FERO
02-01-2006, 05:41 PM
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=53921
عفيف إسماعيل
afeif5@yahoo.com.au
الحوار المتمدن - العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3
انظري كلما نمنح الارض من قلبنا/
تصبح الارض منفى لنا و لأشواقنا/
عبد الرحيم ابو ذكري
حكمة "شيخ العرب" السوداني :
تقول السيرة الشفاهية لأحد زعماء الإدارة الأهلية في شرق السودان، مازال أحفاده يحملون أسمه من بعده، الذي تميز بحنكة عالية في معالجة كل القضايا القبلية المعقدة والمتشابكة، تزخر الذاكرة الشفاهية بالكثير من أقواله الحكيمة ذات الطابع الساخر الذي كان يميزه دائماً ويساعده كثيراً في فض الخصومات ورد الظلومات وتخفيف حدة التوتر بين الدوائر المتنازعه ولبسط وصايا سلطته أيضاً.
ذات عيد من الأعياد وكما هي العادة القبلية جاء جميع أهل بلدتة وحجيج القري المجاورة كي يقدموا له التحايا والتهاني، وكان بين الحضور طفل بالكاد يشب عن العاشرة من العمر يحمل أسم الزعيم عندما جاء دوره قبل التهنئة سأله سوالاً مباغتاً:
- يا شيخ العرب " وهذا لقبه المفضل" كل هؤلاء القوم الأبرار تمنوا لك أمنيات طيبة، أريد أن أعرف ماذا تتمني لنفسك في هذا العيد؟
كانت بديهته حاضرة وثاقبة وساخرة كالعادة ولم ترف عينه وقال له بصوته الضاحك:
- أتمني أن أصير قبل العيد القادم السكرتير العام للأمم المتحدة!
إندهش كل الحاضرين لشطحة شيخهم هذه المرة، فهم يعرفون دائماً التفاسير والدلالة المختبئة في قاموسه اللغوي المرتبط دائماً بما هو محلي من مفارقات، ويقرأون ما بين سطور أحاديثه بيسر وسهولة، والحكمة التي تختبي وراء ردوده، إنما يريد أن يصير السكرتير العام الأمم المتحدة كانت عصية عليهم، فسالوه مستنكرين ماذا تعني بذلك، فقال:
- هل ذلك بعيداً علي قدرة الله، أم كثيراً عليًّ؟
فتوالت عبارات الثناء والمديح المسجوعة بمعسولها وزائفها وتملقها، وبحقائقها الناصعة أيضاً.
فقال لهم :
- اذن لماذا لا أصير في العام القادم السكرتير العام للأمم المتحدة؟ فهي أسهل وظيفة في العالم، بل أقل من كثيراً من قدراتي المعروفة لكم جميعاً، فأنا شيخ عموم أهل"البطانة" من مجلسي هذا أستطيع فض اعقد القضايا والنزاعات علي امتداد السودان، والدول المجاورة أيضاً، فماذا يفعل الأمين العام للأمم المتحدة وبعد أن تقع" الفأس في الرأس" غير أن يشجب، ويدين، ويستنكر ؟!!!
قهقهه الحاضرون حتي إستلقي بعضهم علي ظهرة، و اختتموا ضحكاتهم الخالية بذلك الإستغفار المشهود.
فماذا فعل الأمين العام للامم المتحدة قبل وبعد أن وقعت " الفأس في الرأس" للاجئين السودانيين المعتصمين بحديقة البؤساء بالقاهرة منذ نهاية سبتمبر إلي نهاية ديسمبر 2005م،علي مرمي صرخة طفل يشهق مودعاً الحياة من سوء التغذية والبرد القارس أمام مكاتب مفوضية الأمم المتحدة بجمهورية مصر العربية؟؟!!
أجندة خفية:
النظام المصري الذي يعاني من ضغوط متعددة علي المستوي الداخلي والإقليمي والعالمي، ويعرف دائماً كيف يحل أزماته بأزمة جديدة لها رنيناً وصدي واسعاً يطمس ما قبلها، وينسي المصريين هموهم الأساسية وأطنان مشاكلهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فهو محاصر داخلياً بالقوي الثورية الناهضة التي بدأت تردد شعارات تمثل نبض الجماهير، وتتمدد في شرايين الشارع المصري.
