بحث فى نقل جبل المقطم
بحث فى تحديد تاريخ المعجزة
لقد سجل التاريخ معجزة نقل جبل المقطم ، موضحاً أنها تمت فى عهد المعز لدين الله الفاطمى ، وفى عهد البابا الأنبا ابرآم السريانى البطريرك الثانى والستين (62) ، وعلى يدى القديس سمعان الخراز .
ولكن التاريخ لم يذكر اليوم والشهر والسنة التى حدثت فيها المعجزة .. الأمر الذى يثير الدهشة حقاً .
وربما كان سبب ذلك عند مؤرخى تلك الحقبة ، أن المعجزة فى واقعها الخارق كانت لاتحتاج إلى ثبت تاريخى ، لأن يوم حدوثها كان يوماً لايُنسى ، محفوراً فى وجدان الجماهير بقوة تأثيرها الذى زلزل الكيان ، فلن يُمحى من الأذهان ، على مدى الزمان ..
ولكن الأنسان هو الأنسان فمن طبعه النسيان .. وأكتشف التاريخ تقصيره فى تحديد تاريخ المعجزة .
والواقع أن الوصول إلى تحديد يوم وشهر وسنة المعجزة ليس بالأمر العسير ، بل يمكن الوصول إليه بمقابلة ومقارنة الأحداث التى حدثت فى زمان المعجزة .. وهذا ما سوف نحاول بنعمة الله وحكمة روحه القدوس أن نستوضحه فى هذا البحث ...
1) تحديد سنة المعجزة :
لكى نصل إلى استنتاج تاريخ السنة التى حدثت فيها المعجزة ، لنستعرض الأمور التالية :
(أ) لابد وأن المعجزة قد وقعت فيما بين عامى 975م و 979م :
فقد حدثت المعجزة فى عهد البابا الأنبا ابرآم السريانى .. وهذا البابا رُسِمَ بطريركاً سنة 975م وتنيح عام 979م ... فتكون المعجزة محصورة بين هذين التاريخين .
(ب) لابد أن المعجزة قد وقعت فى سنة تجديد كنيسة أبى سيفين :
فقد كان تجديد هذه الكنيسة نتيجة من نتائج المعجزة ، عندما ألح الخليفة على البابا أن يطلب شيئاً لينفذه له ، فطلب البابا تصريحاً بتجديد كنيسة مارقوريوس أبى سيفين بمصر القديمة ...
فيقول التاريخ :[ فأمر للوقت أن يكتب سجل تمكينه من ذلك .. ] (34) .
ويقول التاريخ أيضاً :[ أمر الخليفة أن تُعطى له كنيسة أبى سيفين فى الحال .. ] (35) .فكلمة " للوقت " وكلمة " فى الحال " تدل على أن التصريح بتجديد الكنيسة ، وتسليم الكنيسة أيضاً ، قد حدثا عقب المعجزة مباشرة أى فى سنة المعجزة ..
وثابت أيضاً من التاريخ أن البدء فى تجديد الكنيسة قد حدث أيضاً فى غضون المعجزة أى فى الحــــــال أيضاً بعد أخذ التصريح وأستلام الكنيسة ، بدليل ما سجله التاريخ من أحداث وقت البدء فى إعادة الكنيسة إذ قال :[ وحين قرئ المرسوم الذى أصدره المعز أمام باب كنيسة أبى سيفين ، تجمع ال**** محتجين صاخبين معلنين أنهم لن يسمحوا لأحد بأن يعيد بناء الكنيسة ..
وسمع الخليفة بما حدث ، فغضب غضبة مضرية دفعته إلى أن يمتطى جواده ، ويذهب على رأس جيشه إلى بابيلون ، إلى البقعة التى يبغى الأنبا ابرآم العمل فيها ..وما أن وصل إليها حتى أمر البنائين بالعمل أمامه وتحت اشرافه ، وحين رأى ال**** هذا الحزم من الخليفة المعز وقفوا صامتين ينظــرون إليــه وكأن على رؤوسهم الطير .. ] (36) .
هذه الوقائع تؤكد لنا أن بناء كنيسة أبى سيفين تم عقب المعجزة مباشرة ، فالخليفة لازال متأثراً ومتحمساً .. فيأتى بنفسه لتمكين البابا من العمل .
والثابت فى التاريخ أن أعادة بناء كنيسة مرقوريوس أبى سيفين هذه قد حدث سنة 979م (37) .
(ج) إذن فالسنة التى حدثت فيها المعجزة هى سنة 979 م تقريباً :
لأنها السنة التى حدث فيها إعادة بناء كنيسة مرقوريوس أبى سيفين عقب المعجزة مباشرة ...
2) تحديد يوم المعجزة :
(أ) من الثابت تاريخياً أن البطريرك الأنبا ابرآم قد نادى بصوم ثلاثة أيام م أجل المعجزة ، إذ قال للأساقفة والكهنة والشعب الذين جمعهم فى كنيسة المعلقة :[ علينا بالصوم والصلاة هذه الأيام الثلاثة التى أستمهلته أياها ، ليترأف الله علينا بنعمته ويهئ لنا طريق النجاة .. ] (38) .
(ب) ومن الثابت أيضاً أنه فى ثالث أيام الصوم حدثت المعجزة .. إذ يقول التاريخ : [ وفى صـباح اليوم الثالث أخـبر البطـريرك الخـليفة بأنـه عــازم على نقل الجبل] (39) .
(ج) وثابت فى التاريخ كذلك أن أيام الصوم الثلاثة هذه قد أُلِحقت بصوم الميلاد إذ قيل: [ ثم أُلحِقَ بصوم الميلاد ثلاثة أيام ، بعد أن كان يصام أربعين يوماً فقط .. وهذه الثلاثة أيام هى التى صامها المسيحيون فى عهد البطريرك ليرفع عنهم الويل الذى كان مزمعاً أن يحل بهم بسبب مكيدة الوزير اليهودى ... ] (40) .
(د) والسؤال التفصيلى هنا ، لماذا أُلحِقَ صوم الثلاثة أيام الخاصة بنقل الجبل بصوم الميلاد بالذات ؟!!
هل تم ذلك جُزافاً ، بلا حكمة ؟!!كيف يُعقل أن يتم ذلك بدون حكمة ؟!!وكيف تقبل الكنيسة تصرفاً مثل
هذا ؟!!
إذن لابد وأن تكون هناك حكمة ، وعلاقة بين الأيام الثلاثة وبين صوم الميلاد ...
(هـ) لو كان أمر ألحاق هذه الأيام الثلاثة لأى صوم متروكاً لأختيار الكنيسة ، لكان من باب أولى أن تضمه إلى صوم يونان ، أو صوم السيدة العذراء ، وذلك لما يآتى :
__________________
حكمة اليوم احنا ليش نستورد المعكرونه من الخارج ممكن نزرعها فى بلادنا العربيه احد الحكام العرب
Mind Utter Devastation
|