ھ الشذوذ يعتبر خطية بالفعل؟
ھھ نعم يعتبر خطية مزدوجة لأنه عبارة عن خطية زنا بالإضافة إلي خطية شذوذ، أي أنه يحمل خطيتين في آن واحد، وأيضا يحمل قدوة سيئة وانهيارا في أخلاقيات المجتمع ثم هو أمر ضد الأسرة وتكوينها الطبيعي وضد الأخلاق العامة وضد تعاليم الكتاب المقدس.
ھ رغم سياسة الاغتيال التي تقودها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية والإبادة الجماعية وهدم البيوت لم يïحرك المجتمع الدولي ساكنا بل رأينا أمريكا نفسها أكبر داعم لإسرائيل فلم تïدن أية عملية وإنما اعتبرت ما تقوم به إسرائيل حربا ضد الإرهاب؟.
ھھ أمريكا أدانت عملية اغتيال إسماعيل أبو شنب أحد كبار قيادات حماس البارزين الذي اغتالته إسرائيل في الحادي والعشرين من الشهر الماضي، كما أدانت محاولة اغتيال أحمد ياسين وإسماعيل هنية في السادس من الشهر الحالي .. ولكن مجرد الإدانة بلا عقوبة تكون مجرد كلام، والعجيب استمرار إسرائيل في موضوع الاغتيالات واصرارها علي المضي قدما في بناء الجدار العنصري العازل بحيث إن كل هذه الأمور كانت تحدث بعد هدنة وبعد اتفاقية لم تدم طويلا وانتهكتها إسرائيل منذ بدايتها .. وكان من الطبيعي ان يكون لها ردود فعل، ولكن ما حدث أن حماس كانت تهدد فقط بالانتقام فتبادر إسرائيل بالرد علي هذا التهديد باغتيال مزيد من الفلسطينيين بدعوي أنها معرضة للخطر من جراء هذه التهديدات حتي ولو لم يترجم التهديد إلي عمليات علي أرض الواقع، وكان أن أعلنت الفصائل الفلسطينية الهدنة وجرت محاولة للصلح لكن لم تتجاوب إسرائيل معها الأمر الذي اضطر أبو مازن معه للاستقالة وشرع أحمد قريع في تشكيل حكومة جديدة.
ھ هل يمكن أن تقع في نفس المطب؟
ھھ هذا جائز جدا خاصة أنها ستكون محرجة ما بين شعورها الوطني وما بين اغتيالات إسرائيل وتهجماتها وممارساتها القمعية، فهذا الموضوع لم يوضع له حل علي الاطلاق ولا ندري إلي أين يقود هذا الجو السياسي كما لا ندري أين توجد خريطة الطريق التي يتحدثون عنها.
ھ خريطة الطريق ترنحت بعد الصفعات والضربات التي وجهتها إسرائيل لعملية السلام، وعلي حين وعد بوش بإنشاء الدولة الفلسطينية نسفت إسرائيل الدولة باقامة الجدار الفاصل وتكثيف الاستيطان ومصادرة الأراضي، فأين هي الدولة؟
ھھ ولا تنسي قتل القيادات وهذا هو الأخطر لأن تدمير البني التحتية من الجائز أن يعقبه إعمار فلسطين، إن مشكلة الشرق الأوسط والنزاع بين الفلسطينيين واليهود لم يحل ولم تقدم له حلول عملية علي الاطلاق، حتي في الوقت الذي رضي فيه قادة فلسطين أن يمتنعوا عن القتال وأعلنوا الهدنة لأكثر من ستة أسابيع استمرت إسرائيل في اعتداءاتها .. ورغم ذلك حاول الفلسطينيون الالتزام بسياسة ضبط النفس ولم يردوا علي الاعتداءات المتتالية.
ھ إسرائيل لم تعترف أصلا بالهدنة وكل ما فعلته أنها مضت في ممارساتها غير عابئة بالمجتمع الدولي ولا بالمنظمة الدولية بعد أن همشتها أمريكا وأخضعتها لها؟
ھھ ماذا تقترحين للخروج من هذا الاستعصاء؟
ھ أنا أتحدث مع رأس الحكمة قداسة البابا شنودة كي يقول لنا ماذا يمكن لنا فعله؟
ھھ الموضوع في أيدي رجال السياسة وليس رجال الدين.
ھ رجال الدين لديهم حكمة من الممكن اعمالها كعنصر إفاقة وتنبيه؟
ھھ ومن قال ان العالم يسير بالحكمة .. هناك مشكلة التنازع الفكري حول حقوق كل طرف في هذه القضية، وكل طرف يدعي لنفسه حقوقا لا يقبلها الطرف الآخر فماذا تكون النتيجة؟ إن الذي يفصل في الأمر ويحسمه ويتحكم فيه هي القوة وليست الحكمة وليست السياسة، القوة هي الفيصل.
ھ وأين معايير العدل والانصاف واعطاء الحق لأصحابه؟ وأين الحقيقة في أن الاحتلال هو المتسبب في كل هذه الأزمات مجتمعة؟
ھھ إعطاء الحق إلي أصحابه . كلمة الحق تحتاج لتفسير وكلمة أصحابه تحتاج إلي مناقشة .. العبارة جميلة نقولها ونرددها بينما يقول كل طرف إن الحق في جانبي.
ھ المعول في الحكم هنا هو التاريخ الذي يؤكد أن الأرض للفلسطينيين؟
ھھ التاريخ يقول إن أوربا كلها كانت خاضعة للدولة الرومانية وتفككت ويتحدث عن الدولة العثمانية وتفككت، والتاريخ يتحدث عن عهد صلاح الدين وانتهي هذا أيضا وأصبح التاريخ عبارة عن ذكريات وليس أحكاما .. يعني ننام ونحلم أحلاما سعيدة بماض يختلف عن الحاضر يسميه الناس التاريخ.
