شكرا حمادة
أخي الحبيب boraee
جزيل الشكر على تشجيعك المُستمر لي ، الرب يبارك حياتك.
الأخ المُحترم حمادة (prin)
قبل كل شيء ، أود أن أعتذر لك أمام الجميع على إسلوبي الخشن الذي عاملتك به في تعقيبي السابق على إحدى مُشاركاتك ، و أود أن تقبل إعتذاري هذا الذي أعلنه على الملأ ، فأنت أحد القلائل الذين يستخدمون أسلوبا راقيا مُهذبا في الحوار (وإن كان عاميا) في زمن علت فيه أصوات الغوغاء و المُتشنجين و المُتعصبين على أصوات العُقلاء ، فلم نعد نسمع الآن سوى نعيق و صراخ و تشنجات أصحاب اللحى الطويلة و العمائم البيضاء و السوداء المُتعصبين ذوى العقول الفارغة التافهة.
و رجوعا لموضوعنا الأساسي ، لقد عقبت على مُشاركتي بقولك : (الفكره في السياسه ان ايران مش هتستني تشوف مين معاها او ضدها وتاكد كل التيارات سيتم قمعها وستقبل رغم انفها وانف الجميع بالمرجعيه الام الموجوده في ايران بدافع محاربه السنه...)
تعقيب : أتفق معك 100% أن النظام الإيراني لم و لن يكف عن التدخل في الشأن العراقي الداخلي لعدة أسباب ، وحتى لا أكرر ما سبق أن ذكرته سابقا ، فسوف أوجز بما يلي :
1. مراهنة النظام الإيراني على تعاطف الغالبية العراقية الشيعية مع ثورته التي طالما حاول تصديرها للعراق خصوصا و باقي الدول المُحيطة عموما و فشل في ذلك فشلا ذريعا (اللهم إلا نجاحه المحدود في جنوب لبنان المُتمثل في حركة أمل و حزب الله الشيعييين و اللذين سوف ينهارا حتما بمجرد قطع المعونات و الإمدادات الإيرانية و السورية عنهما).
و لكني واثق بإستحالة تكرار النموذج الشيعي اللبناني في العراق للأسباب التي ذكرتها في مُشاركتي السابقة.
2. الزمن الذي نجحت فيه ثورة الملالي الإيرانية لم يعد الزمن الذي نعيشه الآن والقوة التي إستمدت منه بقائها حينئذ لم تعد موجودة (الدب السوفيتي) بالرغم من إستمرارية العلاقات الوثيقة بينه و بين وريث الدب السوفيتي (روسيا) ، ولأن روسيا نفسها الآن لديها تجربتها الأليمة مع التطرف الإسلامي داخل أراضيها ، وهي ليست على إستعداد لا لمُناطحة الولايات المُتحدة لمجرد المُناطحة (بعدما إعترفت الولايات المُتحدة أخيرا بالإرهاب الشيشاني) ، ولا لمُساندة تطرف إسلامي جديد بعدما ساهم هذا التطرف في أفغانستان في إنهيار إمبراطوريتها السابقة.
3. عزم الولايات المُتحدة على إنجاح مشروعها بدمقرطة العرب بدأ من العراق حتى ولو تم ذلك قسرا ، وهي تعي بأن فشلها معناه
أ) إخلاء الساحة للتطرف الإسلامي الشيعي ، و إقامة نظام ملالي آخر مُعاد لها.
ب) إنهيار مشروع الدولة العراقية نتيجة دعم بعض الأطراف (التي لن تقف مكتوفة الأيدي) للطرف السُني الجريح الشرس المتربص ، وبالتالي خسارة المزيد من مناطق النفوذ .
ج) خلق المزيد من البؤر المُعادية لها و بالتالي صعوبة ، بل و إستحالة القضاء على التطرف الإسلامي و ما يتبعه من تهديدات مُباشرة و غير مُباشرة للمصالح الأمريكية.
لقد دخلت كل من الولايات المُتحدة و إيران الآن لعبة مقامرة في العراق و كلاهما يعي تماما بإستحالة وجود حلولا وسطية توفيقية بينهما ، فالفائز سيفوز بكل شيء ، و الخاسر - بالتالي - سيخسر كل شيء ، و كلاهما يدرك قواعد تلك اللعبة جيدا ، ويستميت من أجل تحقيق أهدافه :
- فلو إنتصرت الإرادة الأمريكية بعلمنه العراق ، فهذا يعني نهاية حلم تصدير الثورة الإيرانية - وللأبد - خارج حدودها ، بل و قد يخلق جيلا ناقما على نظام الملالي داخل إيران قد يطيح بهذا النظام لاحقا ، وهذا ما تراهن عليه الولايات المُتحدة و تعمل من أجله دون إراقة نقطة دماء أمريكية واحدة في إيران.
- ولو إنتصرت الإرادة الإيرانية ، فهذا سوف يعني بداية نهاية النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، ووقتها سوف يكون أول الخاسرين ، ليست أمريكا فحسب ، بل أغبياء حكام العرب الذين يدعمون الإرهاب السُني لإعتقادهم الغبي بأن خلق التوازن بين السُنة و الشيعة سوف يقلم أظافر كل من إيران و الولايات المنحدة ، وهم غير مدركين بأن هذا التطرف السُني الذي يراهنون عليه الآن سيتم القضاء عليه بلا شفقة في حال إنتصار الإرادة الإيرانية ، وحينئذ سوف تقلب الولايات المُتحدة الطاولة على رؤوس الجميع قبل مغادرتها المنطقة في حال هزيمة مشروعها ، وستعمد إلى ترك المنطقة في حالة صراع طائفي سيطال كل من آذاها و خرب مشروعها ، ووقتها فسوف ينقلب السحر على الساحر العربي.
لقد أكملت عبارتك السابقة بالقول : (...وما فعل في الشيعه علي يد السني صدام من وجهه نظرهم ومع احتفاظي بكراهيتي لصدام)
تعقيب : لا أتفق معك بأن صدام كان يقمع شعبه من مُنطلقات خلفيته المذهبية ، (ولا يغرنك دروشته المثفتعلة الآن داخل قاعة مُحاكمته و إطلاقه للحيته) ، فصدام يا عزيزي شخصية سيكوباتية ، إعتبر نفسه إله العراقيين - ولازال - وقد كان مُستعدا للتضحية بكل سُنة العراق لو أحس بأنهم غير موالين لحكمه الفاشي الإستبدادي ، كما أن له بالفعل مجازر (والتي لم تلقى الأضواء عليها) ضد بعض الجماعات السُنية المُتطرفة يعرفها كل العراقيين.
نرجع للنقطة الأهم في تعقيبك ، وهي الخاصة بالحُكم و الإعلام المصري الذي دافعت عنه بقولك : (اما بالنسبه لاعلامي المصري لايتكلم في هذا الموضوع اصلا لانه لايلزمه)
تعقيب : أن مخطىء تماما يا عزيزي فيما تقول ، فقط عليك الرجوع للخطاب الإعلامي المصري لتجد كم الكراهية المُبطن و المُعلن ضد كل ما هو عراقي الآن (مهما حاول إخفاء ذلك بالعبارات الدبلوماسية الطنانة الكاذبة) بسبب إستحواذ الشيعة على الحكم ، حاول فقط التمعن فيما بين السطور مما يبثه الإعلام المصري بعقل و أذن حيادية ، وستدرك فورا صحة ما أقول.
للحديث بقية ....
|