makakola
09-05-2005, 06:23 AM
http://www.copts-united.com/CoptsUnitedWriters/Samuel_Boulus/Coptic%20silence_08May05.htm
ألم يحن الوقت لتخرج الغالبية القبطية عن صمتها ؟
وألم يحن الوقت لتكف عن سلبياتها وعزوفها عن المشاركة في إبداء الرأي ؟
جيد جداً أن يكون لدينا وسائل إعلام قبطية ، مرئية ومسموعة ومطبوعة ، نطرح فيها قضايانا وهمومنا كشعب مقهور ومسحوق تحت نعال التعصب والديكتاتورية والظلم ، يناضل من أجل نيل حريته الدينية والسياسية ، وتحقيق الحد الأدنى من العيش بكرامة ادمية أقرتها كافة قوانين حقوق الإنسان الدولية.
جيد جداً أن يكون لدينا في المهجر مواقع اليكترونية جريئة ، كموقع الأقباط متحدون ، والذي يشرفني الانضمام إلى كتابه ، ففيه نبضات شعبنا ، وانفاسه ، ودموعه وآهاته وأحلامه وأمانيه ، وجميع أقباط المهجر مدعوون للمشاركة فيه سواء بالرأي ، أو بالمعلومة ، أو بالتعليق والتعقيب ، أو بالخبرة ،
أو بالدعم . فالقضية هي قضيتنا كلنا ، قضية شعب مسالم ووديع ولا يطالب بأكثر من حقه في العيش داخل وطنه بأمن وأمان وكرامة ، وعدم الاستهانة والسخرية من مقدساته ، ومن رموزه الدينية، وعدم استباحة أعراض نساؤه وفتياته ، أو التحرش بهن .
أقول أنه جيد أن تكون لدينا منابر اعلامية خاصة لنطرح فيها قضايانا ومطالبنا ، لكن لو اكتفينا بذلك فلن يصل صوتنا إلا لعدد محدود ، بينما ينبغي إيصاله إلى كل إنسان ، وجيد أن تكون هناك قنوات اتصال مع مراكز وهيئات حقوق الإنسان الدولية ، لكن هذا أيضاً لا يكفي ، لأن قضيتنا طرفها الآخر حكومة عربية مسلمة مستبدة ، ولذلك فينبغي علينا أن نتوجه بصوتنا أيضاً إلى إخواننا العرب المسلمين ، متذكرين إن : الله لا يترك نفسه بلا شاهد .
وأنه كما يوجد أشرار ، فيوجد أخيار. وكما يوجد أناس بلا ضمير ، يوجد آخرون لا يزالون يحترمون ناموس الضمير .
إن الأمانة تحتم علينا الإقرار بذلك ، فليس كل العرب المسلمين سواء ، لأن هذا ضد طبيعة نواميس الوجود ، لذلك نجد الكثيرين منهم تأبى ضمائرهم قبول الظلم الذي نتعرض له نحن الأقباط ، بل ومنهم من عرض حياته للخطر لأجل تدخله الإنساني النبيل في الدفاع عنا أثناء تعرض شعبنا للمجازر ، مثلما حدث في منطقة الزاوية الحمراء ، إذ تدخل أحدهم وأشهر مسدسه في وجوه المعتدين حينما كانوا يلاحقون أسرة قبطية لجأت مستجارة به ، فأجارها بشهامة ومرؤوة ونبل ،وأعطاهم الأمان ، وأدخلهم بيته ثم أغلق عليهم الباب الحديدي الكبير لبيته ، ثم أشهر مسدسه في وجوه ملاحقيهم ، مما جعلهم يتراجعون للوراء ، وأنقذ هذه العائلة القبطية من الموت حرقاً .
وهذا الموقف تكرر في مواضع أخرى ، مما يدل على وجود فئة من العرب المسلمين يمكننا التحدث معهم عن قضايانا وهمومنا وسنجد منهم الأذان الصاغية ، ومن هؤلاء الأخوة المسلمين المحبين المعتدلين نستطيع أن نكون رأي عربي إسلامي يدين ويستنكر الاضطهاد الذي نتعرض له داخل وطننا ، ولقد كان لي صديق مسلم مخلص وطيب القلب أسمه الحاج يوسف ، وكان لديه محل خردوات في شارع الامام بمنطقة مدينة النور بالزاوية الحمراء ، هذا الرجل المسلم الطيب جاءني إلى البطريركية ومعه سيدة قبطية فقيرة معدمة ، عرض عليها إمام الجامع في شارعها أن تشهر إسلامها مقابل صرف مساعدة شهرية لها تعتاش منها ، لكن تصدى له صديقي الحاج يوسف وقال له : الدين اقتناع ، وليس استغلال لظروف الفقراء .
