الجهل السياسي (1)
أعزائي الأحباء المشاركين في هذا الموضوع
أود أن أشارك معكم في هذا الموضوع نظرا لأن الكثيرين من أحبائنا المسلمين و كذلك إخوتي المسيحيين يفتقدون إلى المعرفة السياسية الصحيحة.
ولا يظن أحدا بأنني أملك الحقيقة الكاملة ، ولكني أجتهد بقدر مطالعاتي لتحليلات سياسية خبيرة و مُتعمقة ، دون الإلتفات لكل التراهات و التفاهات التي تبثها وسائل الإعلام التي تضر أكثر مما تفيد!!!
المؤسف أن الغالبية العظمى من المسلمين في مصر و ما يُسمى بالدول العربية (و الكثير من الأقباط كذلك) ، يخلطون عن عمد أو جهل الدين بالسياسة ، والفضل يرجع للمقبور السادتي الذي تمكن بدهاء و خبث الفلاحيين المنايفة من قولبة العقول لكي تقبل خلط الدين بالسياسة كأمر من المُسلمات ، بالرغم من شعاره المُعلن الكاذب المُخادع : (لا سياسة في الدين و لا دين في السياسة)
لقد ذكر الأخ حمادة (prin) الآتي : (الشيعه براعيه الام الاكبر لهم ايران تريد استخدام نفوذها الشيعي في مخططها المعروف في السيطره علي الشرق الاوسط اقصد الدول العربيه بثتثناء مصر وباقي شمال افريقيا)
تعقيب : يا أخ حمادة
شيعة العراق ليسوا كُتلة واحدة كما تظن أو يصور لك إعلامك المصري السُني المُغالي في تطرفه ، بل إنهم شيعا كثيرا ، قد يصل الخلاف فيما بينها حد القتال :
- هناك شيعة مُتطرفون (وهم ممثلين في حركة مقدى الصدر) ، وهؤلاء فقط هم الموالون بشكل مُباشر أو غير مُباشر لإيران ، وهؤلاء لا يشكَلون إلا 10-15% من مُجمل شيعة العراق.
- وهناك شيعة وسطيون (و إن كانوا مُلتزمين دينيا) وهم غالبية شيعة العراق ، وهم يكنون إحتراما كبيرا لمرجعياتهم الدينية مثل السيستاني وهم يمثلون 60-70% من مُجمل شيعة العراق.
- و هناك شيعة علمانيون (مثل أياد علاوي) ، و يمثلون 10-20% من مُجمل شيعة العراق ، وهؤلاء هم الأكثر عقلانية و برجماتية ، وهم صفوة المفكرين و السياسيين الحقيقيين للطائفة الشيعية.
- و أخيرا هناك طرف شيعي آخر يغفله الجميع وهم الشيعة الأكراد ، (ممثلين في شخصيتهم المحورية مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان العراق) ، و إن كان الغالبية العظمى من المُحللين يعمدون إغفال هؤلاء نظرا لأنهم يُغلبون عليهم عرقيتهم أكثر من تغليب طائفتهم على شخصيتهم السياسية عندما يتحدثون عنهم.
و بالطبع لو نظرنا إلى تلك الفسيفساء الشيعية ، لوجدنا بأنه لا رابط يربط بين هؤلاء الأربعة ، لا سيما و إن بينهم عربا و كُردا ، اللهم إلا كونهم شيعة!!!
لقد أردت بهذا السرد المُسهب أن أخبرك يا أخ حماده بأن ليس كل الشيعة في سلة واحدة كما تتخيل أو كما يصوره لك إعلامك السُني المُتعصب ، بل أن الفئة الثالثة على وجه التحديد(الشيعة العلمانيون) يناصبون العداء جهرا لإيران ، وكذلك بعض شيعة الفئتين الأولى و الثانية ، وعلى وجه التحديد من لهم تطلعات قومجية عربجية (عفوا أقصد عربية) ، يمقثون إيران ولم ينسوا قتلاهم الذين راحوا ضحية الحرب العراقية - الإيرانية ولأنهم مثلك كذلك يخشون المد الفارسي بغض النظر عن كونه شيعيا مثلهم!!!
