fanous2102
20-02-2005, 08:41 PM
http://www.rosaonline.net/alphadb/article.asp?view=1125
عالم المحيطات «ديفيد ميرنر» انتهى بعد متابعة طويلة إلى اكتشاف ظاهرة «التسونامى» التى أدت إلى ابتلاع البحر لمئات السفن والموانئ، والتى عرفها اليابانيون العاديون قبله وأعطوها هذا الاسم «تسو + نامى» أى مدمر أو مهلك الموانئ، وأطلق «ميرنر» على المساحة المعرضة لهذه الظاهرة المتكررة اسم «مثلث الموت»، واجتمعت من هذا المثلث ومن الدول والجمعيات العلمية المهتمة قمة جاكرتا 26 دولة وجمعية لإقامة جهاز إنذار مبكر، لكن التسونامى فاجأ الجميع بضربة لم يضربها منذ مائة ألف عام مضت، فاجأ مثلث الموت بجبروته وبطشه فدمر الموانئ والجزر وبنية تحتية كاملة قدرت أضرارها بنحو مائة مليار دولار غير خراب الديار وابتلع نحو مائتى ألف إنسان غير الجرحى والمشردين بمئات الآلاف. ن طبيعيا أن يهتز عالم الإنسانية بكليته لفداحة الكارثة، تنهال التبرعات إنقاذا ومواساة وعلاجا وطعاما ومساعدة للمصابين والمشردين من مشاهير الرياضيين والفنانين والأثرياء، أما الأفراد محدودو الدخل فقد شاركوا فى مباريات وحفلات جمعت فيها الأموال لمصابى تسونامى لإثبات مساهماتهم واهتمامهم وفزعهم ومواساتهم كأفراد بغض النظر عما قدمت دولهم وهيئاتهم الرسمية التى هم مشاركون فيها بالضرورة بما يدفعونه من ضرائب. لقد أراد كل فرد أن يدعم أخاه الإنسان فى الطرف الآخر من الأرض فقط، لأنه إنسان ولأن كليهما إنسان، بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس لكليهما. فماذا فعل المسلمون؟ استمعوا معى بنى الإنسان إلى ما قاله مشايخنا فى مصاب البشرية المخيف.. نبه قرضاوى إلى ضرورة ملاحظة أن الكارثة قد حدثت فى منطقة تعتمد على السياحة، يتم فيها تناول المسكرات وفعل المنكرات، وأكد عميد كلية الشريعة بالكويت أنه عقوبة للجزر الإباحية التى دمرت، وعندنا أكد الأزاهرة على غضبة الله الباطشة بالتسونامى، وأوجزه ولخصه
الدكتور أحمد عمر هاشم المتخصص فى تشديد النكير على المصابين فى كل جلل ومصاب فادح، وقال زغلول النجار أن التسونامى كان عقابا للعاصين وابتلاء للناجين، وقال صالح المنجد فى السعودية أن كارثة المد وقعت بسبب وجود السياح غير المسلمين يتحولون عرايا فى النوادى الليلية على الشواطئ وهم يحملون الخمر.. إلخ.. إلخ. ووفق هذا التفسير والفهم، لابد أن نفهم أن الله قد أرسل العذاب على المسلمين ودمر بلادهم وسحقهم سحقا لأنهم استقبلوا السياح فى بعض كفورهم كمصدر للدخل، سحقهم لأنهم سمحوا للسياح بعزف الموسيقى والرقص والفرح. ولابد أن أفهم أن هذه السعادة، وهذا الفرح وما يصاحبه من ضجيج سعيد قد أزعج الرب فقام يدمدم عليهم، ولابد أن نفهم أيضا أن الرب هنا مصاب بعدم القدرة على التمييز بين الصالح والطالح، لأن المساحة المدمرة الهائلة لم تكن كلها مرتعا لسعادة السياح، بل ربما كان معظمها أغلب من الغلب، كما يجب أن نفهم أيضا أن رب السماء ينزعج بشدة من السعادة التى يمارسها عبيده على طريقتهم، وينزعج من الرزق الذى يعود على أهل البلاد المفتوحة لتلك السياحة، لكنه يفرح ويسعد بتباكيهم عندما يستمعون إلى القرآن وبكائهم على حالهم، وأنه تبلغ به نشوة السعادة مع كل ذبيح للإرهاب الإسلامى تقربا وقربانا، وأنه يرسل غضبه فقط على من يمارسون الفرح الحر فيعاقبهم ويقتل معهم الفلاح المنتج
