علينا نحن المجتمعين في هذا المؤتمر أن نمتلك الجرأة الكافية لكي نفتح في تاريخنا سجلا جديدا نكتب فيه اسماء المدافعين عن حقوق الانسان وحريته في بلادنا التي ماعرفت يوما تلك الحقوق ولا استمتع انسانها بتلك الحريّة. نحن المعنيّون بتغيير خارطة تلك البلاد.
الأجيال القادمة امانة في أعناقنا، لا نريد أن نورّثها ماورثناه من أحقاد وضغينة رحمة بها وبالعالم أجمع!
الأقليّات، وكما قلت، بما فيهم طبقة العلمانيّين تخاف من الديمقراطيّة وقد نبرر لهم مخاوفهم عندما نسمع الأصوليين الاسلاميين انفسهم اليوم يطالبون بها.
تلك هي اللعبة التي بدأوا يلعبونها اليوم.
لا ضير من ذلك! ليس المهم من يبدأ اللعبة، بل المهم من ينهيها.
هم بدأوها بالديمقراطية التي يظنّون بأنها ستصل بهم الى سدّة الحكم. وعلينا أن ننهي تلك اللعبة، ليس بالاحجام عن الديمقراطيّة، بل بمزيد من الديمقراطية لنسدّ عليهم الطريق للتفرّد بالحكم!
نعم قد تجلب علينا الديمقراطية مشاكلَ، لكنّنا لا نستطيع أن نعالج تلك المشاكل الاّ بالاصرار على المزيد من الديمقراطيّة.
تلك هي قواعد اللعبة، وعلينا أن نجيدها!
أيها السادة الحضور:
لا أستطيع كإمرأة ولدت مسلمة، عاشت وتربّت في بيئة مسلمة الا ان اتطرق في سياق الحديث عن حقوق الانسان وحريّته الى حقوق المرأة وحريتها التي تعتبر المدخل الى كلّ حق آخر.
عندما تحرر المرأة يتحرر الوطن بأكمله.
للحريّة اشكال كثيرة، والشكل الذي يعنيني هنا أكثر من غيره باعتباره بالنسبة اليّ كإمرأة الأهم. هو ان نحررها من المفهوم التي وصمها به الدين كناقصة عقل وحظ وايمان!
لقد وقعت رهينة ذلك المفهوم فصارت تمجّده حتى غدا بالنسبة لها طريقة حياة.
أبشع أنواع العبودية عندما يظنّ العبد نفسه حرا!
المرأة في بلادنا تستنشق من عبوديّتها نسيم حريّتها.
لقد انقلبت عندها المفاهيم وصارت عبوديّتها أعزّ حرياتها!
تصحيح تلك المفاهيم لا يتمّ الا من خلال حكم يفصل بين الدولة والدين ويتبنى مناهج تعليميّة يحدّد صحتها ويبرهن على جودتها العلم وليس الدين.
لا يمكن أن تحرر امرأة جاهلة. العلم هو الطريق الأسلم لتحريرها.
عندما تتعلم بأنهّا قيمة انسانيّة غير ناقصة ستسعى بكلّ جهدها لاثبات تلك القيمة!
كيف ستحرر امرأة تدافع حتى الموت عن حق زوجها في أن يضربها عندما ترفض أن تذهب معه الى الفراش، قبل أن تعلّمها آداب ذلك الفراش والحد الفاصل بين حقه وحقّها؟!!
عندما تتعلم المرأة بأنها قيمة انسانية ستسعى للدفاع عن تلك القيمة. لكن مادامت تسلّم بأنّ الله صنّفها مع الغائط من حيث درجة تدنيسها للرجل بعد اغتساله تهيؤا للصلاة لن تستطيع أن تتجاوز حدود ذلك التصنيف!
عندما نظرت الى السيّدة ساجدة الريشاوي التي كان من المقرر ان تفجّر نفسها مع زوجها داخل فندق راديسون في عمّان، عندما نظرت اليها خفّ غضبي وتنامى لدي احساس بالشفقة. مخلوقة احطت بها تعاليمها الى مستوى البهيمة او ربّما أدنى.
قالوا لها طيعي زوجك كما تطيعين ربّك، وكل ما فعلته لم يخرج عن نطاق تلك الطاعة.
لف زوجها حول خصرها حزاما ناسفا وقال لها اتبعيني، وانا على ثقة لن يصلوا في تحقيقاتهم مع هذه السيدة الى ابعد من ذلك لأنها لاتعرف ابعد من ذلك.
في سياق التحقيقات الاولية قالت لهم: ركبنا سيارة بيضاء من العراق الى الاردن. هذا كل ما اسفر عنه التحقيق الاوليّ ولا أعتقد انّه سيسفر لاحقا عن شيء أهم. غنمة يقودها راعي الى المذبح وهي تتبعه باخلاص وولاء. جاءت لتمارس مع زوجها الارهابي ارهابه بعد أن تأكدت من سلامة غطاء رأسها الذي بموجبه ستدخل جنّة الخلد!
والسؤال كيف سنعيد لتلك المخلوقات انسانيتها، كيف سنعيد لها ملكاتها العقليّة والفكريّة؟
مسؤوليتنا أن نحرر المرأة ليس من عبوديتها وحسب، بل من قناعاتها بأنها حرّة!
مسؤوليتنا اعادة تأهيلها عقليّا وفكريّا واعادة خلقها تربويّا!
اعادة التأهيل لاتتم الا من خلال الكلمة والكتاب.
نحتاج الى نظام تعليمي تربوي لا علاقة لرجل الدين به. نريد استئصال الدين من كلّ كتب التعليم ماقبل الجامعي.
نريد ان نبني عقولا حرّة، عقولا لا تشوّهها خرابيش أكل الزمن عليها وشرب.
نريد ان نبني نفوسا نظيفة، لا مكان للحقد والضغينة فيها.
أيها السادة الحضور.
في دفاعي المستميت عن المرأة لم أعانِ من الرجل كما عانيت من المرأة.
كانت الأسبق الى شتمي وتكفيري والدعاء لقتلي!
ومع هذا يعزّ عليّ أن أتخذ موقفا معاديا لها. هي قضيّتي.. هي صليبي الذي أحمله على ظهري.
لن أعاديها وسأظل خلفها حتى تعي مقدار قيمتها، ولتعلم كلّ النساء في وطني عندما يقف الله ضدّ المرأة سأقف ضدّ الله!
نحن العلمانيون، وكل مخلص لتلك القضية التي نحارب من أجلها اليوم، لسنا قادرين على أن نخوض تلك الحرب الضروس وحدنا. على العالم المتمدّن الحر ممثلا بالولايات المتحدة الأمريكيّة أن يقف الى جانبنا ويدعمنا بكل قواه كي نصل الى حقوقنا المشروعة والاّ لن يكون النصر حليفنا.
العالم اليوم قرية صغيرة ولا يستطيع الأمريكي أن يكون آمنا في بيته في فلوريدا مالم يكن المصري آمنا في قريته في الصعيد!
لا أمن في بلاد لا تحترم حقّ كلّ انسان بغض النظر عن دينه وعرقه ووطنه!
أمريكا كدولة عظمى معنيّة بمساعدتنا، وأنا كامريكيّة من اصل سوريّ اؤمن حق الايمان بقدرة امريكا وحسن نواياها حيال تلك المهمة!
أشكر مرّة اخرى القائمين على ادارة وإنجاح هذا المؤتمر.
أشكر امريكا البلد المضيف والمضياف.
اشكر السادة الحضور
والنصر لقضايانا!
*******************
آخر تعديل بواسطة Servant5 ، 10-03-2008 الساعة 04:22 PM
|