قال هذا ، وظل ينفق عليها من ماله الخاص ، حتى أحضرها لي لعرض مشكلتها ، فقمت وعانقته شاكراً محبته الأخوية ، وقررت صرف مساعدة شهرية ثابتة للسيدة ، خصوصاً وأن زوجها كان قد أسلم ليتزوج من مسلمة أصغر سناً منها .
وقد حكى لي الحاج يوسف إن والده كان له صديق قبطي أسمه عم فانوس ، كانت كل الناس تقول عنهما أنهما جسدان لهما روح واحدة ، وتحقق كلاهما بحذافيره ، إذ ماتا الاثنان معاً في وقت واحد ، وشيعتهما القرية كلها ، وأنه شرب حب المسيحيين من والده .
وعندما مات الحاج يوسف حزنت جداً عليه وبكيت بكاءاً مراً ، وكتبت مقالاً في مجلة الحق والحياة بعنوان ( وداعاً صديقي الحاج يوسف ).
وقد يقول قائل : ولكن هناك شعوب إسلامية أخرى ، كالشعب السعودي مثلاً ، يعيش على الإرهاب ويتغذى على كراهية
المسيحيين لا سيما الأقباط ، وأنه المسؤول الأول عن كل مصائبنا في مصر ، ولا يمكن أن نجد من بين هذا الشعب المتعصب من هو يمكن أن يتعاطف مع قضايانا ؟
أذكر هؤلاء بقول الكتاب : يخرج من الجافي حلاوة ومن الآكل أكلاً ؟
بل وأقول كمختل العقل : أنه يوجد من السعوديين من هم شهوداً للمسيح !!!
بعضهم لا يزال يعيش داخل السعودية متخفياً ، والبعض الآخر هاجر إلى الغرب ، وقد سمعت عن كنيسة المسيح السرية في السعودية منذ 12 سنة مضت.
والسؤال هنا هو : إذا كان السعودي المسلم ، الوهابي ، المتعصب ، والمتطرف ، من الممكن أن يصير مسيحياً ، فلماذا نستبعد أن يصير معتدلاً ورافضاً ليس لقتل المسيحيين ، بل وحتى لمجرد تعرضهم للظلم ؟
وإليكم هذه المقارنة :
1 - التقيت في إحدي مكتبات بيع الصحف العربية بمدينتي الهولندية ، بواد مسلم مصري صايع وعربجي أسمه (حماده) ، وواضح أنه جاي من شارع محمد على ، إذ أنه بمجرد أن عرف إني قبطي ، حتى أخرج من فمه القذر قاموس الشتائم الإباحية ، منها شتائم لا تسمعها إلا في المواخير ، شتم كل الأقباط ، وشتم الهولنديين المسيحيين ، ومنهم زوجته التي لولاها ما كان حصل على الإقامة ، وقال عنها بالحرف إنها (عاهرة) وقد بادر بكل الشتم بدون أي دواعي أو مبررات ، لأنني لم أكن قد فتحت معه أي موضوع ، وكان يظن أنني قبطي غلبان مثل بقية الأقباط الملايكة الغلابة ، فلما شتمته ، وبصقت في وجهه ، و( مرمطت بكرامته الأرض ) ، وصحت على البوليس لأنه شتم الحكومة الهولندية ، لقيته يصرخ ويبكي زي النسوان ، ويجري مني زي ال*** ، وهولندا مليانة بالنماذج الوسخة دي .
2- التقيت بشاب سعودي ( مثقف) يدرس في الجامعة الموجودة في مدينتي الهولندية ، وكان مؤدباً وخجولاً ، ودار بيننا حواراً هادئاً حول المسيحية والإسلام ، ووصل بنا الحديث إلى أوضاع المسيحيين داخل البلاد الإسلامية ، فتحدثت معه عن معاناتنا نحن الأقباط من الظلم من غالبية مسلمي مصر ، فارتبك الشاب ولم يجد ما يقوله ، ثم دعاني لتناول فنجان قهوة ، وهناك قال لي : أنا معك إن الكثير منا متعصبين ، لكن أنا وأسرتي لسنا كذلك ، فالسائق عندنا باكستاني مسيحي ، وكذلك الشغالة الفليبينية ، وأنا كسعودي فأعتذر لك نيابة عن ظلم كل المسلمين .
