عرض مشاركة مفردة
  #17  
قديم 24-02-2006
الصورة الرمزية لـ رسول الله
رسول الله رسول الله غير متصل
Gold User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2004
المشاركات: 1,700
رسول الله is on a distinguished road
فقد قال الإمام الطبري : (( اختلف أهل التأويل في تأويل هذه الآية ، فقال بعضهم هذه الآية هي أول آية نزلت في أمر المسلمين بقتال أهل الشرك ، وقالوا أُمر فيها المسلمون بقتال من قاتلهم من المشركين والكف عمن كف عنهم ثم نسخت ببراءة ) تفسير الطبري3 /561.

ثم نقل ذلك القول بسنده عن الربيع بن أنس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، ثم قال : (( وقال آخرون بل ذلك أمر من الله تعالى ذ كره للمسلمين بقتال الكفار لم ينسخ ، وإنما الاعتداء الذي نهاهم عنه هو نهيه عن قتل النساء والذراري ) تفسير الطبري3 /562 . أحكام القرآن للجصاص 3/437و436.

فهذه أقوال السلف في هذه الآية ، وهي لا تخرج عن أحد المعنيين اللذين أشار إليهما الطبري ولا نعلم أحداً من السلف قال بمثل ما قال به الكاتب من دلالة الآية على أنه لا يقاتل الكفار إلا إن ظهر منهم عدوان .
قال ابن كثير في تفسيره : (( أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الذين لا يقاتلونكم في الدين كالنساء والضعفة منهم ) تفسير القران العظيم 4/350 .
اذن المقصود بعدم الاعتداء هو : النهي عن قتل النساء والذراري ومن ليس من أهل القتال .

قال النيساوري في كتابه ( الناسخ والمنسوخ) هذه هي الآية الرابعة عشر من الآيات الثلاثين المنسوخة في سورة البقرة : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدي ان الله لا يحب المعتدين ) بقرة 19. نسختها آية سورة التوبة 36 ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة) وبقوله (اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم .
ويقول النيسابوري في قوله ولا تعتدوا هذا كان في الابتداء _ عندما كان الإسلام ضعيفا _راجع الناسخ والمنسوخ للنيسابوري ص 65-66.
سؤال : كيف يامر القران بعدم قتل النفس في الوقت الذي جعل فيه القتال فريضة إلهية مقدسة مثلها مثل الصلاة والصيام : ( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ) سورة البقرة 183 .(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ ( سورة البقرة 216. سؤال ما هي الحالات الذي يحق للمسلم فيها قتل النفس بالحق ؟
وهل قتل غير المسلم يعتبر من حالات قتل الحق ؟ . أجيبونا جزاكم الله خير .
كيف يامر القران بعدم القتل والله نفسه يحب القتال والمقاتلين : (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ) سورة الصف 4.
كيف يطالب القران المسلمين بعدم الاعتداء في الوقت الذي يطالبهم وبشدة بالاعتداء على الآخرين وذلك في قوله: ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) التوبة 29 . لاحظوا كيف ان الآية تبدأ بامر (قاتلوا).
وفي قوله (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ ) سورة البقرة
193 .
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه ) سورة الأنفال 39.
وقوله : (فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التوبة 5 .
وإذا أراد المسلم ان يظهر الإسلام على انه دين ضمن حرية العبادة للمخالفين ، تراه يخرج من جعبته اية سورة البقرة : { لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغي} البقرة 256. هذه الاية من الايات المنسوخات.
قال النيسابوري في كتابه الناسخ والمنسوخ : أنها الآية السابعة والعشرون بحسب تسلسل المنسوخ في آيات سورة البقرة نسختها اية السيف (التوبة 5). راجع الناسخ والمنسوخ للنيسابوري ص 96 -97.
سؤال كيف لا يكون إكراه في الدين (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُون)َ سورة الصف 9 و سورة الفتح 28 .
كيف لا إكراه في الدين وهو يطالبهم ( قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ ... وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) التوبة 29 كيف ؟ هل يناقض القران نفسه ؟
__________________
جاوب الجاهل حسب حماقته لئلا يكون حكيما في عيني نفسه ( أم 26 : 4 )
الرد مع إقتباس