ھ وسط المعمعة الحادثة الآن هل ثمة بارقة أمل في قيام دولة فلسطينية رغم أن كل ما يحدث ينسف فكرة الدولة من أساسها لاسيما بعد أن سيطرت إسرائيل علي الضفة كاملة وفي سبيلها للسيطرة علي غزة أيضا في الوقت المناسب وفقا لما قاله شاؤول موفاز وزير الدفاع الإسرائيلي مؤخرا؟
ھھ عبارة دولة فلسطينية تحتاج إلي تعريف definition وتحديد لطبيعة هذه الدولة وحدودها وقدرتها علي أن يكون لها جيش وسيادة وقوة مسلحة معترف بها، وهل تكون دولة خاضعة لغيرها أم دولة قائمة بذاتها؟ وهل تكون خاضعة لشروط سياسية معينة أم لا شروط علي الاطلاق، لكن عبارة دولة فلسطينية عبارة قد يعزي الناس أنفسهم بها دون أن يدخلوا إلي عمقها وحقيقتها، وإني أتساءل إذا كان زعيم هذه الدولة محاصرا وشبه معتقل و مهددا بالطرد من البلاد فما معني تكوين دولة؟!
ھ قرار إسرائيل بطرد عرفات جاء رد فعل لما قاله البيت الأبيض من أن عرفات جزء من المشكلة وليس جزءا من الحل وعليه يجب التخلص منه وهو نفس المنطوق الذي ردده ساسة إسرائيل ومن ثم اتخذوا هذا القرار؟
ھھ عرفات يمثل رمزا في التاريخ الفلسطيني وفي السعي وراء تكوين دولة فلسطينية ورغم أنه تنازل كثيرا في أوقات عديدة إلا أن الضغوط تمارس عليه باستمرار ويطالب بمزيد من التنازلات أو يجري طرده .. ولا شك أن قرار إسرائيل هذا هو تجاوز لكل الأطر الدولية ويزيد الأمور تفاقما، عرفات هو الرئيس الشرعي المنتخب وهو عنصر أساسي لتحقيق الاستقرار ،وطرده سيفجر العنف في المنطقة كما قال الرئيس مبارك.
ھ جري وصم المقاومة بالإرهاب رغم أنها رد فعل علي الاحتلال الذي أوجد المقاومة وليس العكس، ورغم ذلك خلطت أمريكا الأوراق عندما أطلقت علي الاحتلال الاسرائيلي وممارساته دفاعا عن النفس وأطلقت علي المقاومة صفة الإرهاب وطالبت باستئصالها والقضاء علي بنيتها التحتية؟
ھھ من حق كل شعب أن يقاوم دفاعا عن كيانه ووجوده، لكن المهم أسلوب هذه المقاومة وهل هو مقبول أم لا؟ وهل له ردود فعل شديدة أم لا؟ يمكن أن يقولوا من حقك أن تقاوم ولكن ما هو الاسلوب الذي تقاوم به.
ھ إذا كان الخصم يمارس الاغتيال العشوائي والإبادة الجماعية ويحاصر الشعب بالكامل وأوصل الفلسطينيين إلي حالة من اليأس والإحباط فماذا تراهم يفعلون؟
ھھ طبعا المقاومة تكون مقاومة للسلطة ولكن يجب الا تكون عشوائية لو تركزت علي مقاومة سلطة الخصم لن يلومها أحد.
ھ مقاومة السلطة شبه مستحيلة علي أساس أنها مدججة بالحرس والسلاح والنفوذ وبالتالي كيف يمكن للفلسطيني شبه الأعزل مقاومة السلطة هنا؟
ھھ نعود إلي نقطة البدء. إسرائيل شرعت في تكوين ذاتها وتكوين علاقات سياسية لها مع الخارج. لعل في بداية تلك العلاقات السياسية وعد بلفور الذي حصلت عليه عام 1917 من خلال علاقتها بإنجلترا. ثم هناك سياستها داخل أمريكا كونت لها قوة في الصحافة والاقتصاد والإعلام عموما واللوبي اليهودي وعبر اتصالاتها بالكونجرس ومجلس الشيوخ بينما العرب لم يقوموا بشيء من هذا. وجاء الوقت الذي أصبحت فيه إسرائيل تعلن نفسها وتجني ثمار علاقاتها وسياساتها بينما العرب لم يفعلوا شيئا من هذا.
ھ يجب أن نأخذ في الاعتبار الدعم الأمريكي فهو عامل رئيسي في الموضوع. انحياز أمريكا لإسرائيل يïضفي عليها الحماية ويكفي أنها لاتقترب من ترسانتها النووية، فرغم تحرش أمريكا بكل الدول تظل إسرائيل بمنأي عن المساءلة عن ترسانتها النووية رغم امتلاكها ل400 رأس نووي؟
ھھ نعود ونقول إن مقياس التعامل هو القوة. فبواسطتها يمكن للإنسان أن يعمل ما يشاء ولايستطيع أحد أن يعاقبه. خذي مثلا كوريا الشمالية التي تحدت المواقف بقوة. فماذا كانت النتيجة؟ لم يستطع أحد أن يقاومها، فالمسألة مسألة القوة. من يملكها يملك التفاهم. نقول هذا ونصب أعيننا ما قاله الزعيم سعد زغلول الحق فوق القوة. وهو مجرد تعبير نظري ولكن علي أرض الواقع القوة هي التي تستطيع أن تدوس علي الحق بغير حق. ويبقي بعد ذلك قول شوقي:
وللحرية الحمراء باب بكل يد مضرجة يدق
ولكن للأسف لاتوجد هذه اليد المضرجة.
|