عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 06-09-2003
pavnoti pavnoti غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: canada
المشاركات: 315
pavnoti is on a distinguished road
part 2

تفاقم المشكلة القبطية:
وقد زادت مرارة الأقباط واشتدت في عهد أنور السادات، فمنذ بداية حكمه، تصاعد النشاط الديني للقوى السلفية المسلمة في مصر، في مقدمتهم(الإخوان المسلمين) واشتد مسلسل الاعتداءات على الأقباط ووقوف السلطات المصرية وانحيازها التام إلى جانب المعتدين المتطرفين من الإسلاميين. وقد بلغ نشاط هذه القوى السلفية بإعلان السادات في آب 1977، عزم السلطة على إصدار قانون الردة، الذي يعاقب كل مرتد عن الإسلام بالإعدام. وهنا شعر الأقباط أنهم مهددون بالرجوع إلى وضع أهل الذمة فتحركوا. وفي 5-9-1977، بناء على نداء من البابا شنودة الثالث، بدأ الأقباط صياماً (وهو تقليد ديني قديم عند الأقباط والمسيحيين عامة، يلجئون إليه عندما يواجهون محنة شديدة)، استمر الصوم خمسة أيام، ( وهو شكل من أشكال الإضراب عن الطعام) احتجاجاً على القوانين الإسلامية التي تدرس الحكومة المصرية تطبيقها والتي، كما صرح مصدر مسئول في المقر البابوي في القاهرة، ((تهدد المسيحيين في مجال المحافظة على دينهم))، واستمر مجمع الأساقفة الأقباط في حالة انعقاد دائم خلال فترة الصيام. وأعلن البابا شنودة(( إن مشروع قانون الردة يتنافى مع الدستور وينتهك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)) لأنه يستبعد أي عقيدة أخرى غير الإسلام، وبعد الضغوط والمفاوضات تتراجع السلطة المصرية،وفي 12-9-1977 زار ممدوح سالم، رئيس مجلس الوزراء المصري، البابا شنودة في مقره البابوي ويقدم له ضمانات رسمية بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية.
وفي بداية السبعينات تفاقمت مشكلة(الأقباط) وتأزمت كثيراً وهددت بإشعال حرب طائفية بين الأقباط والمسلمين في عام 1972 ثم 1977م حيث وقعت اشتباكات مسلحة بين المسلمين والأقباط وتم حرق كنيسة قبطية في إحدى قرى الفيوم دفعت السادات للاعتراف بأن مصر تعاني من أزمة طائفية متفجرة في خطابه بتاريخ 28-9- 1977وكانت هذه أول مرة يعترف بها رئيس مصري بوقوع أحداث طائفية في مصر.وفي أيار عام 1980 وبضغط من الإخوان المسلمين المدعومين من منظمات ودول إسلامية،أعلن رسمياً بأن الشريعة الإسلامية هي مصدر القانون والتشريع المصري، مما يعني أسلمة المجتمع المصري. ولم يحدث أن تعرض بابا الأقباط للضغط والابتزاز في تاريخ الكنيسة القبطية إلا مرتين، الأولى على يد قوات الاحتلال البريطاني والثانية في عهد الرئيس( أنور السادات)، الذي تهم قداسته بتحريض أقباط أميركا على التظاهر والاحتجاج على سياسة مصر اتجاه الأقباط، أثناء زيارته إلى واشنطن وعلى أثرها قرر السادات خلع البابا (شنودة) في أيلول 1981 ونفيه إلى دير في الصحراء المصرية، وهنا تساوى الحاكم الوطني مع جيش الاحتلال في موقفهم من الأقباط. هذا ومازال الأقباط في مصر، كأقلية قومية ودينية، تعاني من اضطهاد مزدوج بسبب سياسية التمييز الديني والقومي التي تمارس بحقهم، من قبل الدولة والمجتمع معاً. ويتعرض الأقباط من حين لآخر لممارسات عدائية وأعمال عنف وإرهاب وخطف الفتيات القبطيات، من قبل المتطرفين الإسلاميين وغالباً تغض الدول النظر عن هذه الاعتداءات ويقع الأقباط ضحية المساومات السياسية بين النظام و المتشددين الإسلاميين، لهذا يسيطر اليوم على الأقباط في مصر حالة من الشعور بالاستلاب والاغتراب الوطني داخل وطنهم (مصر)، وما أصعب أن يشعر الإنسان بالغبن والدونية وبالغربة داخل وطنه.
الرد مع إقتباس