لذلك فلقد كانت لفتة ذكية جداً من الزميل الأستاذ : جورج المصري ، عندما تحدث حديث طيب عن مؤسسي صحيفة الشرق الأوسط ( الأخوة حافظ ) الذين التقاهم في جدة منذ 25 سنة مضت ، وإشارته إلى تعرضهم إلى الاضطهاد غير العادي علي يد المتعصبين السلفيين المنغلقي العقول( هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر) بسبب توجهاتهم المستنيرة وإيمانهم بالحرية وحقوق الإنسان ..
وأحب أن أؤكد لسيادته ، أنه بالرغم مما أشار إليه بخصوص توجهات ولي العهد ، إلا إن صحيفة الشرق الأوسط لا تزال تتمتع بمساحة من الحرية والتسامح وسعة الصدر غير موجودين في أي صحيفة عربية أخرى، والدليل على ذلك سماحها بنشر الكثير من تعليقاتي ، رغم ما تشكله شخصيتي من معارضة حادة ، غير خافية على أحد ، لأنها معروفة للقاصي والداني ، ورغم كتاباتي الملتهبة سواء في موقعي الكتروني الخاص ( http://www.deaconsamuel.net/)، أو في مجلتي المطبوعة (الحق والحياة) ، أو سواء في مؤلفاتي النارية في مجال المقارنة بين المسيحية والإسلام ، ولا سيما كتابي الصارخ ( حوار صريح حول الإسلام ) ، أو سواء كتاباتي داخل موقع الأقباط متحدون . مما يؤكد لنا عظمة هذه الصحيفة السعودية ، وعدم ممانعتها بنشر رأي قبطي صريح مثلي .
صحيح هناك آراء رفضت نشرها ، وأخرى قامت بتلطيفها ، لكن الصحيح أيضاً إنها لم ترفض من حيث المبدأ نشر رأي لرجل دين قبطي ثائر ومحافظ ، وله خلفيات خطيرة مثل خلفياتي ( وهي للعلم تقطع الخميرة من أي بيت مسلم ، لا سيما لو كان سعودي )!!!
ألم يحن الوقت لتخرج الغالبية القبطية عن صمتها ؟
وألم يحن الوقت لتكف عن سلبياتها وعزوفها عن المشاركة في إبداء الرأي ؟
جيد جداً أن يكون لدينا وسائل إعلام قبطية ، مرئية ومسموعة ومطبوعة ، نطرح فيها قضايانا وهمومنا كشعب مقهور ومسحوق تحت نعال التعصب والديكتاتورية والظلم ، يناضل من أجل نيل حريته الدينية والسياسية ، وتحقيق الحد الأدنى من العيش بكرامة ادمية أقرتها كافة قوانين حقوق الإنسان الدولية.
جيد جداً أن يكون لدينا في المهجر مواقع اليكترونية جريئة ، كموقع الأقباط متحدون ، والذي يشرفني الانضمام إلى كتابه ، ففيه نبضات شعبنا ، وانفاسه ، ودموعه وآهاته وأحلامه وأمانيه ، وجميع أقباط المهجر مدعوون للمشاركة فيه سواء بالرأي ، أو بالمعلومة ، أو بالتعليق والتعقيب ، أو بالخبرة ،
أو بالدعم . فالقضية هي قضيتنا كلنا ، قضية شعب مسالم ووديع ولا يطالب بأكثر من حقه في العيش داخل وطنه بأمن وأمان وكرامة ، وعدم الاستهانة والسخرية من مقدساته ، ومن رموزه الدينية، وعدم استباحة أعراض نساؤه وفتياته ، أو التحرش بهن .
أقول أنه جيد أن تكون لدينا منابر اعلامية خاصة لنطرح فيها قضايانا ومطالبنا ، لكن لو اكتفينا بذلك فلن يصل صوتنا إلا لعدد محدود ، بينما ينبغي إيصاله إلى كل إنسان ، وجيد أن تكون هناك قنوات اتصال مع مراكز وهيئات حقوق الإنسان الدولية ، لكن هذا أيضاً لا يكفي ، لأن قضيتنا طرفها الآخر حكومة عربية مسلمة مستبدة ، ولذلك فينبغي علينا أن نتوجه بصوتنا أيضاً إلى إخواننا العرب المسلمين ، متذكرين إن : الله لا يترك نفسه بلا شاهد .
