تسجيل الدخول

View Full Version : الأقباط وانتصارات القيامة


makakola
17-05-2005, 04:30 AM
http://www.copts-united.com/CoptsUnitedWriters/Samuel_Boulus/Copts_Winn_13May05.htm

الأقباط وانتصارات القيامة ( 1 )

1 - افتراس الذئب للحمل لا يحسب له نصراً

ليست الأسلمة كلها أحزان جيثماني وآلام جلجثة ، بل وفيها أيضاً أفراح سبت النور، وانتصارات أحد االقيامة المجيد

فما أكثر معارك الأسلمة التي تقودها الحكومة المصرية بكل نفوذها وأمكانياتها ضد الأقباط العزل، وتنتصر عليهم فيها نصراً غير مشرف ، لعدم تكافؤ الفرص من ناحية ، ولأن افتراس الذئب للحمل لا يحسب له نصراً من ناحية أخرى .

بل وقيل ان افتراس الذئب للحمل هو عارُ وليس نصرُ ،لأن النصر الحقيقي هو أن ينتصر الذئب على ذئبٍ مثله ، وليس على مجرد حملٍ صغير لا يزال يرضع من ثدي أمه.

2- هذا هو النصر الحقيقي

إن النصر الحقيقي هو أن يتمكن هذا الحمل الوديع ، من الانتصار على هذا الذئب الشرس، ليس ذلك فحسب ، بل ويأخذ منه أولاده وبناته ، ليقودهم إلى حياة أفضل ، حياة خالية من التيه والضلال والعنف والشراسة.

فهذا هو الانتصار الحقيقي وهذه هي أمجاد القيامة التي أرسى قواعدها السيد المسيح ، وسارت عليها الكنيسة عبر الأجيال ، متسلحة بصليب الحب والغفران ، في مواجهة سيف الكراهية والانتقام .

3 – الانتصار المؤقت

وانتصار الشر هو انتصار مؤقت ، كما حدث داخل بستان جيثماني ، إذ كان في منتصف الجولات وليس في نهايتها، لذلك فهو لا يحسب نصراً ، إنما النصر الحقيقي هو الذي حققه السيد المسيح في الجولة الأخيرة من المباراة ، ففاز بها فوزاً ساحقاً ، فوزاً شل تفكير أعدائه ومقاوميه ، وجعلهم يفقدون صوابهم ، لأنه كان مفاجئاً ومباغتاً لهم ، لأنه جاء في وقت كانوا لا يزالون منتشون بخمر انتصارهم المزعوم ، فسقطت الكوؤس من بين أصابعهم ، وأخفوا وجوههم بأياديهم من عار الهزيمة .

4 –االأقباط منتصرون

والأقباط - رغم ضعفهم ، وقلة عددهم ، وشدة الآلام التي يقاسونها من ظلم وجبروت الحكام المسلمين- إلا أنهم هم المنتصرون، بل واستمرارية بقاؤهم حتى اليوم ( رغم كل ما تعرضوا له من إبادة) يعتبر بحد ذاته نصراً فريداً على كل قوات الظلمة ، وهذا هو الجانب الآخر من المسألة التي لابد أن يدركها الأقباط فيطمئنوا ، ولا يرتاعوا ، ولا يسمحوا لمثل هذه الأحداث الحالية المتعلقة بخطط أسلمة الأقباط من خلال اختطاف فتياتهم ، أو استغلال ظروفهن الاجتماعية والنفسية للتغرير بهن ، أو من خلال التضييق العام على سائر فئات الشعب القبطي لدفعهم للهجرة ، أو إلى الأسلمة ، ونقول عام ، لأنه صادرًُ من الحكومة المصرية بمختلف أجهزتها ، ومن التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل ( الإخوان ، والجهاد ، والجماعة الإسلامية بالقاهرة ، والإسكندرية والصعيد ) وهي التنظيمات التي تتلقى تمويلات مادية ولوجستية من بعض النافذين داخل الحكومة السعودية الوهابية المتطرفة، ومعظم كبار رجال الأعمال السعوديون ، ومعهم أيضاً بعض أثرياء دول الخليج، بهدف السعي لإخلاء مصر من الوجود المسيحي المميز جداً ، والمتمثل في الكنيسة القبطية وشعبها، وهو الوجود الذي يسبب صداعاً مزمناً لهم ، ولبقية كل قوى التطرف الإسلاموية ، لأن الأقباط وهذه شهادة من شاهد عيان- هم بمثابة حجر العثرة امام انطلاق المشروع الإسلامي لإحياء الخلافة الإسلامية انطلاقاً من الشرق الأوسط ، وإليكم الأدلة من شاهد عيان .

5- وشهد شاهدٌ من أهلها

من الأمور الطبيعية هي أن يخاف الحمل من الذئب ، لكن من الأمور الغريبة ، بل الأشد غرابة ، والفائقة لكل قوانين الطبيعة ، هي أن ترى ذئباً يخاف من الحمل ويجري من أمامه مذعوراً !!!

وهذا الأمر الغريب العجيب ، قد رأيته بعيني في حياتي الأولى ، حينما كنت ذئباً من جملة الذئاب .

ففي أحدى اجتماعاتنا السرية المنعقدة في عام 1977 داخل بدروم مسجد الشيخ المحلاوي بحي المنشية بالإسكندرية، والذي حضره لفيف كبير من أشد الذئاب الإسلاموية المصرية افتراساً ، يمثلون امراء وقيادات الجماعات الإرهابية المرعبة في العديد من محافظات ومراكز ومدن وقرى وأحياء المحروسة، من اسكندرية لأسوان ، ورغم إن مناظرهم كانت مرعبة ، وكأنهم شياطين في شكل بشر، إلا أنهم كانوا منزعجين جداً من قداسة البابا شنودة ، وبقية آباء الكنيسة ، والشعب القبطي ، وكانوا يتحدثون عن الكنيسة القبطية بهيبة ، وكأنهم يتحدثون عن أمريكا أو الاتحاد السوفيتي !!!

ماذا يملك هذا البابا ، الراهب ، الناسك ، الروحاني ، المسالم ، الوديع ، الذي لا يحتمل رؤية دجاجة تذبح أمامه، وماذا يملك بقية الآباء الأساقفة والكهنة والرهبان الذين يعطون الوجه الاخر لضاربيهم ؟، وماذا يملك عموم الشعب القبطي الوديع والقابع تحت نير الاحتلال منذ مئات السنين ؟

ماذا يمتلك كل هؤلاء من أسلحة فتاكة حتى يبثون الرعب داخل نفوس هؤلاء الوحوش الدمويين الذين يذبحون البشر بدماء باردة ، ويعتبرون ذلك عملاً روتينياً كذبح الدجاج ؟

لمعرفة الاجابة على هذا السؤال علينا ان نستعيد قصة داود وجليات

makakola
17-05-2005, 04:32 AM
6 – الحجر الصغير مقابل السيف والرمح ، والفتى الصغير مقابل رجل الحرب العملاق

مفاهيم القوة عند الله تختلف تماما عنها لدى البشر ، فالبشر احضروا رجلا وثنيا وحشيا عملاق القامة ، ورغم ان جسمه الضخم لا يجعله يحتاج لاسلحة اضافية الا انهم سلحوه بسيف ورمح !!!!

لكن الله اعد له فتى صغير، مؤمن ، وقلبه ملتهب بمحبة ربنا وبالغيرة على اسمه القدوس ، وكان هذا هو سلاحه االروحي لفتاك . كما امده الله بسلاح مادي رمزي عبارة عن حجر صغير ومقلاع (نبلة تستخدم في صيد العصافير) ودارت المعركة الغريبة ،ورأينا الفتى الصغير يتقدم بجسارة وثقة قائلاً مقولته الشهيرة :

- انت تانتيني بسيف ورمح وانا اتيك بقوة رب الجنود-

وانتصر الفتى الصغير على العملاق ، وهكذا تغلب الحجر الصغير على السيف والرمح ! وهذا هو سر قوة الاقباط!!!!

7 سر قوة الاقباط

+ صلب المسيح في وضح النهار وراه الناس وهو يتالم ، ولكنه قام في الفجر ببهاء ومجد عظيم دون ما يراه أحد!!

انه تواضع الاقوياء بابتعادهم عن استعراض القوة.

+ صلبت الكنيسة القبطية ، ومعها شعبها ، نهارا ، ورأها كل العالم تنزف دماً في عصر الاستشهاد ، لكنها قامت فجرا حينما هزمت الامبراطورية الرومانية الوثنية وقضت عليها قضاءا تاماً !!!

+ صلبت الكنيسة القبطية ، ومعها شعبها ، نهارا عندما اتحد ضدها االاباطرة الاريوسيون ، وقيل إن المسيحية التي دافعت الكنيسة القبطية عنها دفاع الدم ، كادت أن تتلاشى تحت مطارق الاريوسين ، وبدا الأمر مظلماً للغاية ، فالكثير من الأساقفة في العالم رضخوا للسيف الأريوسي ، وانكروا الإيمان ، بل وهاهو أسقف روما ( ليباريوس ) بكل ما يمثله من سلطات في الغرب ، هاهو لا يحتمل النفي والتعذيب لأكثر من سنتين ، فيعلن استسلامه لقوى الظلمة ويوقع على مرسوم كفره بالمسيح الإله المتجسد ، ليعاد مرة ثانية إلى كرسيه !

بينما واصلت الكنيسة القبطية الصمود في شخص ابنها البار البطل القديس اثناسيوس ، وشعبها ، فقامت في الفجر ومعها ( قانون الإيمان ) ، وثيقة الكرامة والشرف والقوة والانتصار ، وقدمت انتصارها هذا إلى كل مسيحي العالم ، رغم أنهم يتعمدون الآن طمس هذا الانتصار العظيم!!!

+ صلبت الكنيسة القبطية ، ومعها شعبها ، نهاراً عندما اتحد النساطرة واشياعهم ضدها ، ووصل الأمر إلى حد ايداع القديس كيرلس الكبير في السجن ! لكنها قامت فجراً ومعها مقدمة قانون الإيمان .

وأعيد صلبها مرة ثانية ، عندما تآمرت ضدها الإمبراطورية الرومانية بشقيها الروماني والبيزنطي ومعهما خونة أساقفة المشرق ، وبقية المشايعين لنسطور ، لكنها قامت في الفجر مدافعة عن استقامة الايمان ، وسقطت روما وسقطت القسطنينية واندثرت كنيسة المشرق النسطورية ،وبقيت الكنيسة القبطية مزدهرة .

+ صلبت الكنيسة القبطية ومعها شعبها نهاراً حينما تعرضت للغزو العربي ، ومرت عليها أحداث تاريخية خطيرة كادت أن تقضي تماماً على الوجود المسيحي في مصر بفعل الإبادة والأسلمة ، لكنها قامت فجراً بشهادتها للمسيح وحفاظها على شعبها ، ولا تزال تمثل أكبر تجمع مسيحي في الشرق الأوسط ، ولعل هذا ما يفسر خوف الذئاب منها

8 – خوف الذئاب من الحملان

في الطابق الثاني من رابطة العالم الإسلامي بمكة ، يوجد مكتب خطير أسمه ( مكتب الرعاية والارشاد ومناهضة الأفكار الهدامة ) وكان يرأسه في سنة 1987 شيخ إندونيسي داهية يتحدث العربية بطلاقة ، والمكتب يخضع مباشرة لمعالي الدكتور ..... الأمين العام للرابطة ، والمقصود بعبارة ( مناهضة الأفكار الهدامة) هو الدين المسيحي ، والذي يحتل حيز كبير من اهتمام المكتب ، ويليه جهات أخرى ، مثل اليهودية ، والشيوعية ، والعلمانية ، والشيعية .

والمكتب يتابع ويترصد كل ما يصدر في جميع انحاء العالم من كتب وابحاث مضادة للاسلام بشكل عام ، والوهابي بشكل خاص ، وتحتل الكنيسة القبطية مكاناً بارزاً .

ومن أطرف واغرب تعريف لتبرير خطورة الكنيسة القبطية على هؤلاء ، هو قوة إيمان رجال الكنيسة القبطية وشدة اصرارهم في الدفاع عن صحة الدين المسيحي واظهاره على أنه الطريق الوحيد المؤدي للخلاص

وكل الملفات المتعلقة بالكنيسة القبطية تخلو تماماً من وجود أي خطر مادي ، أو تحالف دولي ، بل خطر روحي أيماني محلي ، أي منبته مصر ، وليس مستورد من الخارج ، وهذا وسام شرف للكنيسة القبطية وشعبها .

9 – بالإيمان نرى الذئاب كتاكيت !!!

+ زارني في شهر مارس عام 1987 مندوبٌ عن الجماعات الإسلامية وطلب مني اعداد بحث يتناول البنية التحتية للكنيسة القبطية ، لاحتياج الجماعات إليه في صراعهم ضد الكنيسة ، وأبلغني إن الجماعات قررت اغتيال قداسة البابا شنودة - ولم يكن يعلم هذا الشيخ إنني أصبحت مسيحياً منذ ثلاث شهور فقط - !!!

فشعرت بهلع وجريت إلى أبونا المتنيح القس : بولس شاكر ، لأقص عليه الحديث الذي دار بيني وبين هذا الشيخ ، وطلبت منه بطريقة طفولية ان يحذر قداسة البابا ليتخذ اجراءات احتياطية مضاعفة لحمايته !!!

فضحك أبونا بولس ، وقال لي :

انت يا ابني لسة جديد في المسيحية ، ولسة عيل صغير في الإيمان ، فكنيستنا لا تبدي أي خوفاً أم مجرد اهتمام لتهديدات هؤلاء الذئاب التي نراها وكأنها شوية كتاكيت ! ، لأن الكنيسة بحسب وعد المسيح لها لن تقوى عليها كل ابواب الجحيم ، واسم قداسة البابا كما تعلم ، هو موضوع على قائمة الاغتيالات من سنوات طويلة ، ولا جديد في الموضوع .

makakola
17-05-2005, 04:35 AM
10 – إيمان الأمهات القبطيات

كانت اجابة ابونا بولس الواثقة والمفعمة بالشعور بالسلام وسط الحروب ، بمثابة الإجابة الشافية لتساؤلي عن سر قوة الاقباط ، واعطتني دافعاً قوياً في بداية عهدي مع المسيح ، لاستهين بالمخاطر المنظورة ، ناظراً الى حماية الإله القدير ، وكنت أتعجب كثيراً من خوف بعض الأقباط ، ومن الهالة الكبيرة التي يحيطون بها أعداؤهم فيعطونهم حجماً أكبر من حجمهم ، بينما هم في الحقيقة مجرد فقاقيع هواء ، وعلى رأي أمي رحمها الله ، وهي للعلم قبطية صعيدية :يا ابني ال**** النباحة ما بتعضطش ، وحتى لو عضت ما بتعورش ، ومسيحنا أقوى ، والدليل على كده لما أخذوك مني وأنت طفل صغير ، افتكروا ساعتها انهم انتصروا على ام مسيحية أرملة وغلبانة زي ، ولفت الايام ودارت السنين وبقيت شيخ عندهم ، لكن المسيح جابك واخرجك من بين أنيابهم ، وجابك منين ؟ من داخل الكعبة نفسها ؟! في اكبر صفعة ليهم ، وجابك مش وحدك ، بل ومعاك واحدة منهم ، ومش أي واحدة ، لا ، دي بنت نفس الشيخ اللي اخذك مني وأنت طفل ؟

كل الحاجات دي درس وعبرة لقوة مسيحنا القدوس ، ومين يصدق أني جالسة أمامك دولوقت على مكتبك جوه البطريركية ، وانت عمال تجيب الناس للمسيح بعد ما ضلت عن الحظيرة ، ومش كده وبس ، دا أنت وكمان بتجيب الخراف التانية ؟

11 – المسيح محا عارنا ورد اعتبارنا

قالت هذا ثم بكت من شدة الفرح ، وكامرأة قبطية بسيطة ، اطلقت زغرودة تعبيراً عن ابتهاجها بقوة عمل الرب، ثم فوجئت بها تخر ساجدة للمسيح ، قائلة له أشكرك يا رب لأنك محيت عاري ورديت اعتباري واطلت في عمري حتى ارى ابني وقد عاد إليك بعدما حولته من شيخ مقاوم الى خادم ملتهب بالغيرة على اسمك .

12 – الإيمان المسلم مرة للقديسين

أمي هذه لم تدرس علم للاهوت ، ولم تسمع شيء أسمه لاهوت مقارن ، لكنها تسلمت من الكنيسة إيمان راسخ مفاده إن السيد المسيح هو الله الكلمة المتجسد ، الإله القادر على كل شيء ، ونظراً لأنها كانت أرملة فقيرة ولديها سبعة أطفال أيتام ، فكانت تبدأ صلاتها البسيطة بهذه العبارة المؤثرة : يا رب أنت قلت أنا أبو اليتيم وزوج الأرملة ..

كانت تحفظ الموعظة على الجبل ، ومولعة جداً بالمزامير ، وبرسائل بولس الرسول ، وبرسالتى يعقوب الرسول .

أمي تسلمت إيمانها المسيحي البسيط من الكنيسة التي تسلمته بدورها من رسل المسيح نقلاً مباشرة من فمة القدوس، بهذا الإيمان خاضت أمي مواقف صعبة وخطرة بسبب كونها أمي ، ورغم ذلك بقى إيمانها قوياً لم يهتز ، حتى انتقلت بسلام ، لترتاح من زوار الفجر المزعجين ، واستدعاء المباحث الكريه.

وقد رأيت في خدمة الحالات الخاصة نماذج مشرفة كثيرة للأم القبطية منهن تلكم الأم العجوز ( عمرها 70 سنة ومنحنية الظهر وتسير على عكاز ) التي هاجم معاون مباحث قسم الزاوية الحمراء بيتها فجراً ، للقبض على ابنتها وأخذ أطفالها الأربعة منها بحجة أن زوجها دخل في الاسلام ليتزوج من مسلمة ، فلما لم يجد ابنتها ، سألها عن مكانها ، فقالت له بشجاعة نادرة : لن أعيش أكثر مما عشت ولن أخون ربي وأدلك عن مكانها ومكان أولادها .

فصفعها على وجهها ، واقتادها لقسم الشرطة ، وهناك دفعها بيده فسقطت أرضاً ، وظلت واقعة على الأرض لصباح اليوم التالي ، حتى حان موعد عرضها على النيابة ، وافرج عنها وكيل النيابة ، فجاءت لي في البطريركية تتوكأ على عصاها لتحكي لي بزهو وفخر عما حدث لها ، فلم أتمالك نفسي من شدة الانفعال ، فبكيت ، وأمسكت يديها وقبلتهما ، وقبلت رأسها ، وقلت لها : ما أعظم ايمانك ايتها الأم .

وسر الأقباط يكمن في شجاعتهم وعدم خوفهم من سلاطين الظلمة .

13- فلماذا تخاف يا أخي ؟ وممن تحاف ؟

فلماذا تخاف يا أخي ؟ وممن ؟

أتخاف من آل سعود ؟

من هم آل سعود ؟

ومن هو السادات ؟

ومن هو مبارك ؟

ومن هو العادلي ؟

ومن هو بتاتوني ، وشقلاوني وحاتموني ؟!

ومن هم الأخوان المسلمين الذين يهددونا بهم الآن ويقولون أنهم سيمسكون الحكم في مصر ؟

يعني هايكونوا أوسخ ممن سبقوهم ؟ وها يعملوا فينا إيه أكثر من اللي عملوه أباؤهم ؟

ومن كل هؤلاء المهرجين الذين انزعجت منهم من أمثال : عبد الحميد كشك ، وعمر عبد الرحمن ، ومتولي الشعرواي ، والظواهري ، والقرضاوي ، وعمارة ، وعمرو ، وهويدي ، وأبو حمزة ، وأبو قتادة ، وأبو فصادة ! (ياسرالسري)، والدكتور :زعلول ، والدكتورة أم الخلول !؟ ( أم الخلول هو اللقب المفضل لدي الذي اطلقه على الكاتبة الإسلاموية الإخوانجية د.صافي ناز كاظم) أنهم لا شيء أمام العمالقة الذين هم بالحقيقة عمالقة، ورغم ذلك فلقد تم سحقهم تحت الصليب ، فين نيرون ؟ فين دقلديانوس ؟ كلهم ماتوا وألقوا في مزبله التاريخ ؟

14- العبرة بالنهاية

أقول للاقباط ، ولبقية أشقائي المسيحيين الشرقيين ، إنما العبرة بالنهاية ، وحتى فيما يتعلق بالأسلمة ، فكم من مرة رأيناها لا تختتم بانتصارات التوبة والرجوع للمسيح ، فحسب ، بل ويتعداها أيضاً انتصارات التنصير ؟

لذلك فما أحوجنا في ظل هذا السيل الجارف من أخبار الهزائم التي نسمعها في مجال أسلمة الفتيات المسيحيات في مصر ، أن نستمع إلى الجانب الآخر من المسألة ؟

وأعني اخبار رجوع المتأسلمات والمتأسلمين ثانياً للمسيحية حاملين في أياديهم باقات من الزهور عبارة عن العديد من نفوس المسلمين والمسلمات الذين تمكنوا ( أبان فترة ارتدادهم ) من ربحهم للإيمان المسيحي، فعادوا بها كهدايا مقدمة للمسيح ، وكأنها بمثابة اعتذار للسيد عن اداؤهم غير الجيد في منتصف جولات المبارة.

فشاول المجدف والمفتري والمضطهد ، هو ايضا بولس الكارز المسيحي العملاق.