فى حقله والصانع المنجز فى مصنعه على بعد مئات الكيلومترات، ويقتل معهم الشيخ الفانى والطفل الرضيع والصبى التقى، ولابد أن نفهم أيضا أن الله يثبت قدراته فقط مع أمثالنا من غلابة، وإلا لماذا مادام هكذا المنطق فلماذا لا يدمر لنا دولة إسرائيل أو أمريكا أو روسيا مثلا؟! أم أن الرادع النووى يمنعه عن اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطرة؟! ثم يتأسس على كل هذا السؤال الأهم: أى رب هذا الذى يدعو إليه دعاة المسلمين؟! سادتى.. هل رأيتم تلك الطفلة المسلمة الضائعة بلا أهل ولا مأوى فى بندا آتشى بإندونيسيا تجيب عن سؤال التليفزيون عما تتمناه، فلا تقول الطفلة الضائعة اليتيمة أنها تريد أبويها لتعبر عن احتجاج طفولى مفترض ضد ما حدث، ولا تقول أنها تريد طعاما تحبه وملبسا تفرح به، لتعبر عن رفضها لواقعها الفقير أصلا، ولا تطلب دمية تلعب بها، إنما هى تريد أن تصبح طبيبة لتعالج المسلمين لتحقق
الهدف النهائى: إرضاء الله! أين ذهب أبواها بعد أن صبا فى روحها هذا الذى قالت؟ لقد ذهبا مع الكفرة السائحين، ولم يستطع رب الإسلام حسب الصورة التى قدمها لنا مشايخنا أن يميز بين هذين العبدين الصالحين وبين السائحين الفجرة الفسقة؟! لقد ذهب الوالدان بعد أن غرسا الطائفية الواحدية فى روح الطفلة حتى لا تهتم بغير المسلمين، وغايتها النهائية إرضاء رب المسلمين، فما كان من رب المسلمين إلا أن ذهب بالطائفى المتعصب لدينه ضحية الدمار، وتيتمت طفلته، وضاعت تنتظر يد أى خاطف من عصابات أعداء الإنسانية وتجار البشرية، لتباع رقيقا أبيض لبدوى مريض نفسيا يعشق جنس الأطفال، لأنه لم يعد أحد فى العالم لايزال يقر العبودية ويعلمها لأجياله فى مدارس الدين سوانا، لذلك لن تجد أسواق رقيق تسونامى أفضل من سوقنا! أو ربما تختطف هذه الطفلة مع أطفال آخرين على يد مجرمين من نوع آخر أكثر استثمارا وأكثر وحشية، لتباع قطعا حسب المطلوب من إكسسوارات آدمية! ألا ترونهم يصوغون لنا ربا مثل حضرة الصول عطية فى الجيش الذى كان يعاقب السرية بكاملها لأنه لا يعرف الفرد المخطئ فيها؟! ألا ترونه ذات القانون الذى مارسه حضرة الصول بأن الحسنة تخص والسيئة تعم؟! ألا ترون هذا الرب وفق هذا الفهم يتلذذ بقتل جدات وأجداد كلت حواسهم عن إتيان المعاصى ويعدون أنفسهم للقاء ربهم لقاء حسنا؟! وبقتل
رضع من ملائكة البشر لم يرتكبوا بعد جريرة يعاقبون عليها؟! وبترك الشباب القادر على إتيان المعصية ينجو بشبابه وفتوته؟! ألا ترون فى حديث مشايخنا شماتة رخيصة بائسة من الثكالى والأرامل تشير إلى نفوس مريضة كارهة إزاء كارثة إنسانية تعصر القلوب والأكباد؟! ألا ترون البشر فى العالم من غير المسلم أكثر رحمة بالمسلمين من المسلمين ورب المسلمين كما يصوره لنا مشايخنا؟! ألا ترون ضمير العالم وقد سما فوق الأديان والقوميات، بينما «إيغلاند» منسق الإغاثة الدولية يستصرخ عرب الخليج فلا يسمعون، ألا ترون أطفال العالم يتبرعون لأطفال تسونامى مسلمين وغير مسلمين؟! بينما جمعيات عندنا تقرر جمع التبرعات فتنشر إعلانا للتبرع للمسلمين فقط مع تنبيهها أنها ستبعث بالأموال المجموعة للمسلمين فقط؟! أليس بن لادن مليونيرا عظيما، ومسلما مخلصا، كما يقول، وعين نفسه جنرالا لجيش المسلمين العالمى لمحاربة العالم؟ لماذا إذن وهو فى هذا المكان وتلك المكانة لم يتخذ أية خطوة ولو طائفية لصالح مسلمى تسونامى وحدهم كما تفعل جمعياتنا
