عدالة السماء تنزل دائما
أذكر اننى قرأت لشيخ الكتاب المصريين الراحل الكبير المعلم الارخن مسعد صادق مقالا تعليقا على احكام القضاء المصرى الاسلامى المتطرف فى مذبحة الكشح الثانية و التى راح ضحيتها 22قبطة ذبيحا منهم واحد مجهول الهويةو 450قبطى جريحا
و كان القضاء قد امر بالافراج عن الجناة قبل النطق بالحكم حتى يقضون الاعياد الاسلامية فى احضان اهاليهم؟؟؟؟؟ و فى جلسة النطق بالحكم حكم ببراءة الجناة و أدان اثنين من المجنى عليهم؟؟؟
كتب الاستاذ مسعد صادق ان عدالة السماء تنزل دائما فبعد مذبحة السويس الاولى فى 4يناير 1952 كتب هو و الصحفى الراحل عزت سامى مقالة قالا فيها كيف تحتفل الامة بعيد الميلاد و هناك مئات الاقباط تم ذبحهم بالسويس لمجرد كونهم مسيحيين منذ أيام و أتهم فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية وقتها بالتواطؤ مع الجناة و مساعدتهم على الافلات بجرمهم محافظة على التحالف بين حزب الوفد و جماعة الاخوان الارهابيون التى ارتكبت المذبحة قبل الانتخابات المرتقبة فى أخر نفس العام1952
و قد رد سراج الدين عليه بمنتهى الصراحة فى التليفون " نعم نحن متواطئين مع الجناة ايه يعنى مئات من الاقباط ماتوا بيد اخوانهم المسليمن ؟؟ هناك ايضا مئات من المسلمين ماتوا فى العلميات الجهادية الفدائية الاستشهادية فى منطقة السويس!!!!!!!!!!!!!"
و يقول الاستاذ مسعد صادق انه كاد وقتها يموت بغيظه لولا انه بعد ايام كان الضباط الاخوانجية الذين ضحى الوفد بالحق و العدل من أجلهم قد ركبوا الحكم و صار وزير الداخلية المتواطئ معهم سجينا لهم يتم سحبه من زنزانته لمحاكمته محاكمات ظالمة أمام محاكم الشعب و محاكم الثورة و لم تمضى ايام الا و كان النحاس يفر من بيت الى بيت و من بدروم الى بدروم خوفا من القبض عليه
عدالة السماء تنزل دائما و لم تمضى سنوات الا و كان الصراع بين ضباط الاخوان و مشايخ الاخوان قد احتدم و دبر عبد الناصر قائد الضباط الاخوانجية مكيدة لمشايخه الذين امروا بأرتكاب مذبحة السويس و قضوا بقية اعمارهم فى السجون و حتى ناصر نفسه الكل يعلم كيف لحقته لعنة شهداء السويس و مات كمدا ببطؤ منذ 1967 و حتى 1970
لم يكد ينتهى مقال الاستاذ مسعد صادق الا و سمعنا بانباء احتراق قطار الصعيد فى نفس الاعياد الاسلامية التى افرج الجناة ليقضوها فى احضان ابناؤهم و كان من بين موتى الحادث 377 مائت من ابناء قرية اولاد طوق فقط التى جاء منها كل الجناة فى مذبحة الكشح العظمى
فلينيح الرب روح الكاتب الكبير مسعد صادق و ينفعنا بصلواته
|