وهل يقبل المسيحيون المساس بالسيد المسيح
بقلم : د. نبيل لوقا بباوي
ماحدث في الدنمارك وقبله في فرنسا من بعض الرسومات الكاريكاتورية الساخرة من الرسول محمد 'صلي الله عليه وسلم' لعب بالنار في علاقة الشعوب مع بعضها لان تناول رموز الأديان بالسخرية سواء مسيحية أو إسلامية يعكر صفو اتباع الديانات المختلفة لان رموز الديانات في كل ديانة لهم احترامهم الشديد لدي اتباع الديانات المختلفة ولا يمكن تبرير المساس برموز الديانات بالتبرير السطحي التافه الذي ينادي به بعض الكتاب اليهود وهو حرية التعبير لان حرية التعبير في جميع الدساتير الأوربية والعربية والآسيوية وفي كل دول العالم حرية التعبير ليست مطلقة ولكنها حرية مقيدة بعدم المساس بالآخرين وحرية الآخرين فلا توجد في الدنيا كلها حرية مطلقة أن تقول ما تشاء بما يمس معتقدات الآخرين أو رموز الديانات للآخرين ولا توجد حرية مطلقة بلا قيود المساس بالآخرين في أي نشاط إعلامي في كل دول العالم فكل قوانين العقوبات في الدنيا تعتبر المساس بأي شخص جريمة بعض الدول يعاقب عليها بعقوبة الجناية وبعض الدول يعاقب عليها بعقوبة الجنحة هذا إذا كان مساس بشخص ولكن الوضع يختلف كثيرا إذا كان المساس بأحد رموز الديانات السماوية سواء الإسلامية والمسيحية لأن المساس برموز الديانات هو في حقيقة الأمر مساس بكل اتباع الديانات لان رموز الديانات يشكلون الوجدان الديني لاتباع كل ديانة والمساس بهم مساس بالوجدان الديني لاتباع الديانة أي أن المساس بالرسول (صلي الله عليه وسلم) هو مساس بكل المسلمين علي وجه الأرض والمساس بالمسيح هو مساس بكل المسيحيين علي وجه الارض لذلك لا يجوز ان يقال ان المساس برموز الاديان يدخل في نطاق حرية التعبير لان في ذلك مساس بالوجدان الديني لكن أتباع الديانات لذلك أقول للكتاب المسيحيين في الدنمارك أو غيرهم الذين برروا المساس بالرسول بأنه يندرج تحت بند حرية التعبير هل تقبلون المساس بالسيد المسيح بأي صورة من الصور والسخرية منه أو النيل منه بالفاظ جارحة غير حضارية ان قوانين العقوبات في كل دول العالم بها جريمة الازدراء من الديانات الاخري وهي جريمة عقوباتها السجن وعندما قام الداعية الإسلامي أحمد ديدات رئيس المركز الإسلامي بجنوب افريقيا بكتابة بعض الكتب والمقالات تتبادل السيد المسيح بالتجريح طالب بعض الكتاب الغرب بمحاكمته بتهمة ازدراء الاديان لماذا اذن الكيل بمكيالين الاساءة للرسول 'صلي الله عليه وسلم' حرية تعبير والإساءة للسيد المسيح جريمة يجب العقاب عليها خاصة ان الإساءة لرموز الأديان السماوية لا يتفق مع صحيح الدين المسيحي أو الإسلامي فقد ورد في الانجيل في انجيل متي 'احبوا اعداءكم باركوا لاعنيكم واحسنوا إلي مبغضبكم وصلوا لاجل الذين يسيئون إليكم' وكذلك ورد في السيرة النبوية في صحيح البخاري ان الرسول قال 'من اذي ذميا فقد اذاني ومن اذاني فقد اذي الله' ومعني ذلك ان صحيح الإسلام وصحيح المسيحية لا يقبلان المساس برموز الأديان السماوية لذلك فإن المساس بالرسول 'صلي الله عليه وسلم' وضع البنزين بجوار الكبريت في علاقة الشعوب مع بعضها وقد احسنت المؤسسات الرسمية والشعبية العربية والإسلامية حينما هبت للوقوف ضد الاسفاف بالمساس بالرسول 'صلي الله عليه وسلم' حتي لاتتكرر مستقبلا هذه الظاهرة واتمني من المؤسسات الرسمية والشعبية المسيحية التنديد بالمساس برموز الديانة الإسلامية حتي لا يكون رد الفعل غير المسئول هو المساس برموز الديانات المسيحية وندخل في حرب لا جدوي منها وقد احسنت الحكومة الدنماركية حينما اعتذرت عن هذه الافعال غير المسئولة ولكن المهم ان يتفق الجميع حكومات ومبدعين وفنانين ان المساس برموز الاديان السماوية ظاهرة تخريبية وراءها اهداف سياسية للوقيعة بين اتباع الديانات السماوية خاصة المسلمين والمسيحيين لذلك يجب إدارة الأزمة بدون انفعال وعصبية حتي لا تتصاعد الامور ويكون المستفيد الوحيد هو اليهود.