الخيرية؟! وإذا كانت فتاواه تعبر القارات لتحيل الحياة إلى موت وخراب، فلماذا لم يصدر فتوى ترتقى به إنسانيا لمحبيه تحرك فيهم النخوة والنجدة للتطوع فى جهود الإنقاذ كما يدعوهم إلى تفجير أنفسهم عند أبواب الحسينيات والكنائس العراقية؟! كان بإمكان بن لادن أن يحوز كرامة الإنسانية بالإضافة إلى شهرته كإرهابى دولى، لكنه لم يقتد بالسيد كوفى عنان الكافر، لأن قضيته وقضية مشايخنا من قرضاوى إلى الزرقاوى لا تنشغل بالإنسان وما يحدث له، بل هى تهيم فى وهم ومفاهيم ونصوص وقواعد كالهيم، بمنهج لم يشغله الإنسان الفرد يوما. دعونى أهل الرشاشات والفتاوى أحفزكم على طريقتكم، دعونا من الخوف على أطفال المسلمين من الخطف والاستعباد، ألا ترونهم واقعين لا محالة فى يد من يرحمون ويطببون ويطعمون ويعلمون ويربون ويرفهون ويسعدون وأيضا مع هذا كله ينصرون أو يهودون؟! صدقنى قارئى ولا حتى هذا يمكنه تحفيز مشايخنا ولا جنرالات ميليشياتنا العالمية لفعل شىء بهذا الصدد، لأنهم يعجزون عن كل ما هو مع الحياة، لكنهم فاعلون مؤثرون قادرون فى كل ما هو مع الموت. ثم يبقى تفسير مشايخنا يحمل فى طياته فتوى مرعبة لا إنسانية، لأنه إذا كان أهل هذه البلاد التى دمرتها يد الله الباطشة، أهل فسق وفجور واستحقوا كل هذا الغضب المرعب الهائل البشع، فمعنى ذلك هو التشريع لكل مجرم سارق خاطف تاجر للعبيد مغتصب تاجر للأعضاء البشرية متوحش، كل هؤلاء لابد أيضا، وبالتأسيس على ما قال مشايخنا، يحملون شرعية السماء، فهم أيضا يد الله
عالم المحيطات «ديفيد ميرنر» انتهى بعد متابعة طويلة إلى اكتشاف ظاهرة «التسونامى» التى أدت إلى ابتلاع البحر لمئات السفن والموانئ، والتى عرفها اليابانيون العاديون قبله وأعطوها هذا الاسم «تسو + نامى» أى مدمر أو مهلك الموانئ، وأطلق «ميرنر» على المساحة المعرضة لهذه الظاهرة المتكررة اسم «مثلث الموت»، واجتمعت من هذا المثلث ومن الدول والجمعيات العلمية المهتمة قمة جاكرتا 26 دولة وجمعية لإقامة جهاز إنذار مبكر، لكن التسونامى فاجأ الجميع بضربة لم يضربها منذ مائة ألف عام مضت، فاجأ مثلث الموت بجبروته وبطشه فدمر الموانئ والجزر وبنية تحتية كاملة قدرت أضرارها بنحو مائة مليار دولار غير خراب الديار وابتلع نحو مائتى ألف إنسان غير الجرحى والمشردين بمئات الآلاف. ن طبيعيا أن يهتز عالم الإنسانية بكليته لفداحة الكارثة، تنهال التبرعات إنقاذا ومواساة وعلاجا وطعاما ومساعدة للمصابين والمشردين من مشاهير الرياضيين والفنانين والأثرياء، أما الأفراد محدودو الدخل فقد شاركوا فى مباريات وحفلات جمعت فيها الأموال لمصابى تسونامى لإثبات مساهماتهم واهتمامهم وفزعهم ومواساتهم كأفراد بغض النظر عما قدمت دولهم وهيئاتهم الرسمية التى هم مشاركون فيها بالضرورة بما يدفعونه من ضرائب. لقد أراد كل فرد أن يدعم أخاه الإنسان فى الطرف الآخر من الأرض فقط، لأنه إنسان ولأن كليهما إنسان، بغض النظر عن الدين أو اللون أو الجنس لكليهما. فماذا فعل المسلمون؟ استمعوا معى بنى الإنسان إلى ما قاله مشايخنا فى مصاب البشرية المخيف.. نبه قرضاوى إلى ضرورة ملاحظة أن الكارثة قد حدثت فى منطقة تعتمد على السياحة، يتم فيها تناول المسكرات وفعل المنكرات، وأكد عميد كلية الشريعة بالكويت أنه عقوبة للجزر الإباحية التى دمرت، وعندنا أكد الأزاهرة على غضبة الله الباطشة بالتسونامى، وأوجزه ولخصه