وذاك الشيخ المسلم الحقود الذي كان يأسلم المسيحيين ، هو أيضاً ذلك الخادم الملتهب بالغيرة على خلاص النفوس للمسيح. إن لفي ذلك درساً وعبرة فاعتبروا يا اولى الألباب !!!

makakola
17-05-2005, 04:37 AM
15 – روعة الانتصار

الأقباط يحبون حضور صلاة قداس العيد داخل الكاتدرائية الكبرى ، ليأخذوا بركة قداسة البابا شنودة الذي يترأس الصلاة ، وليتمتعوا بمشاهدته ومشاهدة شركائه في الخدمة الرسولية من احبار الكنيسة وآباؤها الرهبان والكهنة المحبوبين ، ومعهم خورس الكلية الاكليريكية ، ومشاهدة الضيوف من رجالات الكنائس الأخرى ، والسفراء الاجانب ورجال الدولة، وكبار الشخصيات، وكان هناك خادم قبطي بسيط يجلس بين كبار الشخصيات المسيحية لأول وآخر مرة في حياته ، فلقد حضر عشر قداسات على مدى خمس سنوات هي كل خدمته في البطريركية ، منهم ست مرات بدعاوى عادية وسط الشعب ، وكان هذا يعتبر انجازا كبيرا في حد ذاته ، لأن الكل يتنافس من اجل الحصول على مجرد دعوة عادية بحضور قداس العيد في البطريركية ، ومنهم مرتين بدعوة كبار الشخصيات فئة ب ، لكنها المرة الاولى التي يحمل فيها دعوة فئة أ ، وكأنه تكريما من الكنيسة بمناسبة انتهاء خدمته الرسمية في الحالات الخاصة داخل مصر ، ولقرب مغادرته البلاد بعدما استحال العيش فيها بسبب وضعيته الصعبة والمعقدة ، فهو كنسياً خادم مكرس ، لكن رسمياً شيخ في الجامع يحمل اسم محمد !!

وكان كعادته دوماً ، كلما حضر صلاة القداس ، يتابع الصلاة بانبهار ، وكان قداس عيد القيامة لهذا العام مليء بالأفراح المضاعفة ، وبقمة الشعور بالانتصار على المستوى الروحي والشخصي له ، فأيام قليلة وسوف يغادر وطنه بعد سلسلة طويلة من المعارك التي خرج منها منتصراً ، وشعرة واحدة من رأسه لم تسقط ، حاولوا اغتياله مرات كثيرة ، لكنهم لم يتمكنوا منه ، هاجموا بيته وحاصروه وظلوا يطاردوه من مكان لآخر دون أن يتمكنوا منه ، وهاهو يطلق ضحكة النصر بمن فداه ، ومن الموت أحياه .

نظر إلى كبار رجال الأمن االمندوبين من الحكومة لحضور القداس ،نظرة ذات مغزى ، وكأنه يقول لهم :

أنا هو الذي تبحثون عنه ، ها أنا جالس أمامكم ولا ترونني !!!

التفت للوراء تجاه الجزء المخصص لعامة الشعب ، ثم رفع يديه محيياً لبعض الحالات التي ربحها للمسيح ، والتي أتت للمشاركة في الصلاة ، كان يتابع الاستعداد لموكب دورة القيامة ، بقلب خاشع ، وظلت عيناه تترقبان المشهد حيث دخول الهيكل ، وغلق الباب ، واطفاء النور ، وترديد الشماسان على ثلاث دفعات :

أخرستوس آنستي ( المسيح قام ) . فيرد عليهم قداسة البابا ’آليثوس آنيستي ( بالحقيقة قام ) ثم يقول الشماس : افتحوا ايها الملوك أبوابكم ، وارتفعي ايتها الأبواب الدهرية ، ليدخل ملك المجد .

البابا : من هو ملك المجد .

الشماس : الرب العزيز القوي الجبار القاهر في الحروب هو ملك المجد ..

ثم يقرعون باب الهيكل ، ويفتح الباب ،وتضاء الانوار ، ويطوفون حول الهيكل وهم يرتلون :

المسيح قام من الأموات ، بالموت الذي داس الموت ، والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية)

16 - الذين في القبور

تذكر الخادم (الشيخ السابق) 14 نفساً من النفوس الكثيرة التي كانت في القبور ثم انعم المسيح عليها بالحياة الأبدية ارتسمت على وجهه ابتسامة النصر بذاك الذي بالموت داس الموت .. فرت دمعة فرح من عينيه وهو يقول :

عجيب أنت يا رب ، وعجيبة هي أعمالك ، فمن كان يصدق نجاة هذه النفوس ؟

وخصوصاً نفس أخت عضو الجماعات الإرهابية ؟

17 - المحجبة التي احبت المسيح لطهارته

الله وحده يعلم محبة الخادم لهذه الفتاة فهي ابنته في المسيح ، ويوم معموديتها كان يوم فرح كبير له ، فهي فتاة محترمة ، جاءت للمسيح عن اقتناع ، وليس عن دنس ، ( أو حبل في سبيل الله !!!) تنحدر من عائلة مسلمة متدينة واخوها شيخ متزمت ، وعضوٌ في الجماعات المتطرفة ، ورغم انها كانت محجبة وملتزمة جدا لمحبتها للطهارة منذ طفولتها ، إلا انه كان دائم التصييق والتشديد عليها ، وكانت لا تتضايق من تشديداته ، انما كان كل ما يضايقها منه هو عدم امانته فيما يدعو إليه ، فلقد رأته في وضع مخل ، فسقط من نظرها ، وذات يوم نهضت من نومها مفزوعة لترى اخوها الشيخ (التقي ) وهو يحاول التحرش بها !!! فصفعته على وجهه.

ومن هذه اللحظة بدات تشعر باشتياق جارف لمعرفة اي شيء عن شخصية السيد المسيح ..

كانت كالأرض العطشانة لماء الحياة ، التقيت بها لأول مرة داخل مكتبي وظننتها مسيحية أباً عن جد ، فالبنت وديعة وملامح الطهر تشع من وجهها الملائكي ، قالت لي بشغف :

من فضلك أريد أن أعرف كل شيء عن سيدنا عيسى ، وخصوصاً عن طهارته وعفته !!!

لماذا لم يتزوج ؟

لماذا لم يلمس امرأة ؟

لماذا لم يشتهي امرأة ؟

ففتحت فاهي وتكلمت ، بينما كانت الدموع تنهمر من عينيها ، ظللت تترد على مكتبي ستة شهور بواقع ثلاث جلسات أسبوعياً ، في كل جلسة نفتح الإنجيل والقرآن ، ونقارن بين تعاليمهما ، ونقارن بين اخلاقيات مؤسسي الديانتين ..

ذات مرة قالت : كفى ارجوك ، أريد أن أنال المعمودية لأصير مسيحية !!!

وتعمدت وحملت اسم قديسة قبطية معروفة ، وانضمت إلى هذا الشعب القبطي المتألم في الجسد ، المنتصر في الروح

makakola
17-05-2005, 04:38 AM
18 - سر الحسناء والمرسيدس

إأقدم هذه القصة الى كل الذين يظنون إن عصر المعجزات قد ولى وانتهى:

كنت جالساً على مكتبي لأعد أحد التقارير ،وإذا بي أسمع صوت بداخلي يقول لي :

قم أغلق المكتب وقف على باب كنيسة الأنبا رويس !!!

واحترت ما عسى أن يكون هذا الصوت ، وزادت حيرتي عندما تكرر سماع هذا الصوت ثلاث مرات متتالية !

فقمت وأغلقت المكتب ووقفت على باب كنيسة الأنبا رويس الأثرية ، ظللت واقفاً حوالي نصف ساعة دون أن ألاحظ شيئاً غير عادي ، حتى هممت بالعودة لمكتبي ، لكني تسمرت مكاني حينما رأيت سيارة مرسيدس بيضاء تقف أمام الكنيسة وتخرج منها سيدة على جانب كبير من الجمال والإناقة ، ثم تلتفت حولها وكأنها تريد أن تتأكد من عدم وجود أحد يتتبعها ، ثم أسرعت بدخول الكنيسة ، ووقفت أنتظرها حوالي ساعة ، وبعدها رأيتها تخرج من الكنيسة وعينيها متورمتين من شدة البكاء وأنفها صار لونه كالدم ، ثم تتبعتها حتى وصلت لسيارتها، وبينما كانت تضع المفتاح في باب السيارة ، وجدت نفسي اقترب منها قائلاً :

عفواً يا أخت ، فأنا قلبي يحدثني إنك تعانين من مشكلة ما ، ولربما يكون المسيح يريد استخدامي في المساهمة في علاجها !

ففالت : من أنت وكيف تتجرأ وتتحدث معي دون أن تعرفني ؟

فقلت لها : أنا خادم هنا في الكنيسة مسؤول عن الحالات الخاصة ، والرب طلب مني أن أنتظرك هنا ؟

فقالت لي : هل معك ما يثبت شخصيتك ؟

فأخرجت لها كارنيه البطريركية ، ثم سألتني ما هي الحالات الخاصة ؟!

فقلت لها : يعني أي بنت أخطأت في لحظة ضعف وأسلمت ثم رغبت في التوبة والرجوع للمسيح و..

فقالت : كفى كفى كفى هات أيديك لأقبلهما !!!

ثم انهارت باكية ، وحكت حكايتها :

كنت متزوجة ولدى ابن ، ولعب الشيطان برأسي ، وزين لي حياة الشهرة والمجد عن طريق ممثل سينمائي ومسرحي كبير ، وانتهى بي الأمر إلى إشهار إسلامي ، ودارت بي الأيام والسنون وحققت كل ما كنت أريد تحقيقه ، شقة في مكان راقي ، وسيارة فاخرة ، و...

ولكن اكتشفت في النهاية أنه سراب في سراب وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه ؟

فبدأت أتشوق للمسيح ، وبدأت أتردد على هذه الكنيسة بطريقة سرية ، لكني شعرت في هذه المرة إن المسيح يريدني أن أرجع إليه ، لكني لا أعرف كيف ..

فهدأت من روعها ، وأخذتها إلى أبي الروحي ورئيسي في الخدمة قداسة الأب الموقر القمص أ. ص ( أطال الرب حياته ليجعله شاهد عيان لصحة هذه المعجزة ) ، وجلس معها نصف ساعة ، جعلتها عاصفة من الدموع ، وأجرينا لها اجراءات العودة ، وتمكننا من إخراجها من البيئة المتواجدة فيها ، ونمت في حياة التوبة والفضيلة ( وتم ربطها بأب اعتراف منطقتها الراقية ، وهو للعلم نفس أب اعترافي جناب القمص : م . ص . ليكون شاهد ثان لصحة هذه المعجزة التي يشهد لها اثنان من كبار الآباء القمامصة في مصر ) .

مثلها مثل الكثيرات ممن أسلمن ثم رجعن مرة ثانية للمسيح ، وإذا كانت الحكومة الكاذبة تتمسك بقوائم الذين أسلموا فهي تتغافل عن ذكر الذين رجعوا منهم ويحملون شهادات عودة من الكنيسة ، وإليكم هذه اللعبة :

لو تقدم 10 اشخاص باشهار إسلامهم ، ثم رجعوا مرة ثانية للمسيحية ، يظلون مسجلين عند الحكومة كمسلمين !!!

ويقدمون هذه السجلات المزورة للجهات المعنية في السعودية ليؤكدوا لهم نشاط الحكومة المحموم في أسلمة الأقباط ويخجلون من تقديم السجلات الأخرى التي تحوي عدد المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية !!

ويقدمون هذه السجلات المزورة للجهات المعنية في السعودية ليؤكدون لهم نشاط الحكومة المحموم في أسلمة الأقباط ويخجلون من تقديم السجلات الأخرى التي تحوي عدد المسلمين الذين اعتنقوا المسيحية !!



فظاهر الأمر جلجثة أسلمة .

لكن باطنه قيامة عودة وانضمام .

وهذا هو سر قوة الأقباط .

سر قوتهم يكمن في عدم ميلهم لاستعراض القوة كما تفعل الحكومة ، بل يفضلون الصلب نهاراً والقيامة فجراً !!!

gaoun
17-05-2005, 07:18 AM
يعطيك العافيه يا اخي مكه كولا

سلام الرب يسوع يباركك

hema_c
17-05-2005, 10:08 AM
يديك الصحة يا مكاكولا , لتبدع كمان وكمان . 10():

غلاباوي
17-05-2005, 05:59 PM
(sml13) (sml13) (sml13) (sml13)

كفاية يا عم قطعت قلبي ...... يخرب بيت الدراما المسرحية اللي في كلامك دة ... انا حاسس انك مش بتتكلم ناس زيي وزيك ,,, دول كدة اكيد زي هاملت وعطيل ... ... الخ الخ ... بس بصراحة .... اهنيك (brv1: (brv1: (brv1: (brv1: (brv1: (brv1: (brv1:
كتبت الكلام دة كله من غير ايدك ما توجعك خالص ..........

makakola
18-05-2005, 01:04 AM
إخوتى الأحباء

من بعض التعليقات وبعض الرسائل الخاصة، فهمت أن البعض ظن بأنى كاتب هذا المقال


المقال منقول، ورابط المقال الأصلى فى أول الموضوع
والكاتب هو خادم الرب المكرس الأستاذ (sml21) صمؤيل بولس عبد المسيح (sml21) ( (sml21) الشيخ محمد النجار سابقا (sml21) )، فأين أنا من هؤلاء العظماء، لذلك لزم التنويه للإيضاح

تحياتى وسلام المسيح للجميع
أخيكم
مكة كولا

makakola
28-05-2005, 09:01 AM
إخوتى الأحباء
أنقل إليكم اليوم الجزء الثانى من الأقباط وإنتصارات القيامة لأخينا المحبوب صمؤيل بولس (الشيخ محمد النجار سابقا)

http://www.copts-united.com/CoptsUnitedWriters/Samuel_Boulus/Copts_Winn_27May05.htm

من روائع قصص انتصارات الكنيسة القبطية في مجال مكافحة الأسلمة :

المقال الثاني من سلسلة مقالات
( الأقباط وانتصارات القيامة)

قصة إعادة أسرة بأكملها بعد مضي 30 سنة على أسلمتها !!!

1 – الظاهر جلجثة لكن الباطن قيامة!!!

فلندع مشايخ الأزهر ، والإخوان ، والجماعات ، يتحدثون مع السعوديون كما يحلو لهم ، عن فتوحاتهم المبينة وانتصاراتهم الميمونة وغزواتهم الناجعة ، وانجازاتهم المذهلة في أسلمة الأقباط ، ولندعهم يهنأون بالعطايا الجزيلة والتقديرات الجليلة التي يحصلون عليها من رابطة العالم الإسلامي ، ومن أثرياء الخليج .

ولندع الحكومة المصرية تنام قريرة العين من الثناء الذي تحصل عليه من ولي عهد خادم الحرمين الشريفين ، ولِما لا وهي تقدم تقريرها السنوي مشفوع بقوائم الذين نجحت في أسلمتهم ، دون الإشارة إلى الأعداد الكبيرة من الذين ارتدوا منهم عن الإسلام ، ورجعوا ثانياً إلى المسيحية ، ودون الإشارة أيضاً إلى أعداد المسلمين الذين اهتدوا إلى المسيحية، سواء الذين القى القبض عليهم ويعذبون داخل المعتقلات السرية ، أو سواء الذين عجزت الحكومة عن الوصول إليهم ، فعاشوا داخل مصر يكرزون ويشهدون ، أو سواء الذين تمكنوا من الهرب إلى الخارج ..

ومن يقرأ التقارير الحكومية الخاصة بالأسلمة يظن إن الأقباط يعيشون الدهر كله في مرارة ( الجلجثة ) التي لا تعقبها حلاوة ( القيامة ) بأمجادها وانتصاراتها ، وهذا غير صحيح وإليكم الأدلة .

2 – السيف في مواجهة الصليب

أقول للأقباط ، لا تصدقوا هذه الدعايات الحكومية المضللة التي تهدف الى تكدير صفوكم وتشكيكم في قوة كنيستكم القبطية الباسلة والتي تستمد قوتها من مؤسسها ، ربنا يسوع المسيح ، الذي صٌلب نهاراً وقام فجراً ، والذي يفضل العمل بهدوء وصمت بعيداً عن بهرجة الإعلام ، ومديح الناس ، واستعراض القوة.

وأؤكد لكم- بصفتي كنت محسوباً على الحكومة والهيئات الإسلامية في مجال أسلمة الاقباط - إن الكنيسة القبطية حقتت (بمعونة الرب ) انتصارات نوعية رائعة في مجالات مكافحة الأسلمة ، وإنها انتصرت في الكثير من المباريات على أبطال وعمالقة الأسلمة ، هي متسلحة بصليبها ودموعها وعرقها وجهادها ، وهم متسلحون بالسيف والسلطان والريال والدينار .

والسعودية تفهم ذلك يقيناً ، وتنظر للكنيسة القبطية باحترام ، لأن تقارير مخابراتها أكدت إنها كنيسة وطنية مستقلة تستمد قوتها من ذاتها وليس من دعم دولي خارجي ، وإن حيويتها وشبابها مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بإيمانها وروحانيتها، وكل منشأتها الدينية سواء داخل مصر ، أو حول العالم ، إنما شيدت بسواعد أبناؤها القبط المخلصين .

لدرجة جعلت مقر رئاسة رابطة العالم الإسلامي بمكة ، يهتم بدراسة ما أصبح يطلق عليه الآن بالأسرار الثلاثة :

1 - ( سر قوة الكنيسة النصرانية القبطية )

2( سر متانة البنية التحتية للكنيسة القبطية )

3 -( سر تماسك القيادة الكنسية القبطية )

والدليل على ذلك هو محاولات الشيوخ اليائسة شن حرب نفسية ضد الأقباط من خلال دعاياتها المغرضة حول نجاحهم في مجالات أسلمة الشعب القبطي ، لأنهم لو كانوا بالفعل منتصرين ما كانوا بحاجة لكل هذه البرامج والندوات والمؤلفات والخطب ، وتعمد الحكومة التضييق على الأقباط بمثل هذا الشكل المقزز القمىء .

فظاهر الأمر الذي نراه ونسمع عنه هو جلجثة ( أسلمة ) لكن باطنه هو قيامة ( عودة ) و( انضمام )

وكما قلت في مقال السابق إن سر قوة الأقباط المستمد من كنيستهم، يكمن في عدم ميلهم لاستعراض القوة كما تفعل الحكومة والإخوان والجماعات ، بل يفضلون الاقتداء بسيدهم ، أي الصلب نهاراً والقيامة فجراً !!!

makakola
28-05-2005, 09:02 AM
وإليكم نموذج واحد من مئات النماذج ، يؤكد لكم سر قوة كنيستكم :

قصة إعادة أسرة بأكملها بعد مضي 30 سنة علىأسلمتها !!!

3- الجذور

رغم إن صاحب قصتنا قد تم أسلمته هو وزوجته سنة 1960 ، وتمكنت الكنيسة من إرجاعه هو وزوجته ومعهما أولادهما وبناتهما وحفيدتهما في سنة 1991، بعدما أصبح " شيخ طريقة" في إحدى الطرق الصوفية الإسلامية ، إلا إن جذور قصته العجيبة ترجع إلى قرون طويلة مضت ،وبالتحديد إلى مملكة النوبة المسيحية التي أبادها العرب المسلمون !!!

4– العرب وإبادة الأجناس والشعوب

بعيداً عن ألاعيب "التقية "، وخديعة أجهزة الإعلام العربية ، نقول إن العرب متهمون بجرائم ضد الإنسانية منها جرائم إبادة العديد من الشعوب ، لا سيما الشعب النوبي المسكين ، الذي لا يزال يتعرض للإبادة حتى اليوم وما يحدث له في دار فور إلا مثال حي على ظلم وبطش هؤلاء الذين يقولون عن أمتهم إنها خير أمة أخرجت للناس ، بينما واقع حال أمتهم المتردي يكذبّهم ، فتاريخهم قتل وسلب ، ليس للمسيحيين فقط ، بل وحتى للمسلمين أنفسهم ، طالما ليسوا من العرق العربي ، كما حدث للفرس والكرد والأمازيغ ، وكما يحدث الآن للشعب النوبي الطيب ، والذي هو شقيق الشعب القبطي ، وكان في الماضي من أشد مناصريه .

5– الشعب القبطي لا ينسى بطولة الشعب النوبي

كان لشعب النوبة مملكة مسيحية قوية ، تنتمي روحياً وعقائدياً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، لأنها الكنيسة التى حملت شعلة الكرازة المسيحية في مصر ، وأعالي النيل ، والسودان ، والخمس مدن غربية باليبيا ، والحبشة ، وسائر أفريقيا .

وقد حدث بعد الغزو العربي الإسلامي لمصر ، أن قام الغزاة بإذلال بطاركة الكنيسة القبطية من خلال اختطافهم واحتجازهم في السجون وتعذيبهم بوحشية شديدة أمام الشعب القبطي الجريح ، ويقولون لهم :

لن نكف عن تعذيب بطريربركم ،ولن نطلقه لكم ، إلا بعد تعطونا ثمناً له !!!