وبجانب ذلك منظمات حقوق الإنسان الحارس الأمين للحقوق في عالم اليوم، التي تراقب كل ما كانت تفعله الدولة المصرية المستبدة في قديم الخفاء في السجون والأزقة، والحواري، وفي الصعيد البعيد، وفي عمق سيناء وما يطبخ بين قصور "شرم الشيخ" ولم يعد أزلام الدولة المصرية يرهبون أحد، بعد ان إبتدعت القوي المعارضة الجديدة وسائل عمل جديدة جعلت كل أوراق النظام القمعية مكشوفة أمام العالم بإستمرار.
وايضا إعتقال النظام المصري لأحد رموز المعارضة بغير قرائن، في محاولة فاشلة للترهيب وردع المعارضة الشعبية، وكبديل قديم لكسر الحلقات التنظيمية للقوى الناهضة بقطع رأس الحية كي ترتبك الخطوط التنظيمية الخلفية، أحد الوصفات الناجعة مع التنظيمات السياسية القديمة التي تتكئ علي ثقل لجانها العليا فقط ، وهم لا يعلمون بأن الحركات الجديدة تدرس اساليب السلطة قبل نشؤها وتضع خططها التكتيكية والتنظيمية وفق ذلك، فهذه القوي الثورية الجديدة الناهضة كل واحد منهم يستطيع ان يكون قائداً لكل المعارك القادمة.
محاولات فهلوة النظام المصري علي من علموه السحر، عندما دعم الاخوان المسلمين في الإنتخابات الأخيرة كي يوازن المعادلة بوصفة ساداتية لم يتعلم من عواقبها بعد ، ويرسل رساله صريحة التهديد وطُعم لمراكز البحث والدراسات السياسية الأمريكية الإستراتيجية بأن البديل القادم لأي محاولات إصلاح ديمقراطي في مصر والشرق الاوسط إسلامي متطرف، وله انياب هم خير من يعلمها، فمن يبذر البذرة يعرف طعم الثمرة. وهو يعلم أيضاً من العملاء المزدوجين بينه وبين الـ - السي آي أيه_ بأن الخطة القادمة للشرق الأوسط وافريقيا، بعد سيادة الإمبريالية علي العالم ونظامها العالمي الجديد، منطقة بدون زعماء استفدوا أغراضهم بالنسبة للسياسية الخارجية الأمريكية، أو غير موهلين لخططها في المرحلة القادمة، حكام لهم فقط قدرات البقاء علي أنفاس شعوبهم بحنكة الأقدمية، والحماية الأمريكية لهم، والأمثلة أمامه واضحة السطوع لا ريب فيها، اصيطاد صدام حسين، تدجين معمر القذافي، او ممارسة "القتل النظيف" بأكثر من طريقية معلومة لدي أجهزة المخابرات في كل العالم، حيث لا احد يملك دليل مادي معلوم يُقدم للاجهزة القضائية، مثل الشهداء ياسر عرفات، ود. جون قرنق، ورفيق الحريري.
علي المستوي الإقليمي، هذا الجار الطيب الذي اسمه السودان، الذي لا يعرف قيمة نفسه بالنسبة للعالم وأهمية موقعه الجغرافي الإستراتيجي وأهمية نيله والمياه العذبة التي تتدفق بين ضفافه وروافده في الحروب العالمية القادمة بعد خمسين عام من أجلها، وتلك البحيرات المجهولة من الثروات بباطن الأرض، وما فوقها و..و..و..و ..و..و..و.. و..و..و..و ..و..و..و.. و..و..و..و ..و..و..و..و..و..و ..و..و..و.
