عرض مشاركة مفردة
  #2  
قديم 21-02-2006
الصورة الرمزية لـ makakola
makakola makakola غير متصل
Moderator
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
المشاركات: 6,270
makakola is on a distinguished road
قيمة الحرية هذه إحدى القيم المهددة من قبل التطرف الإسلامي، من مطاردة سلمان رشدي إلى قتل فرج فودة واغتيال تيوفان جوخ إلى الفتاوى التي صدرت بقتل رسام الكاريكاتير الدنماركي وحوادث العنف والغوغائية التي صاحبت هذا الحدث ،مرورا بعشرات الحوادث ضد كتاب ومثقفين وفنانين ومبدعين. بل أن الفتاوى التي صدرت عقب نشر هذه الرسوم من استحلال دم الرسام، وبيان كتائب شهداء الأقصى بفلسطين بإهدار دم رعايا الدنمارك والنرويج وفرنسا، وقول حسن نصر الله لو تم تنفيذ فتوى إعدام سلمان رشدي ما تجرأ أحد على النيل من الرسول، وهي تشبه فتوى عمر عبد الرحمن ضد نجيب محفوظ والتي قال فيها لو تم قتل نجيب محفوظ ما تجرأ سلمان رشدي، وقد أدت هذه الفتوى إلى محاولة آثمة لاغتيال نجيب محفوظ، بل وصل الأمر أن مظاهرة أسلامية خرجت في لندن تحمل شعارات إرهابية وتحرض على الكراهية والقتل بما يقوض القيم الأساسية التي قامت عليها الحضارة الغربية مثل "إلى الجحيم أيتها الحرية"، "اذبحوا من يسئ إلى النبي"، "استأصلوا هؤلاء الذي يسخرون من الإسلام"، "أوروبا ستدفعين الثمن: كارثة 11سبتمبرفي الطريق إليكم".
يحدث ذلك في الوقت الذي يزخر الأعلام العربي يوميا بهجوم وشتائم على المسيحية واليهودية، انظر مثلا عناوين مؤلفات أبو إسلام أحمد التى عرضت في معرض القاهرة الدولي للكتاب يناير 2006، "الكنيسة والانحراف الجنسي"، "العقائد الوثنية في الديانة المسيحية"، "الكتاب غير المقدس"، "أمة بلا صليب"، "آه يا غجر: رسالة إلى ***** المهجر"، بل وصلت بذاءاته بأن يكتب عن فرج فودة كتاب بعنوان "من قتل الكـلب".
انظر مثلا ما يكتبه زغلول النجار أسبوعيا فى صفحة كاملة في أكبر صحيفة عربية وهي الأهرام ،"الديانة اليهودية ليست دينا من الأديان بقدر ما هي حالة مرضية تعتري الفطرة السوية فتخرجها من إطارها الإنسانى إلى دائرة الشياطين" (الأهرام 22 يوليو 2002)، "الكفار والمشركين المنافقين ، خاصة من كان منهم من أهل الكتاب الذين حرفوا دينهم، أمثال اليهود المجرمين الذين كانوا ركازة الكفر عبر التاريخ ولا يزالون هكذا إلى اليوم وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها .. هم يمثلون أبشع صور الكفر" (الأهرام، 15 يوليو 2002). وما حدث فى كنيسة المهد وقت أختباء عدد من الفلسطينيين فيها ، وقد ذكر محرر لوس انجلوس تايمز الذى كان داخل الكنيسة بأنهم كانوا يستعملون أوراق الكتاب المقدس كأوراق توليت، ومع هذا لم تخرج مظاهرة فى الغرب ضد ذلك ولم يعتد أحد على المسلمين من جراء هذه الأفعال، في حين فقدان الأعصاب الأسلامية المتزايد وأرهاب الآخر وقتله إذا اقترب من الأسلام.
إن مشروع القرار الذى تقدمت به مجموعة الدول الأسلامية باعتبار "الإساءة الى ديانات أو انبياء يهدد حقوق الأنسان والحريات الأساسية ويتعارض مع حرية التعبير" ، لإدراجه فى مشروع القرار، الذى ينص على إقامة مجلس حقوق الأنسان ليحل محل مفوضية حقوق الأنسان التابعة للأمم المتحدة،هو أنتصار للمتطرفين والغوغاء وتكميم للافواه ومطاردة للحريات وفرض قيم الفاشية الأسلامية على العالم،لان الدول الأسلامية لن تلتزم بهذا القرار كما أنها لم تلتزم بغيره من قرارات ومواثيق الأمم المتحدة، ولانها ثانيا لا تعترف بأديان الاخرين(الدنمارك مثلا تعترف ب12 دينا فى حين أن معظم الدول الأسلامية تعترف فقط بثلاثة أديان وبعضها لا يعترف الإ بالإسلام ، وعمليا كل الدول الأسلامية لا توفر الحرية الدينية التى أقرتها الأمم المتحدة الا للمسلمين فقط)، وثالثا اكثر دول فى العالم تضطهد أصحاب الأديان المختلفة عن الأسلام هى الدول الأسلامية،ورابعا فى حين تدين الدول الأسلامية الأرهاب على استحياء فأنها تدافع فى الواقع عن الأرهابيين ومنهجهم وتزايد على غوغاءيتهم، وفى النهاية سيصب الموضوع فى تحصين الأرهاب الأسلامى من النقد لان هذا الأرهاب يستخدم نصوصا دينية لتجنيد وتحفيز الأرهابيين.

إن الدعوة إلى فرض قوانين دولية تحد من الحريات الفردية هي دعوة لتعميم قيم الفاشية، والتي كانت سببا رئيسيا في تخلف المجتمعات الأسلامية،أي فرض قيم متخلفة إجباريا على دول دفعت ملايين الضحايا من أجل مقاومة الفاشية والنازية والسلطة الدينية.
الصمت المزري للمعتدلين في الدول الإسلامية يجعل قيادة هذه الدول فعليا في أيدي المتطرفين والمزايدين على التطرف من الفسدة والمستبدين، ويعظم من احتمالات الصدام مع المجتمع الإنساني، وفي النهاية ستنتصر قيم الحرية، ولكن يبدو أن البشرية في طريقها لأن تدفع ثمنا جديدا باهظا من أجل المحافظة على هذه القيم ،وهذه المرة في مواجهة التطرف الإسلامي.
__________________
لم اكتم عدلك في وسط قلبي تكلمت بامانتك وخلاصك لم اخف رحمتك وحقك عن الجماعة العظيمة اما انت يا رب فلا تمنع رأفتك عني تنصرني رحمتك وحقك دائما
الرد مع إقتباس