منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة

منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة (http://www.copts.net/forum/index.php)
-   المنتدى العام (http://www.copts.net/forum/forumdisplay.php?f=3)
-   -   البابا .. مات (http://www.copts.net/forum/showthread.php?t=43038)

abomeret 19-03-2012 06:15 AM

البابا .. مات
 
[b][color="blue"][u]البابا .. مات[/u][/color]

[color="red"]بقلم محمد أمين - المصرى اليوم[/color]

مات البابا، عاشت مصر.. ما كان رمزاً قبطياً ، ولا كنسياً فقط.. لكنه كان رمزاً مصرياً وطنياً أصيلاً.. إنه البابا شنودة.. حامى حمى الوحدة الوطنية.. وهو رقم ١١٧ بين الذين جلسوا على كرسى البابوية.. نجح فى ضبط العلاقة بين المسلمين والمسيحيين.. ولا أحد ينسى لقاءات البابا والإمام الأكبر، ولا مائدة الوحدة الوطنية.. وكان المسلمون يتسابقون إلى الكاتدرائية قبل المسيحيين!

لم يختلف على وطنيته أحد.. وكان يعتكف حينما يحدث ما يعكر الصفو.. لا ينطق بكلمة، ولا ينساق وراء دعوات تحريضية.. كان يصوم عن الكلام.. وهو صاحب المقولة الشهيرة « مصر وطن يعيش فينا.. وليست وطناً نعيش فيه ».. استفادت منه الكنيسة، واستفاد منه الكرسى البابوى.. فقد تميز بالأدب والشعر والصحافة، وروح الدعابة، فكنا ننتظر أحاديثه وعظاته، التى تفيض عذوبة!

تعرف مكانة البابا فى قلوب المصريين من شعورهم بالفاجعة.. فقد كان خبر وفاته الأول.. ليس فقط فى نشرات الأخبار، وإنما فى كل الصحف، والمواقع الإخبارية.. وعلى صفحات التواصل الاجتماعى.. ينعيه المسلمون قبل المسيحيين.. لا لأنه كان رمزاً، يرتبط بالأقباط وحدهم.. ولكنه كان عزيزاً على كل المصريين.. فقد كان منحازاً فى كل الأحوال إلى شىء اسمه الوطن!

الطريف أن الاتصالات بيننا كانت «البابا مات».. كما نتداول الأخبار عن واحد من العائلة.. وهكذا كان البابا رمزاً من رموز العائلة المصرية.. اتصل بى الصديق الدكتور أحمد سلامة، يقول: البابا مات.. ثم سكت بعدها لحظة، وراح يترحم عليه.. ثم سألنى عن موعد الجنازة.. هكذا هو شعور المسلمين نحو البابا، لأنه كان مصرياً فى المقام الأول.. لا بابا الأقباط وحدهم!

لا ينسى المصريون أن البابا مات دون أن يحج إلى بيت المقدس .. لأنه فضل أن يزور بيت المقدس، مع المسلمين، يوم تتحرر القدس .. ومات ولم ينل هذه الجائزة .. مات على موقفه ، ورغبته فى التحرير.. ربنا يعوض على مصر بمن يكون فى وطنيته ، ومصريته ، ويلهمنا بعده الصبر والسلوان .. فقد كان رمانة الميزان فى أحداث كثيرة عصفت رياحها بالبلاد!

لم يكن البابا شنودة يقبل، فى يوم من الأيام، مقولة هنا أو هناك، عن التدخل الأجنبى فى شؤون مصر، بدعوى حماية الأقباط.. وكان يرد على أقباط المهجر، بما معناه «خليكم فى حالكم».. وكان يرى أنهم لا يعرفون شيئاً عن مصر.. وكأنه يقول «ما حدش طلب منكم حماية».. وكانت تعليقاته لاذعة، منها قوله عن أحد المحافظين الأقباط: «محافظ على البعد عنى».. ويضحك ونضحك!

انفرد البابا شنودة عن غيره بأنه أحيا الدور الوطنى للكنيسة.. وأحيا فكرة التعايش بين شركاء الوطن.. مسلمين ومسيحيين.. ولا أظن أن مرشحاً للبرلمان أو الرئاسة إلا واستشار البابا.. كانت له مكانة فى النظام القديم، وكانت له مكانة فى النظام الجديد.. وليس غريباً أن تكون وفاته خسارة وطنية فادحة.. ليس على مستوى الكنيسة، وإنما على مستوى الوطن العربى!

لا شك أن بصمات البابا كانت فى مجالات عديدة.. فهو الصحفى الذى ينعيه الصحفيون.. وهو الأديب الذى ينعيه الأدباء والمثقفون، قبل أن ينعيه رجال الدين ورجال السياسة.. ولهذه الأسباب وغيرها فإن وداعه سوف يكون أشبه بالزعماء، ورؤساء الجمهوريات.. وربما يتمنى رؤساء جمهوريات أن يموتوا كما مات البابا![/b]


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 06:51 AM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط