النفاق ، الإرهاب ، العنصرية . ثلاثة آفات (صفات) ذميمة وخطيرة
قام عليها وانتشر من خلالها الإسلام. النفاق في الإسلام وسيلة . والإرهاب لغة حوار . والعنصرية نمط عيش.
من المؤكد ان الذين لا يعرفون حقيقة الإسلام ، ولا حقيقة علومه الشرعية المختلفة . سيتهمونني بالافتراء والتهجم على الإسلام . لهؤلاء جميعا أقول : ليس هدفي التقبيح والتجريح في الإسلام . ولا الطعن والتشكيك في رموزه الدينية . بل هدفي هو إظهار الإسلام وكما هو في حقيقته وجوهره . دون زيادة ولا نقصان .
الذين لم يذوقوا مرارة الإسلام لا يعرفون الإسلام . الإسلام مر المذاق . مرارة الإسلام لا يعادلها الا مرارة الموت . الموت والإسلام لهما نفس الطعم ونفس المذاق . لم تحمل البشرية بجميع ويلاتها ونكباتها حملا اثقل من الإسلام . انه حمل البشرية الأثقل . انها الحقيقة . حقيقة أعلنها الإسلام بنفسه عن نفسه بشكل واضح وصريح. وذلك من خلال قرانه وعلى لسان نبيه . ولكي لا يتهمني أحد قليلي المعرفة بالافتراء والتهجم على الإسلام . دعوني أبين وأبرهن لكم حقيقة دعواي . معتمد لذلك على القران وعلى السنة والسيرة النبوية وعلى آراء واقوال اكبر واشهر علماء المسلمين قديما وحديثا. فلأصحاب الفضيلة في هذا الخصوص المقام الأول بعد القران والسنة. فعليهم اعتمدنا واليهم رجعنا وبهم استعنا.
الشيخ المقدسي
موقف القرآن والسنة
من الكذب
لقد سبق لي وان نوهت بأنني سأعتمد ببحثي هذا على القران والسنة. لهذا دعوني ابين لكم موقف القران والسنة من النفاق والكذب .
اعلم هداك الله وحماك من شر المنافقين ان القران أباح للمسلمين الكذب والنفاق . خصوصا إذا كان في ذلك مصلحة ونصرة للإسلام وللمسلمين.
وقد جاءت الرخصة القرآنية بالكذب والنفاق في اكثر من سورة منها :
سورة النحل: ( مَنْ كَفَرَ باللهِ مِنْ بَعْدِ إيمانِهِ إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلبُهُ مُطْمَئنٌ بالاِيمانِ ) سورة النحل 106.
لقد اجمع علماء الإسلام ان هذه الآية نزلت في عمار بن ياسر حين أعطى الكافرين ما أرادوا بلسانه مكرها .
قال ابن عباس: أخذه المشركون (عمار بن ياسر) وأخذوا أباه وأمه سمية وصهيب وبلال وخباب وسالم فعذبوهم, وربطت سمية بين بعيرين , وقيل لها إنك أسلمت من أجل الرجال; فقتلت وقتل زوجها ياسر, وهما أول قتيلين في الإسلام.
وأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرها, فشكا ذلك إلى رسول الله, فقال له رسول الله : (كيف تجد قلبك)؟ قال: مطمئن بالإيمان. فقال رسول الله: (فإن عادوا فعد). راجع تفسير آية سورة النحل للطبري .
وبالجملة ، فان جميع ما وقفت عليه من كتب التفسير وغيرها متفق على نزول الآية بشأن عمار بن ياسر وأصحابه الذين وافقوا المشركين على ما أرادوا. راجع: تفسير الواحدي 1 : 466مطبوع بهامش تفسير النووي ، والمبسوط للسرخسي 24 : 25 . والكشاف للزمخشري 2 : 449 ـ 550، والمحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية الاَندلسي 10 : 234 ـ 235 وأحكام القرآن لابن العربي 2 : 1177 ـ 1182 (وفيه كلام طويل عن التقية) .
قالوا : " لما سمح الله عز وجل بالكفر به وهو أصل الشريعة عند الإكراه, فإذا وقع الإكراه لم يؤاخذ به ولم يترتب عليه حكم; وبه جاء الأثر المشهور عن النبي: (رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه) متفق عليه . راجع تفسير الطبري في شرحه لآية النحل 106.
أجمع علماء المسلمين على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه القتل, أنه لا إثم عليه إن كفر وقلبه مطمئن بالإيمان.
وقد ذكر الزمخشري بتفسيره: روى ان أناس من أهل مكة فتنوا فارتدوا عن الإسلام بعد دخولهم فيه ، وكان فيهم من اكره، وأجرى كلمة الكفر على لسانه ، وهو معتقد للأيمان. منهم عمار بن ياسر ، وأبواه، ياسر، وسمية، وصهيب، وبلال، وخباب، عذبوا00 فأما عمار فأعطاهم ما أرادوا بلسانه مكرهاً . راجع: الكشاف عن حقائق التنزيل 2/432.
اذن لقد أباح القران للمسلمين الكذب والنفاق في حالة وقوع الإكراه على المسلم ! ودليلنا قوله : (مَنْ كَفَرَ باللهِ مِنْ بَعْدِ إيمانِهِ إلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلبُهُ مُطْمَئنٌ بالاِيمانِ) النحل 106.
ونحن إذ نتعرض هنا للأدلة القرآنية الدالة على مشروعية الكذب والنفاق في الإسلام، نود التذكير بأن الدليل الواحد المعتبر الدال على صحة قضية يكفي لاثباتها ، فكيف لو توفّرت مع إثباتها أدلة قرآنية كثيرة ، لم يُختَلَف في تفسيرها ؛ لاَنّها محكمة (أي واضحة المعنى والحكم) يُنبىء ظاهرها عن حقيقتها ولا مجال للتأويل فيها ؟ .
__________________
جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه ( أم 26 : 4 )
|