منه بدأت تهب رياح مختلفة لم تتقن بعد حرفة الحاوي الفرعوني التعامل معها بالاعيب التي تتكئ علي شعب وادي النيل ووحدته التاريخية، وملفات الضغوط المتبادلة، هناك دويلات صغيرة أخري متناحرة وغير مستقرة أخري قد تكون شريكة في منابع النيل علي حسب المخطط الأميريكي بعد أقل من خمس سنوات ولدي كل قياداتها الحاليين وعي تام تجاه الدور السلبي للنظم السياسية المصرية في السياسية السودانية!!النظام المصري الحاكم الذي لعب ببهلوانية علي كل النُظم السودانية المطوية تحت يده بأساليب متعددة، وتخص الانظمة الدكتاتورية بحفاوة خالصة لوجه مصالحها، وحتي عندما إبتدر نظام الجبهة القومية الإسلاموية الإرهابي العداء بمحاولة إغتيال حسني مبارك، ودعم كل التنظيمات الإسلامية المصرية المتطرفة بل وتدريبها وكوادرها العسكرية وتمويلها مباشرة من خزانة بنك السودان تحت رعاية اسامة بن لادن شخصياً حين كان يدير شئون تنظيم القاعدة وحركات الاسلام السياسي علي مستوي العالم من الخرطوم لمدة خمس سنوات 1990-1995م. حتي تلك القطعية مع هذا النظام لم تخل من غرض مصلحي بعد المطالبة بتسليم المتهمين بقتل حسن مبارك، فقلد ضمنت للنظام المصري أهم الأوارق للمساومة بجانب إحتضانه للمعارضة السودانية في المنفي ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي السوداني، وأيضاً رضا العم سأم ومختططاته في المنطقة كلها. بذلك ضمنت سكوت النظام السوداني الإسلاموي عن كل القضايا الخلافية العالقة التي فجرتها الحكومة الديمقرطية بعد إنتفاضة 6 ابريل 1985م أبرزها إعادة النظر في إتفاقية مياه النيل، أو محاولة الإستفادة من المياه المتدفقة بمشاريع طموحة تؤثر علي تتدفق المياه مستقبلاً، أو مثلث "حلايب" الملتهب. أو المواصلة في نهج الحكومة الديمقراطية السابقة التي ركلت تلك المعاهدات الكرتونية الفوقية للتكامل والدفاع المشترك التي تمت بينهم والمشير الامام المخلوع الدكتاتور جعفر نميري 1969-1985م. تبادل النظام المصري المهاترات الإعلامية المعلنة مع رصيفة السوداني الإسلاموي لذر رماد التضليل والتغبيش في أعين الشعبين بينما في خفاء الدبلوماسية تم عقد صفقات بينهم وعصابة الخرطوم الحاكمة لغض الطرف من الجانبين.
عفيف إسماعيل
afeif5@yahoo.com.au
الحوار المتمدن - العدد: 1419 - 2006 / 1 / 3
انظري كلما نمنح الارض من قلبنا/
تصبح الارض منفى لنا و لأشواقنا/
عبد الرحيم ابو ذكري
حكمة "شيخ العرب" السوداني :
تقول السيرة الشفاهية لأحد زعماء الإدارة الأهلية في شرق السودان، مازال أحفاده يحملون أسمه من بعده، الذي تميز بحنكة عالية في معالجة كل القضايا القبلية المعقدة والمتشابكة، تزخر الذاكرة الشفاهية بالكثير من أقواله الحكيمة ذات الطابع الساخر الذي كان يميزه دائماً ويساعده كثيراً في فض الخصومات ورد الظلومات وتخفيف حدة التوتر بين الدوائر المتنازعه ولبسط وصايا سلطته أيضاً.
ذات عيد من الأعياد وكما هي العادة القبلية جاء جميع أهل بلدتة وحجيج القري المجاورة كي يقدموا له التحايا والتهاني، وكان بين الحضور طفل بالكاد يشب عن العاشرة من العمر يحمل أسم الزعيم عندما جاء دوره قبل التهنئة سأله سوالاً مباغتاً:
- يا شيخ العرب " وهذا لقبه المفضل" كل هؤلاء القوم الأبرار تمنوا لك أمنيات طيبة، أريد أن أعرف ماذا تتمني لنفسك في هذا العيد؟
كانت بديهته حاضرة وثاقبة وساخرة كالعادة ولم ترف عينه وقال له بصوته الضاحك:
- أتمني أن أصير قبل العيد القادم السكرتير العام للأمم المتحدة!
إندهش كل الحاضرين لشطحة شيخهم هذه المرة، فهم يعرفون دائماً التفاسير والدلالة المختبئة في قاموسه اللغوي المرتبط دائماً بما هو محلي من مفارقات، ويقرأون ما بين سطور أحاديثه بيسر وسهولة، والحكمة التي تختبي وراء ردوده، إنما يريد أن يصير السكرتير العام الأمم المتحدة كانت عصية عليهم، فسالوه مستنكرين ماذا تعني بذلك، فقال:
- هل ذلك بعيداً علي قدرة الله، أم كثيراً عليًّ؟
فتوالت عبارات الثناء والمديح المسجوعة بمعسولها وزائفها وتملقها، وبحقائقها الناصعة أيضاً.