6– الملك النوبي المسيحي الجسور كرياكوس

تنامى الى مسامع الملك النوبي الجسور كرياكوس ، أن الملك عبد الملك بن مروان ( 741م ) قد أمر بسجن وتعذيب بطريرك الأقباط البابا خائيل ورفض اطلاقه قبل أن يدفع له ( إتاوة) كبيرة جداً من المال ، فلما علم الملك كرياكوس بأن بطريركه يهان ويعذب ، اشتاط غضباً ، وجمع جيشه الجبار ، وزحف به إلى مصر لتحرير رئيس كنيسته ، مكتسحاً كل الحاميات العربية الموجودة على حدود مملكته وطوال امتداد الوجه القبلي كله ، حتى وصلت جيوشه الجرارة إلى مشارف العاصمة المصرية ، وكاد ان يتغيير التاريخ لولا أن ارتعب الملك عبد الله ، فاسرع باطلاق البابا القبطي ، وتوسل إليه بلجاجة أن يتوسط لدى ملك النوبة ليفك حصاره على العاصمة ، ويرجع قافلاً الى بلاده !!!

فاستجاب رجل الله المسالم ( وليته ما فعل) وهذا يدل على أنه كان بإمكان الأقباط - لولا أنهم مسيحييون –

أن يدحروا الغزاة العرب المعتدين ، بل وكان في إمكانهم أيضاً أن يذبحونهم عن بكره أبيهم ، لكنهم لم يفعلوا لإيمانهم بالمسيح رب السلام

( لمزيد من المعلومات حول هذه الواقعة التاريخية الهامة أنظر الأنبا أيسذورس :الخريدة النفيسة في تاريخ الكنيسة ـ الجزء الثاني صفحة 126 ).

7– انتقام الذئب العربي

ثار الذئب العربي لكرامته ، فهي المرة الأولى التي يجد نفسه فيها أمام شعب قوي يستطيع أن يقول لا فطلب الوالي العربي امتدادات حربية من جيوش العرب في الشام ، وشنوا هجوما واسع النطاق على مملكة النوبة ، فأبادوا الكثير من رجالها ، وسبوا اعداد كبيرة جداًَ من نسائها و*****ها ، وظلوا يناصبوها العداء حتى اضعفوها ، مما سهل سقوطها الكامل على إثر تعرضهم لخيانة داخلية ، استغلها الملك الظاهر بيبرس،الذي كان يتلذذ بذبحهم وشق أجسادهم من المنتصف ، ومن نجا منهم سيق كعبيد ، فازدهرت تجارة الرقيق ، وصار أبناء الشعب النوبي المسيحي عبيد وأرقاء عند العرب ، وقام سادتهم الجدد بأسلمتهم ، مع البقاء على عبوديتهم ، ولمدة قصيرة مضت كان من المألوف أن تجد الخدم والبوابين في مصر من النوبين ، وقد تمكن بعض النوبيين من النجاة من عبودية العرب بعد فرارهم إلى الأدغال السودانية في الجنوب ، وكان جل سكانها آنذاك من الوثنيين المتوحشين ، الامر الذي ادى الى استشهاد الكثيرين من النوبيين المسيحيين من أجل تمسكهم بدينهم ، واخذ الوثنيون أطفالهم كرقيق ، وتم تنشئتهم على المفاهيم الوثنية، ومرت مئات السنين على هؤلاء المستعبدين التعساء بعدما نسوا أصلهم المسيحي ، لكن المسيح لم ينساهم .

8– الله لا ينسانا

إن نسيت الأم رضيعها ، فأنا لا أنساكم . هكذا قال الله ( اش 49 ) : " هل تنسى المرأة رضيعها فلا ترحم ابن بطنها؟ حتى هؤلاء ينسين ، ولكن انا لا انساك. هوذا على كفي نقشتك".

وهكذا صدقت مقولته ، فالله لا ينسانا حتى لو نسيناه ، لا ينسانا مهما طال زمن غربتنا وانفصالنا عنه ، إذ لا شيء منسياً عنده ، حتى العصفور الصغير الذي ليس له ثمن في عين البائع.

فالله يشتري ولا يبيع ، يشتري كل شيء حتى الارقاء والعبيد ، يشتريهم ويحررهم ، فلا شيئاً منسياً عنده ،

وهو قادرٌ على استرداد وديعته من بين فكي الوحوش ، حتى لو انقضت مئات السنين ، فلقد حدث في أواخر القرن ال 18 أن ظهر صبيٌ يافعٌ من نسل هؤلاء النوبيين ، شاء له الرب أن يتحرر ليس من عبودية الناس فحسب ، بل ومن عبودية شيطان نفسه ، ليس هذا فحسب ، بل ويعيده إلى أصله المسيحي ، ويتمجد معه اكثر فيجعله كارزاً ومبشراً ليس وسط المسلمين السودانيين فقط ، بل ووسط المسلمين المصريين أيضاً !!! والغريب في الأمر أنه أرسل له من بريطانيا من يحرره من عبوديته !!!

makakola
28-05-2005, 09:07 AM
9– الله يرسل لك عوناً حتى لو كنت عبداً مقيداً بالسلاسل !!!

كان هناك زوجان بريطانيان قلبهما عامراً بالمحبة والتقوى ، وقد الهب الرب قلبيهما بالغيرة على خلاص نفوس الوثنيين ، فتوجها إلى جنوب السودان يبشران أهله بالمسيحية ، وحدث أن أثناء تجوالهم في سوق المدينة أن شاهدا الصبي النوبي وهو مكبل بالسلاسل الحديدية ومعروضاً للبيع في سوق العبيد ، فرق قلبيهما له ، وتفاوضا مع مالكه على شرائه ، ولأنه كان صبياً يافعاً وقوياً ، فلقد غالى مالكه في سعره ، رغم ذلك قام الزوجان بدفع ثمنه كاملاً ، ثم أخذاه معهما إلى منزلهم ،وهناك قالا له :

خذ صك حريتك ، وانطلق إلى أي مكان تريده ، فأنت حرٌ طليقٌ ، فنحن مسيحييون نقدر قيمة الإنسان ولا نقتنيهم كعبيد .

فتعجب الصبي وقال لهم مبتهجاً :

فلماذا اشتريتموني إذن ؟

فقالا له : المسيح طلب منا فعل ذلك .

فاجاب : من هو هذا السيد لأشكره ؟

فقالا له : أنه رب المجد ، محرر العبيد ، ونصير المجروحين ، ومعين كل من ليس معين .

فبكى الصبي ، وقال لهم :

أريد أن أعرف الكثير عن هذا الرب ، حتى أؤمن به وأصير من اتباعه ، وأريد أن أبقى معكم لكي تعلماني طريقه .

قال هذا وأصر على عدم مفارقتها ، فوافق الزوجان على بقائه معهما كأبن .

10– اعتناق المسيحية والانطلاق للكرازة بالإنجيل

وظلا الزوجان يعلمانه أسس الإيمان المسيحي ، وبدأ ينمو في الإيمان والروح، حتى صار كتلة نارية من الغيرة على خلاص النفوس، وبدا يكرز بالإنجيل وسط القبائل الوثنية ، حتى حرك الرب قلبه للكرازة وسط المسلمين، فذهب إلى الشمال ، ومكث هناك فترة من الزمن كارزاً وسط السودانيين المسلمين ، ثم قاده الرب إلى بلده الاصلي النوبة ، ومنها انطلق إلى تخوم مصر ، واستقر في إحدى مدن الصعيد وعرف بين الناس بكرازته المسيحية الملتهبة ، وحدث أن تعارف على عائلة قبطية متدينة ، تعود جذورها هي الأخرى إلى منطقة أعالي النيل ، وتشترك معه في البشرة السمراء الجميلة ، وقامت هذه العائلة بتقديمه إلى الأب الكاهن القبطي ، فأعجب به هو الآخر ، فأخذه وعلمه وسلمه صورة التعليم السليم الذي هو الإيمان المسلّم للقديسين ، وقام بتعميده وفقاً للطقس القبطي الأرثوذكسي الرسولي الأصيل ، وهكذا انضم إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، وصار من أحد أبنائِها البررة المخلصين ، وهكذا عاد مرة أخرى إلى جذوره بعد مضي ثمانية قرون من التيه والعبودية .

11– العودة إلى الجذور

مهما هاجر العصفور فلابد أن يعود إلى عشه ، ومهما ابتعد الفرع عن جذره فلابد من يوم يعود فيه إلى أصله ، وهكذا عاد صاحبنا ، بل أستاذنا وحبيبنا الذي حمل اسم جميل ومعزي مملوء بركة : ( بركات ) .

وطابت لبركات الحياة في صعيد مصر ، بعدما رأى فيه جذوره ، حيث العادات والنقاليد نفسها ، وحيث البشرة السمراء الجميلة ، وحيث نفس الحضارة ، ونفس الحرارة !

فقرر الاستقرار في الصعيد ، وظل يتنقل بين مدنه ، وقراه ، ونجوعه ، مبشراً وكارزاً بالإنجيل ، ثم تزوج من إحدى بنات العائلة القبطية ، وظل سنوات طويلة محروماً من الإنجاب ، فصلى للرب بلجاجة ليعطيه نسلاً ، فأعطاه الرب ( صموئيل ) أبنه الوحيد ، فأهتم بتنشئته النشأة المسيحية السليمة ، ثم تنيح بسلام في الرب بعد جهاد طويل من أجل الصليب ، فواصلت زوجته اتمام الرسالة تجاه ابنهما ( صموئيل) حتى وفاتها .

وكبر صموئيل وسار على نهج والده ، كارزاً ومبشراً ، وتزوج من قبطية من أقاصي الصعيد تعود جذورها إلى النوبة ، وانجب منها أربعة أبناء ، ثم تنيح بسلام في الرب .

12– عدو الخير يلعب ببعض أحفاد بركات

وكبر أحفاد بركات الأربعة ، ورغم أنهم تسلموا من والدهم (صموئيل ) قصة كفاح وإيمان والده (بركات )

جدهم الكبير، إلا إن الشيطان كان لهم بالمرصاد ، فأستغل الظروف الاجتماعية السيئة التي مروا بها عقب وفاة والدهم في التلاعب بإيمان ثلاثة منهم ، أحدهم ترك استقامة إيمان الكنيسة ، وانضم للحركة الخمسينية المشعوذة ، وصار قسيساً مشهوراً عندهم ، وسكن في منطقة راقية ، وأعمى الجشع عينيه عن رؤية احتياجات اشقائه الفقراء ، فأسلم اثنان منهما تحت تأثير الحاجة ، بينما ظل الرابع محافظاً على وديعة الإيمان ، سائراً على درب جده العظيم ( بركات ).

+ واختلفت قصة ملابسات الشقيقين الذين تم أسلمتهم ، فالأول كان اسلامه فردياً وليس له أي تأثير مدمر إذ أسلم من أجل الزواج بمطلقة مسلمة ، ولم ينجب منها أولاد ، ولم يجاهر بعدائه للمسيح ولا للكنيسة ، بل اختار أن يأسلم في السر وبهدوء تام .

13– لكل متأسلم ثمن

بعكس الثاني ، والذي أحدث إسلامه دوياً عظيماً ، لأنه لم يأسلم وحده بل وأسلمت معه زوجته المسيحية ، ونظراً لأن لكل متأسلم ثمن يدفعه له أرباب عفاريت الأسلمة ، فكان ثمن الزوجين منزل متواضع جداً في إحدى المناطق الخطرة بجنوب القاهرة ، ثم عاد الزوج وتزوج من امرأة مسلمة ، وانجب منها ولد رباه تربية إسلامية متطرفة ، وهو نفسه صار ( شيخ طريقة ) من الطرق الصوفية ، ثم عاد وانجب من زوجته الأولى ( المسيحية المتأسلمة) اربعة من الابناء : ولدين ، وبنتين .

وكان أبنه الكبير لم يزل طفلاً صغيراً ، حينما تدخل عمه ( الباقي على مسيحيته) فقام باخذه من أخيه لينقذ الولد من التأسلم ، ثم قام بضمه إلى أولاده ، قبل أن يقوم والده باستخراج شهادة قيد ميلاد له بها ديانته الإسلامية . لكن الولد عاد الى ابيه المسلم بعدما بلغ العاشرة من عمره ، وكان في البداية مشتتاً بين الديانتين ، حتى استطاع والده أن يميل قلبه للإسلام ، فصار مسلماً ، مثل أبيه وأمه وبقية أشقائه وشيقيقاته، ولكن كان عليه أن يقوم بإجراء روتيني لإثبات إسلامه قانونياً ، وذلك عن طريق التقدم بطلب إشهار إسلام إلى مديرية الأمن ( كتحصيل حاصل) ليسلم شهادة ميلاده وبطاقته الشخصية المدون فيهما الديانة مسيحي، ليستلم بدلاً منهما باسمه وديانته الإسلاميين ، ثم يتقدم بطلب اشهار اسلام رسمي كإجراء روتيني ، لأنه كان مسلماً بالفعل .

makakola
28-05-2005, 09:08 AM
14 - موت وحياة

والعجيب في الأمر إنه في الوقت الذي ذهب فيه هذا الرجل ومعه زوجته ليشهرا إسلامهما في عام 1960 سمح الرب بولادة طفل قبطي اطلق عليه أبواه اسم ( ناصر) وكان أسم على مسمى ، لأن الرب قد سُر بحسب غنى أحكامه أن ينهزم ناصر في طفولته ، ثم ينتصر في رجولته ، ويصير الخادم المكرس الذي تكلفه الكنيسة بإرجاع هذا الرجل إلى المسيح ، ومعه زوجته ، وأولاده وبناته وحفيدته ، في واحدة من أجمل وأروع انتصارات الكنيسة في مجال مكافحة أصعب حالات الأسلمة والتي مضى عليها واحد وثلاثون سنة ، نعم واحد وثلاثون سنة بالتمام والكمال !!!

فظاهر الامر كان كله جلجثة ، لكن باطنه كان كله قيامة وانتصار .

فهذا الرجل قد مات هو وأسرته من 31 سنة ، ولم يموتوا فقط ، بل وشبعوا موتاً ، أي انتنوا ، وصاروا عظاماً ، ثم تحللت هذه العظام إلى تراب .. بل و( ناصر ) الذي استخدمه الرب في إرجاعهم ، كان هو نفسه ميتاً مثلهم !

فالظاهر جلجثة موت ، وكل هؤلاء دونت أسماؤهم في قوائم الأموات ، لكن الباطن كان حياة وقيامة وانتصار ، فرب القيامة والحياة الذي وقف على باب مقبرة اليعازر ( بعدما انتن ) ثم قال له بلهجة الأمر لعازر هلم خارجاًُ ، فقام الميت ، ورآه الناس ومجدوا الله ، هو نفسه الذي وقف على قبور هؤلاء وقال لهم هلموا خارجاً ، فقاموا من بين التراب والدود والرماد ، ودبت فيهم الحياة ، ورأتهم الناس فمجدوا اسم الله الحي الذي أعاد إحياؤهم من جديد ، لأن ليس عند الله أموات .

15– مسلم ابن مسلم

تقدم الولد بطلب الى مديرية الأمن وقال في طلبه أنه مسلم من أبوين مسلمين ، وجميع أشقائه وشيقيقاته مسلمين ، وأنه ليس بحاجة لمقابلة مندوب الكنيسة ، بل كل ما يريده هو اتمام الاجراءات الإدارية فقط .

رغم ذلك قامت المديرية باخطار البطريركية ، فذهب إليه قدس أبونا القمص (المتنيح) حزقيال وهبه لتقديم النصح له ، لكن الشاب رفض الاصغاء ، وقال لأبونا : لا تتتعب حالك معي ، فأنا مسلم ابن مسلم ، وأبويا شيخ طريقة ، وما جئت اليوم إلا لانهاء اجراء روتيني شكلي .

لكن أبونا حزقيال رق لحال الشاب الصغير ، فقام بتأجيل جلسته لمدة اسبوع واحد لعل الله يتدخل في امره ويصنع معه معجزة احياء ، ولم يكن يدرك أبونا الحبيب أن الرب سوف يحيي لا الشاب وحده ، بل ومعه كل أهل بيته أيضاً !!!

وطلب أبونا من الشاب اعطائه عنوانه حتى يرسل له من يرشده ، لكن الشاب تعمد تضليل أبونا ، فأعطاه عنواناً خاطئاً حتى لا يتمكن أحد من الكنيسة من الوصول إليه ، وكان هذا العنوان الخطأ يقع داخل منطقة جبلية خطرة تعج باللصوص والخارجين عن القانون ، ولم يستطيع أبونا أن يعرف أية معلومات أخرى عن الشاب سوى اسمه ، واسم أبوه ، كما هو مدون في طلب المديرية ، بالإضافة الى معلومة مبهمة تفيد بأنه مسلم ابن مسلم ، وان أبوه شيخ طريقة صوفية .

16– لا ينبغي للخادم احتكار الخدمة لنفسه ، حتى لا تتوقف الخدمة بموته

ثم قام ابونا حزقيال بتكليف احد الخدام الاكليريكين (الذين انضموا للخدمة) بالذهاب الى هذا الشاب لنصحه لأن الخادم القديم رأى إن من مصلحة الخدمة وضمان استمراريتها ان يسعى بنفسه في البحث عن خدام جدد لينضمون إلى الخدمة ، خصوصاً وهو قد أصبح منشغلاً جداً بمتابعة حالات الاتداد التي أرجعها ، وحالات التنصير التي استخدمه الرب في اهتدائها للدين المسيحي ، وكان يجد صعوبة في استلام أية حالات جديدة ، وكان يبرر ذلك قائلاً :

كيف أقبل حالات جديدة ، بينما أنا لا زلت منشغلاً بمتابعة الحالات القديمة ؟

خصوصاً وهو كان يهتم بكل حالة اهتمام عقائدي وروحي واجتماعي ونفسي وقانوني ، ومع زيادة نشاطه في البحث عن التائهن لهدايتهم لطريق الحق ، زادت أعداد الذين يتابعهم ، وكان منهم شريحة صعبة جداً

( ستة رجال وامراة ، من المسجلين خطر جنائياً على الأمن العام فئة " أ") منهم ثلاثة في جرائم قتل ، والباقيين سرقة بالإكراه ومقاومة السلطات والشروع في القتل ، وجميعهم قضوا عقوبة السجن المؤبد ، وتحت مراقبة الشرطة .

17 – جلجثة أم قيامة ؟ اسلمة أم عودة وتنصير؟؟؟؟

ومع مرور الزمن تراكمت عليه اعداد الحالات بشكل مخيف ، فالكثيرون من المسلمين يأتون إليه طالبين منه مساعدته في دراسة الدين المسيحي تمهيداً لاعتناقه ، بالاضافة إلى الحالات التي كان يلتقطها من الطريق ، وحالات كثيرة من الذين سبق لهم الارتداد ولكن أعلنوا توبتهم ، وأبدوا رغبتهم في الرجوع للمسيح ، وكان بعضهم يأتي للكنيسة من تلقاء نفسه ، والبعض الآخر كانت الكنيسة هي التي تظل تبحث عنهم حتى تجدهم ، وكل هؤلاء ( المتنصرون والمرتدون العائدون ) يظلون مسجلون في الملفات الحكومية كمواطنون مسلمون ، رغم اعتناقهم المسيحية ، أو رجوعهم إليها ، ورغم إن بعضهم أصبحوا خدام للمسيح ومبشرين باسمه !!!!

لذلك فكان الخادم يعلق ساخراً على تقارير الحكومة الخاص بالأسلمة :

( جلجثة ) ولا ( قيامة ) ؟

( أسلمة) ولا ( عودة وتنصير)؟؟؟

18 – خدام جدد لمواجهة اتساع الخدمة ولكن .....؟

وبجانب حالات العودة والتنصير ، كانت هناك أيضاً حالات أخرى تعاني من الاضطهاد ومطلوب حمايتها من بطش أمن الدولة والجماعات الإرهابية ، فكان لابد للخادم أن يتفرغ لمتابعة كل هذه الحالات المتنوعة، لذلك طلب من الكنيسة إمداده بالخدام لمساعدته في الخدمة والتي صارت تتسع يوم بعد آخر ، بعدما شملت حالات في القليوبية ، والجيزة ، والسويس ، والاسكندرية ، والمنيا ، فارسل إليه رئيسه الروحي والمشرف على خدمته قداسة الاب الراهب القمص ( أ . ص ) هذا الشماس الاكيريكي ، لكنه كان يميل للعمل الإداري أكثر منه للعمل الميداني ، وخدمتنا هي خدمة شوارع وليست خدمة مكاتب ، كما كان يميل لحب الظهور ، وخدمتنا تحتاج للاختباء وراء الصليب ، فضلاً على حرصه الشديد على التقرب من القيادات الكنسية الرسمية ، وخدمتنا تحتاج لإبعاد الكنيسة عن المشاكل ، لذلك اهتم الخادم بالبحث بنفسه عن خدام آخرين ، ناسياً إن هذه الخدمة تحتاج لمواهب خاصة وإعداد كنسي دقيق ، ولكنه تحت ضغط الحاجة وتهرب الخدام من الالنضمام لهذه الخدمة بسبب خطورتها ، أضطر إلى مفاتحة أثنان في أمر الانضمام لهذه الخدمة ، أحدهما صاحب محل ذهب ، وكان يخدم بشكل فردي ، والثاني صاحب محل ساعات ، رأى الخادم أنه يصلح للاعمال المعاونة ، ثم أمده أب اعترافه جناب القمص (م .ص) بخادمين اخرين ، وقام الخادم بعرض الاربعة على رئيسه الروحي ، فاختار ثلاثة منهم لخدمة الحالات الخاصة ، وتم تحويل الرابع لخدمة المعاقين ، فأصبح في المكتب أربعة خدام جدد، بجانب الخادم القديم ..

19 – رئيس روحي أم شجرة مظللة ؟!

