عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 02-01-2006
الصورة الرمزية لـ FERO
FERO FERO غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: May 2005
المشاركات: 151
FERO is on a distinguished road
والآن بعد مرحلة السلام في السودان برزت علي السطح ما لم يكن في التخطيط القديم لسياسة النظام المصري الحاكم تجاه السودان، فالبعبع الأسلاموي الارهابي في جنوب الوادي يتمتع بحماية وحصانة ورضاء البيت الأبيض و تبادل معه كل أنخاب الود بعد معسكر مخابراتي للتبادل المعلوماتي من جانب واحد كشاهد ملك دام لمدة عام قبل وبعد أحداث 11سبتمبر، وبفضل ذلك استطاعت امريكا كشف كل العمليات البنكية التي تديرها القاعدة وشبكات غسيل الأموال وترساناتها الإقتصادية، وتحصلت علي معلومات دقيقة حول طرائق تفكير قادتها في كافة الظروف وخططهم الاحتياطية، بالمقابل كان غض الطرف عن ما يحدث في دارفور والملف الأسود لحقوق الإنسان في السودان، إلا عندما إحتاجه جورج بوش كدعاية إنتخابية عندما نصب نفسه مخلصاً للعالم الجديد من كل طغيان، ومن خلفه ترسانة إعلامية ماكينتها لاتتوقف في عملقة الأقزام وجعل الظل مارداً مرعباً، هكذا فعلوا باسامة بن لادن فخر الصناعة الأمريكية إبان أغراض الحرب الباردة، وأيضاً باسلحة العراق للدمار الشامل،وصدام المرعب بين الذي تحول بين يوم وليلة من نمر مرعب إلي جرذ بائس لا يستطيع ان يحفر قبره جيداً تحت الأرض، وعندما أحتاج جورج بوش للسودان المُدرج اصلاً في تخطيطات السياسية الامريكية الاستراتيجية كمخزون نافع من الثروات بعد العام2050م علي حسب دراسات مراكز قرون اللاستشعار الامبريالية، أعلن في عشية بأن هناك تطهير عرقي في دارفور، وأكثر من ذلك وضع ميقات معلوم كي يتم السلام في السودان،وتسأل كل العالم ما الذي جعل هذا البلد المنسي الموبوءة بكافة الويلات الإنسانية أن يكون محط إهتمام الدولة الأولي في عالم ورئيسها لولاية قادمة، ادركوا سريعاً بأن الأمر لايخلو من تعويض فشل للسياسية الأمريكية الخارجية في التعامل مع حل القضايا الشائكة علي أرض الواقع كما حدث في افغانستان،و الصومال،والعراق، وبورندي، وقديماً فيتنام. فلابد من خارطة سهلة كي يبرز راعي البقر قدراته الخارقة، فكان السودان وحربة الأهلية المزمنة، ونظامه السياسي الإسلاموي الذيلي الذي يتعلق بأي قشة كي يبقي عام آخر في تسلطه، فتم الضغط عليه بكافة المستندات التي تورطه في الأرهاب الدولي، وملف حقوق الإنسان الزاخر بالإنتهاكات الموثقة كي تتم صفقة معاهدة السلام بينه والحركة الشعبية لتحرير السودان بأسرع ما يمكن، وكانت المعاهدة في ظاهرها وقف نزيف دم لأطوال حرب في أفريقيا لا احد يستطيع الوقوف ضدها مهما كانت الاسباب التي جاءت به، وفي باطنها بذرة لعينة لتفككيك هذا البلد الآمن لدويلات متناحرة.
عندما اتضحت هذه الرؤية هلل النظام المصري وقال : وجدتها أخيراً، فركض في المارثون من جديد وفق المضمار المرصوف بحوافر راعي البقر مجدداً دماءه وقواه المنهكة، وتحول الملف بكامله ليد حسني مبارك شخصياً، فمارس ضغطه المعلوم علي الحكومة السودانية بكل الملفات القديمة، ووجد التجمع الوطني الديمقرطي السوداني في أضعف حلقاته وبؤسه السياسي وتأكله الداخلي، لم يحتاج كثير جهد حتي جعلهم يقبرون أنفسهم وأحلام شعبهم سياسياً في صفقة سوف تظل مسبة وعبرة لكل من يمارس السياسية بشكل فوقي لا علاقة له بالواقع السياسي علي الأرض السودانية، وفي مراهقة سياسية يحسدون عليها وقع التجمع الوطني الديمقرطي السوداني صكاً ممهوراً بكامل أهليتة العقلية التي تمثل نفسها فقط، علي العدو الذي حاربه ست عشر عاماً ومازال يحاربه أن يكتب ما يراه مناسباً، تنفس حسني مبارك الصعداء فقد كان يظن الأمر أعقد بكثير من ذلك، وكان يظن إنه سوف يتنازل للحد الأدني في سقف التنازلات و التفاوض .