فقال لهم :
- اذن لماذا لا أصير في العام القادم السكرتير العام للأمم المتحدة؟ فهي أسهل وظيفة في العالم، بل أقل من كثيراً من قدراتي المعروفة لكم جميعاً، فأنا شيخ عموم أهل"البطانة" من مجلسي هذا أستطيع فض اعقد القضايا والنزاعات علي امتداد السودان، والدول المجاورة أيضاً، فماذا يفعل الأمين العام للأمم المتحدة وبعد أن تقع" الفأس في الرأس" غير أن يشجب، ويدين، ويستنكر ؟!!!
قهقهه الحاضرون حتي إستلقي بعضهم علي ظهرة، و اختتموا ضحكاتهم الخالية بذلك الإستغفار المشهود.
فماذا فعل الأمين العام للامم المتحدة قبل وبعد أن وقعت " الفأس في الرأس" للاجئين السودانيين المعتصمين بحديقة البؤساء بالقاهرة منذ نهاية سبتمبر إلي نهاية ديسمبر 2005م،علي مرمي صرخة طفل يشهق مودعاً الحياة من سوء التغذية والبرد القارس أمام مكاتب مفوضية الأمم المتحدة بجمهورية مصر العربية؟؟!!
أجندة خفية:
النظام المصري الذي يعاني من ضغوط متعددة علي المستوي الداخلي والإقليمي والعالمي، ويعرف دائماً كيف يحل أزماته بأزمة جديدة لها رنيناً وصدي واسعاً يطمس ما قبلها، وينسي المصريين هموهم الأساسية وأطنان مشاكلهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية، فهو محاصر داخلياً بالقوي الثورية الناهضة التي بدأت تردد شعارات تمثل نبض الجماهير، وتتمدد في شرايين الشارع المصري.
وبجانب ذلك منظمات حقوق الإنسان الحارس الأمين للحقوق في عالم اليوم، التي تراقب كل ما كانت تفعله الدولة المصرية المستبدة في قديم الخفاء في السجون والأزقة، والحواري، وفي الصعيد البعيد، وفي عمق سيناء وما يطبخ بين قصور "شرم الشيخ" ولم يعد أزلام الدولة المصرية يرهبون أحد، بعد ان إبتدعت القوي المعارضة الجديدة وسائل عمل جديدة جعلت كل أوراق النظام القمعية مكشوفة أمام العالم بإستمرار.
وايضا إعتقال النظام المصري لأحد رموز المعارضة بغير قرائن، في محاولة فاشلة للترهيب وردع المعارضة الشعبية، وكبديل قديم لكسر الحلقات التنظيمية للقوى الناهضة بقطع رأس الحية كي ترتبك الخطوط التنظيمية الخلفية، أحد الوصفات الناجعة مع التنظيمات السياسية القديمة التي تتكئ علي ثقل لجانها العليا فقط ، وهم لا يعلمون بأن الحركات الجديدة تدرس اساليب السلطة قبل نشؤها وتضع خططها التكتيكية والتنظيمية وفق ذلك، فهذه القوي الثورية الجديدة الناهضة كل واحد منهم يستطيع ان يكون قائداً لكل المعارك القادمة.