ثم كتبت تقول : (... دلواتي لها مصلحه في انها تخرج السنه من العمليه السياسيه علشان تنفرد بالحكم وده شفناه النهارده في راي اللجنه السنيه في مجلس الحكم في العراق)
تعقيب : معظم السُنة العرب في العراق يا أخ حماده هم الأكثر غلا وهمجية ووحشية في العراق ، و هذا ليس ناتجا من فراغ بل هناك أسبابا كثيرة أدت إلى ذلك :
1. إحساسهم بأنهم فقدوا السيطرة السياسية و النفوذ و القوة بعد سقوط نظام صدام البائد ، وبالتالي حرمانهم من مميزات كانوا يتمتعون بها دون سائر أطياف الشعب العراقي العرقية و الدينية.
2. عدم تصديق غالبيتهم بأنهم فقدوا مُكتسبات أكسبها لهم النظام البائد زورا على حساب باقي طوائف و عرقيات الشعب العراقي ، بالرغم من كونهم أقلية لا تزيد عن 15-20% من مُجمل العراقيين . فقد واجهوا العملية السياسية في بادىء الأمر بالمُقاطعة ، تارة بحُجة عدم شرعيتها في وجود الإحتلال و تارة أخرى بعدم وثوقهم في شفافية عملية الإقتراع لأنهم كانوا يدركون بأنهم لن يكونوا سوى أقلية داخل البرلمان.
و خلاصة القول ، السُنة هم من همَشوا أنفسهم بأنفسهم في الإنتخابات الأولى التي تمت في 2004 ، و لكنهم عندما إستفاقوا مؤخرا و تيقنوا بأنه لا يمكنهم الحصول ولو على جزء يسير من إمتيازاتهم السابقة إلا بالدخول في اللعبة السياسية ، شاركوا في إنتخابات ديسمبر 2005 ، ومع ذلك لم يقنعوا بالنتائج (بالرغم من نزاهتها و بالرغم من كون الفائزين من السُنة في تلك الإنتخابات مثَلوا حوالي20% من البرلمان العراقي (أي نسبتهم الفعلية داخل العراق) ، وبالرغم من ذلك ، طعنوا في نزاهة و شرعية الإنتخابات و ووصموها بالتزوير ، رغم يقينهم بأنها المرة الأولى في تاريخهم المُعاصر الذي يتضح فيه حجمهم الحقيقي داخل الشارع العراقي ، و لكن هذه هي آفة من أدمن السلطة يا أخ حمادة!!!
أما بخصوص من أسميتهم باللجنة السُنية في مجلس الحُكم في العراق ، فهذا (ولا مؤاخذة) يدل على جهلك التام بالسياسة ، فلا يوجد ما أسميته باللجنة السُنية ، بل يوجد هيئة علماء المسلمين ، وهم أقطاب الإجرام السُني العراق ذوي العمائم البيضاء وهم يقولون على المنابر في المساجد وعبر شاشات الفضائيات شيئا ، ويُخططون كالأبالسة و الشياطين في الخفاء شيئا آخرا ، وأصبح من المعلوم لدى الجميع بالوثائق و المُستندات أنهم المُمول الأول للعصابات السُنية الإجرامية قاطعي الرؤوس ، و مخربي الكنائس و المساجد الشيعية و الحسينيات ، ومنفذي عمليات التهجير و التطهير العرقي داخل مثلث الشيطان (المثلث السُني) لكل من كان غير سُنيا!!!
كما أن مجلس الحُكم قد تم حله منذ خروج الحاكم المدني الأمريكي بريمر من العراق ، ولم يعد شيئا في العراق يتسمى بهذا الإسم ، فمن أين تستقي معلوماتك المغلوطة؟؟؟
يتبع ....
|