الدكتور أحمد عمر هاشم المتخصص فى تشديد النكير على المصابين فى كل جلل ومصاب فادح، وقال زغلول النجار أن التسونامى كان عقابا للعاصين وابتلاء للناجين، وقال صالح المنجد فى السعودية أن كارثة المد وقعت بسبب وجود السياح غير المسلمين يتحولون عرايا فى النوادى الليلية على الشواطئ وهم يحملون الخمر.. إلخ.. إلخ. ووفق هذا التفسير والفهم، لابد أن نفهم أن الله قد أرسل العذاب على المسلمين ودمر بلادهم وسحقهم سحقا لأنهم استقبلوا السياح فى بعض كفورهم كمصدر للدخل، سحقهم لأنهم سمحوا للسياح بعزف الموسيقى والرقص والفرح. ولابد أن أفهم أن هذه السعادة، وهذا الفرح وما يصاحبه من ضجيج سعيد قد أزعج الرب فقام يدمدم عليهم، ولابد أن نفهم أيضا أن الرب هنا مصاب بعدم القدرة على التمييز بين الصالح والطالح، لأن المساحة المدمرة الهائلة لم تكن كلها مرتعا لسعادة السياح، بل ربما كان معظمها أغلب من الغلب، كما يجب أن نفهم أيضا أن رب السماء ينزعج بشدة من السعادة التى يمارسها عبيده على طريقتهم، وينزعج من الرزق الذى يعود على أهل البلاد المفتوحة لتلك السياحة، لكنه يفرح ويسعد بتباكيهم عندما يستمعون إلى القرآن وبكائهم على حالهم، وأنه تبلغ به نشوة السعادة مع كل ذبيح للإرهاب الإسلامى تقربا وقربانا، وأنه يرسل غضبه فقط على من يمارسون الفرح الحر فيعاقبهم ويقتل معهم الفلاح المنتج
فى حقله والصانع المنجز فى مصنعه على بعد مئات الكيلومترات، ويقتل معهم الشيخ الفانى والطفل الرضيع والصبى التقى، ولابد أن نفهم أيضا أن الله يثبت قدراته فقط مع أمثالنا من غلابة، وإلا لماذا مادام هكذا المنطق فلماذا لا يدمر لنا دولة إسرائيل أو أمريكا أو روسيا مثلا؟! أم أن الرادع النووى يمنعه عن اتخاذ مثل هذه الخطوة الخطرة؟! ثم يتأسس على كل هذا السؤال الأهم: أى رب هذا الذى يدعو إليه دعاة المسلمين؟! سادتى.. هل رأيتم تلك الطفلة المسلمة الضائعة بلا أهل ولا مأوى فى بندا آتشى بإندونيسيا تجيب عن سؤال التليفزيون عما تتمناه، فلا تقول الطفلة الضائعة اليتيمة أنها تريد أبويها لتعبر عن احتجاج طفولى مفترض ضد ما حدث، ولا تقول أنها تريد طعاما تحبه وملبسا تفرح به، لتعبر عن رفضها لواقعها الفقير أصلا، ولا تطلب دمية تلعب بها، إنما هى تريد أن تصبح طبيبة لتعالج المسلمين لتحقق
الهدف النهائى: إرضاء الله! أين ذهب أبواها بعد أن صبا فى روحها هذا الذى قالت؟ لقد ذهبا مع الكفرة السائحين، ولم يستطع رب الإسلام حسب الصورة التى قدمها لنا مشايخنا أن يميز بين هذين العبدين الصالحين وبين السائحين الفجرة الفسقة؟! لقد ذهب الوالدان بعد أن غرسا الطائفية الواحدية فى روح الطفلة حتى لا تهتم بغير المسلمين، وغايتها النهائية إرضاء رب المسلمين، فما كان من رب المسلمين إلا أن ذهب بالطائفى المتعصب لدينه ضحية الدمار، وتيتمت طفلته، وضاعت تنتظر يد أى خاطف من عصابات أعداء الإنسانية وتجار البشرية، لتباع رقيقا أبيض لبدوى مريض نفسيا يعشق جنس الأطفال، لأنه لم يعد أحد فى