ولكن من المؤسف له إن هؤلاء الاخوة الأربعة لم يصمدوا طويلاً أمام تحديات هذه الخدمة ، فقامت الكنيسة بالاستغناء عنهم الواحد تلو الآخر، مما أحزن قلب الخادم ، لكنه لم ييأس ، ففتش داخل الكنيسة حتى عثر على خدام وخادمات على درجة عالية جداً من الأمانة والروحانية ، وهؤلاء لا يزالون باقون في الخدمة حتى اليوم ، بعضهم مضى عليهم أكثر من 14 سنة ، ومنهم جناب الأب القمص الموقر ( ح ) الأمين الحالي لمكتب الارشاد الروحي ، مما يؤكد لنا إن وراء كل جلجثة قيامة ، وكما يوجد من يهدم فهناك أيضاً من يبني ، وسوف يأتي يوم ويعرف فيه الأقباط فضل رئيسي الروحي ( القمص أ . ص ) على تأسيس هذه الخدمة ، والإشراف عليها ، لأن كل العاملين فيها من الكهنة والخدام والخادمات هم من أولاده وتلاميذه ، وكان ولا يزال بمثابة الشجرة العملاقة التي تظلل علينا ، وإذا كان الاب القمص أمين مكتب الارشاد يقول عني ( استاذي الذي علمني ألف باء خدمة الحالات الخاصة ) فأقول لقدسه ، ولبقية الآباء والخدام ، إذا كنتم تقولون عني أنني من أقدم وأشهر وأكفأ من خدم في هذا المجال ، فأشهدكم أمام رب الكنيسة ، بأن الفضل كله يعود له ، ولهذا الأب الراهب القديس (ص.ا) لأنه كان أول من علمني ألف باء الخدمة . وإنه سيأتي يوم يذكر لنا تاريخ الكنيسة المعاصر عن المجهودات الجبارة التي يقوم بها هذا الأب في كافة مجالات الخدمة ، مما يؤكد لنا عظمة هذه الكنيسة التي أخرجت لنا كل هؤلاء الاقوياء

makakola
28-05-2005, 09:09 AM
20- ليس عند الله أموات !!!

حدث أن التقى الخادم القديم بالشماس الإكليريكي وسأله عن حالات هذا الاسبوع ، فقال له بالحرف :

حالات كلها ضاربة وخربانة ! وبالذات واد مسلم ابن مسلم ، وأمه مسلمة وكل اشقائه ، يعني حالة ميتة ! فتحمس الخادم لمتابعة هذه الحالة وخصوصاً بعدما استمع صوت المسيح وهو يقول له :

خذ مسؤولية متابعة هذه الحالة وسوف اريهم عجائبي !!!

فأجاب الخادم أخيه الشماس الإكليريكي قائلاً :

ليس عند المسيح أموات ، اعطيني هذه الحالة وسوف أتولى أمرها ، وخذ أنت حالة أسهل !!!

فقال الاكليريكي : بلاش دروشة ، يعني أنت هاتعمل فيها إيه ، الواد مسلم ومتربي تربية اسلامية وابوه وامه اسلموا من تلاتين سنة ، وأنت بسلامتك جاي النهاردا علشان تعمل فيها أبو علي !!!!

فأجابه الخادم باتضاع وانسحاق قلب : يا أخي الفاضل لا أنا ولا أنت ولا أي مخلوق يستطيع أن يعمل شيئاً بل المسيح هو الذي يعمل ، وانا أؤمن إن المسيح الإله سوف يعمل مع هذا الولد المسكين .

فأجاب الاكيريكي : رجعنا تاني للدروشه ، عموماً اتفضل وخذ الحالة وها نشوف هاتعمل إيه فيها !!!

فأخذ الخادم اسم الولد ،واسم المنطقة ( لا يوجد اسم شارع أو حارة ) !!!

21– الرب ينظر للمحبة والتعب والعرق والدموع وغبار الطريق !!!

هذه الخدمة ، هي خدمة محبة وتعب وعرق ودموع وأتربة وشحم وغبار ، والخدام الذين يرسلون لي سواء من مصر ، أو من بلاد المهجر ، طالبين مني النصيحة والخبرة في كيفية تحقيق النجاح في خدمة الحالات الخاصة ، أقول لهم : على قد عرقكم ودموعكم ، يكون نجاحكم ! فيسخرون مني!!

لكن هذه هي الحقيقية التي لا يريد أحد أن يعرفها أو يقتنع بها ، فالمسألة ليست سحر ولا قوى خارقة ، ولا

شطارة ولا فهلوة ، بل إيمان ومحبة ، ونجاح كاتب المقالة في هذه الخدمة ، وخصوصاً مع الحالات الصعبة جداً كان ولا يزال مرتبطاً بهذه الكلمات :

الإيمان والمحبة والتعب والعرق والدموع وغبارالطريق .

وهي الأمور عينها التي تسلمها من الكنيسة بواسطة آبائه الروحيين ، الذين لولا محبتهم له وتعبهم معه ما كان استطاع التأثير في فرخة ، وليس في إنسان .

22– طالع الجبل !!!

نظر الخادم الى اعلى متأملاً هذا الجبل ، أنه يعرف طبيعة الناس الذين يسكنون فوقه داخل الاكواخ وعشش الصفيح وغرز الحشيش ،هنا تذكر كلام رئيسه الروحي :

1 - ليس لهم عندنا شيئاً ليأخذونه منا سوى جسد هذا الموت ، فإن طلبوه فليأخذوه ، لكن أرواحنا ملك للمسيح وحده ، ولا يستطيع أحد أن يأخذها منا .

2- الكنيسة هي أم حنون لكل هؤلاء الأولاد والبنات ومستعدة أن تبذل حياتها من أجلهم .

وتذكر قوله لمندوب الحكومة :

يا سيادة اللواء نحن ككنيسة, نعتبر كل الذين أسلموا هم من أولاد الكنيسة ومن حق الام أن تبحث عن أولادها لترجعهم إلى أحضانها ، نعم نحن نرحب بتوبة هؤلاء ورجوعهم للكنيسة ونمنحهم شهادة عودة كنسية تثبت رجوعهم للإيمان المسيحي .

تذكر قول رئيسه الإداري : أنت راجل يا أبني ، بل الرجل الوحيد الذي يخدم هنا معي .

تذكر كل هذا ثم قال في نفسه : لن أخذلكم يا آبائي الأحباء لأن تعبكم معي ليس باطلاً .

قال هذا ثم طلع الجبل كالقط البري ، كما كان يفعل في الايام الخوالي حينما كان في الدير !!!

23 – خدام الكنيسة القبطية لا ينهزمون بسهولة

كانت العيون تترقبه بتوجس وتخوف ، فلقد أجزموا على أنه من المباحث ! وهذا ما كانت تظنه الناس كلما دخل منطقة مشبوهة ، وذلك بسبب جسارته واقتحامه وجديته وجراءته في طرح الاسئلة ، وعدم مبالاته بوجود المجرمين من حوله ، وظل الخادم يبحث عن صاحب هذا الاسم بدون جدوى ، وكان كل من يسأله يبتعد عنه ، لأنه لا يقدم أية معلومات عن صاحب الاسم ، مثل مهنته ، وملامحه ، طويل أم قصير ، نحيف أم سمين ، فهو كان بمثابة من يبحث عن ابرة وسط كومة قش ، فكل ما يعرفه هو اسمه فقط !

مضت نحو أربع ساعات والخادم يبحث عن صاحب الاسم ، ولف المنطقة كلها ثلاث مرات تحت اشعة الشمس الملتهبة ، وكان العرق يتصبب منه بغزارة ، واختفت ملامح وجهه من التراب والغبار ، وكانت هذه كلها علامات يعرف منها أن الرب سوف يتمجد معه ولن يبدد تعبه !!!

تعب الخادم من كثرة السير ، وكان يبحث عن مكان به ظل ليستريح فيه ، حتى وجد زاوية مسجد ، فاخرج صحيفة من حقيبته وافترشها أرضاً وجلس عليها مسنداً ظهره على جدرانها الخارجية وكانت مبنية بالطوب النييء المطلي بالجير الابيض والذي تحول لونه للسواد من كثرة الأتربة ، وخلع حذائه ليفرغه من الرمال التي علقت به ، وبأت أكثر تصميماً على الوصول لهذا الشاب ، فهكذا تعلم من أبيه ورئيسه الروحي : " أولاد ربنا لا ييأسون ولا ينهزمون بسهولة " . وأيضاً لعلمه التام بحسب ما أختبره في هذه الخدمة : إن وراء كل عنوان كاذب ، يوجد شيء من الصدق !!!

وبعدما استراح قليلاً قام وواصل سيره حتى وجد " غرزة " فمال ودخل إليها .

24– توبة المعلمة أشواق !!!

لا يا بك الاسم دا ما وردش علي خالص قبل كده ، ولو كان مطلوب في قضية حشيش ، ولا بودرة ، ولا حقن ، فأنا شغلي نظيف يا بك ، وحد الله بيني وبين الصنف ، وبقية الحاجات الوسخة دي ، دا أنا توبت يا بك من ساعة آخر قضية ، وقلت في نفسي : دي آخر حبسة يا بت !، ومن ساعتها يا بك وأنا ماشية في السليم ، و" فتحي بك " معاون القسم عارف كده كويس ، حتى اسأله عني!

وجمال المخبر بيعدي على الغرزة كل يومين وشايف بنفسه شغلي كله في السليم وعلى ميه بيضة ..

أعمل لك كوباية شاي يا بك علشان تعدل دماغك ؟!

ولا أجيب لك "أزوزة" علشان الحر ؟!

قالت هذا ، ثم صاحت على امرأة تفترش الأرض وتبيع خضار : يا ام سعد ، يا أم سعد ، روحي يا أختي نادي الحاجة أم بكري ..

ثم التفتت للخادم وقالت له :

الست أم بكري دي تبقى اقدم واحدة في الحتة ، بقى لها هنا ييجي خمسين سنة ، وعارفة كل واحد فيها، ويمكن تطلع تعرفه وتدلك عليه .

25- ام بكري وبصيص أمل

- شوف يا بك اسم الواد دا مش موجود هنا خالص ، لكن اسم ابوه مش غريب علي ، أنا سمعته قبل كده ، بس من زمان قوي ، يجي عشر سنين كده ، ايوه ايوه افتكرت ..-

فاخرج الخادم خمسة جنيه لتنشيط ذاكرتها ! فاخذتها فرحة وظلت تدعو له ، ثم قالت :

- الحقيقة يا بك انا فاكرة اتنين كانوا بالاسم دا ، واحد من البدو وكان بيجي هنا من عشر سنين علشان يشتري من الناس صفايح العيش الناشف ، أصله ولا مؤاخذة كان بيربي خرفان ومعيز جوه الجبل ..

وأما الثاني فكان بيصلح ( وابور الجاز) ، وكان ساكن هنا ، لكن عزل من المنطقة من عشر سنين ..

- متعرفيش راح فين -؟

- لا يا بك ، بس أعرف جارته ، الست أم حسين ، وهي كانت صاحبة مراته ، ويمكن تطلع تعرف سكنهم الجديد .

- وهي فين الست دي - ؟

26- ام حسين والخبر اليقين

تعال معايا يا بك وأنا أوريك بيتها ..

+ شعر الخادم بفرح عجيب يغمر قلبه ، رغم عدم معرفته المسبقة بأن والد الشاب بيعمل في إصلاح وابير ولكنه كان كالغريق الذي يتعلق بقشه

- - فين ستك يا واد - ؟ هكذا قالت أم بكري

- جاية بعد شوية- هكذا أجاب الولد

ولكن طالت هذه الشوية ، حتى استغرقت ساعتين ، كانت ام بكري رجعت لبيتها ، وبقى الخادم جالسا على باب بيت أم حسين ، ثم شاهد امراة عجوز وهي تقترب منه قائلة :

انت ليه يا ابني قاعد كده على الارض وتوسخ هدومك المحترمة ! أنت مستني مين ؟

- انا عاوز الست ام حسين علشان تدلني على واحد اسمه .......-

- أنا أم حسين ، لكن الراجل دا عزل من هنا من عشر سنين وهو حضرتك عاوزه ليه

- في ناس بيعملوا خير ، وعاوزين يساعدوه

- طيب ما يساعدوني انا كمان اصلي فقيرة واديك شايف الحال!!!

فاخرج لها خمسة جنيه فاخذتها وشكرته ثم قالت له :

حسب علمي يا بك هو ساكن في " الجبل التحتاني " جنب كسارة الجير ، والحتة بتاعته اسمها ( .....)

وكان أغرب اسم منطقة يسمعه الخادم طوال حياته ،رغم أنه من سكان القاهرة ، وتجول في كل مناطقها ، ودخل اسم هذه المنطقة في ارشيف الكنيسة للحالات الخاصة لاول مرة ، وكان الخدام يتندرون به لغرابته وأسرع الخادم بالنزول من الجبل الفوقاني ، ليبدأ رحلة بحث أخرى في الجبل التحتاني ، وهي رحلة البحث التي اختتمت بنشوب مشاجرة عنيفة ، كاد الخادم أن يلقي حتفه فيها لولا أن تدخل المسيح لانقاذه بمعحزة باهرة لا يمكن لعقل أن يصدقها

makakola
11-06-2005, 08:05 AM
http://www.copts-united.com/CoptsUnitedWriters/Samuel_Boulus/Copts_Winn_10Jun05.htm
من روائع قصص انتصارات الكنيسة القبطية في مجال مكافحة الأسلمة :
الأقباط وانتصارات القيامة ( 3 )
قصة إعادة أسرة بأكملها بعد مضي 30 سنة على أسلمتها !!!

1- نازل من الجبل

النزول من الجبل الحجري أسهل من طلوعه ، لكن ما اصعب واشق من النزول من جبل الكرامة ؟
فلقد اتضح للخادم انه على موعد مع اهدار كرامته وسط أناس لا تعرف أي لغة أخرى للتفاهم إلا لغة السواطير والسنج والمطاوي والجنازير ، أناس مجرمون امتزج جهلهم بإجرامهم بتعصبهم ، فجعل منهم وحوش ادمية ، وكان يعرف ( بحكم خبرته المسبقة – كشيخ مسلم متطرف - والحالية كخادم مسيحي ) مدى خطورة ووحشية مثل هذه النوعية من البشر الذين يقطنون مثل هذه المناطق الخشنة النائية ، ولا سيما منطقة " الجبل التحتاني " ، وبما تحويه من قلاع حربية قديمة تستخدم كأوكار للمجرمين .

2 – تصنيف المتعصبين المسلمين في المحروسة

وكان يصنف عنف المتعصبين دينياً في مصر بحسب اماكن سكناهم ، وهذا التصنيف مبني على معرفة طويلة منذ أن كان كاتب هذا المقال شيخاً في الجماعات الإسلامية الإرهابية (1976 – 1983 ) ثم شيخاً في الإسلام السياسي "إسلام السلطة" ( 1984 – حتى ايمانه بالمسيح في 1- 1 – 1987 ) ثم خادماً مكرساً في الكنيسة للحالات الخاصة ( اعتباراً من أغسطس 1988 ) فكان يعرف إن المتعصبين في منطقة "كرداسة " يختلفون عن متعصبي منطقة " عزبة النخل" ومتعصبون مناطق "عين شمس" ، و" المطرية " و" المرج " و"عزبة النخل" و"الخانكة " ، يختلفون عن متعصبي مناطق "الزاوية " و" الشرابية " و" شرق السكة الحديد" و" بولاق الدكرور " و" صفت اللبن ".ومتعصبي " الفيوم " يختلفون عن متعصبي " الإسكندرية " والأخيرين يختلفون تماماً عن متعصبي " بني سويف " و"المنيا " و" أسيوط " ..الخ

3- يشوون الأقباط كما يشوون أكواز الذرة !!!

وسبق له في (حياته الأولى ) أن ألتقى مع متعصب قاتل جاهل من "غجر" مدينة الفيوم ، ثم انتتقل للاقامة في بولاق الدكرور، وقطن في نفس الشارع الذي يقطنه المتهم الثالث في قضية اغتيال السادات ، وهذا طبعاً لم يكن بالمصادفة ، وصرح له هذا السفاح القاتل بأنه تقاضى خمسة وعشرين جنيه من أحد شيوخ الجماعات الإسلامية الإرهابية في الفيوم ( موطن الشيخ الضرير ، زعيم الإرهابيين المصريين ، الدكتور عمر عبد الرحمن ) مقابل قيامه بإشعال الحريق في بيت ريفي تقطنه عائلة قبطية كبيرة العدد ، وكان ملصق بالبيت جرن كبير به قمح ، وكان يشاهد أفراد هذه العائلة وهي تشوى على النار ، بسعادة شيطانية لامثيل لها ، وقال له بالحرف ، وعيناه تلمع كشيطان :كنت باشويهم زي ما بشوي كيزان الذرة ، وكله في سبيل الله ، ومن أجل عيون الأخوة !!!

4 – وهناك من يقتلهم من اجل علبة سجائر او مجاملة للجيران

ولكن المكان المزمع أن يذهب إليه الخادم ،يمكن لساكنه ( بسبب فقرهم الشديد) قتل أي مسيحي ، ليس من أجل خمسة وعشرين جنيه ، بل من أجل خمسة جنيهات فقط ، أو حتى مجرد علبة سجائر ! بل وأحياناً يقتله مجاناً ( لوجه الله ) أو مجرد مجاملة " مجدعة وشهامة " لصديق ، أو جار !
كما حدث لأحد العمال الاقباط الغلابة النازحين من الصعيد بحثاً عن لقمة العيش في العمل بالمحاجر ، و تحرش به أحد الزبالين في الطريق ، وتشاجر معه لأنه رفض أن يقول ( أنا صليب ال***) فتصادف مرور جار الزبال ، وهو يعمل عربجي على عربة كاروا يجرها بغل لا يختلف عنه في شىء ، فأخرج مطواه من طيات جلبابه القذر ، ثم طعن العامل القبطي في عنقه وقلبه ، ولاذ بالفرار ، وكالعادة فلقد تم تقييد الحادث كمشاجرة في الطريق أدت للقتل ، والفاعل مجهول !
رغم أن العربجي القاتل معروف تماماً لمباحث المنطقة ، بسبب كثرة مشاجراته وبلطجته ، ولكونه مسجل جنائياً كشقي خطر على الأمن العام فئة ( أ ) !!!

5 – من هنا تستأجر الجماعات الإرهابية القتلة والسفاحين للاعتداء على الاقباط

فمن مثل هذه الاماكن الخطرة ، بسكانها المتوحشين ، تقوم الجماعات الإسلامية الإرهابية بتأجير القتلة والسفاحين ، لعمليات حرق الكنائس ، أو قتل بعض الأقباط ، أو الاعتداء عليهم بالضرب( تحت ستار المشاجرات) وان أي قاتل محترف ، أو زعيم عصابة ، لا يستطيع دخول مثل هذه المناطق إلا ومعه حفنة من الرجال المسلحين الأشداء ، فالغدر وارد ، وأرواح البشر هنا ليست لها قيمة أمام ما معهم من مال ، او حتى ما يرتدونه من ملابس واحذية وساعات يد ! بل والتقيت بأحدهم قام باختطاف طفلة مسلمة بريئة عمرها 8 سنوات ، ثم اغتصبها بوحشية ، ثم قتلها ذبحاً ، وبعدها قطع أذنيها بمطواه ليستولى على قرطها الذهبي الصغير ، وكان ثمنه لا يزيد عن 18 جنيه !!!

makakola
11-06-2005, 08:13 AM
6 – تاريخ الأقباط يؤكد أنهم قوم لا يهابون الموت

ولكن كانت مشكلة هذا الخادم – إذا جاز لنا أن نسميها مشكلة – أنه بالرغم من نشأته بين أحضان جماعات العنف والإرهاب ، إلا أنه بعد أيمانه بالمسيح ، وانضمامه لأجداده الأقباط ، شاء له الرب أن يعتزل العالم لمدة سنة كاملة داخل أحد الأديرة النائية ، ليقرأ تاريخ كفاح أجداده ضد الظلم ، فانبهر جداً بشجاعتهم وبسالتهم في دفاعهم عن قيم العدل والحق ، كما انبهر بحضاراتهم ورقيهم وذكائهم ، وتوقف طويلاً أمام شدة إيمانهم بالله ، واستقامة عقائد دينهم ، وذهل من عظم بطولاتهم الفذة التي أظهروها أمام اعتى قوى عسكرية ظهرت في العالم ، فهام إعجاباً بشجاعتهم في عصر الاستشهاد العام ، واعتبر نفسه امتداداً لهم ، ولم لا وهو من جذور قبطية خالصة لم تتعرض للتهجين العربي أو البيزنطي ، بل مصرياً قحاً ، قبطياً أرثوذكسياً حتى النخاع ، فهذه هي جذوره مهما حاولت قوى الشر الدخيل طمسها مستغلة نشأته بين أحضانها على إثر خلل اجتماعي تعرض له في طفولته .

