عرض مشاركة مفردة
  #13  
قديم 02-01-2006
mena_hot mena_hot غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: كوكب يســــــLOVEـــــوع
المشاركات: 2,137
mena_hot is on a distinguished road
flower حقيقة الكارثة " الهولوكست "

تجدد الحديث في الفترة الأخيرة عن المحرقة النازية المعروفة ( هولوكست) في ظل وجود شخصيات وأشباه مثقفين من العرب يحاولون إنكارها و وصفها بالخرافة ...

لذلك أقدم الموضوع الكامل وبتفصيل تاريخي كبير لحقيقة الكارثة ( الهولوكست ) مع تفصيل تاريخي موسع لما كانت تشهده أوروبا من أحداث سياسية .

----------------------------------

الكارثة بالعبرية ( شؤآه) هي الفظائع التي حلت بالشعب اليهودي إبان الحكم النازي في أوروبا في الفترة من 30 كانون الثاني عام 1933 عندما أصبح هتلر مستشاراً لألمانيا، وحتى 8 أيار عام 1945 (يوم النصر) عندما انتهت الحرب في أوروبا. خلال هذه الفترة من الزمن، تعرض اليهود في أوروبا إلى اضطهاد قاس ومتزايد، انتهى بقتل 6,000,000 يهودي (بضمنهم 1,5 مليون طفل)، وبإبادة 5,000 جالية يهودية. ويمثل هذا العدد من القتلى ( ثلثي ) يهود أوروبا، و( ثلث ) يهود العالم. ولم يكن اليهود الذين لاقوا حتفهم ضحايا القتال الذي دمر أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، بل انهم كانوا ضحايا محاولة مقصودة ومبرمجة قامت بها ألمانيا لإبادة سكان أوروبا من اليهود تماماً، وهي الخطة التي أطلق عليها هتلر اسم "الحل النهائي" (Endlosung)..

****************

بعد اندحار ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، أُهينت ألمانيا في معاهدة فرساي، حيث اقتطعت المعاهدة أجزاء من الأراضي التي كانت تابعة لها قبل الحرب، وقلّصت قواتها المسلحة بدرجة كبيرة وألزمتها بالاعتراف بأنها المذنبة في شن الحرب، كما فرضت عليها دفع التعويضات لدول الحلفاء. وبعد تحطيم الإمبراطورية الألمانية، تم تشكيل حكومة برلمانية سُمّيت ( جمهورية فايمر ) . وعانت هذه الجمهورية من انعدام الاستقرار الاقتصادي، الذي ازداد تفاقماً خلال فترة الهبوط الاقتصادي في العالم عامة، بعد انهيار البورصة في نيويورك عام 1929. ثم حدث تضخم مالي كبير ومطرد، أعقبته بطالة كبيرة جداً، فأخذت الخلافات الطبقية والسياسية تقوّض أسس الحكومة.

ونجح حزب العمال الألماني، وخاصةً زعيمه أدولف هتلر ، في استغلال هذا الوضع التعيس وما تسبب فيه من بطالة وشعور بالمهانة والضيق. وكان هتلر قد ولد عام 1889 في قرية صغيرة بالنمسا، وحاول في عام 1907 الالتحاق بالأكاديمية النمساوية ( للفنون الجميلة ) !!، ولكنه رُفض. شعر هتلر بأن لقب "الفاشل" يلصق به، فأمضى السنوات الخمس التالية في عيشة ذليلة في فيينا، وأغلب الظن أن كراهيته لليهود تبلورت في هذه السنوات. وإثر نشوب الحرب العالمية الأولى، انخرط في الجيش.
بعد هزيمة ألمانيا انضم إلى حزب العمال الألماني، حيث اكتشف مقدرته الكبيرة في إلقاء الخطب المثيرة. وسرعان ما أصبح زعيماً للحزب، فغير اسمه إلى "الحزب الاشتراكي الوطني" (نازي) . وفي عام 1923 حاول القيام بانقلاب في ميونخ ، ليسيطر بعد ذلك على ألمانيا بكاملها. إلا أن "الانقلاب" فشل، وحكم على هتلر بالسجن. وفي السجن قام بكتابة كتابه المعروف بأفكاره البشعة Mein Kamf (كفاحي) وفصّل فيه برنامجه السياسي. وسرعان ما أطلق سراحه، فاستمر في نشاطه السياسي.

في الثلاثين من كانون الثاني قام الرئيس ( بول فون هندنبورغ ) بتعيين هتلر مستشاراً لألمانيا، بعد أن حصل الحزب النازي على نسبة هامة من الأصوات في انتخابات عام 1932. وقام النازيون بالتحريض على الصدامات مع الشيوعيين، الذين كان الكثيرون يشكون في أنهم يعرقلون خطوات الحكومة، بواسطة المظاهرات. كما أداروا حملة دعائية شريرة ضد الخصوم السياسيين للحزب النازي، وضد حكومة فايمر الضعيفة، وضد اليهود الذين نسب إليهم التسبب في مشاكل ألمانيا المختلفة.

كانت اللا سامية، أو كراهية اليهود، موجودة في ألمانيا وفي دول أوروبية أخرى طوال مئات السنين، إذ كانت تغذيها عقائد مسيحية غير سليمة لدى البعض ، وتعززها نظريات اجتماعية واقتصادية وسياسية معينة. إلا أن اللا سامية الجديدة التي تبناها هتلر كانت تستند إلى العرقية، وتؤكد أن اليهود يتوارثون "دماً شريراً". وكانت هذه اللا سامية العرقية أداة قوية في الدعاية السياسية لهتلر.

كانت الصحيفة الأسبوعية النازية "دير شتيرمر" (المهاجم) أداة رئيسية في خدمة الهجمة الدعائية النازية. ففي أسفل الصفحة الأولى من كل عدد كانت الصحيفة تعلن، بأحرف سميكة: "اليهود هم حظنا السيء". وكانت "دير شتيرمر" تنشر رسومات كاريكاتيرية يظهر فيها اليهود معقوفي الأنوف وشبيهين بالقرود. وكان تأثير هذه الصحيفة بعيد المدى: ففي عام 1938 كانت الصحيفة توزع نصف مليون نسخة أسبوعياً.

بعد أن أصبح هتلر مستشاراً لألمانيا، دعا فوراً لانتخابات جديدة، لغرض السيطرة التامة على البرلمان الألماني "الرايخستاج". وقام النازيون باستعمال الجهاز الحكومي لإرهاب الأحزاب الأخرى، فاعتقلوا قادة هذه الأحزاب ومنعوا اجتماعاتها السياسية. ثم، وفي خضم الحملة الانتخابية، أحرقت بناية الرايخستاج في 27 شباط عام 1933. وتم اعتقال مواطن هولندي اسمه ( مارينوس فان ديرلوبيه ) بتهمة حرق البناية، وأقسم هذا بأنه تصرف لوحده. ورغم أن الكثيرين شكوا في أن النازيين كانوا مسؤولين عن العملية، فقد نجح النازيون في إلقاء اللوم على الشيوعيين، فحصلوا على المزيد من أصوات الناخبين.

.
الرد مع إقتباس