منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة

منتدي منظمة أقباط الولايات المتحدة (http://www.copts.net/forum/index.php)
-   المنتدى العام (http://www.copts.net/forum/forumdisplay.php?f=3)
-   -   «أنا وعفركوش والثمانين مليون فلول» (http://www.copts.net/forum/showthread.php?t=42324)

abomeret 30-10-2011 08:09 AM

«أنا وعفركوش والثمانين مليون فلول»
 
[B][COLOR="Blue"][U]«أنا وعفركوش والثمانين مليون فلول»[/U][/COLOR]

[COLOR="Red"]بقلم د. أيمن الجندى - المصرى اليوم [/COLOR]

كنت أكتب المقال حينما ظهر لى عفريت ملأ فراغ الغرفة. انخلع قلبى وداخلتنى الرهبة. بسهولة فائقة حملنى العفريت من قدمى! قُلت وأنا أطير فى الهواء: «الرحمة يا سيد عفريت». لكنّ غضبته كانت هائلة، عيناه كانتا تشعان ناراً، ومنخراه ينفثان الهواء الساخن، لكننى بغريزة غامضة شعرتُ بالطمأنينة، إحساس خالطنى بأن هذا الكائن المخيف غاضب لأسباب نبيلة.

كان يؤرجحنى كدُمية، ممسكا بى من قدمى، قال لى بصوت مُزمجر: «ماذا كنت تفعل؟». قلت ورأسى يدور: «كنت أكتب المقال الذى سأرسله للنشر». صاح وهو يصر أسنانه من الغيظ: «اسمه إيه؟». قلت مبتسما ورأسى إلى أسفل: «مها صبرى». قال وهو يدور بى أكثر فأكثر: «مها صبرى يا وغد ومصر تحترق!».

صُعقت من الرد، إذن فهذا العفريت ليس مجرد عابر سبيل، بل هو يعرف أحوال مصر ويعرفنى. قلتُ متودداً: «يا أستاذ عفركوش صدقنى، مها صبرى دى زى العسل، ولها أغنية حلوة آخر حاجة، حتى اسمع: (ثم رافعا صوتى مدندنا) ما تزوقينى يا ماما قوام يا ماما! دا عريسى حياخدنى بالسلامة يا ماما».

قال العفريت مزمجرا: «خدتك داهية يا بعيد! قاعد تغنى وتتمسخر وأمناء الشرطة معتصمين والبلطجية احتلوا ٦ أكتوبر، بالذمة إنت عندك دم؟».

قلت فى غيظ: «يا عم عفركوش ليه الغلط؟ إنت شايف فى إيدى حاجة! أنا حيالله كاتب». قال بغيظ أشد: «طب ما تكتب! انتقد، خلى الناس تفتح عينيها وتفهم». قلتُ فى صبر: «من قبل الثورة وإحنا بنكتب والمسؤولين اللى فى إيديهم القرار مش سائلين فينا. لما قامت الثورة افتكرنا الحال حيتغير، لكن مفيش حاجة اتغيرت، بل صارت الأمور أسوأ، بذمتك يا عفريت هو القبض على البلطجية محتاج حد يكتب؟! يا عم بلاش كلام فارغ! دى حاجة تجيب الضغط وتحرق الدم. أنا لما لقيت الكلام مفهوش فايدة، قلت أسلّى القراء بدل الغمّ واكتب لهم قصص وحاجات كده! غلطتش أنا يا عم عفركوش؟».

قال عفركوش فى تصميم: «أنا حاتصرف». وفجأة وجدته قد طار فى الهواء ثم عاد بكل المسؤولين. بعضهم كان مفزوعاً، والبعض مذهولاً، والبعض منهاراً، الوحيد الذى كان هادئاً غير مكترث هو دكتور شرف. نظر إليهم عفركوش متوعدا بعينين حمراوتين تطقان شرارا، ثم قال وهو يجز على أسنانه: «لما انتم مش أد الأمانة بتحملوها ليه؟ أنا حاخرب بيوتكم، بس استنوا عليا».

ثم طار عفركوش وعاد وهو يحمل كل المعارضة والنخب التى تظهر فى التليفزيون كل ليلة، ارتفع صراخهم وصياحهم: «هو إحنا عملنا حاجة؟ ده إحنا المعارضة!». زمجر فيهم زمجرة هائلة وقال متوعدا: «اخرسوا، إنتم أسوأ منهم». بعدها طار عفركوش وعاد بالقضاة والأطباء والمعلمين وأمناء الشرطة وأساتذة الجامعات، وفى كل مرة كان يشير لهم متوعدا قائلا: «يا ويلكم منى». بعدها استند على جدار الغرفة وراح يلهث، قلتُ مبتسما لأذكره: «والفلول يا عفركوش حتسيبهم؟».

شاهدت على وجهه الهمّ وكأنه يدرك صعوبة المهمة، سألنى هامسا بصوت مُتعب: «هو لازم موضوع الفلول ده؟». قلت مُصمما: «دول أهم حاجة». تنهد عفركوش مغلوبا على أمره، ثم قال: «استعنّا على الشقا بالله». ثم طار ورجع، وطار ورجع، وطار ورجع، وفى كل مرة يلقى بملايين البشر فى فضاء الغرفة (لا أدرى كيف اتسعت الغرفة لكل هذه الأعداد)، امتلأت الغرفة على الأقل بثمانين مليونا، فصحت قائلا: «هو إنت علّقت ولا إيه يا عم عفركوش؟ ده إنت جبت الشعب المصرى كله!».

نظر إلينا فى قرف، ثم قال: «أعمل إيه؟ إذا كنتم كلكم فلول.. الله يخرب بيوتكم».

[email]aymanguindy@yahoo.com[/email][/B]


جميع الأوقات بتوقيت امريكا. الساعة الآن » 12:25 PM.

Powered by: vBulletin Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

تـعـريب » منتدي الاقباط