7 – الأقباط وجينات شهداء أخميم

لهذا فلم يكن غريبا ان يكتشف ( بعد سنوات طويلة من التيه والاغتراب ) أنه لا يزال يحمل بداخله الجينات الوراثية لأجداده الأقباط من شهداء أخميم، أي أنه يسعى للموت برجليه ، ولا يتهرب منه ، فلقد كان شديد الاقتناع بأنه ينبغي على الإنسان المسيحي بشكل عام ، والمسيحي القبطي بشكل خاص ، أن يعيش رجلاً ويموت رجلاً ، كما عاش ومات أجداده.
كان شديد الإعجاب بالقديس اثناسيوس الرسولي ، والقديس كيرلس الكبير ، والقديس ديسقورس..
وكيف استطاع كل واحد من هؤلاء الثلاثة الأبطال الأفذاذ ، أن يواجه – بمفرده - ليس مجرد حفنة من القتلة المأجورين ، واللصوص ، وقطاع الطرق ، بل مواجهة أعتى امبراطورية عسكرية ظهرت في التاريخ ، لذلك كان – ولا يزال - يرى بأنه من العيب جداً للقبطي أن يخاف ، لذلك لم يحدث له منذ ايمانه بالمسيح أن خاف من الموت ، وكان هناك سبب إضافي يجعله يقاوم الخوف ، وهو حتى لا يجلب العار لنفسه ، ولابائه الروحيين الذين علموه أهمية الدفاع عن الحق ، وسلموه تلك القاعدة الذهبية الخالدة :( إن عشنا فاللرب نعيش ، وإن متنا فاللرب نموت ، إن عشنا أو متنا فاللرب نحن )[ رو 14 : 8 ] .
وسلموه أيضاً عهد الدفاع عن القيم الانسانية ، قالوا له :لا تحب عدوك فقط ، بل وتحسن إليه أيضاً ، ولكن الله حق يحب الحق وكل من يدافع عن الحق، وأبسط قيم الحق هي العدل ، واستعباد الناس مضاد للحق .

7– مكافحة الاتجار بالبشر

من هذا المنطلق ، فلقد اعتبر هذا الخادم ان "الأسلمة " على الطريقة المصرية ، هي إهدار لكرامة الإنسانية ، لكونها نوع من المتاجرة بالبشر الفقراء والمعدمين ، لان محترفي وارباب هذه الاسلمة يستغلون جهل الناس وفقرهم واحتياجهم ، ليشترونهم بالمال ، كما يشترون الابل والانعام !!!
وكان - ولا يزال - شديد الإيمان بأن الله قد خلق الناس أحراراً ليؤمنوا بما يشاءون من اديان وعقائد ، بدون ضغوط تمارس عليهم من أي نوع ، وها هو الآن أمام أسرة كاملة تم شراؤها ، ومن بين أفرادها أطفال ونساء وصبية وشباب ، وكلهم لهم الحق في اختيار الطريق الذي يرتاحون إليه ، وأنه لابد من الوصول إليهم ليخيرهم ما بين الرجوع إلى جذورهم المسيحية التي انتزعوا منها عنوة ، أوالبقاء على إسلامهم الذي ورثوه من والديهم بدون ذنب اقترفوه .

8 – فيلم سلطان بطولة الفنان فريد شوقي !

لذلك أصر على الذهاب إليهم داخل هذه المنطقة الجبلية المعزولة ، فوصل إلى المنطقة ، وشاهد القلاع الحربية الاثرية التي كان يستخدمها المماليك ، فتذكر فيلم ( سلطان ) بطولة فريد شوقي ورشدي اباظة ونادية لطفي ، وكثيرين منكم شاهدوا هذا الفيلم وشاهدوا هذه الاماكن الجبلية الطبيعية التي تم التصوير فيها ، وعرفوا مدى الرعب الذي يخيم على هذه مثل الأوكار الإجرامية

9 – عصر المعجزات لم ينتهي

تمكن الخادم من الوصول للمنطقة بعد مجهود شاق ، وصلى للرب طالباً منه أن يرشده إلى مكان بيت هذه الأسرة بدون ما يسأل أحد ، لم يكن هناك شوارع أو حواري ، بل بيوت عشوائية في منطقة جبلية ، واضطرت الدولة لتركب لهم حتفية مياه عمومية ليجلبوا منها المياه بواسطة الصفائح ، وراى فتاة تحمل واحدة من هذه الصفائح على راسها وسمع صوت يقول له أتبع هذه الفتاة ولكن لا تدخل بيتها بل البيت المقابل لبيتها تماماً ، فسار وراؤها حتى توقفت امام بيتها ، فطرق البيت المقابل ، فخرج منه رب البيت ببشرته السمراء الداكنة ، وخلفه زوجته وأولاده وبناته وحفيدته ، وتلاقت عيني الخادم المسيحي ، بعيني رب البيت المتأسلم ، شيخ الطريقة ، فعرف على الفور كل منهما الآخر ..
قال الخادم لشيخ الطريقة :
هل أنت والد الشاب .....؟
فأجابه شيخ الطريقة :
نعم ، وأنت قادم من الكنيسة لإغوائه وفتنته عن دينه !!!!

10 – حكمة الأقباط ورقة قلوبهم

وهكذا بدأت المواجهة من على الباب الخارجي للبيت ، لكن الخادم تصرف بحكمة ، وقال للرجل :
المفروض إنك رجل مؤمن بالله ، وتعرف الأصول ، وواجب الضيافة ، يعني المفروض تقدم لي كوب ماء بارد في هذا الحر ، وتعمل لي كوباية شاي ترحمني من الصداع اللي ضرب راسي بسبب الشمس المولعة في المكان (الهو) دا !
فنظر إليه باستغراب شديد ، ثم قال له :
تفضل لكن لا تفتح ( بقك ) معايا ولا مع أولادي عن أي حاجة تخص المسيحية !
وتشرب الميه والشاي وتمشي على طول !
فدخل الخادم البيت ، وراعه هذا الفقر الشديد الذي يخيم عليه ، ونظر لأفراد الأسرة فرق قلبه عليهم ، كانوا مثل غنم مشتتة بلا راعي ، قرأ في عيونهم نظرات التوسل والرجاء بأن يبقى معهم حتى يخرجهم من هذا الأسر ليعود بهم إلى جذورهم المسيحية التي انسلخوا عنها بدون ذنب منهم ، فقال الخادم في نفسه لن أخرج من هنا إلا وأنتم جميعاً معي !!!

11 – حينما تخر الجبال تحت ارجل الله

حفل اختبار هذا الخادم عمقاً روحياً مليئاً بالرموز لقضايا كبيرة تتوه فيها مجرد قصة ايمان انسان كان شيخ متطرف ، ثم آمن بالمسيح ، من بين هذه الرموز لقائه الأول بالأب القس القديس المتنيح بولس شاكر فور رجوعه من السعودية بعد تأديته مناسك العمرة ، ولقائه بأبرز شخصيتين في العالم الإسلامي ضمن لقاءات العمل من أجل نصرة الإسلام ، ولكن كان للرب إرادة أخرى غيرت مجرى حياته كله، إذ جعلته مسيحياً .
فقطع زيارته للسعودية عائداً إلى وطنه ، حيث جذوره الضاربة في أعماق الضمير والتاريخ ، وظل يبحث عن رجل دين مسيحي ليقول له ماذا ينبغي عليه أن يفعل ، وكان في كل مرة يذهب فيها الى الجامع الكبير الذي يعمل فيه والذي تم تشييده كنسخة طبق الأصل من المسجد الأقصى ، يرى كنيسة قبطية على الجانب الأيمن من الطريق ، وكان كلما رأها شعر بروحه تختطف منه ، وذات مرة طلب من السائق أن يتوقف أمامها ، ثم دخلها وهو يرتجف ! وهناك التقى بالقس بولس ، والذي طلب منه الخروج من الكنيسة فوراً والانتظار على بابها الخارجي ! ثم لحق به وهو يجر خلفه مقعداً خشبياً ، ثم جلس عليه وخاطب الشيخ قائلاً : إن اردت الجلوس فيمكنك أن تجلس على الأرض !!!
فنظر الشيخ للقسيس نظرة ذات معاني ، ولم يجد بد من التسليم بحقائق الأمور ، فخر على الأرض ليجلس تحت أرجل أحد سفراء الله ، وخرت معه كل صلابته الماضية ، وتذكر جرائمه في حق الأقباط ، فأجهش بالبكاء معترفاً بكل خطاياه وآثامه ، طالباً المغفرة والعفو والسماح لأنه فعل ذلك بجهالة وعدم معرفة .
فقبله القسيس بحذر بعدما أفهمه أنه مجرم في حق الله والكنيسة والشعب البرىء وإن ظهور المسيح له في الكعبة دليل إدانه على تجديفه واضطهاده ، وأن رحمة الرب له لا تعني أن ينسى خطاياه ، بل يتذكرها دوماً بآهات ودموع التوبة ، والعمل على إصلاح ما أفسده في أزمنة التيه والضلال والعنف .
ودارات السنين ، وتحول الشيخ المقاوم ألى مسيحي تائب ، ثم إلى رجل دين مسيحي .
وسأل الخادم نفسه :
هل يتكرر الأمر نفسه في لقائه الآن مع هذا الشيخ الصوفي المقاوم؟
وهل ينجح في اقتياده للتوبة ، كما فعل القس بولس معه ؟
وهل ينجح معه في جعله يخر تحت أرجل الله معترفاً بخطاياه ، ويصحح ما أفسده ، وخصوصاً افساده لأسرته ؟
عموماً سوف نرى بأنفسنا ما اثمرت عنه هذه المواجهة الغريبة

makakola
11-06-2005, 08:20 AM
12– مواجهة ساخنة بين الخادم ( الشيخ السابق) وبين المرتد القديم ( شيخ الطريقة الصوفية ) !!!

كات مواجهة غريبة جداً من نوعها ، ويندر تكرارها ، فالخادم كان شيخ سني في الجامع، وقبل الجامع كان شيخ في الجماعات الإسلامية ، وخصمه مسيحي مرتد منذ واحد وثلاثون سنة ، واقتنع بالإسلام واصبح شيخ طريقة ، وله في المشيخة ما يزيد عن عشرين سنة ، والقرآن لا يفارقه ، فطوال النهار في جيبه ، وفي الليل يضعه تحت وسادته !
وما أن عرف إن الخادم قد جاء ليقدم الارشاد الديني المسيحي لابنه الشاب ، حتى جن جنونه واعتبر ذلك نوع من الاستفزاز والتجاسر عليه ، فهب مدافعاً عن صحة دينه أمام الخادم ، وفي حضور أهل بيته (زوجته وأولاده وبناته ) وكان جل خوفه أن يقتنعوا بكلام الخادم فيرجعون للمسيحية ، لذلك تعمد الخشونة والعنف مع الخادم ، لكن الأخير أحتمل الأمر في صبر عجيب لأنه كان يرى محدثه كذئب يتسلط على حظيرة من الحملان !!!

13– حينما تعجز الكلمة عن الاقناع ، يتولى السيف عمله !!!

- كيف توصلت الى معرفة عنوان بيتنا ؟ هكذا قال شيخ الطريقة .
فأجابه الخادم : مضى على خمس ساعات وأنا أبحث عنكم حتى هداني الرب لعنوانكم .
- كل هذا المجهود من أجل ابني ، هل هو هام عندكم لهذه الدرجة ؟
- السيد المسيح اعطى من نفسه نموذجاً للكنيسة لكي تهتم بكل نفس، مهما كانت مغمورة .
- ألا تعرف إنك تضييع وقتك ووقت كنيستك بالمجىء إلينا ؟
- ليس شيئاً ضائعاً عند الله .
- وهل ال***** يعرفون شيئاً عن الله ؟
- إن لم نكن نعرف الله ما كنا بذلنا كل هذا الجهد لنأتي إليك لنخلص ابنك ؟
- من من تخلصوه ، أمن دين الحق الذي تربى عليه ؟
- هل سبق لك ودرست الدين المسيحي ؟
- طبعاً ، فأنتم كفار ومشركون بالله ، وتعبدون الأب والأم والأبن ؟!
- هذا يدل على عدم معرفتك بأي شيء عن الدين المسيحي ، وإن أردت أن تناقشني فلنحضر الإنجيل والقرآن ، ونتناقش باحترام .
- وهل أنت تعرف شيئاً عن القرآن ؟
- أنا كنت شيخ في الجامع ؟!
وهنا عم الصمت المكان ، واقتربت الزوجة وأولادها وبناتها وجلسوا جميعاً بالقرب منا ، بينما كان الرجل مرتبكاً ولا يعرف بماذا يجيب ، وبذل مجهود كبير حتى يرتب أفكاره على ضوء هذه المفاجأة غير المتوقعة ، ثم قال للخادم : ألا تخاف أن أفتح الباب وأصيح على مسلمي المنطقة وأقول لهم أنك شيخ مرتد فيقتلونك ويقطعونك حتت ويفرمونك ويرمونك لل**** ؟
- لا لست خائفاً البتة ، بل وأتمنى أن يحدث ذلك حتى أموت شهيد الحق .
فمد الرجل يده أسفل وسادته وسحب القرآن ، وظل يناقشني منه ، وظللت ارد على اعتراضاته ، ومضى بنا الوقت حتى الثانية عشرة مساءً ، وكان الرجل قد بدأ يشتم ويتعمد الخشونة بعدما عجز عن مقارعة الحجة بالحجة ، وخشى اعلان هزيمته أمام زوجته وأولاده ، الذين تعلقت عيونهم بي تستصرخني مد يد العون لهم لإخراجهم من هذا الظلام ، ولاحظ هو ذلك فانتهرهم وشتمهم ، ثم شتمني شتائم قبيحة ، وطردني من بيته ، ووقف على الباب طالباً النجدة من جيرانه المتوحشين قائلاً:
ألحقوني يا ناس ! ، الكنيسة باعته لي واحد شيخ مسلم مرتد عن الإسلام ويريد أن يفتني أنا ومراتي وأولادي عن ديننا الاسلامي الحنيف !!!!
وتجمعت الناس ، واقتحموا البيت ، وأحاطوا بالخادم ، الذي كان جالساً متمتعاً بالسلام القلبي الذي وهبه إياه المسيح ، محافظاً على هدوئه التام ، مصلياً بداخله : أيها الرب يسوع في أيديك أستودع روحي !!!

14 - الرب يستخدم شاب اسمه محمد لانقاذ خادمه من الموت

- هي حصلت يا كافر يا ابن ال*** تتجرأ وتدخل منطقتنا لتبشر بدينك ؟
والله لن تخرج من هنا حى !
هكذا كانت تقول الناس المتدفقة على البيت
وما أن شرعوا في مد ايادهم على الخادم ، حتى سمع الجميع صوت شاب من المنطقة جاء مسرعاً للبيت ، ومعه شلة من الشباب أصحابه ، وكان ممسكاً بمطواه في يده ، وهو يقول :
من يمس الراجل بتاع الكنيسة بأذى سوف أذبحه !!!
فالتفتت الناس للوراء فعرفوه ، أنه جارهم محمد ، ومعه أصحابه ، فقالوا له :
أبعد أنت يا محمد عن الموضوع دا ، وبلاش ( نعض في بعض ) علشان واحد نصراني *** زي دا !
فاقتحم محمد وأصحابه الحشد المجتمع حولي ، ووقف بيني وبين الشيخ الصوفي ، وقال له :
اللي يرش الراجل دا بالميه أرشه بالدم !!!
ثم أمسك في خناق الشيخ الصوفي!!!
فقمت من مكاني وحجزتهما عن بعضهما ، وأنا أقول للجميع :
لا تتشاجروا بسببي ، أنا ما جئت هنا إلا للسلام وليس للخناق ، وسوف أغادر المكان فوراً .
ثم نظرت إلى الجميع فرأيتهم يتراجعون وكأن هناك قوة تقيدهم ، ثم اوسعوا لي الطريق حتى اغادر البيت لكني قلت للشيخ الصوفي :
أنا أشكرك لى لاستضافتي واسف لأي مضايقات سببتها لك ، لكن هل تسمح لي باستعمال دوره المياه ؟ فخجل الرجل وقال : تفضل .

15 – دموع دورات المياه !!!

أول مرة بكي فيها الخادم داخل دوره المياه ، كانت في المسجد الكبير الذي يعمل فيه ، فلقد ظل يواصل عمله بالمسجد بعد ايمانه بالمسيح لمدة ست شهور بناء على ارشاد أبونا بولس ، وكان ذلك بمثابة تأديب روحي رهيب له !!! ، فكان يتألم كلما سمع زملائه الشيوخ وهم يجدفون على المسيح ، وينهشون لحم المسيحيين ، وكان يتحكم في مشاعره بصعوبة حتى لا يلاحظون شيئاً عليه ، وكثيراً ما كان يتظاهر برغبته في دخول دوره المياه لقضاء جاجته ، بينما هو في الحقيقة كان يصلي للرب بدموع حارقة طالباً منه غفران خطاياه ومساعدته على الخروج بسلام من الجامع ، واستجاب الرب لدموعه وتم ايقافه عن العمل بالجامع بعد اكتشاف اعتناقه المسيحية ، ثم اهدروا دمه وحددوا يوماً ومكاناً لتنفيذ حد الردة عليه ، وجهز نفسه للاستشهاد ، لكن الكنيسة منعته من الذهاب إليهم وطالبته بالهرب من وجه الشر.
والآن فالخادم بحاجة ماسة ليصلي لإلهه دون أن يراه أحد من كل هؤلاء الغرباء ، فدخل دوره المياه ورفع يديه قائلاً بصوت متحشرج تخنقه العبرات :
يا رب أنت تعلم أني بذلت كل جهدي واستخدمت كل مهاراتي لكن بدون فائدة ،وهؤلاء هم أولادك أنت وليسوا أولادي أنا ، فأعمل حاجة لانقاذهم ..
قلت هذا ثم مسحت دموعي ، وخرجت من دوره المياه متجها لباب البيت لمغادرته ، وما أن بلغت عتبة الباب الخارجي ، حتى فوجئت بالشيخ الصوفي يقول لي :
- استنى عندك !
فالتفت إليه وأنا متوقعاً أن يلقيني بشيء في يده ، أو شتمني أو يهددني ، لكني فوجئت به وهو يقول :
- أنا في حياتي كلها لم أجد إنسان في مثل شجاعتك وصبرك واحتمالك وطول بالك وعدم خوفك من الموت ولانك قضيت اليوم كله عندي وتعبت كثير ، فأنا سوف أسمح لك بالتحدث مع أبني ، فإن اقنعته بالتراجع عن تغيير اوراقه المسيحية ، فهو لك ، لعلك تعدل من حاله ، لكن أنا بحذرك من الاقتراب من زوجتي وبقية أولادي المسلمين ، لكن ابني هذا مسجل في الحكومة كمسيحي لان عمه اخذه وهو طفل ورباه تربية مسيحية ، وعاش معي سنين طويلة وربيته كمسلم ، وهو الآن حر ليختار أي دين يتبعه ، وأنا واثق أنه سيثبت في الإسلام ، لكنك مكلف بمهمة ومن حقك أن تقوم بها ، وسوف أعطيك الفرصة تقديراً مني لشجاعتك !!!
يا الله ماذا أسمع ؟
اهتفي أيتها السموات !!!
رنمي أيتها الأرض !!!
ابتهجي يا كنيستي ، أفرح يا شعبي
انظروا يا آبائي بذار محبتكم التي زرعتموها في أرضي ، انظروا حصاد محبتكم .
+ نقلتك يا كنيستي الى كل مكان ذهبت فيه حتى داخل وادي الموت ، فالأرض هنا عطشانة والقلوب يابسة والله يريدنا ان نروي العطاشى من مياه الحياة
+ حقاً وصدقاً ، فالمحبة لا تسقط أبداً ، ولا شيئاً ضائعاً أو منسياً عند الله ، فتعالوا نروي الارض المشققة والنفوس العطشى والرب سوف يصنع بكم عجائبه ..
قد رأيتم أنه ليس بمجهوداتنا ولا خبراتنا ، بل بقوة الرب .

makakola
11-06-2005, 08:23 AM
16 - الرب يرسل عوناً حتى عن طريق محمد

اقتربت من الشيخ الصوفي شاكراً صنيعه ، ثم عانقته ، فلانت مشاعره تجاهي وإن كانت هناك أمور داخلية تتنازعه ، ثم صالحته على جاره محمد ، وقلت لبقية الجيران أنتم ناس طيبيين وأنا أحبكم .
قلت هذا ثم ودعت الجميع مغادراً المكان ، لكن فوجئت بمحمد يسير خلفي لحمايتي حتى أوصلني إلى الشارع العمومي الخارجي ، وهنا سألته :
لماذا تدخلت لانقاذي وأنت مسلم ؟
فحكى لي حكاية أغرب من الخيال :
- من أسبوع كنت بفكر في شخصية سيدنا عيسى عليه السلام ، فأنا أحب شخصيته وعطفه بالخطاة والضعفاء والفقراء ، ومرة قبل ما انام قلت انا نفسي اشوفك يا سيدنا عيسى يا كلمة الله ! فجاءني في حلم ، وكان شكله جميل وكله نور وكان بيبتسم لي ابتسامة عذبة لا انسى حلاوتها ، ثم صحوت من النوم ، وفتحت عيني لأجده أمامي على هيئة نور كبير يملأ غرفتي ، ثم اختفى وحسيت ساعتها أن قلبي راح معاه وتمنيت أشوفه ثاني وثالث ، وبالفعل حلمت به بعد كده ..
وقلت لكل الناس هنا اني شفت سيدنا عيسى ابن مريم ، ومرة كان فيه واحد تعبان من الحتة ، فقلت له :
باسم سيدنا عيسى تخف ، فخف من مرضه !!!
واليوم وأنا بصلي لسيدنا عيسى في غرفتي فوجئت ببنت صغيرة بتقول لي :
ألحق يا محمد في واحد نصراني عند بيت (عم ........ ) والناس عاوزه تموته لانه بيقول عن نفسه انه كان شيخ في الجامع وبقى نصراني ..
فجمعت اصحابي وجيت جري لانقاذك من اياديهم لاني احسب نفسي نصراني زييك !!!
فتعجبت ومجدت اسم الله وصار محمد صديقا لي

+ عدت الى منزلي في الثانية صباحا بعد منتصف الليل وانا في غاية الارهاق والتعب لكن روحي كانت فرحة ، حتى انني لم استطيع النوم ، وقررت عدم الذهاب ألى مكتبي في البطريركية والتفرغ تماماً لمتابعة هذه الأسرة ، فتشت في دولاب منزلي فلم أجد إلا مبلغ صغير يكفي بالكاد لمصاريف البيت حتى نهاية الشهر ، لكني أخذته وغادرت بيتي في السابعة وعرجت الى احد الاسواق وابتاعت (ذكر بط) وفواكة وخضروات ومواد غذائية ، ووضعت كل هذه الاشياء في كرتونة كبيرة وذهبت لمنزل هذه الاسرة التي فوجئت بي وانا اعود اليهم في هذا الوقت من الصباح وقلت لهم انا عاوز افطر فول واتغذى بط معاكم ان مكانش عندكم مانع !

