عرض مشاركة مفردة
  #28  
قديم 08-01-2006
الصورة الرمزية لـ elasmar99
elasmar99 elasmar99 غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: Germany
المشاركات: 3,390
elasmar99 is on a distinguished road
قفل القنصلية المصرية لأ يكفي للتعبير عن رفض شعب جنوب السودان لمجزرة اللاجئين؛ بقلم/ ذيو بول شبيت.
سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
1/1/2006 2:05 م

يجب طرد القنصل المصري من جوبا و قفل القنصلية نهائياً!

بقلم/ ذيو بول شبيت.
بعد الموقف السلبي الذي إتخذته حكومة الخرطوم تجاه المجزرة البشعة التي نفذته جهاز الأمن المصري على اللاجئين السودانيين في القاهرة، و راحت ضحيتها أكثر من 56 سودانياً (حتى الآن على حسب تقرير صوت اللاجئين بالقاهرة)، كان بديهياً أن تتجه الأنظار صوب جوبا حيث مقر حكومة جنوب السودان ذلك لأن معظم هولاء اللاجئين من مواطني الجنوب و إقليم دارفور. و بالطبيعة جاءت رد حكومة الجنوب بأن إستدعت وزارة التعاون الدولي (بحكومة الجنوب) القنصل المصري و أبلغته بقرار الحكومة بقفل القنصلية المصرية في الجنوب و سحب ممثل حكومة الجنوب من القاهرة.
بالرغم من أن العلاقات الدبلوماسية تقوم أساساً بين الحكومات، إلا أن هذه العلاقات تُبنى على مصالح تلك الشعوب و المنافع المشتركة لها. أما علاقة السودان بمصر فقد قامت في الواقع على أساس مصالح مصر في السودان و المتمثلة في مصلحة مصر من الإستفادة القصوى من مياه النيل و لذلك نشأت مصطلحات هذه العلاقة على شاكلة أشقاء وادي النيل و ما شابه ذلك من مصطلحات مبهمة لأ تهم السودان و مصالح شعبها لأ من قريب أو بعيد.
و الأهم من ذلك هو موقف الحكومة المصرية إبان حرب التحرير؛ فقد كان موقف المصريين منهازاً لكل حكومات الخرطوم و كان نتاج ذلك مجموعة إتفاقات (مبهمة) بدايةً بإتفاقية الدفاع المشترك و التي كانت الهدف منها دعم المصريين عسكرياً لحكومات الخرطوم ضد ثوار الجيش الشعبي لتحرير السودان و أخيراً إتفاقية ما يسمى بالحريات الأربعة التي وقعتها حكومة الجبهة الإسلامية مع مصر قبيل تكوين الحكومة المشتركة مع الحركة الشعبية لتحرير السودان. و إذا نظرنا بتمعن للإتفاقية الأخيرة و المعروفة بالحريات الأربعة، فنجدها تستهدف الجنوب على المدى البعيد و ذلك لأن هذه الإتفاقية ما هي إلا إستراتيجية ستعمل من خلالها حكومة الجبهة الإسلامية لبيع أكبر مساحة ممكنة من آراضي الجنوب للمصريين أثناء الفترة الإنتقالية أملاً في ضمان سيطرة المصريين على أجزاء حيوية من الجنوب إذا ما إنفصلت الجنوب في نهاية الفترة الإنتقالية – كما تتوقع الجبهة الإسلامية! و كان ذلك واضحاً من إصرار حزب المؤتمر جناح عمر البشير و إلحاها بعدم مضي الحركة الشعبية لتحرير السودان في تنفيذ قرارها بإنشاء وزارةً للأراضي ضمن وزارات حكومة الجنوب. و كان موقف الرئيس سلفا كير واضحاً في مسألة الإتفاقات التي وقعتها حكومة الجبهة مع المصريين قبيل إشتراك الحركة الشعبية في حكومة الخرطوم – و ذلك بأن الحركة الشعبية (وحكومة جنوب السودان) ليست جزءاً من أي إتفاق و قعتها حكومة الخرطوم مع الإدارة المصرية. فهل كانت قيادة الحركة صائبة في مواقفها؟ و ما هي مصلحة جنوب السودان في الإتحاد مع مصر أو حتى تأمين علاقة دبلوماسية متميزة معها في المستقبل؟