وأنه كما يوجد أشرار ، فيوجد أخيار. وكما يوجد أناس بلا ضمير ، يوجد آخرون لا يزالون يحترمون ناموس الضمير .
إن الأمانة تحتم علينا الإقرار بذلك ، فليس كل العرب المسلمين سواء ، لأن هذا ضد طبيعة نواميس الوجود ، لذلك نجد الكثيرين منهم تأبى ضمائرهم قبول الظلم الذي نتعرض له نحن الأقباط ، بل ومنهم من عرض حياته للخطر لأجل تدخله الإنساني النبيل في الدفاع عنا أثناء تعرض شعبنا للمجازر ، مثلما حدث في منطقة الزاوية الحمراء ، إذ تدخل أحدهم وأشهر مسدسه في وجوه المعتدين حينما كانوا يلاحقون أسرة قبطية لجأت مستجارة به ، فأجارها بشهامة ومرؤوة ونبل ،وأعطاهم الأمان ، وأدخلهم بيته ثم أغلق عليهم الباب الحديدي الكبير لبيته ، ثم أشهر مسدسه في وجوه ملاحقيهم ، مما جعلهم يتراجعون للوراء ، وأنقذ هذه العائلة القبطية من الموت حرقاً .
وهذا الموقف تكرر في مواضع أخرى ، مما يدل على وجود فئة من العرب المسلمين يمكننا التحدث معهم عن قضايانا وهمومنا وسنجد منهم الأذان الصاغية ، ومن هؤلاء الأخوة المسلمين المحبين المعتدلين نستطيع أن نكون رأي عربي إسلامي يدين ويستنكر الاضطهاد الذي نتعرض له داخل وطننا ، ولقد كان لي صديق مسلم مخلص وطيب القلب أسمه الحاج يوسف ، وكان لديه محل خردوات في شارع الامام بمنطقة مدينة النور بالزاوية الحمراء ، هذا الرجل المسلم الطيب جاءني إلى البطريركية ومعه سيدة قبطية فقيرة معدمة ، عرض عليها إمام الجامع في شارعها أن تشهر إسلامها مقابل صرف مساعدة شهرية لها تعتاش منها ، لكن تصدى له صديقي الحاج يوسف وقال له : الدين اقتناع ، وليس استغلال لظروف الفقراء .
قال هذا ، وظل ينفق عليها من ماله الخاص ، حتى أحضرها لي لعرض مشكلتها ، فقمت وعانقته شاكراً محبته الأخوية ، وقررت صرف مساعدة شهرية ثابتة للسيدة ، خصوصاً وأن زوجها كان قد أسلم ليتزوج من مسلمة أصغر سناً منها .
وقد حكى لي الحاج يوسف إن والده كان له صديق قبطي أسمه عم فانوس ، كانت كل الناس تقول عنهما أنهما جسدان لهما روح واحدة ، وتحقق كلاهما بحذافيره ، إذ ماتا الاثنان معاً في وقت واحد ، وشيعتهما القرية كلها ، وأنه شرب حب المسيحيين من والده .
وعندما مات الحاج يوسف حزنت جداً عليه وبكيت بكاءاً مراً ، وكتبت مقالاً في مجلة الحق والحياة بعنوان ( وداعاً صديقي الحاج يوسف ).
وقد يقول قائل : ولكن هناك شعوب إسلامية أخرى ، كالشعب السعودي مثلاً ، يعيش على الإرهاب ويتغذى على كراهية
المسيحيين لا سيما الأقباط ، وأنه المسؤول الأول عن كل مصائبنا في مصر ، ولا يمكن أن نجد من بين هذا الشعب المتعصب من هو يمكن أن يتعاطف مع قضايانا ؟
أذكر هؤلاء بقول الكتاب : يخرج من الجافي حلاوة ومن الآكل أكلاً ؟
بل وأقول كمختل العقل : أنه يوجد من السعوديين من هم شهوداً للمسيح !!!
بعضهم لا يزال يعيش داخل السعودية متخفياً ، والبعض الآخر هاجر إلى الغرب ، وقد سمعت عن كنيسة المسيح السرية في السعودية منذ 12 سنة مضت.
