عرض مشاركة مفردة
  #12  
قديم 10-01-2006
2ana 7or 2ana 7or غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 745
2ana 7or is on a distinguished road
تكملة ......

جمعنى أكثر من مرة حوارات تليفزيونية مع قيادات الأخوان المسلمين وعلى الفور أدركت أننا من عالمين مختلفين ونتحدث من أرضيتين متباينتين، هم يتحدثون من أرضية دينية ونحن نتحدث من أرضية مدنية، ولكن الغريب هم يحاولون فرض علينا نوع من الخداع البصري بأننا نقف معا على أرضية مدنية بكثير من الألفاظ الغامضة والطروحات التضليلية، ما أن تناقشهم في تفصيلاتها حتى تدرك أرضيتهم الدينية. الأخوان المسلمون مثل الزئبق لا يمكن الإمساك به، فهناك التلاعب بالالفاظ ، وهناك التقية، وهناك الأقوال المتناقضة، واللغة المزدوجة، والغموض. هم مثلهم مثل التراث الأسلامى تجد فيه كل شئ عند الحاجة. ولديهم بضاعة جاهزة لكل الزبائن، للامريكان والغرب، وللأقباط، وللمراة، وللبراليين، و لاسامة بن لادن والظواهرى، فحتى الآن يرفضون إدانة كتابات سيد قطب منظر العنف والارهاب.
في نفس الوقت للأقباط مخاوف خاصة من الأخوان

فأولاً: هناك تصريحات اخوانية عنصرية طائفية ضد الأقباط.
● هناك الفتوى الشهيرة التي نشرتها مجلة الدعوة لسان حال الأخوان المسلمين في ديسمبر 1980 بعدم شرعية بناء أي كنائس جديدة في مصر، وصاحبها محمد الخطيب مازال عضو في مكتب الإرشاد للجماعة حتى كتابة هذه السطور. والأخوان يرفضون حتى هذه اللحظة الأقرار بخطأ هذه الفتوي.
● هناك فتوي مصطفي مشهور" بأن مرجعية الحكم هو الشريعة الإسلامية، وأن على الأقباط أن يدفعوا الجزية بديلا عن إلتحاقهم بالجيش حتى لا ينحازوا إلى صف الأعداء عند محاربة دولة مسيحية" (الأهرام ويكلي 13 إبريل 1997)، وتراجع بعد ذلك تكتيكياعنها ولكنه لم ينكر صحتها، بالضبط مثل ما حدث مع محمد عاكف في 22 ديسمبر 2005 حينما أنكر الهولوكوست وتراجع تكتيكيا ولكنه لم يعتذر ولم ينكر.
● في تصريح لمحمد حبيب لصحيفة الزمان يقول "نحن جماعة الأخوان نرفض أي دستور يقوم على القوانيين المدنية العلمانية، وعليه لا يمكن للأقباط أن يشكلوا كيانا سياسيا في هذه البلاد. وحين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم في مصر فإنها سوف تبدل الدستور الحالي، بدستور إسلامي، يحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أي مناصب عليا، سواء في الدولة أو القوات المسلحة، لأن هذه الحقوق ستكون قاصرة على المسلمين دون سواهم، وإذا قرر المصريون إنتخاب قبطي للمنصب الرئاسي، فأننا سوف نسجل أعتراضا على خطوة كهذه باعتبار أن ذلك خيارنا نحن". (صحيفة الزمان 17 مايو 2005). وقال أيضا "أن الأقباط سيكونون خاضعين للشريعة الإسلامية مع بقية المصريين" (مني الطحاوي الشرق الأوسط 18 أغسطس 2005)، وبعد الهجوم على هذه التصريحات كتب محمد حبيب مقالة في الشرق الأوسط " تتلخص نظرتنا للأقباط على أنهم مواطنون لهم كافة حقوق المواطنة، ويترتب على ذلك حقهم الكامل في تولي الوظائف العامة ما عدا رئيس الدولة" (الشرق الأوسط 27 نوفمبر 2005).
والخطر في هذا الكلام هو تفسيره، فحرمانهم من الترشيح للرئاسة ينبع من كونه ولاية كبري ولا ولاية لغير المسلم على المسلم بما ينسف فكرة المواطنة من أساسها،فمن المسلم به صعوبة وصول قبطى لرئاسة مصر ولكن المشكلة أن يستمد هذا المنع من تأصيلات دينية وليس انعكاسا لواقعية سياسية. والحقيقة أن تراجع حبيب هو تراجع تكتيكي أيضا لأنه لو أخذنا بفكرة الولاية ، فأنها تنطبق على كافة المناصب العليا وليس رئيس الجمهورية كما كتبت من قبل نعمات أحمد فؤاد "الذين يهولون من شأن عدم تعيين مسيحي محافظ ينسون أن المحافظ في محافظته هو حاكم الأقليم نيابة عن رئيس الجمهورية الذي هو حاكم مصر والقياس طبيعي .. والحيثيات واحدة" (الأهرام 4 أغسطس 1992) . ولهذا يقول ميلاد حنا "سوف يستخدم الأخوان منهج التقية وينادون بأن المواطنة هي نهجهم ، ولكنني أعرف أن منطق المذهب أقوي من مقاصد صاحب المذهب" (الشرق الأوسط 27 نوفمبر 2005).

● في حوار لسامح فوزي مع مأمون الهضيبي عام 95، سأله: هل الأقباط مواطنون أم أهل ذمة، فأجاب : الأثنان. قال له أريد عبارة أكثر تحديدا . قال بوضوح "هم أهل ذمة (جريدة الحياة 30 نوفمبر 2005).