أولاً، مصلحة شعب جنوب السودان في العلاقة مع مصر:
الكل يعلم أن مصر كانت من أشد الدول معارضةً لحصول شعب جنوب السودان و المناطق المهمشة الأخرى على حقهم في تقرير مصيرهم بعد الفترة الإنتقالية بموجب إتفاقية نيفاشا للسلام الشامل؛ و كان موقف الحكومة المصرية رافضاً للإتفاق متزرعاً بحرصها على الوحدة الوطنية السودانية و معارضتها على قيام دولةً مستقلة في جنوب السودان حرصاً منها على السيطرة الكاملة على النيل. هذا يعني (بالبلدي) رفض و معارضة مصر لإستغلال الجنوب لمياه النيل لفائدة إنسانها في الزراعة و الكهرباء و الرعي ...إلخ. و إستقلال الجنوب و شعبها من بطش حكومات الخرطوم و ظلمها الممنهج على مر خمسين سنة هي عمر إستقلال السودان من الإستعمار المصري – الإنجليزي! كما يعني ذلك دعم مصر (اللا محدود) لإستراتيجية حكومات الخرطوم – و بصفة خاصة – حكومة الجبهة الإسلامية العنصرية الهادفة لأسلمة و إستعراب شعب جنوب السودان تنفيذاً لسياسة ما تسمى بجامعة الدول العربية و المنظمات الإسلامية المتطرفة في أسلمة القارة الإفريقية و إستعرابها. و قد عملت مصر بإجتهاد على إفشال مفاوضات السلام السودانية التي رعتها منظمة الإيقاد و ذلك بخلق مبادارات و همية لحل المشكلة السودانية، و بعد أن أيقنت من فشل تلك المبادرة المشؤومة إبتدعت قصة العلاقات مع الجنوب و فتح قنصليتها في جوبا و الإعلان بفتح جامعة الإسكندرية بجوبا (على غرار جامعة القاهرة فرع الخرطوم) لتنفيذ سياسة تعريب الجنوب و القيام بها نيابةً عن الجبهة الإسلامية!
ثانياً: موقف حكومة جنوب السودان تجاه مجزرة القاهرة:
لأ بد من الإشادة بالموقف الشجاع الذي إتخذته حكومة جنوب السودان من إستداعها للقنصل المصري و قفل القنصلية المصرية بجوبا و تجميد النشاط الدبلوماسي لممثل حكومة الجنوب بالقاهرة لحين إشعار آخر. ففي الحقيقة، الجنوب و إنسانها لأ تحتاج لأي نوع من العلاقات مع من وقفوا يوماً ضد حقوقها الشرعية في التحرير من العبودية و الإستقلال التام! كيف نحتفظ بعلاقات مع من قتل و يقتل شعبنا الذي أجبرته حكومة الخرطوم العنصرية للجؤ عبر مصر بعد أن عمل كل ما بوسعها لإبادتهم و منعهم من اللجؤ إلى الدول الشقيقة لهم مثل يوغندا و إثيوبيا و إرتريا! لماذا نحتفظ بعلاقة مع من يصفوننا بالقرود و يحتقروننا للون الذي خلقنا الله به! فليذهب القنصل المصري من جوبا من غير رجعة، و ليقفل القنصلية المصرية أبوابها للأبد، و لتذهب علاقات وادي النيل المزعومة إلى الجهيم غير مأسوف عليها؛ و المجد و الخلود لشهدائنا الأبرار.
الرد مع إقتباس