محاولات فهلوة النظام المصري علي من علموه السحر، عندما دعم الاخوان المسلمين في الإنتخابات الأخيرة كي يوازن المعادلة بوصفة ساداتية لم يتعلم من عواقبها بعد ، ويرسل رساله صريحة التهديد وطُعم لمراكز البحث والدراسات السياسية الأمريكية الإستراتيجية بأن البديل القادم لأي محاولات إصلاح ديمقراطي في مصر والشرق الاوسط إسلامي متطرف، وله انياب هم خير من يعلمها، فمن يبذر البذرة يعرف طعم الثمرة. وهو يعلم أيضاً من العملاء المزدوجين بينه وبين الـ - السي آي أيه_ بأن الخطة القادمة للشرق الأوسط وافريقيا، بعد سيادة الإمبريالية علي العالم ونظامها العالمي الجديد، منطقة بدون زعماء استفدوا أغراضهم بالنسبة للسياسية الخارجية الأمريكية، أو غير موهلين لخططها في المرحلة القادمة، حكام لهم فقط قدرات البقاء علي أنفاس شعوبهم بحنكة الأقدمية، والحماية الأمريكية لهم، والأمثلة أمامه واضحة السطوع لا ريب فيها، اصيطاد صدام حسين، تدجين معمر القذافي، او ممارسة "القتل النظيف" بأكثر من طريقية معلومة لدي أجهزة المخابرات في كل العالم، حيث لا احد يملك دليل مادي معلوم يُقدم للاجهزة القضائية، مثل الشهداء ياسر عرفات، ود. جون قرنق، ورفيق الحريري.
علي المستوي الإقليمي، هذا الجار الطيب الذي اسمه السودان، الذي لا يعرف قيمة نفسه بالنسبة للعالم وأهمية موقعه الجغرافي الإستراتيجي وأهمية نيله والمياه العذبة التي تتدفق بين ضفافه وروافده في الحروب العالمية القادمة بعد خمسين عام من أجلها، وتلك البحيرات المجهولة من الثروات بباطن الأرض، وما فوقها و..و..و..و ..و..و..و.. و..و..و..و ..و..و..و.. و..و..و..و ..و..و..و..و..و..و ..و..و..و.
منه بدأت تهب رياح مختلفة لم تتقن بعد حرفة الحاوي الفرعوني التعامل معها بالاعيب التي تتكئ علي شعب وادي النيل ووحدته التاريخية، وملفات الضغوط المتبادلة، هناك دويلات صغيرة أخري متناحرة وغير مستقرة أخري قد تكون شريكة في منابع النيل علي حسب المخطط الأميريكي بعد أقل من خمس سنوات ولدي كل قياداتها الحاليين وعي تام تجاه الدور السلبي للنظم السياسية المصرية في السياسية السودانية!!النظام المصري الحاكم الذي لعب ببهلوانية علي كل النُظم السودانية المطوية تحت يده بأساليب متعددة، وتخص الانظمة الدكتاتورية بحفاوة خالصة لوجه مصالحها، وحتي عندما إبتدر نظام الجبهة القومية الإسلاموية الإرهابي العداء بمحاولة إغتيال حسني مبارك، ودعم كل التنظيمات الإسلامية المصرية المتطرفة بل وتدريبها وكوادرها العسكرية وتمويلها مباشرة من خزانة بنك السودان تحت رعاية اسامة بن لادن شخصياً حين كان يدير شئون تنظيم القاعدة وحركات الاسلام السياسي علي مستوي العالم من الخرطوم لمدة خمس سنوات 1990-1995م. حتي تلك القطعية مع هذا النظام لم تخل من غرض مصلحي بعد المطالبة بتسليم المتهمين بقتل حسن مبارك، فقلد ضمنت للنظام المصري أهم الأوارق للمساومة بجانب إحتضانه للمعارضة السودانية في المنفي ممثلة في التجمع الوطني الديمقراطي السوداني، وأيضاً رضا العم سأم ومختططاته في المنطقة كلها. بذلك ضمنت سكوت النظام السوداني الإسلاموي عن كل القضايا الخلافية العالقة التي فجرتها الحكومة الديمقرطية بعد إنتفاضة 6 ابريل 1985م أبرزها إعادة النظر في إتفاقية مياه النيل، أو محاولة الإستفادة من المياه المتدفقة بمشاريع طموحة تؤثر علي تتدفق المياه مستقبلاً، أو مثلث "حلايب" الملتهب. أو المواصلة في نهج الحكومة الديمقراطية السابقة التي ركلت تلك المعاهدات الكرتونية الفوقية للتكامل والدفاع المشترك التي تمت بينهم والمشير الامام المخلوع الدكتاتور جعفر نميري 1969-1985م. تبادل النظام المصري المهاترات الإعلامية المعلنة مع رصيفة السوداني الإسلاموي لذر رماد التضليل والتغبيش في أعين الشعبين بينما في خفاء الدبلوماسية تم عقد صفقات بينهم وعصابة الخرطوم الحاكمة لغض الطرف من الجانبين.