17 - اليوم حدث خلاص لهذا البيت

وكان الرجل قد ذهب لعمله الحكومي ، فرحبت زوجته بي ، وكذلك ابنه الشاب الصغير (17 سنة) ، الذي جلست معه جلسات طويلة لارشده روحياً ، وظل يطرح علي عدة أسئلة حول المسيحية والإسلام فأجبته عليها كلها ، فتمجد اسم الرب واستجاب الشاب للارشاد وحرر طلب عدول موجه لمدير الامن
هذا نصه :
السيد مدير امن القاهرة :
بعد التحية
مقدمه لسيادتكم أنا المواطن : ................ بطاقة شخصية رقم ....... والمقيم ب .....

حيث انني سبق وتقدمت بطلب اشهار اسلام في لحظة تسرع ، ووتحددت لى جلسة أولى بتاريخ السبت الموافق ..... ولكن بما انني فكرت في الامر مليا ووجدت ان اعتناقي الاسلام لابد ان يكون عن اقتناع تام وبما أنني لا زلت صغير السن ولم ابلغ هذه المرحلة بعد ، وبما إنني تراجعت عن رغبتي في اشهار إسلامي ، فأرجو اعتبار طلبي الأول كأنه لم يكن .
وأني اتخذ هذا القرار بمحض ارادتي وفي كامل وعي وحريتي .
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام
التوقيع

واخذت هذا التراجع الثمين ووضعته في حقيبتي ، ثم فوجئت باخته الكبرى ( 19 سنة ) وهي مولودة مسلمة ، وعاشت عمرها كله كمسلمة ،تطلب مني التحدث معي على انفراد .
ونظرت الى الام حتى أعرف رأييها فقلت لي : ما عنديش مانع
فجلست الفتاة أمامي وقالت لي :
امبارح وانت بتتكلم مع ابويا كنت قويا جداً في حجتك ، وانا ذهلت من شدة تمسك بدينك وتعجبت ليه ابويا ساب دينه وهو شاب صغير ؟ وانا لفت نظري كلامك عن سيدنا عيسى وعاوزك تكلمني اكثر عن كل تعاليمه واقواله وموقفه من الناس الصالحين والطالحين
فقلت لها :
اول شيء لابد ان تعرفينه عن السيد المسيح انه بيحب كل الناس وبيحسن للجميع وشمسه الحلوة بيشرقها علىالاشرار والابرار ، والمسيح جاء ليعالج جراح الناس ، فهو طبيب ، وليس جزار .
وكل واحد منا له مكان عنده مهما كانت ظروفه ، هو اله طيب القلب ، يستر العرايا ، ويقيم الساقطين ويرد اعتبار المسحوقين ، ويحرر المقيدين ، ويسند الضعفاء ، ولا يجرح شعور احد ، مهما كان خاطئا وهو يريد من الناس ان تحب الله من كل القلب كما هو احبهم وبذل ذاته لكي يخلصهم ويغفر خطاياهم على الصليب .
فصرخت الفتاة قائلة :
الله دا المسيح بتاعكم دا حلو قوي !!!!
فقلت لها : المسيح ليس بتاعنا بس ، بل وبتاعك انت كمان
فقالت لي انا عاوزه اكون مسيحية !!!!
ثم اضافت قائلة :
أنا لي طلب عندك لكن مكسوفة
قلت لها : اطلبي انا اخوك وخادمك
فقالت : العفو ، انا اريد ان تعطيني هذا الصليب الذي حول عنقك !!!
فخلعته وألبسته لها فاخذته فرحة وخرجت من غرفتها تصرخ قائلة :
أنا مسيحية يا ناس !!!
ومش خايفة من الموت !!!
وبدأت الأم ترتعب ولا تعرف ماذا تفعل ، وخصوصاً عندما قامت ابنتها الصغيرة ( 10 سنوات ) وقالت لي وانا كمان عازوه اقعد معاك !!!
وجلست معها وفوجئت بان هذه الطفلة الصغيرة ( التي أصبحت طفلتي المحببة ) لديها استعداد تلقائي عجيب لتقبل حقائق الإيمان المسيحي ، وطرحت علي عدة أسئلة مذهلة ، مثل :
وهل لو قتلتني الناس سوف أموت شهيدة ؟!
ثم طلبت مني صليب تضعه حول عنقها ، ففتحت حقيبتي وأعطيتها صليب صغير ، فوضعته حول عنقها وهي تقول لي هذه العبارة الإيمانية الرائعة :
الصليب دا مش هاقلعه من رقبتي حتى لو ها يذبحوني !
وخرجت وهي تقول وأنا كمان بقيت مسيحية !!!
وهاج البيت كله :
أحنا مسيحيين ، احنا مسيحيين ..
وبكت الام ، وقالت :
وأنا كمان بقيت مسيحية ( واللي يحصل يحصل ) !
ورجع الشيخ من عمله ليجد زوجته وكل أولاده وبناته لابسين صلبان ، وبيهتفوا قائلين :
خلاص احنا كلنا بقينا مسيحيين !
فجلس الرجل على مقعده منهارا وهو يقول لي :
ماذا فعلت في اهل بيتي ؟ انا كنت عارف من ساعة ما دخلت بيتي انك لن تخرج منه الا وهم جميعا معك
فقالت زوجته :
كفاية شر بقى انت دمرت حياتنا وحكمت علينا كل السنين دي بالغربة والضياع لغاية ما المسيح بعت لنا هذا الاستاذ لياخذ بايدينا ويخرجنا من الظلمة دي
فبكي الرجل فاقتربت منه وقلت له
المفروض انك رب البيت يعني تكون القدوة والمثال لاهل بيتك وبدل ما تظهر لهم المسيح اظهرت لهم طرق غريبة لم تسعدهم ولم تنزع المسيح من قلوبهم وقد حان الوقت لتصحح خطاك في حق الهك
فقال وهل تظن أني لا أحب المسيح ؟
احبه كما احبه جدي بركات ، لكن الشيطان وقسوة الفقر والناس هم اللي اوصولني لهذا الحال ، اني سعيدٌ لان اهل بيتي وجدوا سعادتهم في المسيح ، وانا أيضاً قررت الرجوع للمسيح وليغفر لي خطيتي

18 - الام الصليب

كان مشهداً إيمانياً تعجز الكلمات عن وصف روعته، وسطرت في تاريخ الكنيسة المعاصر اروع حالات العودة الجماعية والتي تخللها اوجاع والام :
+ كنت قد طلبت من أهل البيت اخفاء صلبانهم داخل صدورهم وعدم إظهارها أمام أحد من جيرانهم المسلمين حتى اتدبر امر خروجهم من هذا المكان ، لكن البنت الصغيرة ، والتي تذكرني بالقديس ابانوب ، صممت ان تظهر الصليب ورفضت توسلاتي وتوسلات والديها وقالت بايمان عجيب جعلني اود ان اقبل حذائها : مش هاحلع صليبي حتى لو قتلوني
وذهبت لحنفية المياه العمومية لتجلب المياه للبيت كعادتها كل يوم ، فتحرشت بها الفتيات المسلمات واوسعوها ركلا وضرباً حتى ادموا وجهها وفي زياتي في اليوم التالي وجدتها على هذه الحال فعانقتها وانا ابكي وقلت لها انا قلت لك يا حبيبتي بلاش تظهري الصليب
فقالت لي مقدرش يا استاذ صموئيل لان الصليب بقى حتة مني !!!!

3nter
11-06-2005, 01:58 PM
القصه دى من اسلوبها باين عليها من تأليف

نجـــيب محفوظ

زي بين القصرين وولاد حارتنا
وقصر الشوق كده

makakola
12-06-2005, 01:04 AM
القصه دى من اسلوبها باين عليها من تأليف

نجـــيب محفوظ

زي بين القصرين وولاد حارتنا
وقصر الشوق كده




أه يا عنتر باشا لو كنت شفت صمؤيل اللى بيحكى الحكاية دى من كام سنه
كان بصلك من فوق لتحت وقالك
(ثكلتك أمك يا كافر يا عدو الله)
وكان شاور بصباعه لجماعته الملتحية وقطعوك حته حته

knowjesus_knowlove
12-06-2005, 03:11 PM
عزيزى مكة كولا

أنا أقترح أن حبيبنا المعلم عنتر يراسل الشيخ محمد النجار (سابقا) على عنوانه البريدى

Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

ويسأله بنفسه عن صحة هذه الروايات إن أراد

3nter
12-06-2005, 03:25 PM
عزيزى مكة كولا

أنا أقترح أن حبيبنا المعلم عنتر يراسل الشيخ محمد النجار (سابقا) على عنوانه البريدى

Samuel_Boulus@deaconsamuel.net

ويسأله بنفسه عن صحة هذه الروايات إن أراد

ممكن انا ادييك ال العنوان بتاعى
واقولك دا البريد الشخصى لحسنى مبارك
انت فى مولد يا عمم ك ك
او بمعن اصح زى الجيش الكل لابس كاكى

knowjesus_knowlove
12-06-2005, 03:30 PM
يمكنك قراءة هذا الموضوع والتعليق عليه كبداية لمراسلة الشيخ النجار يامعلم عنتر
http://www.copts-united.com/CoptsUnitedWriters/Samuel_Boulus/Commens_On_Howady_3Feb05.htm

makakola
28-06-2005, 09:11 AM
http://www.copts-united.com/CoptsUnitedWriters/Samuel_Boulus/06-Jun05/Copts_Winn_4_27Jun05.htm

الأقباط وانتصارات القيامة (4)

قصة إعادة أسرة بأكملها بعد مضي 30 سنة على أسلمتها !!!

1 – شجاعة أطفال الأٌقباط
كان وجه الطفلة متورماً من شدة الضرب التي تعرضت له من الفتيات المسلمات ، احتجاجاً منهن على وضعها الصليب حول عنقها ، كما كانت أثار خربشات أظافرهن واضحة جداً على وجهها البرىء الصغير ، وكانت تحكي لي عما تعرضت له منهن وهي تبكي ، وقد زادت حدة بكاؤها عندما قالت :
(ضربهن لي ما وجعنيش ، بس اللي وجعني شتمهم للصليب ، لكن أنا ما سكت يش ليهم ، وبالذات البنت اللي قالت لي : يا صليب ال*** .
فقلت لها : ( *** يجرك ويجر ... بتاعك)!!
2 – غيرتهم الإيمانية
فقلت لها : لكن المسيح علمنا ما نشتمش حد .
فقالت دا صحيح ، بس هما اللي شتموني الأول ، ولو كانوا شتموا أمي وأبويا ما كنتش راح أزعل منهم، بس دول شتموا صليب ربنا ، علشان كده أنا زعلت ، وكنت عازوه أكلهم بسناني ، بس أنا صغيرة وهما أكبر مني ، وكانوا كتار قوي علي ، لكن أنا غظتهم وقلت لهم : كل يوم هاتشوفوني في الحنفية وانا لابسة الصليب !!!
كان كلام الطفلة الممزوج بدموعها ، يفوق درجة احتمالي ، فعانقتها وانا ابكي ، وقلت لها : انا قلت لك يا حبيبتي بلاش تظهري الصليب فقالت لي مقدرش يا استاذ صموئيل لان الصليب بقى حتة مني !!!!
3 – سبب معاناة الأقباط إن الصليب حتة منهم !!!
كان رد الطفلة بنت ال 9 سنوات ، من القوة والبلاغة ، بحيث يغنيك عن قراءة كتاب يتناول أسباب معاناة الأقباط من المتطرفين الإسلاميين ، ومن ال**** ..
إذ يقدم لك التبريرالكافي لاحتمالهم لكل هذه الآلام التي يقاسوها بسبب تمسكهم بصليبهم وفخرهم به ، كما قال المغبوط في القديسين بولس الرسول المتألم ( حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ..)
4 – عظمة زرقا !!!
طفلة تتعرض للضرب المبرح من أجل وضعها صليب جلدي صغير حول عنقها ، وتتعرض للشتم والمعايرة والبصق والاستهزاء ، ورغم ذلك تصر على استمرار بقائه حول عنقها ، رغم ما يشكله ذلك من مخاطر على حياتها وسلامتها !!! لماذا ؟ لأنها أحببت الصليب حتى صار جزءاً منها !!
وهذا هو سر معاناتنا نحن الأقباط ، فلقد أحببنا الصليب حتى صار جزء لا يتجزء منا ، فهو مطبوع داخل قلوبنا ، ونوشمه على أيادينا ، وزمان كان المسلمون يجبروننا على تعليق صليب ثقيل جداً حول أعناقنا فتسبب في إحداث جروح ، نتج عنها ازرقاق نتيجة احتباس الدم ، فلقبوننا ب ( العظمة الزرقا)!!!
رغم ذلك كانوا يعلقونه حول أعناقهم بكل فخر واعتزاز . وهذه الطفلة القبطية البريئة ، تحب الصليب وتفتخر به ، وترفض نزعه من حول عنقها، بالرغم من كل الايذاءات التي تتعرض لها .
ولو كنت مسؤول ، لكنت منحتها وسام ( أشجع طفلة قبطية في العصر الحديث )!!!
تحية لطفلتي الحبيبة (صفاء) التي تذكرني بالطفل القبطي ، القديس الشهيد : أبانوب .
5– ( حالات عودة ) و ( وحالات تنصير)
كان على أن أتغيب عن المكتب طوال هذا الاسبوع ، وانسى العالم بكل ما فيه ، لأتفرغ تماماً لمتابعة وتقوية وتثبيت إيمان هذه الأسرة ، لذلك كنت أذهب إليهم يومياً منذ الصباح وأظل معهم طوال اليوم شارحاً وموضحاً لهم حقائق الإيمان المسيحي ، وكانوا ينصتون باهتمام بالغ ، ثم يطرحون علي أسئلتهم.
كان الإرشاد موجه الى شريحتين من الأسرة ، كل شريحة لها الارشاد الذي يناسبها ، فالشريحة الأولى ، وتضم الوالدين، تطلب (إرشاد روحي عقائدي ) مخصص للمسيحيين الضعفاء الذين جحدوا الإيمان ، بهدف حثهم على التوبة ، وإعادتهم مرة ثانية إلى حظيرة الإيمان المسيحي .والشريحة الثانية ، وهي تضم كل الأبناء والبنات ، تطلب ( تبشير ، ومقارنة بين المسيحية والإسلام) لأنهم ولدوا ، ونشأوا ، وعاشوا مسلمين. ومنهم هذا الشاب الذي اخذه عمه وهو طفل وأستخرج له شهادة قيد ميلاد باسم مسيحي ، ثم تركه في العاشرة ليعود مرة أخرى إلى أبيه المرتد ، والذي أصبح شيخ طريقة ، فأنشائه النشأة الإسلامية ، لكنه لا يزال يحمل أوراق رسمية تفيد بانه مسيحي ، ولم يكن ممكناً له تغيير اسمه وديانته بشكل رسمي إلا عن طريق التقدم بطلب اشهار اسلام ( رغم انه مسلم بالفعل ) ولكنه مجرد إجراء إداري روتيني حتى يتسنى له الحصول على قرار بتغيير بيانات الاسم والديانة في بطاقته الشخصية ، لكن شاء الرب أن يتقبل التعاليم المسيحية ، ويتراجع عن مواصلة اجراءات اشهار الاسلام ، وهو ما يسمى ب ( العدول عن الرغبة في اعتناق الإسلام ) وقد حرر طلباً رسمياً يفيد ذلك ، ليلغي طلبه الأول برغبته في اعتناق الإسلام ، رغم ذلك يظل طلبه الأول (باعتناق الإسلام) مفتوحاً لمدة ثلاث جلسات ( ثلاث سبوت متتالية ) فإن لم يحضر أيا منهم ، يتم غلق ملف اعتناقه الاسلام نهائياً ، أو ما يسمي ب ( حفظ الطلب إدارياً ) .

makakola
28-06-2005, 09:12 AM
6– ضغوط مباحث امن الدولة على حالات العدول
ولكن بمجرد ان يتغيب الطالب عن حضور الجلسة الأولى المقررة ، يقوم مكتب الشؤون الدينية بالمديرية بإخطار مباحث أمن الدولة ، فتقوم الأخيرة بطلب استدعائه للاستفسار منه عن سبب عدوله عن اعتناق الإسلام، بحجة التأكد من كونه قد عدل عن طلبه باعتناق الإسلام بمحض ارادته ، وليس تحت ضغوط من ال*****!!! لكن واقع الأمر غير ذلك تماماً ، إذ تنتهزها المباحث فرصة ذهبية للتنكيل بالطالب ، والاعتداء عليه بالضرب ، مع تخويفه وإرهابه وتهديده بتلفيق الاتهامات له ، وإذا كانت فتاة ، فهم يهددونها بتلفيق قضية أداب !
7 -– الطناش في مواجهة قانون سكسونيا !!!
وقد ادركت هذا الملعوب ، بعدما تكرر مرات كثيرة مع الحالات التي أتابعها ، ومنها حالة ولد صغير تعرض لضرب عنيف ، وفتاة تعرضت لتحرش جنسي فج ، وبقية الحالات أجمعوا على تعرضهم للضرب والبصق والركل ، الأمر الذي جعلني أطلب استشارة قانونية من محامي قبطي كبير ، فأفادني ببطلان هذا الاستدعاء من الناحية القانونية ،وخصوصاً لو كان شفوياً ، أو مكتوباً على ورقة عادية ، وإن الاستدعاء القانوني لابد أن يكون مكتوباً على مستند رسمي موقع وموثق ، أما الاستدعاءات التي تحدث مع هذه الحالات فهي تدخل تحت بند " قانون سكسونيا " الذي يمارسه أغلب ضباط أمن الدولة، والمباحث الجنائية ، من وراء ظهر السلطة القضائية الشرعية ، وإن من الأفضل تجاهله. فطلبت من كل حالاتي التي عدلت عن رغبتها في اعتناق الإسلام ، أن لا يستجيبوا لطلب استدعاء مباحث أمن الدولة ، لأنه فخ لهم ، فضلاً على عدم قانونيته من الأساس .
8 – بلها وأشرب ميتها !!!
وكان كلما يأتيني أحدهم ليخبرني عن استدعاء أمن الدولة له ، أقول له : طنش !!!
وإذا كان الجو حار ، أقوم بأرساله الى الإسكندرية ، ليقضي هناك أسبوع يستمتع بهواء البحر الصحي النقي ، بعيد عن التلوث ، ووجع الدماغ !
الأمر الذي جعل المباحث تتجاسر وتطلب استدعائي أنا شخصياً !!!
مرة استدعاء شفوي مع أحد المخبرين (الأذكياء جداً لدرجة الغباء المستحكم!)، أو يرفق معه ورقة صغيرة مقطوعة من كراس ، بها اسم الضابط ، وموعد ومكان الاستدعاء .
وكان ردي على المخبر كالتالي:
خذ الخمسة جنيه دي علشان تشرب كوباية شاي تعدل بيها دماغك ، وبعدين تروح لفلان بك ، وتقول له الأستاذ صموئيل بيقول لسيادتك : الورقة دي تبلها وتشرب ميتها !!!
وإذا كنت تريد استدعائه ، فيكون ذلك بطريقة قانونية ، حتى يتم عرضها للمستشار القانوني بالبطريركية!
9– الحالات الخاصة ، وخدمة غسل الأرجل
سرعان ما تعمقت علاقتي بالشاب ، وأيقنت أنه جاداً في رغبته باعتناق المسيحية ، وإصراره على عدم الذهاب لحضور جلسة مديرية الأمن ، وجاء يوم الجمعة ، فأخذته إلى بيتي ، وانتهزت فرصة عدم وجود زوجتي بالمنزل لتواجدها في ميعاد خدمتها اليومية مع المعاقات ، فأجلسته في غرفة الجلوس ، وأحضرت وعاء بالاستيكي كبير مملوء بالماء ، ثم جلست تحت رجليه لأغسلهما، فتعجب الشاب من تصرفي المفاجىء، وقال : العفو ، العفو يا أخ صموئيل .. لكني قلت له بلهجة الأمر : اخلع حذائك
فارتعد الشاب ، وقال : لا يا أخ صموئيل ، لن اسمح لك بغسل رجلي أنا المعجون بالشرور ..
فقلت له: ومن قال لك أني سأغسل رجليك أنت ! بل سوف أغسل رجلي المسيح من خلالك ، لأنه هكذا طالبنا أن نبرهن على محبتنا له من خلال محبتنا للناس الذين احبهم ، وبذل ذاته من اجل خلاصهم ..
ثم هذه ستكون بمثابة علامة محبة أخوية بيني وبينك ، لانه هكذا قام الرب نفسه بغسل ارجل تلاميذه وطالبهم أن يفعلون هكذا بعضهم ببعض ..
وكان تصرفي هذا أبلغ من أي عظة ، حتى أن الشاب بكى من شدة تأثره ، وظل يقول :
ما اعظم اسمك يا ربي يسوع المسيح ، أنا أعاهدك بأني لن أتركك ، لن أنكر اسمك أمام الناس ..
ثم التفت إلي وقال : وأما أنت يا أخ صموئيل ، فلقد أصبحت أبي الحقيقي منذ هذه اللحظة ، ولن اخذلك أبداً وسأبقى مسيحياً حتى لو تم تقطيعي بالسواطير !!!

