[صائد الذباب]

مقابلة مع أبليس
*************

وقبل أن يهبط شمروخيل بى الى الساحة الثالثة سمعتة يتحدث مع نفسة ....وبعدها دار بى دورة كاملة وهبط بطريقة رأسية سريعة جعلتنى أتجمد من شدة الرعب وهرب الدم فى عروقى من هذا المتهور ...ثم صرخت فية بكل قوة وأنا متشبث بأكتافة بكل ما أتيت من عنف لم أعرفها فى نفسى من قبل....نقول أية ...حب الحياة والخوف من الموت..ولكننى ميت فعلاً ..قلت لهذا الصاروخ الهابط بى لارض جهنم بكل قوتة وكأنة سيحفر نفق برأسة بها :...ياعم شمروووخييييل...انت اتجننت والا نمت على نفسك....هدى السرعة شوية أرجوك...أتوسل اليك...أنا قلبى هيقف من الهبوط الرهيب دة

ضحك شمروخيل صارخاً بى: متخفش ...أنت خايف من أية؟؟؟يعنى لو وقعت هتموت...مانت ميت ياحبيبى ....
الصياد: طب أنت رايح على فين كدة بالصلاة على أبليس؟؟

شمروخيل: معلش الرحلة أتغيرت ...أصل جانى
message

نظرت فى ذهول لشمروخيل قائلاً : أية ياخويا ؟؟..جتلك رسالة؟؟...هو المحمول نزل هنا كمان؟؟...طب أنت تليفونك كرت والا خط...هاهاهاها

شمروخيل: أنت بتتريق على ...هنا الرسايل من الدماغ للدماغ طوالى مش محتاجين أجهزة نقل ياحلو

قال هذا ثم أقترب بشدة..وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الارض فأغلقت عينى من هول مشهد الارض وهى تقترب منى بشناعة...ولكننى بعد ثوانى لم أشعر بأى أرتطام ففتحت عينى لاجد نفسى فى أسفل سافلين ...نظر لى شمروخيل قائلاً : خلاص الرحلة وصلت للمحطة أنزل بقى

نزلت بهدوء قائلاً لة : أحنا فين ياشوشو

رد شمروخيل قائلاً : أحنا على أبواب قاعة الرئاسة الجهنمية

فزعت من هذة الاجابة صارخاً فى شيطانى: أية...أية اللى جابك هنا دلوقتى ؟؟

رد بسرعة وهو يسرع الخطى وأنا طبعاً الهث خلفة: مش قلتلك من شوية جاتلى رسالة

الصياد : من مين الرسالة دة ؟؟

شمروخيل: < وقف عن الهرولة وأستدار نحو وأقترب من رأسى > قائلاً فى شماتة أحسستها فى لهجتة: رسالة من الريس ...من كبير القعدة....من رئيس الهاوية...من أبليس نفسة...

صعقت ...بشدة وتسمرت فى مكانى وكأننى تمثال شمعى ...أو قطعة من الحجر ...ثم نفضت عن نفسى بعد ثوان هذة البلاهة التى أصابتنى من هول الموقف الذى أنا فية الان قائلاً : يعنى...أحنا...دلوقتى...هنقابل...أب..أبل..أبلي...أب ليس!!

رد شمروخيل فى قوة وهو يهزنى قائلاً فى مرح مش معهود فية بالمرة : أية ياصياد ...أنا كنت فاكرك أشجع من كدة...وأية يعنى لما تتقابل مع الريس بتاعنا؟؟؟ ما أنت كنت كدة كدة هتقبلة ....يعنى دلوقتى أحسن ...وكمان الريس بتاعنا ذى الفل وأنسان جدع قوى

نظرت لهذا الاهبل قائلاً لة : أنسان ؟؟...مين دة الانسان ياعم شمروخيل؟؟؟ أبليس؟؟؟

هز شمروخيل رأسة فى قوة قائلاً بسرعة : أسف ..أسف ...قصدى هو شيطان حلو خالص ...شيطان جدع وصاحب صاحبة

أبتسمت أبتسامة الغريق الذى أضحى بينة وبين الغرق والموت شعرة قائلاً لهذا الشيطان الانجليزى اللى مش عايز يسبنى فى حال سبيلى..... وأنا فى كامل اليأس والقنوط : صاحب صاحبة؟؟؟..ياساتر يارب

رفع شمروخيل أصبعة فى وجهى ..<أذا كان هذا الذى رفعة فى وجهى يسمى أصبع> محذراً : هس.....بس...أنت بتقول أية...<وتلفت حولة فى خوف شنيع ...لم أشاهد شوشو خائف قبل ذلك أبداً...ثم أكمل كلامة بصوت يصعب على الكافر: أوعى...حسك عينك تقول أى لفظ أو كلمة فيها اللة أو يسوع أو المسيح أو أى شىء يخص السما ...فاهم..أوعى ..لحسن تكون نهايتى.... ونهايتك قبلى كمان...أوعى ياصياد ..أرجوك