كان النظام المصري يفكر كيف يحل المتاهة الداخلية الأقليمية والعالمية من غير ما يخسر شيئاً بتلك التوفيقية المتقنة التي ظل يمارسها ببهلونية منذ كامب ديفيد، مرة آخري صاح أحد الخبراء في القمع والتنكيل بورزارة الداخلية
-وجدتها!!! وجدتها!!!
عليكم بحديقة البؤساء بالمهندسين،ومن بها من لاجئين سودانيين يعتصمون بها منذ سبتمبر الماضي يكفي تماماً كي ينقذنا من هذه الورطة التي كان يبدو لا حل لها، فهولاء المغضوب عليهم من حكومة بلدهم التى شتتهم في كل البقاع، ومن الأمم المتحدة نفسها، ومن معظم قيادتهم السياسية المعارضة التي تقييم ببلدنا، لا أحد سوف يهتم بهم، علينا أن نسحلهم ونسحقهم بعد منتصف الليل، وخبرات عدسات المصورين والكاميرات التلفزيونية التي تخصنا تستطيع أن تبرز مانريده للعالم والصحف الداخلية، وهؤلاء الكتاب المحترفين لماذا كنا نعلفهم كل هذه المدة عليهم بكتابة مقالات عن نهاية أوكار الرذيلة الفسق، والخمور البلدية والدعارة العلينة التي كانت تمارس علي مرأي الجميع، والسرقات، والبلطجة، وأكوام الأوساخ والقذورات، وكل تلك النتانة التي اقلقت سكان المهندسين الراقي، وتفاصيل ضبطنا لمحاولة حرق مبني مفوضية الأمم المتحدة بالقاهرة،بذلك نكون قد ارسالنا رسالة واضحة للمعارضة المصرية الداخلية المتنامية بعد أن نسرب لهم نصف الحقائق بواسطة عملاءنا بينهم بعد أن يروا ماذا فعلت العصي الكهربائية، وخراطيم المياة والغاز المسيل للدموع والسحل، وأخذهم الي أماكن غير معروفة خارج القاهرة وترحيلهم من بعد، سوف يكون ذلك مصيرهم إذا لم يوقفوا طنينهم المزعج باللافتات والشعارات والمسيرات التي يقولون عنها سلمية تلك البدعة الجديدة التي سوف تنخر دعامات نظامنا السياسي كالسوس إن استمرت بغير تأديب يذكرها نحن هنا دائماً . سوف نتصل بالأشقاء في السفارة السودانية ونعلمهم بأننا أخيراً قد وجدنا الحل الذي يريح جميع الأطراف، لا تشغلوا بالكم كثيراً بالأمم المتحدة فكوفي عنان نفسه كان بيننا في شهر نوفمبر الماضي و لم يأبه كثيراً لإعتصام اللاجئين السودانيين بحديقة البؤساء، خوفاً من أن تكون سابقة تحذو حذوها معسكرات لجوء أخر ي ولا يستطيع ان يفعل لها شيئاً، وكذلك لا تنشغلوا بالرأي العالمي، التجاهل الاعلامي الغربي والامريكي لهم تام طيلة الثلاثة شهور التي اقلقوا بها منامنا، وهم يتمتعون بالنوم في الهواء الطلق.
.. هكذا
تواصل رنين التلفونات بين كل الأطراف البربرية حتي تلك التي تتستر تحت لافتة حقوق الإنسان، وتسمي المفوضية العليا للاجئين بجمهورية مصر العربية التي علقت التفاوض مع لجنة اللاجئين، وتركتهم في العراء بلا حماية في مواجهة ذئاب جائعة. وضعوا خططهم كلٍ حسب اجندتة الخفية:

السفارة السودانية بالقاهرة سوف ترتاح من سبة جديدة تشوه وجه نظامها القمئ أكثر أمام العالم، وتلطخ ملف السلام الذي يضمن لهم الحكم والثروة لمدة خمس سنوات قادمة، تستعد فيها بقوة لخمسين سنة أخري من الحكم، وخاصة أغلب اللاجيئن من جنوب السودان وبياناتهم السياسية تفضح ثنائية إتفاقية السلام التي لا تشمل كل القوي السياسية في جنوب السودان، ومازال الإغتتال قائماً بين بعض الفصائل، وأيضاً يفضحون ملف العودة الطوعية وما طال أهلهم تقتييل وذبح بواسطة"جيش الرب" اليوغندي الذي يمرح طليقاً غير آبه بدعاوي السيادة الوطنية التي يطلقها النظام السوداني في الخرطوم في مواجهة قرار مجلس الأمن رقم 1593 الذي يقضي بتقديم اركانة لمحاكمة دولية .
الرد مع إقتباس