makakola
28-06-2005, 09:14 AM
10– الحالات الخاصة ، وخدمة محبة الأخوة الأصاغر
وشعرت بفرح عميق يغمر قلبي لغسلي لرجليه ، لأني كنت كمن فعلت ذلك بالسيد المسيح(مت 25 : 40 ) :" فيجيب الملك ويقول لهم الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم".
ثم أخذته الى دولاب ملابسي ، وقلت له : الاشقاء وحدهم هم الذين يرتدون ملابس بعضهم الآخر ، وانت صرت شقيقي ، فخذ من ملابس شقيقك ما شئت .
فتأثر الشاب كثيراً بمحبتي له ، وقال : لم أجد من المسيحيين من يحبني مثل هذا الحب ، ولو كنت وجدت ، ما كنت تركت عمي ، وما كنت بقيت مسلماً يوماً واحداً .
وهذه المحبة هي من أبرز أسرار نجاح خدمتي في الحالات الخاصة ، وأول ما تسلمتها ، تسلمتها من السيد المسيح الذي أحبني وأنا خاطىء ، وسار ورائي حتى الكعبة بدافع من محبته الأبوية الحانية، كما تسلمتها من آبائي الروحيين الذين شملوني بمحبتهم ، ووقفوا بجانبي في أزمنة الضيق.
11–المسيحي الحقيقي لا يمكن يبيع مسيحه
أوصلت الشاب إلى بيته ، وفي الطريق قال لي :
غداً هو الموعد الذي كان مقرراً لانكاري لاسم السيد المسيج الذي لم أكن أعرفه ، أما وقد عرفته الآن ، ودخل قلبي ، فأني أعاهده بأن أبقى أميناً له حتى الموت ، وكما سبق ووعدتك فلن أذهب لمديرية الأمن ثانياً ، فأجو أن تكون مطمئناً من ناحية هذا الأمر وأن تثق في .
فقلت له : الذين ذاقوا حلاوة المسيح مرة ، لا يمكن أبداً أن يستيسغوا مرارة إنكار أسمه ، فالموت أهون
لهم من ذلك ، وكل الذين يجحدون اسمه لم يكونوا مسيحيين من الأساس ، لأن المسيحي الحقيقي لا يمكن
يبيع مسيحه ، وأنت قد صرت مسيحي حقيقي ، وأنا واثقاً في أمانتك تجاه مسيحك .
فقال لي : أنت أول إنسان يثق في ، وأعدك بأني لن أخذلك .
12– تعجب الرئيس الإداري
أوصلت الشاب إلى بيته ، ثم أسرعت بالذهاب إلى أبونا القمص حزقيال في مكتبه بكنيسة العذراء بمهمشة وما أن رأني حتى هتف قائلاً : أين كنت متغيباً يا أبني ، لقد قلقت عليك .
فققصت على قدسه تفاصيل ما حدث بيني وبين الشاب ، ثم فتحت حقيبتي وقدمت إليه ( طلب عدوله).
فتعجب أبونا وقال : دي معجزة يا ابني ، لأن الولد مسلم ابن مسلم ، والحاج إمام قال لي :
اتحداكم يا ***** لو قدرتم تأثروا عليه بكلامكم الناعم !!!
لكن إحنا كل يوم بنشوف ربنا وهو بيعلمنا أنه لا شيء مستحيل عنده ..
لكن قل لي : كيف استلمت أنت هذه الحالة ، بينما أنا قد سلمتها للأخ ........؟
فحكيت لقدسه ما دار بيني وبين هذا الأخ الذي حسبها بالعقل ، فقال لي عن الشاب إنه ( حالة ميتة ) ،وكان ينوي عدم الذهاب إليه .وكيف شعرت داخلياً بان الرب يريد ان يتمجد مع هذا الميت ليحيه ، وقد أحياه بالفعل . ليس ذلك فحسب ، بل وأحيا معه أبوه وأمه بعد موت دام 31 سنة !
كما أحيا أيضاً اخوته الذين ولدوا في الإسلام .
ثم قصصت على قدسه ما دار بيني وبين أفراد هذه الأسرة ، وكيف قبلت الإيمان ..
فهتف أبونا حزقيال قائلاً : ليتمجد اسمك يا رب .. المجد لك يا رب المجد ..
صحيح يا أبني الخدمة دي عاوزه رجولة إيمانية ، واعتماد مطلق على الرب ، وهذا هو سر نجاحك، إنني متعجباً جداً لتأييد الرب لك في أصعب وأعقد الحالات ، وخصوصاً في هذه الحالة ، وحالة البنت (ن).
13– فرح الرئيس الروحي ، ومباركته للاسرة
عدت إلى بيتي بعد منتصف الليل ، وكنت في غاية الإرهاق ، ولكني لم أنام قبل أن أعد تقرير مفصل إلى قداسة الأب الراهب القمص ( أ . ص)، الذي هو الرئيس الروحي والعملي ، والمدبر الفعلي لهذه الخدمة ، فلقد كان دور أبونا القمص حزقيال وهبه مقتصراً فقط على الذهاب للمديرية لمقابلة الحالات ، وبعدها يقوم بتحويلها على الخدام المكرسون التابعون مباشرة للرئيس الروحي ، ويتلقون منه التعليمات والإرشادات الروحية ، وأيضاً يتقاضون منه رواتبهم الشهرية ، والمساعدات " المادية " و " القانونية " للحالات التي تقتضي ظروفها تقديم مثل هذه المساعدات ، وقد طلب الخادم في تقريره طلب مساعدة لإيجاد سكن للأسرة في مكان بعيد عن معارفهم المسلمين ، وتضمن معاناة الطفلة الصغيرة من الجيران .. الخ
وفي صباح اليوم التالي توجه الى ابيه الروحي ، وسأله عن سبب تغييبه ، فلما عرف ، فرح جداً ، وأخذ منه التقرير ليقرأه ، وفوجىء الخادم بقدوم الشاب للبطريركية ومعه بقية أفراد أسرته!!! ، في نفس الوقت الذي كان محدداً له للذهاب إلى مديرية الأمن لانكار اسم المسيح ! وقال الشاب للخادم :
أردتها أن تكون مفاجاة لك حتى تطمئن أني لن أذهب للمديرية ، نحن كلنا عاهدنا المسيح أن نبقى معه حتى الموت. وكانت الأسرة ملفتة للنظر لعددها الكبير ، ولون بشرتها الضارب في السمرة ، وسرعان ما انتشر خبر رجوعهم كلهم للمسيح ، ففرح الجميع ومجدوا اسم الله ، ورأهم رئيسه الروحي ، ففرح جداً بهم ، ووضع يديه عليهم لمباركتهم والصلاة من أجل ثباتهم.

makakola
28-06-2005, 09:15 AM
14 – الكنيسة كلها فرحانة إلا واحد !!!
كانت الكنيسة كلها فرحانة لخلاص هذه الأسرة ، فرحانة بأمجاد قيامتها المستمدة من قيامة مؤسسها وفاديها ومنجيها ، يسوع البار القدوس ..فرحانة لنصرتها على شيطان الارتداد ، والظلمة الخارجية ، فرحانة لكل مرتد تنجح في إعادته وكل ضال تنجح في هدايته .
الكنيسة كلها فرحانة بانتصاراتها الباهرة على قوى الشر وجنود الظلمة، رغم ضآلة إمكانياتها المادية والبشرية ، فكل جيوشها عبارة عن صبي صغير ! وكل أسلحتها عبارة عن نبلة لصيد العصافير مزودة بحصوة ، أو حجير صغير ! بينما عدوها رجل حرب عملاق مزود بالسيف والرمح ، فيتقدم منه صبي الكنيسة الصغير لينازله، في واحدة من أغرب المعارك الحربية على مدى التاريخ ، والأكثر غرابة أن تجد الصبي الصغير يقول لعدوه بجراءة وثقة :أنت تأتيني بسيف ورمح ، وانا أتيك بقوة رب الجنود..
الكنيسة فرحانة بقوة رب الجنود العامل فيها ، رغم ضعفها ، فرحانة بإكليروسها ، وشعبها ، كلهم فرحانين إلا واحد !!! واحد وقف بعيداً تأكله نيران الغيرة والحسد !!!
منذ تأسيس الكنيسة ، وهذا الواحد يكره فرحها ، ويحبط آمالها ، ورغم أنه مجرد شخص واحد إلا أنه يملك طاقة هائلة في الشر والتخريب والتدمير ، وهو ليس مجرد واحد عادي ، بل كما قال السيد المسيح لتلاميذه في إشارة إلى يهوذا الاسخريوطي ( يو 6 : 70 ) :" أجابهم يسوع أليس اني انا اخترتكم الاثني عشر وواحد منكم به شيطان" ؟؟؟ وبدلاً من يتعظ هذا الواحد ، ويسرع بالتوبة ، وتصحيح المسار ، تمادى في غيه أكثر ، فقرر من هذه اللحظة أن يتخلص من هذا الخادم المسكين ، لكن حي هو الرب ، الذي يعرف كيف يحمي ابنائه، ويشتت جميع السهام المصوبة تجاههم .
15– ابن الخطيئة ، والحصاد المر
هناك خطية يرتكبها الإنسان تظل تعذبه طوال العمر ، تلكم الخطية التي يطلق عليها قداسة البابا تسمية : (غلطة العمر).
وكان رب هذه الأسرة قد ارتكب هذه الغلطة حينما تزوج من امرأة مسلمة متعصبة، فور ارتداده من 31 سنة ، الأمر الذي دفع بزوجته المسيحية الأصلية لترتد هي الأخرى ، بدافع الغيظ وكيد النساء ، وكأن لسان حالها يقول : إذا تركتني لأني مسيحية ، وتزوجت بمسلمة ، فهاانا قد صرت مسلمة مثلك ، ومثلها ، أي ليس لك حجة بعد ذلك لهجري !!!
وهو الأمر الذي جعله يحتفظ بها في ذمته ، وقد كانت امرأة ذكية للغاية ، لأنها وإن كانت قد أسلمت ، وعاشت كمسلمة ، إلا إنها لم تكن متعصبة دينياً مثل زوجها ، وكانت تشعر في قرارة نفسها بأنه ينبغي عليها أن لا تغلق الباب بالضبة والمفتاح ، بل تدعه موارباً ، لعل الله يأتي ليطرق على باب بيتها ذات يوم فيجده موارباً فيدخله ، على هذا فكانت مسلمة معتدلة غير متزمتة ، وربت أولادها وبناتها على الاعتدال ، فجعلت منهم تربة صالحة للزرع ، وتقبل البذار الجيدة . أما زوجها ، رغم أنه حفيد القديس بركات ، إلا أنه قد سقط في الفخ ، وصار متعصباً ، وعندما قرر الزواج للمرة الثانية ، اختار امرأة متعصبة شريرة تنحدر من عائلة شديدة التطرف ، وحدث أن انجب منها ولداً ، أطلق عليه اسم محمد . ثم حدثت خلافات زوجية بينهما انتهت بالطلاق ، وأحتفظت هي بالولد وأنشأته نشأة في غاية القسوة والجهل والتعصب ، فكبر محمد في الصعيد ، وهو مشحوناً بالحقد والكراهية على كل ما هو مسيحي ، وكان دائم التردد على أبيه في القاهرة، لزيارته ، وزيارة اخوته من أبيه .
16 – ابن الخطية يتحد مع الانسان الوحشي
فلما تطرق إلى مسامعه ، نبأ عودة أبيه للمسيحية ، وارتداد اخوته وأخواته عن الإسلام ، جن جنونه، وجاء من الصعيد محاولاً إرجاعهم ثانياً للإسلام ، لكن أبيه ( وكان الرب قد غير قلبه بطريقة مذهلة بحيث جعله يعود إلى أصله المسيحي النقي ، فصار وكأنه صورة مصغرة من جده بركات ) ..
تصدى له بقوة وحسم ، وحذره من الاقتراب من اخوته ، وقال له :
اسمع يا ولد ، إحنا كلنا بقينا مسيحيين ، ومفيش قوة في الدنيا تقدر تفصلنا ، أو تبعدنا عن المسيح
فعاد الابن المتعصب الى الصعيد ، وهو يضمر شراً لأبيه واخوته ، وقد تفتق ذهنه عن فكرة جهنمية مفادها استمالة قلب أخته إلى أحد اصدقائه المسلمين ، وكان (إمام) وهذا اسمه ، يعمل (جزار في المذبح) ويسير في الشارع وهو معلق ثلاث أجربة حول وسطه : جراب به سكين ، والثاني به ساطور ، والثالث به سنجة ! وكان يسكن داخل أحد المقابر المهجورة الموحشة ، فكان بالإجمال مجرد انساناً وحشياً .
وخافت الأسرة علي من بطش هذا الأخ المتعصب ، وبطش صديقه المجرم الوحشي، وكان هذا من الأخطاء الكبيرة التي وقعت فيها هذه الأسرة بدافع محبتهم لي ، وخوفهم على سلامتي ، فتعمدوا كلهم اخفاء الأمر عني ، رغم خطورته الشديدة ، لكن البنت الصغيرة ، وهي أشجع واحدة في الأسرة، أبلغتني سراً بخبر تردد أخوها المسلم عليهم ، ومحاولته إرجاعهم ، لكن أبوها تصدى له ، وكذلك هي وأخوتها ، لكنها بالرغم من ذلك ، لم تبلغني بأمر صديقه (إمام) لأنها كانت تخاف منه لئلا يقتلني .
وأن كانت قد المحت لي بذكاء خارق، إلى ضرورة تكثيف اهتمامي بأختها الكبرى، وقالت لي وهي تضحك حتى لا أشعر بقلق : يا ريت تشوف لها عريس !!!
قالت هذا دون أن تذكر لي ظهور بوادر علاقة عاطفية نشأت بينها وبين صديق أخوها الوحشي .
17– مشكلة عرقية / عاطفية !
وكانت الأخت الكبرى (19 سنة) سبق لها الزواج من مسلم وهي في السادسة عشرة من عمرها ، وأنجبت منه طفلة ، ثم تطلقت منه ، لتعيش منذ طلاقها في خواء عاطفي ، ضاعف من مرارته كون لون بشرتها ضارب في السمرة ، فكان من الصعب عليها إيجاد شخص مناسب لتتزوج منه ، بدون ما يشاركها في نفس لون بشرتها ، وهي مشكلة يعاني منها ذو البشرة السوداء في كل بقاع الأرض، الأمر الذي كان يتعبها نفسياً ، مما جعلني أفكر في البحث لها عن شاب مسيحي أسمر داكن، لكني لم أجد ، ففكرت في السفر إلى أسوان ، أو الاقصر ، لعلني أجد هناك من يكون له نفس لون بشرتها ، أو قريباً منها.
وكانت هذه من أغرب المشاكل التي تواجهني في خدمة الحالات الخاصة ، والتي لا أملك أمامها أية حلول وبدأت لأول مرة في حياتي أطرح على نفسي مثل هذا السؤال : لماذا يجد ذو البشرة السوداء في بلادنا ، وفي الكثير من البلدان ، صعوبات جمة في الزواج من ذو البشرة البيضاء ، أو القمحاوية، أو حتى السمراء ؟
18– مشكلة الانشغال في الخدمة
من أكبر المشاكل التي يواجهها خادم الحالات الخاصة المختبر والمتمرس هي كثرة الانشغال في الخدمة ، فالكل يوصى باللجوء إليه نظراً لخبرته وجديته ، لدرجة أن أرسل لي أحد الآباء المطارنة في أقصى الصعيد ، برجل مسن متصابي وعينه زائغة ( رغم إن عمره 74 سنة ) وكان قد أسلم ليتزوج من صبية !! وقال نيافته إن الايبارشية كلها ، كهنة وخدام ، (غلبت) فيه ، لأنه رجل متعب ، وأنه سمع عني وعرف أن مفيش حد يقدر يتعامل معاه غيري !
وجاءني هذا الرجل المسن المتصابي المتعب في هذا التوقيت ، وكان في الحقيقة رجل ظريف ودمه خفيف! واعطاني الرب نعمة في التعامل معه ، فأقنعته بالعودة للمسيح، فسلم لي اشهار اسلامه ، وحرر طلب عودة للكنيسة ، وظللت أتابعه حتى انتهت اجراءات عودته للمسيح ، لكنه رفض العودة إلى أهله بالصعيد ! وأصر على البقاء في القاهرة ، وفيما يبدوا أن سيدنا المطران (مصدق وتخلص منه !) ، حتى أنه فرح جداً لبقائه في القاهرة ، وطلب مني عدم السماح له بالعودة للصعيد لأنه مسبب مشاكل كبيرة لأولاده وبناته وأحفاده ، ووجوده خطر على مستقبلهم وسمعتهم ، ولكن نيافته نسى في غمرة فرحه ، أن يرسل لي مساهمة ايبارشيته في إيجاد السكن ، وتكاليف المشروع الذي يتعيش منه !!!!

makakola
28-06-2005, 09:17 AM
19 – عمره 74 سنة ويحب الأنس والفرفشه !!!
وكان الرجل يعمل في (العطارة) فعرضت أمره على رئيسي الروحي (حمال الهموم) واقترحت على قدسه أن ندبر له غرفة يقيم فيها داخل إحدي المناطق الشعبية ، ونشتري له بضاعة عطارة ( كمون وكسبرة وشطة وفلفل اسمر) ونخليه يؤجر عربة يد ليضع عليها بضاعته ويقف بيها في السوق ، فوافق أبونا (كعادته دوماً ) ، واعطاني المبلغ المطلوب ، فأوجدت له غرفة وسددت المطلوب ، واشتريت له البضاعة ، وظللت أتابع هذا الرجل المدهش العجيب ، والطريف في أمره أنه تعارف بالمصادفة على الأسرة السمراء عندما اشترت منه مواد العطارة ، وأما الأطرف فهو تقدمه للزواج من البنت الكبيرة!
وكانت في عمر حفيدته ! ولما عرفت وعاتبته ، قال لي : أنا كنت بهذر ، أنتم ليه واخدين كل حاجة جد في جد ، أنا راجل بحب الهزار والنكتة والأنس والفرفشه !!!
وقد قيل لي إن خدمة الحالات الخاصة أتاحت لي فرصة ذهبية للتعامل المباشر مع اغرب الشخصيات القبطية ممن تعيش داخل عالم عجيب ومجهول ومتناه في الصغر، تعتبر أخباره من الطرائف والمسليات ، ومن المضحكات المبكيات!!!
20– كاهن متذاكي لدرجة تغيظ !!!!
رغم إن الكهنة في كنيستنا يعتبرون الأفضل من نوعهم على مستوى الكنائس ، والكنائس نفسها تعترف بذلك ، إلا أنه يوجد قلة منهم يصيبوننا بالجنون !!! منهم هذا الأب الكاهن المتذاكي الذي كاد أن يتسبب في إيذاء الكنيسة بتصرفه غير الحكيم ، فلقد حدث أن كلفتني الكنيسة بمتابعة حالة طارئة تخص فتاة في الصف الثاني الثانوي تعرضت لحادث اختطاف غامض أثناء عودتها من المدرسة، وبعمل تحرياتي الميدانية ، اكتشفت هوية المختطفين ، وكانوا أربعة من أعضاء الجماعات،وعلمت إن لأحدهم شقيقة طالبة في نفس المدرسة، وترتدي الحجاب ، وأدركت بحكم خبرتي إنها على صلة وثيقة بأمر اختطافها ، وإنها الخيط الوحيد الذي سوف يوصلني إلى تحديد مكان احتجازها ، ومن ثمة العمل على تخليصها بالطريقة المناسبة ، وكان يلزمني الذهاب إلى أسرتها لجمع بعض المعلومات المتعلقة بالابنة ، وبزميلتها المسلمة ، وفوجئت هناك بوجود أب كاهن ، فحييته وقبلت أيديه ، وقدمت له نفسي : أنا يا قدس أبونا ابن محبتكم صموئيل بولس عبد المسيح ، خادم مكرس للحالات الخاصة ، بالمكتب البابوي للرعاية والإرشاد الروحي بالبطريركية ، ومن أبناء وتلاميذ قدس أبونا القمص أنسطاسي الصموئيلي، ورئيسي الإداري في المكتب هو قدس أبونا القمص حزقيال وهبه ، وقد وصل للمكتب بلاغ من كنيسة .... يخطرنا فيه باختطاف الابنة .... الساعة .. يوم ... وقد جمعت معلومات تفيد تورط إحدى زميلاتها المحجبات في الموضوع، خصوصاً وهي شقيقة لإحدى الخاطفين ، وقد جئت اليوم بتكليف من الكنيسة لجمع معلومات عن الابنة المختطفة لمساعدة الأسرة في إعادتها و...
20 – كاهن بحاجة ليتعلم كيف يكون كاهن
لكن أبونا قاطعني قائلاً :
أين هو هذا التكليف ؟ وأين هي بطاقتك الشخصية ؟ وأين هو كارنيه البطريركية ؟
فقلت له : كنت أظن أن قدسك تعرف بأن مثل هذه التكليفات لا يمكن أن تكتب ، وأما عن البطاقة
الشخصية فأنا عندي ظروف معينة تمنعني من حملها ، كما ليس لدي كارنيه لأني لم أطلبه ..
فنادى على أهل البيت وقال لهم : تعالوا شوفوا اللعبة دي ، الجماعات باعتة لنا واحد منهم علشان يعرف أخبارنا ، واحد عامل نفسه خادم مكرس من البطريركية ، خادم مكرس يدخل بيوت المسيحيين من غير ما يكون معاه بطاقة شخصية ولا حتى كارنيه ! اقفلوا باب الشقة بالمفتاح ، وهاتوا التليفون علشان اتصل بالبوليس ييجي يقبض عليه !!!
فقلت له : أرجوك يا أبونا حاول تفهم ظروفي ، أنا لا أحمل بطاقتي علشان مكتوب فيها اني شيخ مسلم اسمي محمد .. لأني كنت هكذا بالفعل حتى ظهر لي السيد المسيح ..
فقاطعني قائلاً :سيبك من الحركات دي ، أنا عارفكم كويس !!!
فقلت له : افتح الشنطة فتجد فيها أوراق رسمية من البطريركية ، ورسائل من كهنة كنائس ألخ
أو أنظر إلى هذه الصلبان الثلاثة الموشومة على يدي !!! فقال : كل دي أمور بكش وأونطة !!!
فقلت له والغيظ قد تملكني : طيب اتصل بقدس أبونا انسطاسي ، أو قدس أبونا حزقيال ، لتتأكد بنفسك من صدق كلامي ؟ فقال : لا ألعب غيرها أنا هاتصل بالبوليس !!
فقمت من مكاني غاضباً وأنتزعت سماعة التليفون من يده وأنا أصرخ في وجهه قائلاً :
لن أسمح لك بإيذاء الكنيسة بتصرفك هذا، لأن البوليس لو جاء وقبض علي فسوف يفتش الشنطة ، وهي بها ( اشهارات اسلام الذين رجعوا اليوم ، ومعها طلبات بعودتهم )، وسوف يعرف البوليس إن خادم الكنيسة ، هو نفسه الشيخ المرتد الذي يبحثون عنه، وسوف تتحمل مسؤولية ما ينتج عن ذلك ..
وهنا تدخلت أم البنت وقالت : طيب فيها إيه يا أبونا لما تتصل بالبطريركية ؟؟؟
فأتصل بالبطريركية مضطراً ، ورد عليه عامل السويتش (عم صليب) وهو شخص معروف تماماً لكل الكهنة لأنه هو الذي يرد عليهم كلما اتصلوا بالبطريركية لأي سبب ويقوم بتحويل مكالمتهم للجهة التي يودون التحدث معها. فقال له :
قل لي يا عم صليب ، أنت تعرف واحد بيشتغل في البطريركية أسمه صموئيل بولس ؟
فقال له عم صليب : طبعاً أعرفه ، الأستاذ صموئيل بتاع مكتب الإرشاد، وتابع أبونا أنسطاسي .
فخجل الكاهن من نفسه ، ولكنه لم يعتذر لي عما سببه لي من إهانات وتجريحات ، بل صب حمم غضبه على الكنيسة : عشنا وشفنا ، الشيوخ يبقوا خدام في البطريركية !!!
قال هذا ثم نظر لي باحتقار وطردني من البيت بدون ما يسمح للأم أن تعطيني أية معلومات عن ابنتها وزميلتها وقال لي : إحنا ها نتصرف بطريقتنا !!! وتسبب هذا الموقف في قيام أبونا حزقيال باستخراج كارنيه لي موقع منه وموثق بخاتم المكتب. ولا تعليق من جانبي .

