من مسيحية الرومان، التي ولدت وعاشت مترفة متسلطة منحازة عنصريا للرجل الأبيض، إلي أن وصلت إلي صيغتها الراهنة.
وإذا ما انتقلنا إلي القرون الأخيرة نجد أن الصراع برز حول الكنائس المشرقية والعربية، ومن بينها الكنيسة المصرية، التي استهدفتها حملات التبشير، مع نمو الظاهرة الاستعمارية فبدأت بعثات التبشير الأمريكية تفد إلي مصر، في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وبذلت جهدا مكثفا لتحويل الأقباط إلي البروتستانتية، وكان الصعيد ببعده عن العاصمة مغريا للمبشرين. وعملت الكنيسة الروسية، من جانبها، مع نهايات نفس القرن، علي بسط حمايتها علي الأقباط، وقد أورد الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل، في واحدة من دراساته، ما دار بين البطريرك كيرلس الخامس والقنصل الروسي في مصر.. قال القنصل للبطريرك: إزاء هذا الطمع في مصر فإن الأقباط الأرثوذكس فيها لا ملجأ لهم غير قيصر روسيا، وهو حامي العقيدة الصحيحة ، ورد البطريرك علي القنصل الروسي: ومن يحمي القيصر؟ رد القنصل: يحميه الله ، فرد البطريرك: وهو أيضا يحمينا ، وقال البطريرك عبارته الشهيرة القيصر يموت وأنا أيضا. ولا يحتاج ميت إلي حماية ميت وإنما يحتاج الكل إلي حماية من لا يموت . ويجب ألا ننسي أن الكنيسة الرومانية اعتبرت مسيحيي الشرق ونصاري العرب، ومنهم الأقباط، مجرد كفرة ومرتدين!!.
(يتبع)