التسخين يبدأ !
د. محمد يحيى : بتاريخ 21 - 1 - 2006
ضرب حزب الوفد بهذا الشكل السافر والمخطط يدل عل أن التسخين لمخطط التوريث قد بدأ بشكل سافر لا سيما مع عملية إعادة إبراز الوريث على الساحة. والواقع أن ضرب حزب الوفد لابد أن يخضع للتأمل فقد سبق الانقسام الأخير إلحاح إعلامي من كتاب النظام على ضرورة ما أسموه بإصلاح حزب الوفد لكي يكون حزبا ليبراليا بحق وحقيق حسب مفهومهم لليبرالية التي لا تعني سوى العلمانية ومعاداة الإسلامية والتوجه الكامل للغرب والتبعية للعولمة ولأمريكا والرأسمالية الشرسة. وكان من الغريب اللافت للنظر أن يتفرغ كاتب مثل مكرم محمد أحمد في الأهرام لمتابعة الوفد من موقع المشفق المسكين الذي يتمنى الخير للحزب في ورطته ومشاركة آخرين في هذا المسعى المشكور وهم جميعا لم يعرف عنهم أي اهتمام أو تأييد للحرية أو الإصلاح اللهم إلا بالمعنى الرسمي للإصلاح وهو التوريث. وبعد أن قام هؤلاء الحكوميون بالتمهيد لضرب حزب الوفد جاءت الضربة التي كان من الغريب أن تأتي من جانب بعض من ربطتهم أنباء صحفية بحزب الوراثة الجديد المزمع إنشاؤه ربما تحت مسمى حزب المستقبل بعد أن أصبح المستقبل هو الاسم الحركي لعملية التوريث ولمجموعة الوراثة. ومن الواضح أن هؤلاء الأشخاص سوف يقتصر دورهم على إحداث الانشقاق داخل الوفد لكي يصدر قرار رسمي بتجميده أو حتى حله ثم يبادروا بعد ذلك بالهرولة للانضمام لحزب الوراثة ليمنحوه بركتهم باعتبار أنهم ليبراليون قد أتوا ليباركوا نجم الليبرالية الساطع. وبالطبع فإن هدم الوفد قد جاء لإخلاء الطريق أمام الحزب الجديد الذي يريد أن يظهر على الساحة باعتباره الممثل الوحيد والأوحد للديانة الليبرالية في أرض جمهورية مصر العربية وهو ما لم يتحقق في ظل وجود الوفد صاحب السمعة الليبرالية وبعد ضرب الوفد سوف يتم ضرب الحزب الوطني نفسه وإخلاء الساحة منه عن طريق الهرولة المحسوبة والمحددة إلى الحزب الجديد. وهكذا تتزامن هذه التطورات مع حبس الإخوان في ما يسمى بالبرلمان وهو بلا أي معنى أو سلطة وضرب الحزب الناصري والتضييق على حركة كفاية وحزب الكرامة والتيار الإسلامي لكي نجد أنفسنا أمام عملية مسح شامل للساحة السياسية حتى يبقى فيها وحده حزب التوريث وسط مباركة أمريكية ربما يكون قد تم شراؤها من السيد المحترم تشيني لقاء شئ سوف يكشف عنه عما قريب.
http://www.almesryoon.com/ShowDetail...D=10668&Page=1
آخر تعديل بواسطة الأصلاح ، 22-01-2006 الساعة 08:11 AM
|