هذا الشباب قد قرر ان يعدم نفسه بأن يشنقها
 

[align=center][size=5]مواقف
بقلم : أنيس منصور
[/size][/align]

[SIZE="4"]
[COLOR="Red"] ما الذي يفعله الشباب في مواجهة هذا الضلال السياسي والتضليل الديني؟ [/COLOR]ما الذي يفعلونه في طوفان هذه الجاهلية؟ ان هؤلاء الشباب نصف سكان مصر ليس لديهم وقت لكي يفكروا‏.‏ انهم يريدون حلولا سريعة خاطفة مثل الساندوتشات التي يفضلونها علي الموائد‏.‏ يفضلون الاكل واقفين ويريدون حلولا مثل الهامبورجر والحواوشي‏.‏ويجدونها‏.‏ وتكون مضللة كاذبة‏.‏ ملفوفة في اوراق ملونة‏.‏ وفيها شطة فهي لاسعة وشهية ايضا‏.‏

سألت شابا‏:‏ ماهو مثلك الاعلي‏!‏
فظهرت علي وجهه كل الوان الطيف من الدهشة‏.‏ وسألني‏:‏ يعني أية مثل أعلي؟

قلت‏:‏ يعني ما هي الصورة المثالية التي يجب ان تقترب منها‏:‏ بلاش كده‏:‏ ان يكون والدك مثالا رفيعا او خالك او امك تكون معجبا بصفاتها وسلوكها وكفاحها وبلوغها الامل الذي كانت تنشده‏.‏

وانطفأت الالوان وبرزت شفتاه في استياء واستنكار وقال‏:‏ لا اعرف احدا من هؤلاء‏..‏ لا عندهم وقت ولا عندي وليس كلامهم جميلا مثيرا‏.‏ يعني‏:‏ ليس عنده مثل اعلي ولا قدوة ولا نموذج‏.‏ بل كل الناس ليس عندهم وقت ولا رأي ولا رؤية ولا أمل‏.‏ ولا يهمهم عاشت مصر او ماتت‏.‏ فلا هو الذي بناها ولا هو الذي حكمها ويحكمها وليس مسئولا عن شيء‏.‏ فلا اخذوا رأيه ولا يريدهم ان يفعلوا‏.‏ فكما انهم غائبون عنه‏,‏ فهو ايضا غائب عن ابيه واخيه وذويه‏.‏ ولا يريد ان يبقي في هذا البلد يوما واحدا‏!‏

وهذا الشاب هارب من نفسه ومن المجتمع‏.‏ ولذلك فإنه يكمل عملية الهروب هذه بأن ينزل عن ارادته ويعطيها للحشيش او يسلم رقبته للذين يتربصون به وبمصر لكي ينقلب عليها‏..‏ أو يكون درويشا معاديا لأهله وبلده‏..‏ وتكون هذه الدروشة في الدين او في السياسة‏.‏

وهذا السلوك الهروبي مخصوم من انتمائه الي بلده ومجتمعه ودينه‏.‏ اي ان هذا الشباب قد قرر ان يعدم نفسه بأن يشنقها فلا يكون مواطنا مصريا‏..‏ او مواطنا اجنبيا‏..‏ وانما يكون مفقودا فقيدا‏!‏



[url]http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=AMOD4.HTM&DID=8747[/url][/SIZE]