العالم لايزال يقر العبودية ويعلمها لأجياله فى مدارس الدين سوانا، لذلك لن تجد أسواق رقيق تسونامى أفضل من سوقنا! أو ربما تختطف هذه الطفلة مع أطفال آخرين على يد مجرمين من نوع آخر أكثر استثمارا وأكثر وحشية، لتباع قطعا حسب المطلوب من إكسسوارات آدمية! ألا ترونهم يصوغون لنا ربا مثل حضرة الصول عطية فى الجيش الذى كان يعاقب السرية بكاملها لأنه لا يعرف الفرد المخطئ فيها؟! ألا ترونه ذات القانون الذى مارسه حضرة الصول بأن الحسنة تخص والسيئة تعم؟! ألا ترون هذا الرب وفق هذا الفهم يتلذذ بقتل جدات وأجداد كلت حواسهم عن إتيان المعاصى ويعدون أنفسهم للقاء ربهم لقاء حسنا؟! وبقتل
رضع من ملائكة البشر لم يرتكبوا بعد جريرة يعاقبون عليها؟! وبترك الشباب القادر على إتيان المعصية ينجو بشبابه وفتوته؟! ألا ترون فى حديث مشايخنا شماتة رخيصة بائسة من الثكالى والأرامل تشير إلى نفوس مريضة كارهة إزاء كارثة إنسانية تعصر القلوب والأكباد؟! ألا ترون البشر فى العالم من غير المسلم أكثر رحمة بالمسلمين من المسلمين ورب المسلمين كما يصوره لنا مشايخنا؟! ألا ترون ضمير العالم وقد سما فوق الأديان والقوميات، بينما «إيغلاند» منسق الإغاثة الدولية يستصرخ عرب الخليج فلا يسمعون، ألا ترون أطفال العالم يتبرعون لأطفال تسونامى مسلمين وغير مسلمين؟! بينما جمعيات عندنا تقرر جمع التبرعات فتنشر إعلانا للتبرع للمسلمين فقط مع تنبيهها أنها ستبعث بالأموال المجموعة للمسلمين فقط؟! أليس بن لادن مليونيرا عظيما، ومسلما مخلصا، كما يقول، وعين نفسه جنرالا لجيش المسلمين العالمى لمحاربة العالم؟ لماذا إذن وهو فى هذا المكان وتلك المكانة لم يتخذ أية خطوة ولو طائفية لصالح مسلمى تسونامى وحدهم كما تفعل جمعياتنا
الخيرية؟! وإذا كانت فتاواه تعبر القارات لتحيل الحياة إلى موت وخراب، فلماذا لم يصدر فتوى ترتقى به إنسانيا لمحبيه تحرك فيهم النخوة والنجدة للتطوع فى جهود الإنقاذ كما يدعوهم إلى تفجير أنفسهم عند أبواب الحسينيات والكنائس العراقية؟! كان بإمكان بن لادن أن يحوز كرامة الإنسانية بالإضافة إلى شهرته كإرهابى دولى، لكنه لم يقتد بالسيد كوفى عنان الكافر، لأن قضيته وقضية مشايخنا من قرضاوى إلى الزرقاوى لا تنشغل بالإنسان وما يحدث له، بل هى تهيم فى وهم ومفاهيم ونصوص وقواعد كالهيم، بمنهج لم يشغله الإنسان الفرد يوما. دعونى أهل الرشاشات والفتاوى أحفزكم على طريقتكم، دعونا من الخوف على أطفال المسلمين من الخطف والاستعباد، ألا ترونهم واقعين لا محالة فى يد من يرحمون ويطببون ويطعمون ويعلمون ويربون ويرفهون ويسعدون وأيضا مع هذا كله ينصرون أو يهودون؟! صدقنى قارئى ولا حتى هذا يمكنه تحفيز مشايخنا ولا جنرالات ميليشياتنا العالمية لفعل شىء بهذا الصدد، لأنهم يعجزون عن كل ما هو مع الحياة، لكنهم فاعلون مؤثرون قادرون فى كل ما هو مع الموت. ثم يبقى تفسير مشايخنا يحمل فى طياته فتوى مرعبة لا إنسانية، لأنه إذا كان أهل هذه البلاد التى دمرتها يد الله الباطشة، أهل فسق وفجور واستحقوا كل هذا الغضب المرعب الهائل البشع، فمعنى ذلك هو التشريع لكل مجرم سارق خاطف تاجر للعبيد مغتصب تاجر للأعضاء البشرية متوحش، كل هؤلاء لابد أيضا، وبالتأسيس على ما قال مشايخنا، يحملون شرعية السماء، فهم أيضا يد الله