makakola
28-06-2005, 09:18 AM
21 – مزيد من الانشغال في الخدمة يمنعني من متابعة الأسرة .
في الوقت الذي قررت فيه الذهاب إلى الاسرة لمعرفة آخر أخبارها ، فوجئت بالكنيسة تكلفني بمتابعة حالة شاب (معدنه طيب جداً) وحيد لأم أرملة مسكينة ومسنة ، متقدم بطلب اشهار اسلام رسمي في المديرية ، ليتمكن من الزواج من فتاة مسلمة يحبها بجنون ،وأن البنت المسلمة أخلاقها جيدة جداً ، ولها علاقة بالمسيح قبل أن تتعارف على هذا الشاب ، وانها انتهزت تعارفها عليه ليعبر بها إلى المسيحية ، لذلك طلبت منه أن يقدمها للكنيسة لتنال المعمودية ، الأمر الذي جعل الشاب يتعلق بها أكثر ، وعرض موضوعها على الكثير من الآباء الكهنة ، لكنهم خافوا لئلا يكون في الأمر ملعوباً .
فزين له الشيطان أن يشهر إسلامه ليتمكن من الزواج بها ، وبعد ذلك (يعمدها) ناسياً أنه سوف يحل مشكلة بمشكلة أكبر وأخطر.
فذهبت إلى بيته ، فلم أجده ، بل وجدت أمه المسكينة ، وكانت شبه كفيفة ، فلم أشاء أن أخبرها ، وعرفت أنه يتردد على مقهى ، فذهبت للمقهى ولم أجده ، لكنهم أخبروني بأنه يتردد يومياً على المقهى وأحياناً يأتي في ساعة متأخرة من الليل ، فانتظرته من الساعة الرابعة عصراً حتى العاشرة ، وما أن عرف أني قادم من البطريركية حتى شتمني وتشاجر معي في القهوة ! وكادت تحدث كارثة لولا ستر ربنا ، واحتملته بطول اناة لأني رأيت (خير كبير) مختبيء خلف شرروه الظاهرة ، وأخيراً بدأ يلين معي ، وأغلقت القهوة فانتقلنا إلى كورنيش النيل حتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل وظهر الخير فيه عندما بكى ، وحرر (طلب عدول) مقدم لمديرية الأمن ليلغي طلب إسلامه
22– إعداد بعض حالات الارتداد العائدة ، للمعاونة في الخدمة !!!
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد ، بل تعداه أنه صار صديق لي ، بل وعرض علي القيام باعمال معاونة في الخدمة !!! فوافقت ، وصار هذا الشاب هو أول معاون لي في الخدمة من حالات العدول ، وكان ذلك بترتيب إلهي عجيب، لأن الاستعانة بهذه الحالات بعد التأكد من صدق توبتها ، ومناسبتها للخدمة المعاونة، له فوائد عظيمة ، ويمكن من خلالهم الوصول للعديد من الحالات التي لا أعرف شيئاً عنها، والأمر نفسه ينطبق على الجانحين جنائياً ، وقد جاءت النتائج مشجعة ، الأمر الذي فتح شهيتي لهذا النوع من الخدمة والذي كنت أسميه ( خدمة اللي منه فيه ) !!!
فعن طريق مسجل خطر واحد ، توصلت إلى خمسة مسجلين خطر !!! وعن طريق ثلاث شباب مرتدين عائدين تعرفت على ثمانية مرتدين ينوون الرجوع لكن بحاجة لتشجيع ، وعن طريق سيدة مرتدة عائدة ، تعرفت على ثلاثة مرتدات لديهن قبول طيب للعودة ، وهكذا ..
وهي عملية ليست سهلة لعدم خلوها من مخاطر الاختراق ، لذلك فكانت تتطلب ذكاء روحي وعقلي ورغم أنني انسان ( فهمه على قده) إلا إن الرب قد منحني ذكاء خارق في خدمة الحالات الخاصة ، ولم أتعرض لخداع من أي حالة إلا ثلاث مرات فقط ، أي أقل من 1 % من إجمالي عديد الحالات التي أتابعها ، ولم تكن حالات اختراق ، بل حالات نصب واحتيال ، وقد أدت قوة ودقة ملاحظاتي إلى الشك فيها ، وإعادة البحث والتقييم حتى اكتشفت حقيقتها ، وكان أبونا أنسطاسي يقول لي :
المفروض إن أنت بالذات محدش يقدر يضحك عليك !!!
23 – جل من لا يسهو !!!
لكن طبعاً جلَّ من لا يسهو ، وكثرة الأعمال تخلف ورؤها الأخطاء ، لكن المهم هو أن تكون اخطاؤنا محدودة ، ونخرج منها بأقل الخسائر الممكنة ، مثل هذا الرجل (الخارق الذكاء) والذي جاءني البطريركية ومعه خطاب توصية من أب كاهن يفيد أنه مرتد نازح من الصعيد ، ومتزوج من مسلمة ، ويريد الطلاق منها ، والرجوع للمسيح ، وكان الرجل فعلاً من الصعيد ، ومتزوج بالفعل من سيدة مسلمة تقيم في الصعيد ، ويريد الطلاق منها بالفعل ، لكن الصحيح أيضاً أنه مقيم في القاهرة منذ سنوات طويلة ، ولديه زوجة مسلمة أيضاً ، وله منها ستة من الأبناء !!
وجاءني الرجل بملابس متربة ، ويعتمر عمامة كبيرة ممزقة ، وله شوارب يقف عليها الصقر ..
ويتحدث بلهجة صعيدية متقنة ، وأبلغني أنه يريد أن يبدأ حياته من جديد ، ورفض أن يأخذ أي مساعدات مادية ، وقال أنه صعيدي دمه حار ويعمل في الفاعل ولا يمد يده للكنيسة بل يساعدها ! وبعد حصوله على طلاق من زوجته الثانية ، ألتحق بالعمل كخفير في أحد المخازن ، ثم تعرف على أرملة واستمال قلبها إليه ونصب عليها في بعض المبالغ ، وتعرف على زوجة خفير واستمال قلبها إليه ونصب عليها أيضاً ! وبدأت أشعر بشكوك نحوه ، فأوقفت اجراءات رجوعه ، وظللت اجمع المعلومات عنه ، حتى عرفت أنه يملك بيت في (أطراف القلج )، فباغته بالذهاب إليه ، وواجهته بكل أعرفه ووبخته على أعماله ، وهنا أظهر حقيقة وجهه القبيح ، فتصديت له ، ثم حذرت الجميع من التعامل معه ، وعاتبت الأب الذي أرسله لي بخطاب كنسي ، وأخذت درساً إضافياً في وجوب الاحتراس ، وعدم الانسياق وراء العواطف .
24– مجرم ولكن !!!
انهيت كل ما في يدي وقررت الذهاب للأسرة لتفقد أحوالها ، لكن جاءني خبر مثير من معاوني في خدمة الجانحين ، مفاده قيام معاون مباحث في أحد أقسام الشرطة بمساومة قبطي جانح ، ومسجل خطر على الامن العام من الفئة أ ( مقاومة سلطات ، إحداث تلفيات في ممتلكات عامة ، سرقة بالإكراه ، شروع في قتل ، إحداث عاهات مستديمة ) ، على اعتناق الإسلام مقابل اخراجه من آخر قضية حوكم فيها غيابياً ( لوجوده داخل المعتقل ) بالسجن لمدة عشر سنوات سجن ، لكن المسجل الخطر فجر مفاجأة من العيار الثقيل في وجه معاون المباحث حينما قال له: أسمع يا بك ، أنا فعلاً مجرم وحرامي وقتال قتلة ، لكن مش ممكن أبيع ربي (!!!) ، علشان لأن اللي يبيع ربه سهل عليه يبيع شرفه ، وانا راجل ، مش ......؟!!!
فاهتتمت جداً بهذا الموضوع ، وكان لابد من مقابلته لتقديم المساعدة القاونية له مكافأة من الكنيسة.
25– اول اجتماع روحي مع المسجلين خطر على سطح القسم !!!
كان (ت) منذ الإفراج عنه من المعتقل ، موضوع تحت المراقبة ، أي يتواجد في القسم من الغروب للشروق ، ونظراً لضيق غرفة الحجز ، قرر المأمور بناء اكشاك خشبية للمراقبين على سطح القسم ، وهو نفس الموقع الذي يبيت فيه أفراد قوة الحراسة النازحين من الأقاليم ، فقررت الذهاب إليه ولقائه على سطح قسم الشرطة ، غير مهتماً بخطورة مثل هذا الفعل الجسور ، وخصوصاً وأنا لا أحمل بطاقة شخصية !! وعندما التقيت به جلست معه جلسة روحية ، وكانت المفاجأة إنني وجدت ثلاثة أقباط آخرين !! مسجلين خطر وموضوعين تحت المراقبة مثله ، والأغرب أنه انضم إلينا جانحون مسلمون !!! فتحدثت عن محبة السيد المسيح للمنبوذين والخطاة ، فكان أول اجتماع روحي / تبشيري في تاريخ الكنيسة المعاصر يتم انعقاده على سطح قسم شرطة ، ولمجرمين مسجلين خطر على الأمن العام ، وشاع عني (الخادم الذي يحبني موت!) بأنني مجنون ومعقد نفسياً ، وأشكل خطورة شديدة على الكنيسة بسبب جراءتي ، وشخصيتي الاقتحامية ، وانني وسخت الكنيسة بحالاتي !!!!

makakola
28-06-2005, 09:19 AM
26 – أولاد إبراهيم يدخلون البطريركية لأول مرة في حياتهم !!!
( واذا امرأة كان بها روح ضعف ثماني عشرة سنة وكانت منحنية ولم تقدر ان تنتصب البتة. فلما رآها يسوع دعاها وقال لها يا امرأة انك محلولة من ضعفك.ووضع عليها يديه ففي الحال استقامت ومجدت الله. فاجاب رئيس المجمع وهو مغتاظ لان يسوع ابرأ في السبت وقال للجمع هي ستة ايام ينبغي فيها العمل ففي هذه ائتوا واستشفوا وليس في يوم السبت. فاجابه الرب وقال يا مرائي ألا يحل كل واحد في السبت ثوره او حماره من المذود ويمضي به ويسقيه؟ وهذه وهي ابنة ابراهيم قد ربطها الشيطان ثماني عشرة سنة أما كان ينبغي ان تُحل من هذا الرباط في يوم السبت؟ واذ قال هذا اخجل جميع الذين كانوا يعاندونه وفرح كل الجمع بجميع الاعمال المجيدة الكائنة منه)[ لو 13 : 19 – 17 ].
+ كان المشهد عجيباً جداً عندما جاءني المسجلون خطر الأربعة إلى البطريركية التي يدخلونها لأول مرة في حياتهم ، رغم إنها ( أمهم الروحية الشرعية) حتى إن أمن البوابة قد استوقفهم ، واتصلوا بي ، فطلبت منهم السماح لهم بالدخول ، لأن البطريركية هي كنيستهم ، وبتاعتهم !
فسمحوا لهم بالدخول وهم في غاية الذهول ، وتعجب الخدام من رؤيتهم ، وقال أحدهم :
أموت وأعرف أنت بتجيب الأشكال دي منين ؟؟؟
وقال الخادم الذي (يحبني موت!) صموئيل جاب الحرامية للبطريركية ، كله يخلي باله من جيوبه !!!
أما أبونا أنسطاسي ، رجل الله المحب العطوف الشفوق على الخطاة والمنبوذين ، فلقد رحب جداً بهم وباركهم بالصلاة ، وقال لي : ربنا يديك يا ابني حسب قلبك ، دول أولادنا برضه ، وواجب الكنيسة رعايتهم وقيادتهم إلى التوبة والتصالح مع الله .
ووافق على تكليف محامي قبطي كبير متخصص في الجنايات وامن الدولة (فرج نظمي)، ليتولى القيام بعمل استئناف للمسجل (ت) ، كما كلف محامي المكتب بالمشاركة في الدفاع عنه، وقد أثمر ذلك فيما بعد عن تبرئته من عشر سنين سجن في واحدة من الأعاجيب !!!!أما المسجلون خطر الثلاثة الآخرون ، وكانوا أشقاء !، فلقد وافق قدسه على عمل مشروع لهم يتعيشون منه عيش شريف عوضاً عن السرقة ، وكان عبارة عن عربة ألمونيوم مجهزة لبيع سندوتشات الكبدة أمام باب القسم !!!
ولا يزال أبونا أنسطاسي يتذكر هؤلاء الأشقياء الأشقاء ، وغيرهم من حالاتي الغريبة العجيبة التي كنت أبحث عنها في قاع المجتمع وأتي بها إلى الكنيسة ، التي هي أمنا كلنا .
وقد قال أحد الآباء في زيارتي الأخيرة لمصر :
كان عصرك هو العصر الذهبي لخدمة الحالات الخاصة ، لقد وضع المسيح في قلبك محبة هائلة تجاههم ، وكنت الوحيد الذي تعرف كيف تتعامل معهم ، كنت تخدم بقلب ملتهب ، وكان هذا سر نجاح خدمتك .
27– محاولة الشيطان لتحويل أنتصارات القيامة الى مرارة الجلجثة
وتذكرت أنه قد مضى علي 15 يوم دون افتقاد الأسرة ، وشعرت بقلق غريب ناحية افرادها ، لاسيما البنت الكبيرة ، فقررت زيارتها ، وكان معي معاوني الجديد ، الذي تشاجر معي في القهوة .
وصلت إليهم في السابعة مساءاً ، ووجدت كل افراد الأسرة في حالة يرثى لها ، وانخلع قلبي عندما لم أجد البنت الكبيرة ، فسألت عنها ، فقالوا لي إنها في مشوار !
لكن البنت الصغيرة ، وكانت بمثابة عيني في البيت ، اقتربت مني ، وقالت لي بدموع حارقة:
أختي ماتت ! أيوه ماتت بعد ما هان عليها تبيع المسيح وتروح وراء واحد مسلم جزار ومجرم وبلطجي ، والليلة هي دخلته عليها (!!) ، فهو كتب كتابه عليها النهارده الصبح عند المأذون !!!
فشعرت وكأن سكيبن انغرس في قلبي ، وثرت على أبوها ، وقلت له :
أين كنت يا حارس البيت ؟ ألم تعدني أمام المسيح أن تحافظ على أولادك ، وتمنع أي خطر عنهم ؟
فقال وهو يبكي : صدقني أنا عملت كل ما بوسعي لمنعها ، لكن دول مجرمين وممكن يموتوا أولادي ، وأنا مش قدهم !
فقلت : أين هو عنوانها لأذهب إليها ؟
فصرخت البنت الصغرى وهي تقول :
لا يا بابا صموئيل ابوس رجليك بلاش تروح هناك ، دول عاوزين يقتلوك ، وانا ما صدقت لقيتك علشان تعرفني المسيح ، يهون عليك تسيبني ؟!
كان كلام الطفلة يقطع القلب ، لكني صممت على معرفة مكان هذا الجزار الذي هربت من بيتها وذهبت إليه لتتزوج منه ، ووافق الأب ( أمام شدة إصراري )،على اعطائي كافة التفاصيل ، فتحدث عن ابنه المسلم محمد ، وعن صديقه المجرم ، وقال لي : إسمه إمام ، وهو مشهور هناك ، وله شلة مكونة من 8 جزارين .. لكنه أضاف قائلاً : العنوان صعب الوصول إليه ، لأنه يقع في آخر المقابر من الناحية المهجورة التي ليست بها من يسكنون مثله في المقابر ، وزي ما أنت عارف لا شارع ولا حارة ، وأنه اختار هذا المكان الخطر الصعب ليكون بعيداً عن عيون الشرطة لتعاطيه الحشسيش هو وأصدقائه ، وأن أبوه رجل متعصب جاهل ، ولو ذهبت هناك سوف يقتلوك ، وهم قالوا لي بالحرف :
لو جاء صموئيل بتاع الكنيسة فسوف نقطعه بالسكاكين والسواطير ونرمي لحمه لل**** ، والباقي نعمل له حفرة وندفنه فيها وأهي كلها مدافن !!!
لذلك فإذا كنت مصمماً على الذهاب إليهم ودخول المقابر الجوانية ، فيفضل أن يكون ذلك نهاراً ، لكن الذهاب ليلاً هو الانتحار بعينه ..

لكنني صممت على الذهاب إليهم ، ودخول المقابر ليلاً ، وأخذت معي معاوني الجديد ، وذهبنا إلى حي باب النصر ، وبحثت عن أقرب مقهى للمدافن ، وجلسنا فيها وكانت الساعة قاربت على التاسعة ، ثم قلت له : اسمعني جيداً ، أنت هاتجلس هنا على المقهى ، ومعك حقيبة أوراقي ، وأنا سأدخل المدافن وحدي ، وإن لم أخرج بعد ساعتين ، تروح البطريركية وتسلم الشنطة دي لأبونا أنسطاسي ، وتقول له ابنك صموئيل بيقبل التراب الذي تقف عليه ، وبيقولك سامحني على كل تقصير في الخدمة !! وأنه كما وعدك بأنه يعيش راجل ويموت راجل ، ولا يسمح للخوف أن يتغلب عليه ، هاهو يموت شهيد المسيح والكنيسة ، وقل له أني أترك أمي وزوجتي أمانة في عنقه !!!

فتأثر الشاب وقام وعانقني وهو يبكى ، ثم قال :أنت تبحث عن الموت في سبيل المسيح ، وأنا اللي كنت في يوم من الأيام عاوز انكر أسم المسيح ..وعد مني أمام الله أن أبقى مسيحياً حتى الموت .فاستحسنت كلامه ، وودعته ، ثم دخلت المدافن وأنا أقول :"إذا سرت في وادي ظل الموت لا اخاف شرا لانك انت معي .." (مز 23 )