ثانيا: المشكلة في الأخوان المسلمين ليس فيما يقولوه فقط، وإنما ما لم يقولوه، ففي وثيقتهم الوحيدة عن الإصلاح لم يتطرقوا إلى موضوع المواطنة من أساسه، ويرفضون الدخول في تفاصيل عن أي شيء سوي كلام عام. فمثلا في رؤية الاخوان للحكم يقول محمد حبيب "الانفتاح على الحكومات العربية والإسلامية وأن يكون هناك تعاون وتكافل في شتي المجالات الاقتصادية والثقافية والإعلامية والدفاعية" (الشرق الأوسط 27 نوفمبر 2005)، وهو هنا تجنب الحديث عن ماذا عن علاقات مصر الدولية، وعلاقتها بإسرائيل مثلا. وقس على ذلك تفاصيل أهم القضايا لم يتطرقوا إليها، فالجماعة تصر على إخفاء ما يجب أن يكشف من تفصيلات وأدبيا وسياسيا.

ثالثا: خطاب الأخوان خطاب ديني استعلائي، دائما هناك الآخر الديني المختلف وحتى كلمة مسيحى يستبدلونها بكلمة ******، ويستخدمون الألفاظ الجارحة للمسيحيين مثل حرب صليبية، الكفار، نصرة أمة الإسلام، تجييش المسلمين كما ذكر حسن البنا بما في ذلك قتال أهل الكتاب كما ذكر نصا حسن البنا "وجوب قتل أهل الكتاب، وأن الله يضاعف أجر من قاتلهم" وعن توظيفهم "لا بأس بأن تستعين بغير المسلمين عند الضرورة وفي غير مناصب الولاية العامة". (مجموعة رسائل حسن البنا الطبعة الشرعية 1990 ص 280، ص 394 ، أنظر سمير مرقص شفاف الشرق الأوسط 24 ديسمبر 2005)
وحتى عندما يتحننوا علينا يقولون ( لهم ما لنا وعليهم ما علينا) دون أي تفسير حقيقي لهذه العبارة الغامضة الأخرى. إن التعايش المشترك المبني على المساواة على قاعدة المواطنة لا يستقيم وفرض مرجعية الأغلبية الدينية على الأقلية، وفي حالة فرض مرجعية إسلامية تنسف فكرة المواطنة ونكون إزاء وضع الذمية.

رابعا: حتى تعداد الأقباط، هناك إتفاق بين كل الأخوان المسلمين وحلفاءهم على ذكر رقم 6% تعدادا للإقباط، رغم ما صرحت به الحكومة على لسان أسامة الباز مؤخرا إنهم 5ر12% وكتاب حكوميون ذكروا أنهم 15 مليون أى 20%. في الوقت ذاته يقول الأخوان أن شيعة العراق 30%من تعداد السكان، رغم علم الجميع أنهم من 50-60%( منى الطحاوى الشرق الاوسط 8 اغسطس 2005 )، وهكذا إنكار النسب الحقيقية هي من وسائل الأخوان لإنكار حقوق خصومهم وهم في هذا أسوأ من النظام المصري الحالي.

وآخيرا: ما فعلته الليبرالية المصرية والديموقراطية، والجماعة الوطنية هو "الإندماج الوطني" لكل عناصر المجتمع، وما يسعي إليه الاخوان بالنسبة للأقباط هو "الذوبان الديني"، وهناك فرق شاسع بين الإندماج الوطني والذوبان الديني. التأسلم هو العدو الأول للإندماج الوطني وهو يصب في خانة الذوبان الديني للأقلية القبطية بما في ذلك التخلي التدرييجى عن دينها، وعند الحد الأدني الذوبان في الثقافة والهوية الدينية ، ولذلك فإن حسن البنا وأتباعه أفسدوا جهود الجماعة الوطنية. ولذلك فإن الجماعة دائمة المدح في الأقباط الذين يقبلون فكرة الذوبان الديني مثل رفيق حبيب المنظر لدعوة الأقباط لهذا الذوبان، وجمال أسعد الذي ترشح في مجلس الشعب تحت شعار "الإسلام هو الحل"، وهاني لبيب الذي قبل عضوية حزب العمل تحت نفس الشعار ويقدم كتبه المبسطة طارق البشري وسليم العوا.. هذا هو النموذج القبطي المثالي عند جماعة الأخوان المسلمين والذين يشيدون دائما به.

الأقباط دفعوا أكبر عدد من الشهداء في تاريخ المسيحية بأكملها من آجل مقاومة هذا الذوبان الديني. وبالتالي ليس هناك مجال للحوار حول دولة بمرجعية دينية، وأبجديات الحوار حول دولة مدنية بمرجعية مدنية، فمن غير المقبول أن نقبل العيش بقواعد مضى عليها اكثر من 1400 عام وتتناقض كليا مع الحضارة الحديثة.الحلول التوافقية مرفوضة فى هذه الحالة، إذا قبلوا أسس العالم المعاصر أهلا بهم أما نحن فنرفض العودة إلى كابوس هذا الماضى المظلم.

سنحارب الدولة الدينية التي سوف تنسف مواطنتنا. وإذا رغب النظام الحالي أن يكسب كل الأقباط وأنصار المجتمع المدني ويسحب البساط من تحت ارجل الاخوان المسلمين فليعمل على تغيير الدستور لتصبح مرجعية الدولة مدنية خالصة، وبخلاف ذلك سنظل نحارب الفاشية الحالية المتمثلة في النظام العسكري الديني الحالي والدولة الإسلامية الظلامية القادمة.
ولك الله يا مصر......

لا و الف لا للدولة الدينية و الحكومات المتأسلمة ... لا للعنصرية ... لا للفاشية ...
الرد مع إقتباس