ضحكت من هذا الرعب الذى أرتسم على قسمات....< أو حفر> وجة شمروخيل ثم قلت لة فى تسائل : طب وأية اللى هيحصل يعنى...ماحنا متأندلين..وقعدين هنا فى جهنم...على رأى المثل اللى قال....قالوا للقرد هنصخطك...رد وقال ..أكتر من كدة أية...هتخلونى غزال..هاهاهاها

هل رأيت يوماً شيطان يلطم ويولول ذى الولايا...دة اللى حصل لصاحبنا ..أقصد صاحبى شوشو الذى بدء فى وصلة ولولة رهيبة مع دخول موسيقى قوية مؤثرة من اللطم على كهوف خدودة ثم قال : أنت كدة مش هتجبها البر معانا...أحنا هنا فى الدرك السابع من جهنم ..عارف يعنى أية؟؟؟
الصياد : لا...مش عارف؟؟

شمروخيل: يعنى دة أشنع وأبشع طبقة من طبقات جهنم ...دة حتى الشياطين بتهرب من الخدمة هنا ..واللى أهلة دعين علية...يتسجن هنا.... مننا..أو منكم

ولو لا قدر القدر وسمع الريس كلمة من هذة الكلمات هتروح ورا

الصياد: أية هنا كمان ..هروح ورا الشمس..هو الموضوع دة ورايا ورايا..فى الدنيا والاخرة كمان..دة أية الحزن الازلى دة والنحس اللى مش عايز ينزل من فوقى..خلاص يابا...خلاص كفاية ولولة ذى الحريم كدة ...أمسك نفسك شوية..وأنا أوعدك أنى مش هجيب سيرة حد يعكنن مزاج الباشا الكبير بتاع جهنم...أوعدك

شمروخيل : طب ياللى بينا

وهنا فتح شمروخيل باب كبير جداً...فخم ....باب ذى أبواب مكاتب كبار رجال الدولة...أو الكون.. ثم دخل فى أحترام وأنا طبعاً خلفة وكأننى تلميذ بليد رايح عند ناظر أو مدير مدرستة ومعاة ولى أمرة...

كانت المفاجأة كبيرة على نفسى مما وقعت علية عيناى..لقد كنت منتظر أن أرى مكتب أبليس عبارة عن بركان وحمم وهو يجلس فوق هذة الحمم ويمسك فى يدة بشوكة هائلة الحجم لزوم الغز والضرب وأن أجد جماجم تتدلى من سقف هذا المكان ودخان يملاء الهواء من حولى ...وأشياء كثيرة من هذا القبيل مثلما نشاهدة فى الافلام السينمائية...ولكن ما شاهدتة أبعد ما يكون عن كل هذا بمراحل ...أقصد عكس كل ذلك...نعم لقد وجدتنى فى قاعة فسيحة جداً ..على أحدث صيحة فى الديكورات .وسجادة حمراء فخمة مفروشة على أرضية هذة القاعة بالطول وفى نهاية القاعة ونهاية السجادة كان هناك رجل يجلس خلف مكتب بيضاوى الشكل مثل مكتب البيت الابيض الامريكى...وهذا الرجل شديد الاناقة يلبس بدلة لها الف لون ولون...مموجة لا تعرف لها أستقرار على لون معين...ورباط عنق على ما أظن أشتراة من أفخم بيوت الازياء الايطالية....ولة هذا الرجل وجة غاية فى الرقة والجمال ذو عيون زرقاء اللون وذو شعر أحمر قانى ناعم الملمس...ومع كل حركة منة كانت خصلات شعرة تقع على عيناة فيرفعهم بكل وسامة ورقة متناهية....نظرت لشمروخيل قائلاً لة: مين دة ؟؟؟

رد وهو يتقدم بأحترام : دة الريس بتاعنا هنا ..دة أبليس

فزعت من أجابة شمروخيل...ثم أجبتة بسرعة : الحليوة دة ...أبليس !!!!!!!...ياعم قول كلام تانى..

نظر لى شمروخيل ثم رفع وجهة للرجل قائلاً فى قوة وأحترام كبيرين: مساء الزفت واللهاليب ياريس

نظر أبليس لنا وقال فى هدوء وبصوت غاية فى العزوبة وكأننى أسمع مقطوعة موسيقية للسداسى شرارة أو الاخ بتهوفن: مساء القطران عليك ...مين دة ياشمروخيل؟؟

تنحنح شمروخيل وقال بكل كياسة :دة اللى سماحتك وشيطانتك طلبتة الان..دة الصياد

وقف أبليس فى سرعة ثم قال : دة...هو صائد الذباب؟!!!!

لماذا أحسست بالمهانة والاهانة من هذا الرد ...لا أعرف...ثم نظر لى أبليس قائلاً : أهلاً...أهلاً...

**************************************



وغداً مع الجديد

تحياتى

الصياد