والسؤال هنا هو : إذا كان السعودي المسلم ، الوهابي ، المتعصب ، والمتطرف ، من الممكن أن يصير مسيحياً ، فلماذا نستبعد أن يصير معتدلاً ورافضاً ليس لقتل المسيحيين ، بل وحتى لمجرد تعرضهم للظلم ؟
وإليكم هذه المقارنة :
1 - التقيت في إحدي مكتبات بيع الصحف العربية بمدينتي الهولندية ، بواد مسلم مصري صايع وعربجي أسمه (حماده) ، وواضح أنه جاي من شارع محمد على ، إذ أنه بمجرد أن عرف إني قبطي ، حتى أخرج من فمه القذر قاموس الشتائم الإباحية ، منها شتائم لا تسمعها إلا في المواخير ، شتم كل الأقباط ، وشتم الهولنديين المسيحيين ، ومنهم زوجته التي لولاها ما كان حصل على الإقامة ، وقال عنها بالحرف إنها (عاهرة) وقد بادر بكل الشتم بدون أي دواعي أو مبررات ، لأنني لم أكن قد فتحت معه أي موضوع ، وكان يظن أنني قبطي غلبان مثل بقية الأقباط الملايكة الغلابة ، فلما شتمته ، وبصقت في وجهه ، و( مرمطت بكرامته الأرض ) ، وصحت على البوليس لأنه شتم الحكومة الهولندية ، لقيته يصرخ ويبكي زي النسوان ، ويجري مني زي ال*** ، وهولندا مليانة بالنماذج الوسخة دي .
2- التقيت بشاب سعودي ( مثقف) يدرس في الجامعة الموجودة في مدينتي الهولندية ، وكان مؤدباً وخجولاً ، ودار بيننا حواراً هادئاً حول المسيحية والإسلام ، ووصل بنا الحديث إلى أوضاع المسيحيين داخل البلاد الإسلامية ، فتحدثت معه عن معاناتنا نحن الأقباط من الظلم من غالبية مسلمي مصر ، فارتبك الشاب ولم يجد ما يقوله ، ثم دعاني لتناول فنجان قهوة ، وهناك قال لي : أنا معك إن الكثير منا متعصبين ، لكن أنا وأسرتي لسنا كذلك ، فالسائق عندنا باكستاني مسيحي ، وكذلك الشغالة الفليبينية ، وأنا كسعودي فأعتذر لك نيابة عن ظلم كل المسلمين .
لذلك فلقد كانت لفتة ذكية جداً من الزميل الأستاذ : جورج المصري ، عندما تحدث حديث طيب عن مؤسسي صحيفة الشرق الأوسط ( الأخوة حافظ ) الذين التقاهم في جدة منذ 25 سنة مضت ، وإشارته إلى تعرضهم إلى الاضطهاد غير العادي علي يد المتعصبين السلفيين المنغلقي العقول( هيئة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر) بسبب توجهاتهم المستنيرة وإيمانهم بالحرية وحقوق الإنسان ..
وأحب أن أؤكد لسيادته ، أنه بالرغم مما أشار إليه بخصوص توجهات ولي العهد ، إلا إن صحيفة الشرق الأوسط لا تزال تتمتع بمساحة من الحرية والتسامح وسعة الصدر غير موجودين في أي صحيفة عربية أخرى، والدليل على ذلك سماحها بنشر الكثير من تعليقاتي ، رغم ما تشكله شخصيتي من معارضة حادة ، غير خافية على أحد ، لأنها معروفة للقاصي والداني ، ورغم كتاباتي الملتهبة سواء في موقعي الكتروني الخاص ( http://www.deaconsamuel.net/)، أو في مجلتي المطبوعة (الحق والحياة) ، أو سواء في مؤلفاتي النارية في مجال المقارنة بين المسيحية والإسلام ، ولا سيما كتابي الصارخ ( حوار صريح حول الإسلام ) ، أو سواء كتاباتي داخل موقع الأقباط متحدون . مما يؤكد لنا عظمة هذه الصحيفة السعودية ، وعدم ممانعتها بنشر رأي قبطي صريح مثلي .
صحيح هناك آراء رفضت نشرها ، وأخرى قامت بتلطيفها ، لكن الصحيح أيضاً إنها لم ترفض من حيث المبدأ نشر رأي لرجل دين قبطي ثائر ومحافظ ، وله خلفيات خطيرة مثل خلفياتي ( وهي للعلم تقطع الخميرة من أي بيت مسلم ، لا سيما لو كان سعودي )!!!