
22-02-2006
|
Registered User
|
|
تاريخ التّسجيل: Mar 2003
المشاركات: 3,027
|
|
بـريــد الأهــرام
43543 السنة 130-العدد 2006 فبراير 23 24 من المحرم 1427 هـ الخميس
د. علاء القوصي
السلاح الأقوي!
فور نشر الرسوم البذيئة في الصحيفة الدنماركية انهال علينا سيل من الرسائل الاستنكارية الإلكترونية, وهو الأمر غير المستغرب من اتباع الإسلام الغيورين علي دينهم ورسولهم, وازدادت الأمور حدة حين رفضت الحكومة الدنماركية الاعتذار بحجة حرية التعبير فبدأت الشعوب والحكومات الإسلامية في الاستنكار والتعبير عن الغضب بصور متعددة, وأود هنا أن أقول:
1 ـ إن مثل هذه الاستفزازات الخبيثة لن تستطيع بأي حال إن تسيء إلي الإسلام ورسوله الكريم ولو قيد أنملة, ولقد هوجم الإسلام بجميع الأساليب خلال خمسة عشر قرنا, ومع ذلك فإن شوكته تقوي وانتشاره وعدد اتباعه في ازياد, وعدد من يمارسون شعائره يتضاعف, وهو بالطبع ما يثير حنق وحقد الكثيرين, ولا عجب أن الدنمارك هي الدولة التي ظهرت فيها كتب ذكرت رسولنا الكريم ضمن أعظم100 رجل أثروا في البشرية والتاريخ الإنساني بما أحدثه من تأثير مشهود, وما أحدثته رسالته من تغييرات عالمية ضخمة.
2 ـ في مثل هذه الحالات هناك نوعان من الدفاع عن الحق.. سلبي وإيجابي, وما نراه الآن من مظاهرات وحرق الأعلام ومقاطعة المنتجات يميل للجانب الأول, وهو أمر طبيعي للتعبير عن الغضب والاستنكار, أما الإيجابي ـ الذي أتصور أنه أكثر فعالية ـ فله جوانبه المتعددة وأهمها التأثير السياسي والاقتصادي الفعال والأخذ بكل أسباب القوة لمنع تكرار حدوث ذلك, وهنا تلعب الحكومات الدور الأكبر ليس فقط باستدعاء السفراء وسحبهم, ولكن بالضغط علي الدول التي سمحت بالإساءة والربط بين ذلك وبين العلاقات الثنائية في جميع المجالات, وعلي حكومات الدول الإسلامية أن تلجأ للأمم المتحدة لاتخاذ قرار يمنع التعرض للأديان والأنبياء بأي إساءة, ولقد نجح اليهود في ذلك حتي صدرت قوانين تعتبر أن مجرد نقدهم ولو بعبارات ناعمة هو معاداة للسامية تستوجب العقاب.
3 ـ السلاح الأقوي هو جدية العمل علي التفوق الاقتصادي والسياسي الذي نستطيع أن نضغط به حين نعتمد علي أنفسنا ونكتفي ذاتيا بمواردنا ونوحد قوانا وننبذ خلافاتنا ونتكامل معا في مختلف المجالات, وهو ليس بالأمر العسير بدليل نجاحنا فيما فعلناه إبان حرب1973, وعلينا أن نستعيد جديتنا وتميزنا, وهو ما نمتلك أسبابه فلقد كدنا أن نسود العالم حين أحسنا استغلالها باتباع تعاليم ديننا الحنيف.
4 ـ وإذا نظرنا للأمر بصورة أكثر شمولية واعتبرنا ما حدث امتدادا لحملة شعواء ضد الإسلام بدأت منذ قرون واشتعل وطيسها بعد أحداث سبتمبر التي تم إلصاقها بالمسلمين واستغلت لضربهم عسكريا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا أينما وجدوا, فإن علينا أن نتصدي لذلك بصورة أكثر قوة وفعالية, وهو ما يجب أن تهتم به الحكومات فتقف صارمة ضد أي محاولات خبيثة لأي تغيير أو تسطيح أو إخلال بالمبادئ الإسلامية الحنيفة, سواء عبر المناهج الدراسية أو بأي صورة تحول دون ممارسة المسلمين شعائرهم التي مارسوها لأكثر من خمسة عشر قرنا في سلام وود ومحبة مع الآخرين حتي ظهرت فتنة لعن الله من أيقظها.
د. علاء القوصي
http://www.ahram.org.eg/Index.asp?Cu...1.htm&DID=8771
|