كلمة د. وفاء سلطان في مؤتمر الأقباط
كلمة د. وفاء سلطان في مؤتمر الأقباط
بقلم د. وفاء سلطان 11/21/2005
الإخوة الأقباط المشرفون على المؤتمر
السادة الحضور،
أسعد الله أوقاتكم
في البداية اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر والامتنان للذين جهدوا لعقد هذا المؤتمر الذي نعلق عليه جل آمالنا والذين شرّفوني بدعوتهم واصرارهم على تواجدي اليوم معهم. وثانيا بالشكر والامتنان لهذا البلد العظيم الذي استضافنا وأحسن الضيافة. واسمحوا لي أن أتقدم بتحية اكبار واجلال لكل جندي أمريكي ولكلّ مواطن عراقي بذل ويبذل دمه ليزرع أول بذرة للحرية والديمقراطية في شرقنا الحبيب.
أيها السادة الحضور
أتساءل وأنا أقف امامكم في هذا المؤتمر وعلى هذه الأرض المقدسة، المقدسة لأنها مهبط حقوق الانسان وليست لأنها مهبط الأنبياء، أتساءل لماذا نحن اليوم هنا؟!!
نحن اليوم هنا لننبش رؤوسنا من الرمال ولنواجه ضوء الحقيقة بعد أن أعمى زيفُ الخرافات والجهل بصيرتنا وعلى مدى أربعة عشر قرنا من الزمن!
لاحريّة مع الجهل ولا عدالة في ظل الخرافات!
عندما يكون الدين مقياسا لإنسانية الانسان، يحدّد حقوقه ويرسم مدى حريّته، لامهرب لك، ستصطدم مع هذا الدين عندما تحاول أن تحلق بعيدا في سماء انسانيّتك وعندما تطالب بحقوقك وبالاستمتاع بحريّتك.
هذا هو حالنا في الشرق الأوسط!
واذا رفضنا أن نواجه تلك الحقيقة في هذا المؤتمر فإننا لن نخرج بنتيجة أفضل من النتائج التي آلت اليها كلّ المؤتمرات.
في شرقنا الأوسط لم تكن ديكتاتوريّة الحاكم اصل المشكلة، بل كانت ديكتاتورية الدين، ولم تزل، اصل كلّ مشكلة. ولا يمكن أن تنبت للحرية بذرة في وسط مازال الدين فيه السيّد المطلق!
عندما اناقش تلك الفكرة مع أيّ مواطن امريكي ينتفض بسرعة البرق ويتراجع رافضا فكرتي، بحجة أن حريّة الدين من ابسط حقوق الانسان ولا يحق لي ان اتطاول على هذا الحق!!
أنا والأمريكي لسنا مختلفين على احترام حرية الدين، ولكن أنا أعرف بأن مفهوم الدين في بلادي يختلف عن مفهوم الدين في بلاده بينما هو لا يعرف.
هو يفهم الدين على أنه مجموعة العقائد التي تنظم العلاقة بين الانسان وربه ولا تتجاوز حدود تلك العلاقة. أما في بلادنا فللدين قرص في كل عرس.
اذا الأزمة اليوم بين الاسلام من جهة والعالم كلّه من جهة هو الاختلاف في مفهومهما للدين. وعلى الجانبين ـ وفي محاولة للقضاء على الارهاب كأكبر مشاكل العصر أن يتفقا ـ على وضع تعريف جديد للدين!
عندما يتفق المسلم وغير المسلم على تعريف الدين سيبدأ المسلم بالتراجع لاعادة النظر في عقائده وتعاليمه.
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 10-03-2008 الساعة 04:21 PM
|